ماذا يفعل الله بمن يصلي صلاة الفجر.. وكيف أكون ممن اختارهم لأدائها؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
ماذا يفعل الله بمن يصلي صلاة الفجر ؟ هو سؤال يشغل ذهن من يحرصون على أداء الفجر لكن ربما تفوتهم لنومٍ أو كسل أو لبرودة الطقس، فيتساءلون: ماذا يفعل الله بمن يصلي صلاة الفجر؟، وهل يختار الله من يصلي الفجر؟
ماذا يفعل الله بمن يصلي صلاة الفجر ؟أجزل الله سبحانه وتعالى العطاء والثواب لمن صلى العشاء والصبح في جماعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في الجماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله» رواه مسلم.
كما ورد عن جُنْدِبِ بن عبداللَّه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّه، فَلا يَطْلُبنَّكُم اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدرِكْه، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّم رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُه، وَلا يُسْلِمهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّج عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْم الْقِيامَةِ، ومَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرهُ اللَّهُ يَوْم الْقِيَامَةِ متفقٌ عَلَيهِ.
كما ورد عن أَبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم، لا يخُونُه، وَلا يكْذِبُهُ، وَلا يخْذُلُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: عِرْضُهُ، ومالُه، ودمُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا، بِحسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخاهُ المُسْلِم رواه الترمذيُّ
أكدت دار الإفتاء في فتوى نُشرت على موقعها الرسمي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «إن الله يضحك إلى رجلين.. رجل قام في ليلة باردة عن فراشه ولحافه ودثاره، فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا جاء لما عندك وشفقا مما عندك، فيقول: إني أعطيته ما رجا، وأمنته مما يخاف».
وأوضحت الدار أن القيام لأداء صلاة الفجر في هذا البرد القارص له ثواب عظيم عند الله عز وجل، ويكون الثواب أكبر من أداء الصلاة في باقي أوقات العام، فكما ورد في الحديث السابق، فإن الله عز وجل يحب عبده الذي يصلي الفجر في وقته لاسيما من قام من فراشه وتوضأ بالماء في ظل الطقس البارد، ويتباهى به بملائكته، ويتوعد الله عز وجل لملائكته بتلبية طلب عبده واستجابة دعاءه كله.
كما لفتت الإفتاء إلى بعض الأمور التي إذا التزم العبد بفعلها أعانه الله عز وجل على القيام لأداء صلاة الفجر حاضرة في ظل هذا الطقس البارد، وهم:
1- التوكل على الله.
2- الدعاء بالتيسير.
3- تأكيد النية قبل النوم.
4- النوم على طهارة.
5- ترديد أذكار النوم.
6- الأخذ بالأسباب.
7- الابتعاد عن المعاصي والذنوب بقدر الطاقة.
دعاء بعد الفجر مكتوب
«لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ»، من قالهن بعد صلاة الفجر كُتِب له بهنَّ عشْرُ حسناتٍ ومُحي عنه بهنَّ عشْرُ سيِّئاتٍ ورُفِع له بهنَّ عشْرُ درجاتٍ وكُنَّ له عِتقَ عشْرِ رقابٍ وكُنَّ له حرَسًا مِن الشَّيطانِ حتَّى يُمسيَ، اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ.
اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُك.
دعاء سيد الاستغفارِ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو: كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر دعاء سيد الاستغفار الله عز وجل الفجر فی الم س ل م
إقرأ أيضاً:
النوم قبل دخول وقت الفرائض.. حكمه وهل يكره عند الفجر؟
النوم قبل دخول وقت الفرائض، حكمه وهل يكره قبل الفجر؟ من الأمور التي يخشى كثير من المسلمين الوقوع فيها النوم قبل دخول وقت الفجر، خاصة لمن يفضلون السهر انتظاراً لأداء فريضته، إلا أنه قد يغلب على البعض النعاس قبل دخول وقت الفرائض عامة بساعة أو أقل فهل يكره هذا؟
النوم قبل دخول وقت الفرائضقالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يكره النوم قبل دخول وقت الفرائض، أما بعد دخول وقتها فيكره النوم فيه، ومحل الكراهة إن وثق المسلم في يقظة نفسه قبل خروج الوقت بما يسع الصلاة –أي: فرض هذا الوقت الذي نام فيه بعد دخول وقته–، فإذا لم يثق من إيقاظ نفسه قبل القدر الذي يسع الصلاة كان عليه أن يؤديها قبل أن ينام.
جاء عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ قَالَ: "دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ" متفق عليه.
وقال الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 304): [(و) يكره (النوم قبلها) أي صلاة العشاء بعد دخول وقتها؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره ذلك. متفق عليه، والمعنى فيه خوف استمراره إلى خروج الوقت؛ ولهذا قال ابن الصلاح: إن هذه الكراهة تعم سائر الصلوات، ومحله إذا ظن تيقظه في الوقت وإلا حرم عليه، ولو تيقظ في الوقت إلا أنه غلبه النوم فلا يعصي، بل ولا يكره له ذلك؛ لعذره، قال الإسنوي: وينبغي أن يكره أيضًا قبل دخول وقت العشاء، وإن كان بعد فعل المغرب للمعنى السابق. والظاهر عدم الكراهة قبل دخول الوقت؛ لأنه لم يخاطب بها ولا يحرم عليه إذا غلب على ظنه استغراق الوقت لما ذكر] اهـ.
حكم ترك صلاة الفجر لغير عذرقالت دار الإفتاء، إن الله عزوجل عَظَّم شأن الصلاة في القرآن الكريم ونَوَّه بأهميتها وعلو مكانتها في الإسلام، فأوصى بالمحافظة عليها في أوقاتها المفروضة، مؤكدًا على ما فيها من الذكر والخشوع وخضوع القلب والبدن لله سبحانه وتعالى، والإتيان بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78]. فكُلُّ صلاةٍ مكتوبةٍ لها وقتٌ ضَبَطه الشرع، ووضَّحه قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفِعْلُه.
وبينت أن وَقْت أداء صلاة الصبح يَبْدَأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس؛ لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» أخرجه مسلم، ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا»، حتى قال: «وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ» أخرجه أحمد والترمذي.
ولفتت إلى أن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها من غير عذرٍ حرامٌ شرعًا؛ لقول الله تعالى: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: 37].
وأوضحت أنه من الأعذار -مثلًا-: النوم؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ؛ أَنْ تُؤَخَّرَ صَلَاةٌ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ أُخْرَى» أخرجه أبو داود -واللفظ له- والترمذي والنسائي، فدَلَّ الحديث الشريف على أَنَّ ترك الصلاة من غير عذرٍ حتى يخرج وقتُها يُعَدُّ تفريطًا محرَّمًا شرعًا؛ قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (5/ 375، ط. المكتبة التجارية الكبرى-مصر): [«إنَّما التَّفْريطُ في اليَقَظَةِ أن تُؤخّر صَلَاةٌ حتّى يدخُلَ وقتُ صَلَاةٍ أُخرى» أي: على مَنْ تَرَك الصلاة عامدًا، فلا تفريط في نسيانها بلا تقصير. وهذا في غير الصبح -أي أن وقتها غيرُ ممتدٍّ إلى ما بعدها وهي صلاة الظهر-، أما فيها -أي الصبح-: فوقتها إلى طلوع الشمس؛ لمفهوم خبر: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ»] اهـ.
وقد نُقل إجماع العلماء على ذلك؛ قال الحافظُ أبو عمر ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (1/ 80، ط. دار الكتب العلمية، بيروت)، فقال: [وقد أجمع العلماء على أنَّ تارك الصلاة عامدًا حتى يخرج وقتُها عاصٍ لله. وذكر بعضُهُم أنها كبيرةٌ من الكبائر] اهـ.
وشددت أنه لا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها إلا لعذر معتبر؛ كالاستغراق في النوم قبل دخول الوقت، أو النسيان، أو لرخصة شرعية؛ كالجمع في السفر، ويستثنى من الجمع صلاةُ الصبح؛ لأنها لا تُجْمَع مع غيرها؛ فيجب على المصلي أداؤها في وقتها ما بين طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.