الرحبي :العربية تواجه مزاحمة لغاتٍ أخرى في العلمِ وهي لغة ما يزيد عن 550 مليون شخص
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قال سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية عبد الله الرحبي أن اللغة العربية تواجه مزاحمة لغاتٍ أخرى في العلمِ والاقتصادِ والثقافةِ، رغم أنها لغة ما يزيد عن 550 مليونًا من البشر حول العالم بينهم نحو 300 مليون تعد العربية لغتهم الأم.
وأضاف الرحبي خلال كلمته اليوم في احتفالية سفارة سلطنة عمان بالقاهره باليوم العالمي للغة العربية ان العربية بهذا تحتلُّ المرتبةَ الرابعةَ بين لغات العالم في عدد متحدثيها بعد الصينية والإنجليزية والإسبانية، وهي تملكُ فرصًا جيدة للانتشار، بسبب اهتمام عددٍ كبيرٍ من سكان العالم بها، لافتا إلي انها لغة دين لما يزيد على ملياري مسلم.
وأكد الرحبي أن البلاغة والبيان في التقليد الأدبي العربي، تعود دراساتها المؤسسة إلى ما يزيد عن ألف عام عندما خرجت من بغداد كتابات أَبي عُثْمَانْ عَمْرُو بْنْ بَحْرْ المعروف بِالْجَاحِظِ وعبد القاهر الـجُرْجَانِيّ وغيرهما، ممن بَنَوا أنساقًا يصفها إدوارد سعيد بأنها "مذهلةٌ"، ومعاصرة بشكل مدهش. وقد ارتكز، عملهم على العربيةِ الكلاسيكيةِ المكتوبةِ، دون المتداولة شفويًا، وهي قائمةٌ على القرآنِ الكريم.
وتابع السفير العماني كلمته أن العربية الكلاسيكية بقيت حاضرة، كلغة مشتركة للكتابة، إلى جانب اللهجات السائدة، التي باستثناء المصرية، لم تنتشر خارج بلدانها مستشهدا به ابن فلسطين إدوارد سعيد حين نقل عن ياغوسلاف ستيكيفتش الذي خصص للعربية أفضل دراسة في العهد الحديث:
"إنها مثل فينوس Vénus، لقد انبثقت في إطار حالة من الجمال التام، ثم احتفظت به رغم طوارئ الزمان وإكراهاته".
وأشار الرحبي ان صلتنا بالعربية تشكل العلاقة بين الفصحى واللهجات العامية قضية قديمة جديدة، وفي مقال نشره المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد قبل عشرين عامًا شبَّه إحلال اللهجات العامية محل العربية الفصحى بمن يملك سيارتين إحداهما رولس رويس والأخرى فولكز فاكن، فيستخدم الثانية ويهمل الأولى.
مشيرا إلي أنه من جيلٍ إلى جيلٍ تنتقل ثقافة الآباء إلى الأبناء ومعها الفكر، والعادات، والتقاليد، والقيم، التي تعكس هويةَ أُمَّتَهُم. ومع طغيان دور وسائل الإعلام المرقمنة ثم الافتراضية، فقدت العائلة والمدرسة جانبًا من دوريهما وحلت محل قسمٍ كبيرٍ من دوريهما وسائط أخرى عمـمَّت أنماطَ تعبيرٍ لغويٍّ تهدد بمُدخلاتها هويتنا العربية الإسلامية، ورؤيتنا لأنفسنا وللآخر وللعالم.
ولفت انه مع تصاعد النصيب الذي تحوزه "الرقمنة" عالميًا، تأتي الأرقام مثيرة للأسى، إذ لا يتجاوز المحتوى العربي 1% على شبكة الإنترنت، بينما يشكل المحتوى الإنجليزي 58%، كما يؤثر هذا التحدي الذي تفرضه هيمنة اللغة الإنجليزية في جودةَ الأداءِ باللغةِ العربية، إذ يقفد البعض قُدرتَهُم على الحفاظ على التقاليد اللغوية التي تحفظ سمات الأسلوب العربي.
وقال الرحبي مَن مِنَّا لا يَرقُب بقلقٍ تَعرُّض الشاراتِ الـمُميِزة للهوية إلى إزاحةٍ منظمةٍ لتحل محلها رؤية لمواطن عالمي يستمد القدر الأكبر من سِماتهِ الـمُمّيِزة من عالم السلع التي يستهلكها، ومن الصور النمطية التي تُصنع في قطاع اللذة والترفيه الغربي.
وأوضح إن مشهد الاحتفال باللغة العربية لا يكتملُ إلا بالاعتراف بفضل حُفَّاظها من اللغويين، وفي المشهدِ الثقافيِّ العَرَبي نلاحظ أن كثيرًا من المهتمين بأمرِ العربية يتوجهون بالحفاوةِ والتكريمِ إلى منتجي الأعمال الأدبية بأشكالها كافة، ما جعل أجيالًا من اللغويين الكبار يـُحسنون ولا يكادون يحصلون على القدرِ الكافي من التكريم.
وخلال الاحتفالية قامت السفارة لتكريم مجموعة من رواد العمل المعجمي منهم الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر رحمه الله الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والذي قدم للكمتبةِ العربيةِ الكثير.
حضر الحفل مجموعة من الدكتور عبد الحميد مدكور امين عام مجمع اللغة العربية والشاعر احمد شلبي والمؤلف السيد عبد الحميد سليمان إضافة إلي مجموعة من الشخصيات العامة البارزة وكبار الكتاب والأدباء .
شاهد الصور :
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرحبي الوفد بوابة الوفد اللغة العربية احتفالية اللغة العربية ما یزید
إقرأ أيضاً:
استئناف الإسماعيلية تفتتح مكتبًا للترجمة المعتمدة بـ 9 لغات لتيسير الإجراءات على المواطنين
افتتحت محكمة استئناف الإسماعيلية رسميًا مكتبًا معتمدًا للترجمة داخل مقر مجمع محاكم الإسماعيلية، يُعد الأول من نوعه على مستوى المحافظة، ويقدم خدماته بـ تسع لغات عالمية لتلبية احتياجات الجمهور المتزايدة والمتنوعة، في خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو تطوير الخدمات القضائية وتبسيط الإجراءات أمام المواطنين.
ويأتي هذا المكتب في إطار جهود محكمة استئناف الإسماعيلية لتقديم خدمات متكاملة للجمهور، وتوفير بيئة قضائية أكثر تيسيرًا واحترافية، تواكب التطورات الحديثة في أساليب تقديم الخدمة للمواطنين والمتقاضين والوافدين، والتخفف من عناء التوجه لمكاتب خارجية للترجمة، خاصة في ظل أهمية الترجمة المعتمدة في العديد من المعاملات القضائية والإدارية.
*خدمة ترجمة معتمدة بختم النسر والآيزو*
يضم المكتب الجديد فريقًا من المترجمين المعتمدين والمتخصصين في الترجمة الرسمية لمجموعة من أهم اللغات المستخدمة عالميًا، وهي: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، الألمانية، الهولندية، الصينية، التركية، واليابانية.
ويختص المكتب بترجمة مختلف أنواع المستندات والوثائق المطلوبة في المعاملات الرسمية، سواء داخل مصر أو خارجها، وتشمل:
• شهادات الميلاد والوفاة
• عقود الزواج والطلاق
• صحيفة الحالة الجنائية
• جوازات السفر
• الشهادات الدراسية والتوثيقية
• المستندات القانونية والأبحاث العلمية
• الخطابات الرسمية والتوكيلات والمكاتبات الدولية
وتتميز الترجمات الصادرة عن المكتب بكونها رسمية ومعتمدة، حيث تحمل ختم النسر لجمهورية مصر العربية، إلى جانب ختم شهادة الجودة الدولية “الآيزو”، وهو ما يجعلها معترف بها لدى جميع الجهات الحكومية والسفارات والهيئات الدولية داخل مصر وخارجها، مما يمنح المستندات قوة قانونية ويوفر الثقة والاعتماد اللازمين للمواطنين والمؤسسات على حد سواء.
*نقلة نوعية في الخدمات القضائية بالإسماعيلية*
وأكدت محكمة استئناف الإسماعيلية أن افتتاح هذا المكتب الجديد يأتي ضمن خطة المحكمة الشاملة لتطوير البنية التحتية والخدمات المساندة داخل المجمع القضائي، بما يسهم في تقديم خدمات ميسرة وسريعة للمواطنين، خاصة مع تزايد الحاجة إلى الترجمة المعتمدة في عدد كبير من الإجراءات سواء للمصريين المسافرين للخارج، أو للمقيمين الأجانب داخل مصر.
وأشار مسؤولو المحكمة إلى أن هذه الخطوة تُعد نقلة نوعية حقيقية في مجال الخدمات التي تقدمها المؤسسة القضائية في الإسماعيلية، وأن المكتب الجديد سيساهم في تقليل الوقت المستغرق في استكمال الأوراق المطلوبة، وتخفيف الأعباء المادية والنفسية عن المتعاملين مع القضاء، خاصة في القضايا التي تتطلب ترجمة وثائق بلغات أجنبية.
*أسوة بمكتب وزارة العدل.. وبنفس الكفاءة*
ويعد مكتب الترجمة الجديد بمجمع محاكم الإسماعيلية امتدادًا لمكتب الترجمة المعتمد بمقر وزارة العدل بالقاهرة، حيث يعمل بنفس المعايير والكفاءة، ويضمن للمواطنين الحصول على خدمة معتمدة دون الحاجة إلى السفر أو التنقل لمسافات طويلة، في خطوة تستحق الإشادة والتقدير.
ومن المتوقع أن يستقبل المكتب خلال الفترة المقبلة أعدادًا كبيرة من المواطنين والمتقاضين، في ظل ما يوفره من خدمات سريعة ومعتمدة ودقيقة، ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في باقي المحافظات.