ييدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تدرك أخيرا فداحة فاتورة مجازرها المتواصلة منذ 83 يوما في قطاع غزة، وفقا لبينوي كامبمارك في تقرير بموقع ميدل إيست مونيتور. 

ويصعد الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، والتي خلّفت 21 ألفا و320 قتيلا و55 ألفا و603 جرحى، وخسائر مادية، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

 

وبموازاة ذلك، قال كامبمارك إن محافظ البنك الإسرائيلي أمير يارون يراقب تلك التكاليف المتزايدة لحرب بلاده ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. 

وفي بداية اندلاع الحرب، وعدت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيادة ميزانية الدفاع بمقدار 20 مليار شيكل (5.48 مليار دولار) سنويا بعد الانتهاء منها. 

ومع ذلك، قدرت وثيقة قدمتها وزارة المالية الإسرائيلية إلى لجنة المالية بالكنيست في 25 ديسمبر/كانون، أن يكون هذا الرقم أعلى بمقدار 10 مليار شيكل. 

وتتوقع الوزارة أيضا أن تكلف الحرب ضد الفلسطينيين حوالي 50 مليار شيكل (13.8 مليار دولار)، ومن هذا المبلغ، سيتم تخصيص 9.6 مليار شيكل لتغطية نفقات مثل إخلاء السكان بالقرب من الحدود الدولية الاسمية في شمال وجنوب دولة الاحتلال، ودعم قوات الطوارئ، وإعادة التأهيل. 

وتعد زيادة الميزانية العسكرية أمر متوقع ومتوافق مع ميول الدولة الإسرائيلية، لكن الأمر اللافت للنظر هو أن نتنياهو اعتبر الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي غير كاف بشكل عام عندما يُنظر إليه كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي. 

وكان الهدف من الميزانية التكميلية في منتصف ديسمبر/كانون أول الجاري، البالغة 28.9 مليار شيكل، هو تغطية تكلفة الصراع المتواصل مع حركة المقاومة الفلسطينية وحماس، وحزب الله اللبناني. 

والإثنين، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد،  إن الحرب على غزة ستكلف إسرائيل على الأرجح ما لا يقل عن 14 مليار دولار العام المقبل. 

وقد عبر محافظ البنك يارون عن بعض مخاوفه بهذا الصدد، في 18 ديسمبر/كانون الأول، عندما قال إنه من الضروري إدارة السياسة الاقتصادية – المالية والنقدية – بقدر كبير من المسؤولية. 

اقرأ أيضاً

خوفا من تكرار 7 أكتوبر.. إسرائيل تجري مباحثات مع القاهرة لإقامة جدار حدودي حول غزة

 

وأرجع كامبمارك السبب في ذلك، إلى أن المستثمرين ووكالات التصنيف والأسواق المالية والجمهور ككل يدرسون بعناية عملية صنع السياسات في إسرائيل خلال هذه تلك الفترة أكثر من أي وقت مضى. 

وذكر الباحث أن لدى يارون الأسباب التي تجعله يفترض أن التكاليف الحرب الإسرائيلية على غزة سوف تستمر في الارتفاع. 

فمن ناحية، تبدو فكرة نتنياهو عن السلام في الصراع الحالي وكأنها مخطط لمجازر مستمرة وطويلة، مصحوبة بسجن جماعي دائم لسكان القطاع؛ وتدمير حماس؛ وتجريد غزة من السلاح؛ ومجتمع فلسطيني خالٍ مما يسمى بالعناصر المتطرفة. 

وبحسب خطط نتنياهو، سيتم إنشاء "منطقة أمنية مؤقتة في محيط غزة وآلية تفتيش على الحدود بين غزة ومصر" بما يتوافق مع "احتياجات إسرائيل الأمنية". 

وستعمل المنطقة أيضًا على منع "تهريب الأسلحة إلى المنطقة"، وهو ما يشبه إلى حد كبير الحصار، الذي دام 16 عامًا وما زال مستمرًا، والذي كان يهدف إلى تحقيق نفس الهدف، ومع ذلك، يعد نتنياهو بأن تدمير حماس سيتم "مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي". 

 وتثير تصريحات نتنياهو التساؤل حول نوع كتب القانون الدولي التي يستعين بها، ونظراً للتصريحات الرسمية المختلفة الصادرة عن حكومته وقوات الدفاع الإسرائيلية في هذا الصدد، فلابد أن يكون هذا قانون الغاب. 

 وقد سمح هذا المعيار ذاته من التحليل القانوني بارتكاب مذبحة واسعة النطاق راح ضحيتها أكثر من 21 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، والتسوية المستمرة لقطاع غزة، والتدمير الكامل للبنية التحتية الحيوية. 

وبما أن القانون الإسرائيلي، إلى جانب السياسة العسكرية والإدارية، لا يفعل شيئاً سوى تشجيع التطرف لدى الفلسطينيين وتخصيب تربة المقاومة، فإن هذا أمر وهمي. 

وذكر الباحث أن الحرب الحالية ستثبت ببساطة أنها نفس الحروب السابقة، متبدلة وقابلة للتكيف، ويبدو أن الصراع الذي لا ينتهي أبدًا في غزة يغري بوسائل أخرى، مع استمرار تزايد الكراهية، مما يترك إسرائيل أمام فاتورة مجازر ضخمة متزايدة للضحايا، بدأت تعي فداحتها فقط الآن. 

 اقرأ أيضاً

المقاومة تحقق خسائر فادحة في جنود الاحتلال المتوغلة بغزة.. وإسرائيل تقر ببعضها

 

 

 

   

المصدر | بينوي كامبمارك/ ميدل إيست مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العداون الإسرائيلي على غزة مجازر غزة ملیار شیکل

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: نتنياهو في حرب مع الجميع ومحاصر في زاوية بشأن غزة

تناولت صحف ومجلات عالمية حالة العزلة السياسية التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة، وتزايد الانتقادات لأدائه السياسي والأمني، بالتزامن مع تعمق أزمته مع القضاء الإسرائيلي وشركائه الدوليين.

ففي تحليل نشرته صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، رأت الصحيفة أن نتنياهو في "حرب مع الجميع"، مشيرة إلى أن تعيينه لديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يمثل تحديا جديدا للمحكمة العليا، واستمرارا لمساعيه لتقويض أسس الديمقراطية في إسرائيل بدافع من أجندة حكومته اليمينية المتطرفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل على شفا الانقسام.. هويات متصارعة ومجتمع يتفككlist 2 of 2واشنطن بوست: حلفاء إسرائيل يهددون بقطع العلاقات التجارية بسبب غزةend of list

وأكد التحليل أن نتنياهو لا يكتفي بقيادة حملة تدمير مأساوية ضد قطاع غزة تحت شعار القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل يتعمّد أيضا -وفق الصحيفة- استخدام الحرب غطاء لتعميق المواجهة مع المؤسسات القضائية وتصفية الحسابات السياسية داخل إسرائيل.

من جهتها، قالت مجلة فورين بوليسي إن نتنياهو بات محاصرا سياسيا في الزاوية بسبب تعنته في مواصلة الحرب على غزة، رغم مطالبات داخلية متزايدة بوقفها لإعادة الرهائن، ونقلت عن شقيق جندي إسرائيلي أسير لدى حماس أن غالبية الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى.

إعلان

وأضافت المجلة أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل رغبة الشارع، رغم أن إنهاء الحرب هو الخيار الصائب، سواء للرهائن وعائلاتهم أو للشعب الإسرائيلي بأسره، مشيرة إلى أن نتنياهو يواصل تجاهل الأصوات المنادية بإعادة النظر في خياراته.

علاقة متوترة

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو تشهد توترا في الأسابيع الأخيرة، نتيجة تباين وجهات النظر حول ملفات متعددة في الشرق الأوسط، مما يعكس فتورا متزايدا في الدعم التقليدي الذي كان يحظى به نتنياهو من التيار الجمهوري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين أن بعض أركان إدارة ترامب يشعرون بالإحباط من سلوك نتنياهو تجاه الولايات المتحدة، وتجاهله للمصالح المشتركة، رغم أن توصيف العلاقة بأنها "مقطوعة" قد يكون مبالغا فيه، إلا أن التوتر الراهن مؤشر على تغير في المزاج السياسي الأميركي.

وتحت عنوان "هل القانون الدولي الإنساني بلا فاعلية؟"، تساءل مقال رأي في صحيفة لوتون السويسرية عن مصير المعايير القانونية الدولية في ظل مشاهد الدمار في غزة وأوكرانيا، معتبرا أن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي لا تعني زواله، بل تفرض الحاجة إلى تفعيل أدوات المحاسبة والردع.

وأوضح المقال أن قانون النزاعات المسلحة خُلق ليُخترق، لكنه أيضا يتضمن آليات للاستجابة، تبدأ من الإدانة السياسية وتنتهي بالعقوبات القانونية، مشيرا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق، لا في النصوص، وأن الأمل لا يزال قائما في استعادة فاعليته.

وفي ملف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كشفت نيويورك تايمز أن بعض الدول الأوروبية تجاوبت بشكل غير مباشر مع دعوة ترامب السابقة لزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث بدأت مناقشات جدية داخل الحلف بشأن رفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى 1.5% أخرى للجهوزية غير التقليدية بحلول عام 2032.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة ترامب، التي ووجهت برفض في البداية، باتت اليوم مقبولة بشكل جزئي في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، وذلك يعكس تحولا في المقاربة الأوروبية للدفاع الجماعي ضمن الحلف.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: نتنياهو في حرب مع الجميع ومحاصر في زاوية بشأن غزة
  • ???? الحرب على السودان بدأت مع لجنة التمكين وانتهت بشفشفة المواطنين
  • باحثة دولية: الرأي العام الدولي انقلب على إسرائيل لكنه غير كاف لكبح نتنياهو
  • جداول لفهم مدى فداحة ضربة ترامب الجديدة ضد جامعة هارفارد
  • نتنياهو يقول إن إسرائيل مستعدة لصفقة تؤدي لوقف نار مؤقت بغزة
  • أولمرت: يجب سحب الجيش الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب
  • نتنياهو: داعموا حماس يريدون تقويتها لتدمير إسرائيل
  • ناشيونال إنترست: نتنياهو يخاطر بانهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد اليمنيين
  • إعصار سياسي ودبلوماسي يضرب إسرائيل… ضغوط وانهيارات تضع حكومة نتنياهو على المحك
  • نتنياهو يسحب طاقم المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة