موقع 24:
2025-06-07@01:34:54 GMT

نيوزويك: أصحاب الهمم أكبر ضحايا الحرب في غزة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

نيوزويك: أصحاب الهمم أكبر ضحايا الحرب في غزة

قال الدكتور مهند العزة، عضو سابق في مجلس الأعيان الأردني وخبير في مجال حقوق الإنسان، إن الوضع الإنساني في غزة مأساوي، فمنذ بدأ القصف الإسرائيلي، في أعقاب موجة الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسُوّيت مبانٍ بأكملها بالأرض.

لا أعرف حتى كيف يمكنني العيش دون ذراعي


وأضاف في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية: " كانت صرخة الغضب العالمية شرسة، لكن في خضم غضبتنا ضد هذا الدمار الشامل، يجب ألا ننسى الأشخاص الأكثر ضعفاً في هذا الوقت أو في أي وقت آخر، وأعني الأشخاص ذوي الإعاقة".


في قطاع غزة، تعد المخاطر التي يتعرض لها الفلسطينيون أصحاب الهمم أعلى بأضعاف مضاعفة؛ فهم غالباً ما يكونون أول من يفقدون حياتهم أثناء الحرب، حيث يواجهون صعوبة أكبر في إخلاء أماكنهم أو التحرك بسرعة، دون توفر التيسيرات التي يحتاجون إليها. وحتى عندما يخطر الجيش الإسرائيلي سكان غزة بنيّته قصف حي أو مبنى بعينه، أو عندما يفتح ممرات إنسانية، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يستطيعون المغادرة في كثير من الأحيان. الافتقار لمقومات الحياة

وحتى بالنسبة للقادرين منهم على مغادرة منازلهم، فإن الرعب يتضخم، وذلك كما وجدت منظمة هيومان رايتس ووتش في مقابلات مع فلسطينيين من ذوي الإعاقة في غزة، حيث أوضحت: "وصف الذين تمكنوا من الإخلاء خوفهم من الاضطرار إلى مغادرة منازلهم، المصممة لتلبية متطلباتهم المتعلقة بإمكانية الوصول والقدرة على التكيف، فضلاً عن أجهزتهم المساعدة، كالمقاعد المتحركة ومعينات المشي والمعينات السمعية. كما أثاروا أيضاً مخاوفهم بشأن عدم حصولهم على الأدوية الأساسية وتأثير ذلك على صحتهم النفسية. وقد اضطروا هم ومئات الآلاف غيرهم إلى الاحتماء بملاجئ طوارئ مكتظة، معظمها عبارة عن منشآت صحية ومدارس تفتقر إلى إمكانية الوصول الكافية إلى المياه والغذاء والصرف الصحي".

 

 

In the already extremely dangerous Gaza Strip, the risk to Palestinians with disabilities is higher by an order of magnitude. https://t.co/ug8y8qn0xV

— Newsweek (@Newsweek) December 22, 2023


والمفارقة، برأي الكاتب، هي أن الكثير من الفلسطينيين صاروا في عداد المعاقين بسبب القصف الإسرائيلي في الحروب الماضية، ومن هؤلاء سامح المصري (50 سنة)، الذي قال لهيومان رايتس ووتش إنه فقد ساقيه سنة 2008 في غارة بمسيرة إسرائيلية، وكان يحتمي بمستشفى القدس في مدينة غزة. وأضاف: "إذا قصفوا المستشفى سأموت. أعرف أنني لا أستطيع الحراك".

أصحاب الهمم أكثر عرضة للإقصاء

ويكون الأشخاص أصحاب الهمم، الذين يواجهون الإقصاء حتى في الظروف العادية، أكثر عرضة للإقصاء أثناء الأزمات والحروب، رغم أنهم الأكثر عرضة للخطر، وفرصتهم أقل في البقاء على قيد الحياة، وغالباً ما يكونون آخر من يتم إجلاؤهم أو إنقاذهم.

 

Palestinians With Disabilities in Gaza Have No Hope for Survival https://t.co/yExzk6p64B

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) December 23, 2023


في غزة، إذا استشعر سكان أحد المنازل غارة وشيكة أو تم تنبيههم لإخلاء منازلهم، فإن فرصة هروب مستخدمي المقاعد المتحركة تكاد تكون معدومة، إلا إذا وجدوا من يحملهم فيما تنهال القذائف من كل اتجاه، وهذا بالطبع يشكل خطراً لا يقل عن خطر البقاء في المنزل المستهدف. ولتتأمل الآن شخصاً أصم أو أعمى. من ينبهه إلى الخطر أو يساعده على الفرار منه؟ وحتى لو علم بالواقع وأدرك أن هناك خطراً وشيكاً، فلا سبيل أمامه للفرار والهرب في مثل هذه الظروف.
ما هي احتمالات إنقاذ شخص أصم أو كفيف من تحت الأنقاض، وهو لا يسمع من ينادي عليه، ولا يرى أي دلائل تنبئ باقتراب النجدة؟ يتساءل الكاتب ويقول: ومن بين قرابة مليوني شخص في خضم هذه الحرب، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة أكبر التحديات. 
ويزداد هذا الوضع تفاقماً بمرور الأيام، يضيف الكاتب، ولا يقتصر الأمر على احتمال مقتل الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة، بل هناك عشرات الآلاف غيرهم ممن أصيبوا. فمن بين 52 ألف أصيبوا بجراح في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي، سيعيش عشرات الآلاف حياتهم الآن، وهم يعانون من إعاقة واحدة أو أكثر.
وفي غضون ذلك، فإن أدوية الصرع والأدوية النفسية والأدوية التي يحتاج إليها مرضى التوحد، فضلاً عن المقاعد المتحركة والعكازات وغيرها من الأدوات المساندة، لم تكن على قائمة المعونات الطبية التي مرت من معبر رفح.

رسالة مؤلمة وقال طفل فلسطيني فقد ذراعه اليمنى في غارة إسرائيلية لشخص يحاوره: "كنت آمل أن أصبح مصوراً عندما أكبر. أما الآن فلن أصبح مصوراً. ولا أعرف حتى كيف يمكنني العيش دون ذراعي".
وتعبّر رسالته المؤلمة عن حالة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون الآن من الإعاقة في غزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل عشرات الآلاف ذوی الإعاقة أصحاب الهمم فی غزة

إقرأ أيضاً:

الكلمات وحدها لا تكفي.. لماذا تغير الموقف الأوروبي الآن ضد إسرائيل؟

تشهد الساحة الأوروبية تصاعدا غير مسبوق في وتيرة التحولات السياسية والدبلوماسية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحولت مواقف القادة الأوروبيين من مجرد الإدانة وتصريحات الشجب إلى تحركات ملموسة تهدد بتغيير ملامح العلاقات مع تل أبيب.

وفي ضوء هذا التحول، برزت في الخطاب الأوروبي دعوات صريحة لفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وتقليص الامتيازات التجارية، بل وتطبيق قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين متهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة.

وفي الوقت ذاته، تصاعد النقاش حول الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة رمزية وإستراتيجية للضغط على إسرائيل وإعادة إحياء مسار حل الدولتين.

وفي تقرير تحليلي نشرتها مجموعة الأزمات الدولية بعنوان "أوروبا تندد بحرب غزة: الكلمات وحدها لا توقف الحرب"، أكدت المجموعة أن هذه التطورات تعكس وعيا أوروبيا متناميا بأن الكلمات وحدها لم تعد كافية لوقف نزيف الدم وتردي الأوضاع في غزة، وأن التحول من مربع الإدانة اللفظية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة أصبح ضرورة ملحة لاختبار جدية أوروبا وقدرتها على التأثير في ميدان السياسة الدولية.

تحولات الموقف الأوروبي

فبعد أشهر من الاكتفاء بالتحذيرات والقلق اللفظي، بدأت عواصم أوروبية عدة اتخاذ مواقف أكثر وضوحا وحزما ضد عدوان جيش الاحتلال، مدفوعة بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 54 ألفا، ودفعت أكثر من 2.2 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة.

إعلان

وتقول مجموعة الأزمات في تقريرها إن دولا مثل فرنسا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة وكندا انضمت مؤخرا إلى دول أخرى كإسبانيا وأيرلندا والنرويج في الدعوة العلنية لوقف الحرب، في حين بدأت ألمانيا -التي طالما اتسم موقفها بدعم قوي لإسرائيل- تعبر عن قلق متزايد.

وامتدت التحولات إلى إيطاليا والنمسا، حيث وجه قادتهما رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعكس تغيرا في المزاج الأوروبي العام.

هذه المواقف التصاعدية جاءت إثر تزايد الانتقادات داخل إسرائيل نفسها لطول أمد الحرب، وتزايد القلق الأوروبي إزاء استخدام المساعدات الإنسانية سلاحا لتجويع الفلسطينيين، وصعوبة تبرير استمرار الهجوم في ظل صور الأطفال الجوعى وتدمير البنية التحتية المدنية بشكل ممنهج.

 "الكلمات لا تكفي"

وجاء في تقرير المجموعة أن أوروبا لم تعد تكتفي بالإدانة اللفظية، بل بدأت فعليا استخدام أدوات ضغط دبلوماسية واقتصادية.

ففي مايو/أيار الماضي، صوّت وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالأغلبية على مراجعة مدى التزام إسرائيل ببند حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة التجارية، وهي خطوة قد تفتح الطريق لتعليق بعض الامتيازات التجارية والعلمية التي تتمتع بها إسرائيل، كما تستعد بروكسل أيضا لمناقشة خيارات جديدة خلال اجتماع وزراء الخارجية في 23 يونيو/حزيران الجاري.

وعلى المستوى الثنائي، أوقفت المملكة المتحدة "مؤقتا" مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على مستوطنين متشددين، وذلك في الوقت الذي تفكر فيه إسبانيا جديا في حظر تصدير السلاح لإسرائيل.

أما ألمانيا -التي طالما عرفت بدعمها القوي لإسرائيل- فتواجه ضغوطا من داخل البرلمان لوقف صادرات الأسلحة، بينما علقت بريطانيا بعض التراخيص العسكرية.

ورغم أن بعض قادة الدول الأوروبية (مثل المجر والتشيك) رفضوا تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين، فإن تزايد الأصوات المطالبة بعقوبات شخصية أو اقتصادية ضد القادة الإسرائيليين الذين يتورطون في انتهاك القانون الدولي أصبح ملموسا في الخطاب الأوروبي، وهناك توجه لتطبيق هذه المذكرات على أفراد محددين ليكون أكثر عمليا.

إعلان

رمزية الدولة الفلسطينية

وأشارت مجموعة الأزمات إلى بروز الاعتراف بدولة فلسطين كأداة ضغط سياسي ورمزية متزايدة في الوقت الحالي، مع تلويح دول عدة باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه.

فمع إعلان مالطا وسلسلة من الدول الأوروبية عزمها العمل على الاعتراف بدولة فلسطينية، يكتسب حل الدولتين زخما في المحافل الدبلوماسية في هذا الوقت، ولذلك تستعد فرنسا لاستضافة مؤتمر دولي في الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين، وهذا التحرك يعد تحديا لحكومة نتنياهو التي ترفض هذا الحل.

ورغم أن الاعتراف الأوروبي لا يكفي لتغيير واقع غزة على الأرض، فإنه يحمل رسالة سياسية قوية ويشكل ضغطا معنويا على إسرائيل، وتبقى الفكرة أن الاعتراف يجب أن يترافق مع خطوات واقعية لوقف الحرب وكبح التوسع الاستيطاني، وليس مجرد إعلان رمزي معزول، حسب ما جاء في تقرير مجموعات الأزمات.

ردود فعل الحكومة الإسرائيلية تعكس قلقا كبيرا من فقدان الامتيازات التجارية مع أوروبا (وكالات) الموقف الإسرائيلي

وعلى الجهة الأخرى، جاء الرد الإسرائيلي على التحولات الأوروبية "حادا واستفزازيا"؛ فقد اتهم نتنياهو كلا من باريس ولندن "بمساعدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، وهدد بضم رسمي لمناطق بالضفة الغربية إذا استمرت الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين.

وفي الوقت ذاته، أكد مسؤولون إسرائيليون أن حكومتهم ليست معنية كثيرا بمواقف أوروبا، لكن التهديدات بعزل دبلوماسي وفرض عقوبات لم تعد محل تجاهل من قبل القادة الإسرائيليين، حسب تحليل مجموعة الأزمات.

وأشار تقرير المجموعة كذلك إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية تعكس قلقا كبيرا من فقدان الامتيازات التجارية والتوجه نحو عزلة دولية أعمق، خاصة مع موافقة الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على إقامة 22 مستوطنة جديدة، وهو ما يعد أكبر توسع استيطاني منذ 3 عقود.

ويصل تحليل مجموعة الأزمات الدولية للموقف الأوروبي من الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أن أوروبا رغم كونها ليست صاحبة التأثير الحاسم المنفرد على القرار الإسرائيلي، فإن مواقفها الأخيرة تفتح الباب أمام تحولات جوهرية في العلاقات مع إسرائيل، وتمنح المجتمع الدولي خيارات ضغط إضافية قد تسهم في وقف الحرب أو الحد من تداعياتها الإنسانية والسياسية، شريطة أن تقترن الأقوال بالأفعال والإجراءات الملموسة على الأرض.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • صحف عالمية: شهادات تكذب رواية إسرائيل بشأن ضحايا المساعدات بغزة
  • توسيع التعاون بين «زايد العليا» والاتحاد الصيني للمعاقين
  • تفاهم بين «زايد العليا لأصحاب الهمم» و«الاتحاد الصيني للمعاقين»
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • الناتو يرفع سقف المواجهة.. أكبر خطة تسلح منذ الحرب الباردة لمواجهة روسيا
  • الناتو يوافق على أكبر برنامج لإعادة التسليح منذ الحرب الباردة
  • ذوي الإعاقة يشكون الإهمال و ضعف الولوجيات
  • الكلمات وحدها لا تكفي.. لماذا تغير الموقف الأوروبي الآن ضد إسرائيل؟
  • أكبر إجلاء منذ الحرب العالمية الثانية.. ألمانيا تجلي الآلاف بعد اكتشاف قنابل أمريكية