تنصب رؤية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمستقبل على ضرورة بسيطة وهي البقاء؛ فالشرق الأوسط بيئة أمنية قاسية ولا ترحم، وباعتبارها دولة صغيرة، فإن الإمارات معرضة للاضطرابات، وبالتالي فإن ضمان استدامة حكم الأسرة وطول عمر الدولة  قد يتطلب المزيد من الثروة والسلطة.

ذلك ما خلص إليه كل من نيل كويليام وسنام فاكيل، في تحليل بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أنه "حتى الآن، لعب محمد بن زايد دوره بفعالية".

وتابعا أن "الإمارات أصبحت بمثابة دراسة حالة لكيفية قيام الدول الصغيرة بدور كبير في السياسة والاقتصاد الدوليين، مثلما فعل آل ميديشي".

وميديشي هي عائلة إيطالية حكمت فلورنسا، وقامت بدور حيويّ في تاريخ إيطاليا وفرنسا، من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر الميلاديين، وقد ساعدهم ثراؤهم الكبير، بوصفهم أصحاب مصارف، في السيطرة على فلورنسا.

واستدرك كويليام وفاكيل: "لكن عائلة ميديشي انهارت، إذ فقدت وحدتها ورؤيتها المشتركة. ومع مرور القرون، أدت النزاعات على الميراث والخلافة، بجانب الفصائل المتناحرة الداخلية، إلى إضعاف سيطرتها".

واستطردا: "كما شكل صعود عائلات قوية أخرى في إيطاليا تحديا لسيادة ميديشي، واكتسبت دول المدن الأخرى المجاورة السلطة، مما أدى إلى تقليص نفوذ الأسرة السياسي. ومع وجود قادة أقل موهبة على رأس السلطة، عانت الأسرة من خسائر مالية وسياسية كبيرة أدت إلى زوالها".

ويحكم آل نهيان الإمارات منذ استقلالها في عام 1971، ويبلغ صافي ثروة العائلة المالكة ما لا يقل عن 300 مليار دولار، وفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية قبل عام .

اقرأ أيضاً

بـ300 مليار دولار.. ثروة آل نهيان أكثر من مجرد نفط وطحنون بن زايد ذراعها الأبرز

تحديات عديدة

وقال كويليام وفاكيل إن "محمد بن زايد وإخوته يواجهون العديد من التوترات نفسها التي أدت في النهاية إلى انهيار عائلة ميديشي. والآن، تتعايش الأسرة جيدا، لكن لديها تاريخا من الاقتتال الداخلي".

وأضافا أن الإمارات "محاطة بدول إقليمية أخرى حازمة، وقد تمتد الصراعات المحلية إلى حدودها، كما تواجه تحديات لم تكن تواجهها عائلة ميديشي".

وأردفا: "وكما يعلم محمد بن زايد جيدا، فإن الولايات المتحدة قد لا تكون دائما شريكا أمنيا جيدا. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى درجات حرارة شديدة وموجات جفاف تجعل شبه الجزيرة العربية غير صالحة للسكن".

"إن تحقيق طموحات الإمارات العالمية سيساعدها على التغلب على هذه التحديات، ولا سيما تحركها بعيدا عن صناعة النفط"، كما زاد كويليام وفاكيل.

ومثل دول خليجية أخرى، ولاسيما السعودية، تستثمر الإمارات في قطاعات عديدة، بينها الطاقة المتجددة والتكتولوجيا والسياحة، بهدف تنويع وتوسيع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئسي للإيرادات؛ في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة.

واعتبر كويليام وفاكيل أنه "في نهاية المطاف، فإن أفضل طريقة لبقاء الإمارات على قيد الحياة هي من خلال التصالح مع جغرافيتها، وعلى الرغم من أنها قد تبدو متقدمة على جيرانها الآن، إلا أن العديد من الدول تلاحقها وتقوض أمنها".

اقرأ أيضاً

القطاع الخاص غير النفطي.. انتعاش بالسعودية والإمارات ومستقبل قاتم في مصر

اقتتال عائلي

و"بدلا من محاولة الانغلاق على نفسها، فإن المصالح الأمنية والاقتصادية الطويلة الأمد للإمارات ستتحقق بشكل أفضل من خلال إطار أمني إقليمي أقوى، وهي عملية تتطلب تكاملا إقليميا أعمق وآليات أكثر فعالية لحل الصراعات"، كما أضاف كويليام وفاكيل.

وتابعا: "وقد يؤدي الاقتتال العائلي في نهاية المطاف إلى زوال دولة الإمارات، فلا شيء يدوم إلى الأبد، وما لم تتمكن الدولة من السيطرة على جغرافيتها، فلن يمكنها البقاء أمام القوى المهيمنة".

وأردفا أنه "في نهاية المطاف، هذا يعني أن الإمارات يجب أن تقبل أنه بغض النظر عن مدى قوتها، فإنها ستظل دائما محاصرة من إيران والسعودية وتركيا".

و"لن تستطيع الإمارات السبع الهروب من قيودها المادية، ولن يتمكن شركاؤها الخارجيون، مهما تعهدوا بتقديم الدعم، من حمايتها إلى ما لا نهاية"، كما ختم كويليام وفاكيل.

اقرأ أيضاً

صراعات آل نهيان تحدث شقوقا في عملاق الدفاع الإماراتي "إيدج"

المصدر | نيل كويليام وسنام فاكيل/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محمد بن زاید آل نهیان

إقرأ أيضاً:

عملات نقدية إماراتية تاريخية نادرة في متحف زايد الوطني

تقدم العملات النقدية التاريخية المعروضة في متحف زايد الوطني، فرصة مميزة لاستكشاف مراحل تطور النظام النقدي في دولة الإمارات ونموها الاقتصادي.

وتُسلط هذه القطع الأثرية الضوء على الأهمية البالغة للعملة في بناء البنية التحتية المالية للدولة، مما يُتيح للزوار فهمًا أعمق لتاريخ الإمارات، ويُعزز تقديرهم للنمو المتواصل الذي تشهده الدولة ودورها البارز في الاقتصاد العالمي اليوم.

ويضم المتحف عملة "أبيئيل" التي تعد مثالاً على أولى العملات المعدنية المسكوكة على أرض الإمارات، وهي مستوحاة من عملة الإسكندر الأكبر في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وتتميز بنمط نقوشها الذي يصور البطل الإغريقي هرقل على أحد الوجهين، بينما يصور الوجه الثاني نقشاً لشخصٍ جالس مع حصان.

ويحل الحصان، الذي يمثل الرمز المحلي للقوة، محل الطائر الذي كان يظهر بانتظام على عملات الإسكندر الأكبر، وتحل كلمة (أبيئيل) الآرامية التي تشير إلى لقب ملكي، محل كلمة الإسكندر التي كانت تكتب باللغة اليونانية، وقد صدرت بعض هذه المسكوكات في عهود حكمت فيها النساء، مما يشير إلى التاريخ العريق لتمكين المرأة في دولة الإمارات.

كما يضم المعرض العملة الورقية من فئة الدرهم الواحد ضمن أول إصدار للعملات النقدية في اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ساهم الدرهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الدولة، وحلّ مكان العملات المختلفة التي كانت مستخدمة في الإمارات السبع، ولاتزال العملة النقدية من فئة الدرهم قيد الاستخدام في صورة عملة معدنية، بينما سحبت العملات الورقية من القئة نفسها من التداول.

 

أخبار ذات صلة من الصين إلى أبوظبي: "ROX Motor" تُشعل محركاتها من قلب الإمارات طحنون بن زايد يلتقي ستيفن شوارزمان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون

ويحتفي متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات، بتاريخ الدولة العريق وثقافتها وقصصها الملهمة منذ العصور القديمة حتى العصرالحديث، ويسرد سيرة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويركز المتحف من خلال مجموعة مُقتنياته ومعارضه الدائمة والمؤقتة على جوانب متعددة من حياة وإرث وقيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، بأسلوب قصصي أصيل، إلى جانب تسلّيط الضوء على تراث الدولة وعاداتها وتقاليدها، والهوية الوطنية، والتراث الإماراتي، وتاريخ بيئة الأرض، والتبادل الثقافي.

ويولي المتحف اهتماماً خاصاً لبعض العناصر الرئيسية، ويروي قصصاً مستوحاة من القيم الراسخة للشيخ زايد، مثل إيمانه العميق بالتعليم، والبيئة، والاستدامة، والتراث، والثقافة، والحفاظ على القيم الإنسانية، إذ تعكس هذه القيم حسه الإنساني العالي وإيمانه القوي.

ويقع المتحف ضمن المنطقة الثقافية في السعديات، التي ترسخ مكانتها كأحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، ويلتقي فيها رموز الماضي مع صناع المستقبل بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.

وتتيح المنطقة الثقافية في السعديات لزوارها فرصة التعرف على التاريخ العالمي والثقافة الجماعية من خلال سرد متنوع، وهي موطن لكل من اللوفر- أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، وجوجنهايم أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومنارة السعديات، وبيركلي أبوظبي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد يزور «اصنع في الإمارات» بدورته الرابعة
  • نهيان بن زايد يكرّم العدّاء الإماراتي سالم الهاشمي
  • سيف بن زايد: مشروع «Stargate UAE» تجسيد لريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي
  • نهيان بن مبارك يشيد بأداء منتخب الكريكيت والفوز في سلسلة «T20» الدولية
  • سيف بن زايد: الإمارات تواصل تعزيز تنافسيتها كوجهة أولى للمواهب والاستثمار
  • نهيان بن مبارك: بناء منظومة صناعية تواكب التطورات العالمية
  • ذياب بن محمد بن زايد يزور الدورة الرابعة من «اصنع في الإمارات»
  • ذياب بن محمد بن زايد يزور الدورة الرابعة من «اصنع في الإمارات»
  • الخطيب والزيودي يناقشان اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات
  • عملات نقدية إماراتية تاريخية نادرة في متحف زايد الوطني