دايم السيف.. خالد “الفكر” وفيصل “الأمر”
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
الهوية الوطنية انتماء وولاء، تتأثر بالعوامل الثقافية والتاريخية والجغرافية وتعكس القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية والحضارية، وتعزز الوحدة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية، وتعبر عن العادات والتقاليد والقيم كاللغة والزي والأكلات التراثية، لذلك تعد مسؤولية كبيرة تحملها عواتق النبلاء الأحرار والفضلاء الأخيار، وكانت أرض المملكة قد جادت بنماذج ملهمة ورموز خالدة في هذا الجانب منهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي نافح على مدى عقود عنصون الهوية السعودية ليترك بصمة في جغرافيا الثقافة الوطنية لا يمكن أن تصحرها عوامل الزمن.
أعاد الفيصل إنتاج التراث شعراً مع تجاوز الأنماط التقليدية متغنياً بالوطن وخصوصيته دون سائر الأوطان في قصيدة: “ارفع رأسك انت سعودي” التي امتزجت فيها الأخلاقيات والأعراف والشيم العربية الأصيلة كالشجاعة والمروءة والكرم لتشكل الشخصية السعوديةعلى نحو غير قابل للتشابه وقال:
ارفع راسك انت سعودي طيبك جاوز كل حدودي
مالك مثيل بالدنيا غيرك ينقص وانت تزودي
فارس واجدادك فوارس واصبحت لبيت الله حارس
مغروس بالمجد وغارس في ميدان العز شهودي
وتأتي قصيدة ” حنا العرب يا مدعين العروبة” لتؤكد دور الهوية في التماسك المجتمعي المتين، بدءاً من لغته الأم وهي اللغة العربية التي وحدت ذلك المجتمع والأرض التي انبعثت منها الحضارة والدين لتضيء العالمليفاخر بالإرث والتاريخ والثقافة قائلاً:
حنا العرب يــا مدعين العروبة وحنا هل التوحيد وأنتم له اجناب
وحنا شروق المجد وأنتم غروبه وحنا هل التاريخ و أنتم به أغراب
يوم الفقر شلتوا علينا عيوبه واليوم عقب النفط جيتوا لنا أنساب
ويوم الفقر فينا البداوة سبوبة واليوم صرتوامثلنا بدو واعراب
اقرأ أيضاًUncategorizedصدور كتاب مُصور يوثِّق تاريخ الحركة الكشفية في وادي الدواسر
ونظم وأبدع وأبلغ في قصيدته “حنا البدو” ليقول للعالم مرحباً بهذا الوصف الذي أثمر عن هذه النهضة العمرانية والازدهار والتنمية، إلى جانب التمسك بالأخلاق الدينية قائلاً:
حناّ البدو نبني الصحاري حضارة وحنّــا هــل التوحيــد علـم وصدارة
وحنّــا إذا ضاقـت على الناس دنيا نفتــح لهم بــاب الكرامـــة منـــارة
وحنا إذا جانا من الناس خايف نحميه في قصر طويل جداره
رصيدنا في بنك الأمجاد واجد والأبنوكالمال فيها خسارة
ويظهر حبه الجلي للغة العربية كأحد عناصر الهوية الوطنية حينما قال: “لغةُ الكتابِ والنور.. وحدائقُ الزهور نزَل بها القرآن وتكامَلَ البيانْ.. وتجلى سحرُها الحلال.. نافثاً فينا الجمالْ.. لغةٌ أنعشتِ الوجود.. قدرُها الخلود.. نبلى ولا تبلى.. وتعلو ولا تُعلى.. إنها بإيجاز لغة إعجاز“.
ومن منطلق احتفاء وزارة الثقافة بهذا البعد الذي جسده الفيصل شعراً ولغة وفناً نظمت هيئة الفنون البصرية معرضًا استثنائيًّا تحت عنوان “موطن أفكاري” لتسليط الضوء على القيمة الفنية والأدبية الكبيرة لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل خلال الفترة من 21 ديسمبر إلى 3 يناير المقبل في قصر حطين بمدينة الرياض.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
منتدى طرابلس يدق ناقوس الخطر للحفاظ على الهوية العربية في العالم الرقمي
بمشاركة رسمية رفيعة من جامعة الدول العربية، تحولت فعاليات "منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي" في طرابلس، الى منصة لإطلاق تحذيرات عاجلة لمخاطر تهدد الهوية العربية في الفضاء الرقمي المفتوح.
جاء المنتدى ضمن فعاليات "أيام طرابلس الإعلامية 2025"، التي اختتمت بحدث رمزي كبير هو افتتاح المتحف الوطني الليبي في قصر السرايا الحمراء بعد تطويره بتقنيات تفاعلية، مؤكدةً على معادلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة التي نادى بها المشاركون.
وشهدت الجلسات، التي أدارها إعلاميون ليبيين بالتلفزيون الوطنية وهم محمد حديد، ومحمود الشركس ومحمد التراسي مشاركة نخبة من صُناع القرار والخبراء العرب، من بينهم عدد من الوزراء والسفراء، ممثلين عن دول عربية مختلفة، بالإضافة إلى أسماء إعلامية وفنية بارزة، مما منح الحوار زخماً رسمياً وشعبياً.
وناقش المنتدى من خلال ثلاث جلسات عمل محاور حيوية، تمحورت حول "الهوية العربية وصناعة المحتوى الإعلامي"، و"التدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي"، و"توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام". وتميزت هذه الدورة بمشاركة أولى لمنظمتي "الإيسيسكو" و"الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري" بصفة مراقب.
لم يقتصر المنتدى على التشخيص الأكاديمي، بل حاول رسم خريطة طريق عملية للخروج من المأزق، مركزاً على ضرورة تطوير استراتيجية عربية موحدة تحدث عنها السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية تستطيع من خلالها الأمة العربية صياغة وجودها الرقمي بلسانها وقيمها، بدلاً من الاستمرار في دور المستهلك السلبي لمحتوى الآخر، الذي قد يؤدي إلى فقدان تدريجي لملامح هويتها.
جمع المنتدى، الذي ناقش محاور الهوية العربية وصناعة المحتوى الإعلامي والتدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام، عددا كبيرا من الشخصيات البارزة. من بينهم وزرا الاعلام زهير بو عمامة من الجزائر، وحمزة المصطفى من سوريا، وأسامة هيكل وزير الإعلام المصري الأسبق، وزياد مكاري وزير الإعلام اللبناني الأسبق، بالإضافة إلى سفراء ومستشارين وإعلاميين وفنانين مصريين بارزين مثل منى الشاذلي وباسم يوسف وأحمد فايق.
لم يقتصر المنتدي على تشخيص الخطر، بل حاول رسم خريطة طريق للخروج من المأزق، مقترحا معادلة دقيقة تجمع بين الحفاظ على الهوية واللغة، وبين الابتكار والتفاعل مع أدوات العصر من ذكاء اصطناعي ومنصات رقمية.