أثار إعلان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين مع نهاية العام الماضي، وقف قبول أئمة أجانب اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الجاري، مُعارين من الخارج، الكثير من الجدل لأن الحظر رغم أهميته لن يكون كافياً لمُكافحة التأثيرات الإسلامية الأجنبية، خاصة من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يُصر على تجنيد الأئمة لخدمة فكره المتشدد.

ورغم أن المشروع سبق وأعلن تنفيذه التدريجي الرئيس إيمانويل ماكرون في 2020، الذي شدد حينها على ضرورة وضع حدّ لهذا الوضع المتوارث منذ عقود لمُحاربة الانفصالية الإسلاموية، إلا أن سياسيين ومحللين يرون أن الإجراءات المعلنة. 

Pourquoi la fin des « imams détachés » est un mirage https://t.co/52FFlIGrE3

— Le Monde (@lemondefr) December 30, 2023 محاولات إخوانية للعودة

وأطلق ماكرون أيضاً في فبراير (شباط) 2022 "منتدى الإسلام في فرنسا"، لاختيار مسؤولين دينيين ومدنيين من المُجتمع الفرنسي لتمثيل الدين الثاني في البلاد بشكل أفضل، إلا أن هذا الكيان الجديد يُكافح لترسيخ وجوده في المشهد الإسلامي في فرنسا، وسط محاولات "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" الذي سحبت الحكومة اعترافها بشرعيته بسبب السيطرة عليه من قبل تنظيم الإخوان وغيره من جماعات الإسلام السياسي، العودة من جديد. 

وفيما تحرص السلطات الفرنسية على منع أيّ تدخل أو تأثير مالي أو أيديولوجي خارجي على مُسلمي وأئمة البلاد، وتؤكد على قضية الحق في الدين، والمُعتقد بعيداً عن السياسة، حافظت بلدان المنشأ على ارتباط قوي مع أئمتها في فرنسا، وذلك للسيطرة عليهم والعمل لصالح أجهزة مُخابراتها لاستقطاب الفرنسيين بجنسيات مزدوجة.

وتُحذّر أجهزة الأمن الفرنسية من حملة تشهير وتحريض عبر حسابات على منصّات التواصل الاجتماعي تقودها تيارات إخوانية داخل وخارج البلاد، مُشيرة إلى سيل من الهجمات التي يُشرف عليها أئمة وداعمون للإسلام السياسي. ونسبت الاستخبارات الفرنسية غالبيتها إلى منظمات دينية خارج فرنسا موالية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإشراف تنظيم الإخوان.

ومن جهة أخرى، ووفق وزارة الداخلية الفرنسية، فإنّ غالبية الأئمة المُتشددين الذين تُراقبهم أجهزة الاستخبارات والأمن في منذ نهاية 2020، باتوا أقل تطرّفاً خوفاً من إغلاق مساجدهم وإخضاعهم لإجراءات مالية وإدارية صعبة. إلا أنّ الأجهزة تخشى توجه بعض الأئمة نحو الإنترنت والتعليم المنزلي والدورات الخاصة، للترويج للوجه الآخر المُتشدد من خطاباتهم.

بداية من 1 يناير2024 .. #فرنسا توقف استقدام الأئمة الأجانب
https://t.co/vjfPIQStO9

— 24.ae (@20fourMedia) December 30, 2023 نقص الإمكانات

ورأت الكاتبة والمحللة السياسية في "لوموند" سارة بلوزان، أن حظر استيراد الأئمة المُنتدبين من خارج فرنسا يُعتبر سراباً، بسبب الواقع المُعقّد الذي يفتقر إلى أنظمة تدريب فاعلة. 

وبموجب اتفاقيات ثنائية مع الجزائر، والمغرب، وتركيا في التسعينيات، منحت فرنسا آلاف عقود العمل وتصاريح إقامة لأئمة من هذه البلدان. إلا أن قرار الداخلية الفرنسية، لا يمنع فقط دخول أئمة جدد، بل يطالب 300 إمام أجني المُتبقّين حالياً على الأراضي الفرنسية، بالمغادرة بحلول أبريل (نيسان) المقبل. 

ويهدف الإجراء لضمان التمثيل الصحيح لمسلمي فرنسا، الذين تزايد عددهم في القرن الـ 20 مع موجات الهجرة المتلاحقة، إلا أنّ فرنسا لا تملك القدرة أو الهياكل اللازمة لتدريبهم، وذلك على غرار الجمعيات الدينية، واتحادات المساجد المرتبطة بدول أجنبية كانت تُقدّم دعماً مالياً كبيراً لتصدير الأئمة.

ومن جهتها أكدت مجلة "ماريان" أهمية مُحاربة التأثيرات الأجنبية على الإسلام في فرنسا، واعتبرت الخطوة الأخيرة ضربة خاطفة لمُحاربتها. 

ولفتت إلى اعتماد إطار محدد للسماح للجمعيات الدينية التي تُدير دور العبادة بتعيين الأئمة الذين ستوظفهم بشكل مباشر. والهدف في رأيها ليس فقط منع الأئمة الأجانب من الوعظ في فرنسا، بل منع حصول أيّ منهم على أجور من دولة أجنبية يكونون فيها موظفين حكوميين رسميين.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا تنظيم الإخوان فی فرنسا إلا أن

إقرأ أيضاً:

الأجانب والعرب يسجلون صافي بيع لأذون الخزانة بقيمة 10.3 مليار جنيه اليوم

باع الأجانب والعرب، أذون خزانة في تعاملات اليوم الثلاثاء بصافي قيمة 10.3 مليار جنيه (205.5 مليون دولار)، وفقاً لبيانات التداول في البورصة المصرية.

بلغ إجمالي قيمة أوراق المال الحكومية التي باعها العرب والأجانب اليوم، نحو قيمة 31.8 مليار جنيه ( 634.6 مليون دولار)، مقابل عمليات شراء بقيمة 21.48 مليار جنيه ( 428.6 مليون دولار).

ووافق البنك المركزي في عطاء أذون الخزانة السابق بالنيابة عن وزارة المالية، على رفع متوسط سعر العائد على أذون الخزانة بأجل 91 يوما إلى 29.11%، كما رفع متوسط عائد الأذون أجل 273 يوما إلى 27.18%

تراجع سعر الدولار في تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث فقدت العملة الأمريكية ما يبلغ 64 قرشا، ليتراوح سعر الدولار بين 49.97 جنيه للشراء، ونحو 50.11 جنيه للبيع، وفقاً لما كشفت عنه لوحة أسعار الصرف بالبنك المركزي المصري.

جاء ذلك التحسن في سعر الصرف المحلي بالتزامن مع تقلص المخاطر الجيوسياسية على خلفية اتفاق وقف إطلاق النيران بين إيران وإسرائيل عبر وساطة أمريكية.

الدولار

أفادت مصادر مصرفية بثلاث بنوك تجارية خاصة، أن موجة تخارج الأجانب من أدوات الدين الحكومية (سندات وأذونات الخزانة) شهدت تراجعاً ملحوظاً مع بداية تعاملات هذا الأسبوع، وأشارت إلى أن حجم التعاملات في سوق الإنتربنك الدولاري الخاص ببيع وشراء العملة الأجنبية، تقلصت إلى 420 مليون دولار يوم الأحد الماضي، وإلى نحو 380 مليون دولار في تعاملات أمس الاثنين.

وترجع إجمالي حجم عمليات تدبير الدولار بين البنوك المصرية لتمويل أي تخارج أجنبي من أذون الخزانة وأيضًا تمويل عمليات الاستيراد في اليومين الماضيين بنسبة 37% إلى 800 مليون دولار، مقابل 1.27 مليار دولار حجم تعاملات السوق خلال نفس اليومين بالأسبوع الماضي.

اقرأ أيضاًسعر الذهب والدولار اليوم في مصر.. ارتفاع «الأصفر» وتراجع «الأخضر»

تراجع سعر الذهب في الكويت اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025

أوقية الذهب تفقد أكثر من 50 دولارا في جلسة واحدة

مقالات مشابهة

  • الحرب تثير مخاوف من ارتفاع الأسعار وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق في إيران
  • «استشاري نفسي»: الجيل الحالي يواجه تحديات نفسية غير مسبوقة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي
  • مصدر بالزمالك يكشف موقف الأجانب استعدادا للتدعيم بصفقات قوية
  • من تايلاند.. مايان السيد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • عودة آيتن عامر لمحمد عز العرب لأجل الأطفال
  • بنكراد: شبكات التواصل الاجتماعي منعت بإصرار وترصد إعادة تشكيل الرأي العام
  • الأمن القومي يناقش مذكرة التعاون والتنسيق الأمني البحري بين العراق والكويت
  • مرصد الأزهر يختتم فعاليات معسكر “معًا” بزيارة ميدانية وعدة محاصرات.. صور
  • فرنسا توشح حموشي بأرفع الأوسمة والرباط تشهد توقيع شراكة استراتيجية بين الأمن المغربي والشرطة الفرنسية
  • الأجانب والعرب يسجلون صافي بيع لأذون الخزانة بقيمة 10.3 مليار جنيه اليوم