حظر الأئمة الأجانب في فرنسا.. مخاوف من عودة التطرف عبر التواصل الاجتماعي والإنترنت
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أثار إعلان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين مع نهاية العام الماضي، وقف قبول أئمة أجانب اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الجاري، مُعارين من الخارج، الكثير من الجدل لأن الحظر رغم أهميته لن يكون كافياً لمُكافحة التأثيرات الإسلامية الأجنبية، خاصة من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يُصر على تجنيد الأئمة لخدمة فكره المتشدد.
Pourquoi la fin des « imams détachés » est un mirage https://t.co/52FFlIGrE3
— Le Monde (@lemondefr) December 30, 2023 محاولات إخوانية للعودةوأطلق ماكرون أيضاً في فبراير (شباط) 2022 "منتدى الإسلام في فرنسا"، لاختيار مسؤولين دينيين ومدنيين من المُجتمع الفرنسي لتمثيل الدين الثاني في البلاد بشكل أفضل، إلا أن هذا الكيان الجديد يُكافح لترسيخ وجوده في المشهد الإسلامي في فرنسا، وسط محاولات "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" الذي سحبت الحكومة اعترافها بشرعيته بسبب السيطرة عليه من قبل تنظيم الإخوان وغيره من جماعات الإسلام السياسي، العودة من جديد.
وفيما تحرص السلطات الفرنسية على منع أيّ تدخل أو تأثير مالي أو أيديولوجي خارجي على مُسلمي وأئمة البلاد، وتؤكد على قضية الحق في الدين، والمُعتقد بعيداً عن السياسة، حافظت بلدان المنشأ على ارتباط قوي مع أئمتها في فرنسا، وذلك للسيطرة عليهم والعمل لصالح أجهزة مُخابراتها لاستقطاب الفرنسيين بجنسيات مزدوجة.
وتُحذّر أجهزة الأمن الفرنسية من حملة تشهير وتحريض عبر حسابات على منصّات التواصل الاجتماعي تقودها تيارات إخوانية داخل وخارج البلاد، مُشيرة إلى سيل من الهجمات التي يُشرف عليها أئمة وداعمون للإسلام السياسي. ونسبت الاستخبارات الفرنسية غالبيتها إلى منظمات دينية خارج فرنسا موالية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإشراف تنظيم الإخوان.
ومن جهة أخرى، ووفق وزارة الداخلية الفرنسية، فإنّ غالبية الأئمة المُتشددين الذين تُراقبهم أجهزة الاستخبارات والأمن في منذ نهاية 2020، باتوا أقل تطرّفاً خوفاً من إغلاق مساجدهم وإخضاعهم لإجراءات مالية وإدارية صعبة. إلا أنّ الأجهزة تخشى توجه بعض الأئمة نحو الإنترنت والتعليم المنزلي والدورات الخاصة، للترويج للوجه الآخر المُتشدد من خطاباتهم.
بداية من 1 يناير2024 .. #فرنسا توقف استقدام الأئمة الأجانب
https://t.co/vjfPIQStO9
ورأت الكاتبة والمحللة السياسية في "لوموند" سارة بلوزان، أن حظر استيراد الأئمة المُنتدبين من خارج فرنسا يُعتبر سراباً، بسبب الواقع المُعقّد الذي يفتقر إلى أنظمة تدريب فاعلة.
وبموجب اتفاقيات ثنائية مع الجزائر، والمغرب، وتركيا في التسعينيات، منحت فرنسا آلاف عقود العمل وتصاريح إقامة لأئمة من هذه البلدان. إلا أن قرار الداخلية الفرنسية، لا يمنع فقط دخول أئمة جدد، بل يطالب 300 إمام أجني المُتبقّين حالياً على الأراضي الفرنسية، بالمغادرة بحلول أبريل (نيسان) المقبل.
ويهدف الإجراء لضمان التمثيل الصحيح لمسلمي فرنسا، الذين تزايد عددهم في القرن الـ 20 مع موجات الهجرة المتلاحقة، إلا أنّ فرنسا لا تملك القدرة أو الهياكل اللازمة لتدريبهم، وذلك على غرار الجمعيات الدينية، واتحادات المساجد المرتبطة بدول أجنبية كانت تُقدّم دعماً مالياً كبيراً لتصدير الأئمة.
ومن جهتها أكدت مجلة "ماريان" أهمية مُحاربة التأثيرات الأجنبية على الإسلام في فرنسا، واعتبرت الخطوة الأخيرة ضربة خاطفة لمُحاربتها.
ولفتت إلى اعتماد إطار محدد للسماح للجمعيات الدينية التي تُدير دور العبادة بتعيين الأئمة الذين ستوظفهم بشكل مباشر. والهدف في رأيها ليس فقط منع الأئمة الأجانب من الوعظ في فرنسا، بل منع حصول أيّ منهم على أجور من دولة أجنبية يكونون فيها موظفين حكوميين رسميين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا تنظيم الإخوان فی فرنسا إلا أن
إقرأ أيضاً:
السلطات الإيطالية تسلم فرنسا المشتبه به في قتل شاب مسلم داخل مسجد جنوبي البلاد
قبل تسليم نفسه إلى السلطات الإيطالية بعد جريمة قتل شاب مالي يبلغ من العمر 22 عامًا يُدعى أبو بكر سيسيه، أمضى المشتبه به ثلاثة أيام هاربًا. اعلان
تسلمت فرنسا الجمعة المشتبهَ به في قضيةمقتل الشاب داخل مسجد في جنوب فرنسا بعد ترحيله من إيطاليا حيث كان محتجزا.
المشتبه به، الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الفرنسية باسم أوليفييه أ.، هو مواطن فرنسي من مواليد 2004. وقد نُقل من فلورنسا إلى محكمة في مدينة نيم جنوب فرنسا، بحسب تقارير إعلامية.
ومن المتوقع أن يمثل المذكور أمام قاضي التحقيق المكلف بالملف لسرد روايته للأحداث.
بحسب التقارير، يواجه المشتبه به لائحة اتهام محتملة بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار وظروف مشددة مرتبطة بالعرق أو الدين" و"التهرب من التفتيش أو الاعتقال".
قبل أن يسلّم نفسه للسلطات الإيطالية بتهمة قتل الشاب المالي أبو بكر سيسي (22 عامًا)، كان المشتبه به قد أمضى ثلاثة أيام فارًّا.
تعرض سيسي لهجوم وطُعن عشرات المرات وهو ساجد أثناء وجوده في مسجد ببلدة لا غراند كومب، وهي منطقة منجمية سابقة تقع جنوب فرنسا. وقد قام أوليفييه أ. الذي كان يقيم في المنطقة ولم يكن لديه سجل إجرامي معروف، بتصوير الجريمة ونشرها على تطبيق سناب شات.
وأثار مقتل سيسي جدلًا واسعًا في فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تعرض السلطات الحكومية لانتقادات بسبب عدم تعاملها مع الحادث منذ البداية كجريمة كراهية، أو عدم إظهارها نفس درجة القلق كما في هجمات أخرى مماثلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة