ما لم يستوعبه التحالف الصهيوأمريكي
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أراد شريكا جرائم الإبادة والتهجير القسري (ترامب-نتن ياهو) تهدئة تصاعد الغليان الشعبي العالمي المناصر للقضية الفلسطينية من خلال ما قيل إنها خطة (ترامب) وخرج (النتن) معلنا أنه انتصر على المقاومة لأنها ضمنت إطلاق الأسرى واستعادة جيف الجنود القتلة ولم تنص على إقامة دولة فلسطينية ولم تتضمن نصا يوجب سحب جيش الإجرام من غزة، (بدل أن تعزلنا حماس عزلناها وقلبنا الطاولة، العالم العربي والإسلامي يضغط على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب -تحرير الأسرى مع بقاء الجيش)، لم يدرك النتن أن تلك هي شروط صهاينة العرب والغرب وأن الأنظمة التي يتحدث عنها في العالمين العربي والإسلامي هي صهيونية أكثر من الصهاينة وكما تحدث عنها مبعوث ترامب (توم براك) وقبله رامسفيلد-لا يوجد شرق أوسط بل عشائر وقرى؛ والدولة الوطنية اخترعها الاستعمار الفرنسي والبريطاني بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916م، فقد أخذوا أملاك الإمبراطورية العثمانية ورسموا خطوطا حولها وسموها دولة وطنية، ومن الصعب ومن الوهم الاعتقاد أنه يمكن الحصول على دولة وطنية تضم 27 دولة و110 مجموعات عرقية مختلفة)، فرهان التحالف على مجلس الأمن والأنظمة التي صنعها لحماية مصالحه، لا يتفق مع تطلعات أحرار شعوب العالم وما يظن أنه قلب للطاولة على المقاومة وهم لأن هذه الأنظمة تحظى برعاية وحماية التحالف الصهيوأمريكي، لأنه أنشأها ومكنها من السلطة وتعهدات التحالف الإجرامي شرقه وغربه بالمحافظة عليها من السقوط.
الإجرام التحالفي ذهب إلى ما سماه الهدنة الخادعة لكي يكمل إجرامه دون استفزاز لمشاعر شعوب العالم المناصرة للقضية الفلسطينية، وهو ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية (خفض الاهتمام الدولي ليتواصل الهجوم بلا توقف وفرض هيمنة دموية تمتد من غزة إلى الضفة وسوريا ولبنان)، الغارديان ألقت باللوم على الإجرام الصهيوني لأن بريطانيا تعتبر نفسها حامية لأمريكا ومدافعة عن كيان الاحتلال وشريكة في كل جرائمه، فقد ساقت إلى السجون كل من يعارض أو يحتج على جرائم الإبادة حتى لو بلغ من السن عتيا وذهبت لإطلاق يد التطرف ضد الإسلام والمسلمين بعد زيارة رئيس كيان الإجرام المجرم هرتزوغ.
النشوة اليهودية الداعمة للإجرام، ظهرت جلية في تصريحات المجرمين والمؤيدين لهم فقد أظهروا حقيقتهم بدون خجل، فالصحفية المعادية للإسلام والمسلمين ميلاني فيلبس قالت (لقد انتقلنا من يهودية التلمود إلى يهودية التناخية التي يقتل فيها اليهود أناساً حقيقيين.. سنواجه العالم ولن نسترضيه بعد الآن وسنعمل على هزيمة العدو).
خطة “ترامب- نتن” استطاعت أن توحد جهود القتلة والمجرمين والداعمين لهم من صهاينة العرب والغرب والطاولة التي يتحدث (نتن ياهو) عن قلبها مقلوبة أصلا والمقاومة أيقظت شعوب العالم أجمع ونقلت القضية الفلسطينية من البعد القومي والديني والوطني إلى الأبعاد الإنسانية التي يلتف حولها كل أحرار العالم، أما العبيد والجبناء والخونة والعملاء، فالمقاومة لا تعتمد عليهم وليسوا أهلا لإقامة حق أو دحض باطل.
كيان الاحتلال اعتمد على اطلاق تصريحات تخفي كل مظاهر الخوف والرعب الذي يعيشه الإجرام والمجرمون، فسفير الاحتلال السابق (درورايدرا) كتب قائلا: (إن شعب إسرائيل صارع الله وغلبه)، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا؛ وأضاف (نحن قادرون على الانتصار في معركه الوعي لقد مررنا بمواقف أصعب من هذه ولم نتنازل صارعنا الله والناس وغلبناهم) منطق فرعوني ونمرودي وإجرامي يتطاول على الله وينسب الإساءة ويدعي أن الله فضله.
فرعون قال ((ما علمت لكم من إله غيري)) والنمرود قال ((أنا أحيي وأميت))، أغرق الله فرعون وأنهى النمرود بحشرة بسيطة، لكن التطاول الإجرامي الصهيوني أثبت الألوهية وصور الإله مهزوما من خلقه ونبيا من رسله، فقد هزم إلههم الذي يدعون أنه فضلهم وهي ترهات وأكاذيب يسوقها شذاذ الآفاق الذين شهد على إجرامهم ووحشيتهم شعوب العالم ومع ذلك يقول حاخام اليهود وسفير أمريكا هكابي: أبارك من باركك وألعن لاعنيك سفر التثنية .
الأنظمة العربية والإسلامية التي يعتمد عليها كيان الاحتلال هي ذاتها التي مكنته وخانت المقاومة كانت تدعي أنها ستحرر الأقصى وفلسطين الآن اتضحت عمالتها وخيانتها بفضل طوفان الأقصى .
الرأي العام العالمي أصبح اليوم يعيش بعيدا عن الأكاذيب التي روجها التحالف الصهيوأمريكي حتي داخل الأنظمة الداعمة للإجرام والمجرمين .
تحول كثير من الداعمين إلى مناصرين ومؤيدين وكاشفين وفاضحين للإجرام، لأن الحقائق أوقفتهم عن ممارسة التضليل والأكاذيب، ولو استمروا لانتهت مسيرتهم وشعبيتهم، فالإعلامي الأمريكي المعروف بدعمه لكيان الاحتلال سابقا (تاكركالسون) اتهم نتن ياهو بأنه يشكل تهديدا للحضارة الغربية وخطابه الإجرامي يعتمد على نزع الإنسانية عن شعوب وأمم بكاملها ويصورها كأعداء للفطرة، وهذا النهج لن يدمر الشرق الأوسط فقط، بل يقوض القيم التي قامت عليها المجتمعات الغربية من حقوق الإنسان واحترام القوانين وإدانة العقاب الجماعي.
كارلسون واصل الأمر، فانتقد أكذوبة شذاذ الآفاق (شعب الله المختار) لا وجود لما يسمى شعب الله المختار؛ الله لا يختار قتلة الأطفال، هذه بدعة، هؤلاء مجرمون ولصوص، توجيه النقد لكيان الاحتلال من باب إثبات أن هناك قيماً غربية حضارية وإنسانية راسخة وهي أكذوبة لم تعد تنطلي على أحد، فقد تعرت سياستهم الإجرامية فرادى وجماعات، أنظمة وحكومات.
كثير من الإعلاميين والسياسيين وغيرهم تغيرت مواقفهم لصالح دعم مظلومية الشعب الفلسطيني ومجرم الحرب النتن والداعمون له لم يستوعبوا هذه الحقائق ومازالوا يراهنون على تلك الأنظمة التي صنعوها ومكنوها لحماية مشاريعهم الإجرامية في البقاء والاستمرار.
التطمينات التي يلقيها الإجرام والمجرمون من خلال تصريحاتهم، تريد أن تتجاوز الوعي الجماهيري الذي أنهى كل المحظورات والممنوعات التي كانت مسلمات لا يجرؤ أحد الحديث عنها، فكثير من الناشطين يتساءلون اليوم لماذا يتم تقديم مصلحة كيان الاحتلال على مصلحه أمريكا، وايباك التي كان الحديث عنها موجباً للإعدام السياسي المادي والمعنوي أصبح هناك كيان مناهض لها، يفضح سياستها وبالتالي ذهبت كل المحظورات هباء، أولا: قبول الروايات الكاذبة والتسليم بها كحقائق غير قابلة للنقاش؛ وثانيا: تجريم كل من يعارض الإجرام وإلصاق تهمة معاداة السامية به، وثالثا: انهيار مخاوف جدار الخوف الذي زرعه التحالف الإجرامي لكل من يعترض على إجرامهم وطغيانهم وفسادهم.
المقاومة رسخت تأييدها لدى قلوب وعقول أحرار العالم، وما يدعيه مجرم الحرب نتن ياهو بقلب الطاولة عليها وهم كاذب ودعاية فاشلة لامتصاص التحركات المساندة داخل الأراضي المحتلة ولتجاوز الانهيار الذي وصلت إليه الأوضاع هناك وباعترافهم؛ فجيش الإجرام يسارع للفرار وكبار المستثمرين يغادرون والمقاومة التي يحاولون القضاء عليها أصبحت هي الأمل في الخلاص، وكما وصف مسؤول المفوضية الأممية السابق لحقوق الإنسان (كريغ مخيبر) رجال المقاومة بأنهم ثوار يقاتلون من أجل حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم؛ حكومات العالم والمؤسسات الدولية خانت الشعب الفلسطيني ؛لكن شعوب العالم كله تقف بجانب الشعب الفلسطيني، الآن أكثر من أي وقت مضي).
الأنظمة المتصهينة لم تستوعب حقيقة مناصرة شعوب العالم لفلسطين حتى الآن ولازالت تراهن على الأكاذيب والدعايات الزائفة لمواصلة دعم الإجرام وهو ما قاله مجرم الحرب وكررته عضو الكنيست غوتليف أن إعادة الأسرى سيضمن للإجرام مواصلة ارتكاب جرائمه بدون رحمة ولا خوف من العواقب، هذا الاندفاع يقابله تحد من يهودية تحركت مناصرة لفلسطين نجمة أوسكار وهوليودسارندون التي خرجت متظاهرة ومنددة بالإجرام وجرائم الإبادة، طردت من وكالاتها الفنية وألغيت مشاريع التعاقد معها وقيدت حسابات منصات التواصل الاجتماعي لها ولم تتراجع عن مواقفها، ومثل ذلك فعل مغني الراب البريطاني بوب فايلن حيث ردد شعار الحرية لفلسطين والموت لجيش الاحتلال ففرضت عليه العقوبات ومنعت عروضه، لكنه قال: أنه غير نادم على دعمه لغزة وفلسطين وأنه لن يكف عن الهتاف دعما لمظلومية الشعب الفلسطيني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي.. الذكرى 57 لمحكمة الردة الأولى وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الفهم الجديد للإسلام «4- 11»
تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي
الذكرى 57 لمحكمة الردة الأولى وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الفهم الجديد للإسلام (4-11)
بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير
ختمت البروفيسور آمال قرامي تقديمها للطبعة الثانية التي ستصدر قريباً من كتاب: الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، قائلة:
“يصدر المُؤلَف في فترة حرجة من تاريخ السودان استشرى فيها العنف وتفتت فيه النسيج الاجتماعي، وكثرت فيها الخيبات والمآسي وبرزت فيها علامات التراجع عن أهداف الثورة السودانية. فهل يكون هذا المُؤلَف ملاذ الحائرين/ات والباحثين عن فهم أسباب ما يجري؟”
البروفيسور آمال قرامي
أستاذة الفكر الإسلامي والدراسات الجندرية بالجامعة التونسية، تونس
رئيس مجلس السيادة، إسماعيل الأزهري وإعلان الجهلنتابع الحديث عن خطاب السيد إسماعيل الأزهري، رئيس مجلس السيادة في السودان. لقد عبَّر السيد الأزهري عن موقفه من القضاء الشرعي، في الخطاب العام الذي ألقاه يوم الاثنين 23 ديسمبر 1968، ونشرته الصحف تحت عنوان: “نص خطاب الرئيس أزهري: ستكون الكلمة العليا للقضاة الشرعيين في هذا البلد”.
لقد غذى خطاب الأزهري مناخ الإرهاب وتخويف المعارضين للقضاء الشرعي وللقضاة الشرعيين ولرجال الدين وللدستور الإسلامي. فقد أورد محمود محمد طه حديث محمد صالح عمر عن خطاب الأزهري، وأعتبر في حديثه تخويف وإرهاب للمعارضين. قال محمد صالح عمر: “إن كلام السيد إسماعيل الأزهري كلام صحيح في جوهره، ونحن نؤيده، ونرجو صادقين أن يتحقق، وأنه الإسلام لا يعرف محاكم مدنية ولا همجية أو شرعية، وأخرى غير شرعية. ونحن نتعجب هل هي حملة ضد رئيس مجلس السيادة، أم أنها جزء من الحملات المسعورة ضد الإسلام”. علَّق محمود محمد طه، قائلاً هذا هو الإرهاب والتخويف، فعبارة “جزء من الحملات المسعورة ضد الإسلام” تخيف المعارضين والأذكياء من المثقفين. فكأن مهاجمة القضاء الشرعي، والقضاة الشرعيين تعني مهاجمة الإسلام، وكأن القضاة الشرعيين والإسلام شىء واحد، “إن هاجمت القضاة الشرعيين، هاجمت الإسلام”. وأضاف محمود محمد طه، قائلاً: هذا هو الإرهاب الذي يجوز على كثير من المثقفين، وكثير من الأذكياء. لكن، يجب التمييز بين رجال الدين والدين، والأمر الصحيح هو أن “القضاة الشرعيين ضد الإسلام، وأن من يسمون برجال الدين، عاشوا على الدين طول المدى، لم يعيشوا له ولم ينصروه في أي وقت بل شوهوه في أذهان الناس.
أثناء حديثه عن مناخ الإرهاب والتخويف، أشار محمود محمد طه لمواقف المثقفين الأذكياء من خطاب الأزهري، وقال بأنهم “علقوا وخافوا”. فاستشهد بمواقف اثنين من المثقفين، قائلاً: “أنا شديد الإحترام لرجلين من [ناسنا]، بابكر عوض الله وعبدالخالق [محجوب]” ، لكن بابكر عوض الله، مثلاً، قال: “قد جاء حديث الرئيس أزهري أبعد ما يكون من الذكاء والفطنة وبعد النظر. ولم يحالفه التوفيق قط فيما قال”. لكنه عندما جاء لمواجهة الدستور الإسلامي والدعوة للإسلام، فإن هجومه، كما يقول محمود محمد طه لم يستمر، بل “ماع”، فقد قال بابكر عوض الله: “ونحن نعتبر ما قاله حركة انصرافية لشغل الناس عن مشاكل البلاد الأساسية”. رفض محمود محمد طه قول بابكر عوض الله بأن مسألة الأزهري مسألة انصرافية، وقال إذا أخذنا المسألة انصرافية، كما قال بابكر عوض الله، فكأنه يجب علينا أن نهملها، لكن المسألة في الحقيقة أساسية، فهي تأتي بالجهالة باسم الدستور الإسلامي، ولذلك فإن خطورتها كبيرة. ثم أضاف، قائلاً: بنفس قدر تورط عبدالخالق محجوب حينما اعتبر مسألة الدعوة للدستور الإسلامي عند الأزهري، مسألة انصرافية. خلص محمود محمد طه، قائلاً: “أنا أفتكر أن الإرهاب وعدم المعرفة بالإسلام، هو الذي ساق هذين الرجلين المثقفين الشجعان، إلى تمييع هجمومهم على موقف السيد إسماعيل الأزهري”.
أيضاً، لم يكن الرئيس الأزهري بعيداً عن مؤامرات القضاة الشرعية ورجال الدين من أجل محكمة الردة، إلى جانب موقفه من محاضرة محمود محمد طه، وسعيه لجعل الكلمة العليا في البلاد للقضاء الشرعيين، كان الأزهري قد تلقى نداء الأمين داود، آنف الذكر، ونسخة من كتابه: نقض مفتريات محمود محمد طه. وقد تلقى الأمين داود رداً من مكتب رئيس مجلس السيادة، جاء في نص الرد:
القصر الجمهوري: الخرطوم
في 9 ديسمبر سنة 1968
فضيلة الأستاذ الأمين داود
جامعة أم درمان الإسلامية
تحية طيبة واحتراماً
بتوجيه من السيد الرئيس إسماعيل الأزهري أنقل إلى سيادتكم شكر فخامة السيد الرئيس على هديتكم القيمة وهي عبارة عن نسخة من مؤلفكم (نقض مفتريات محمود محمد طه).
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
عبد الرحمن أحمد المهدي
مدير مكتب السيد: رئيس مجلس السيادة
موقف عضو مجلس السيادة، الفاضل البشرى المهديتلقى السيد الفاضل البشرى المهدي، عضو مجلس السيادة نسخة من نداء الأمين داود آنف الذكر “إلى ولاة الأمر في السودان”، ونسخة من كتابه: نقض مفتريات محمود محمد طه. وقد رد السيد الفاضل البشرى المهدي برسالة كانت بتاريخ 3 نوفمبر 1968، قبل انعقاد المحكمة باسبوعين. جاء رد الفاضل البشرى المهدي متحاملاً ولا يليق بعضو في مجلس السيادة، رأس الدولة، وهو أعلى سلطة في الدولة. وقد تفوه السيد عضو مجلس السيادة في خطابه بكلمات تعكس المستوى الخفيض لقادة السودان. كما يكشف رده عن السند والدعم الذي قدمه أعضاء مجلس السيادة إلى القضاة الشرعيين وإلى محكمة الردة، بل إن الأمين داود وجد الموافقة من أعلى سلطة في البلاد، الأمر الذي يؤكد بأن السيد الفاضل البشرى المهدي بهذا الرد كان جزءاً من مؤامرة محكمة الردة، بل طالب السيد الفاضل في خطابه باتخاذ الإجراء الرادع، قائلاً: “أرجو أن يتخذ الاجراء الرادع ضده”. أدناه نص رد السيد الفاضل البشرى المهدى:
القصر الجمهوري: الخرطوم
في 3 نوفمبر سنة 1968
صاحب الفضيلة الأستاذ السيد الأمين داود
تحية طيبة وبعد:
فقد وصلتني هديتكم القيمة المفيدة، وقد تصفحتها وسررت بما قمتم به فيها من دفاعكم عن الحق بدحضكم لمفتريات الماجن المارق من الدين محمود محمد طه لعنه الله. وأرجو أن يتخذ ضده الإجراء الرادع. هذا وأرجو أن يجزيكم الله خير الجزاء على عملكم هذا مع احترامي وسلامي.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
الفاضل البشرى المهدي: عضو مجلس السيادة
موقف عضو مجلس السيادة، السيد خضر حمدكشف السيد خضر حمد، عضو مجلس السيادة عن موقفه من مؤامرة محكمة الردة من خلال رسالة بعث بها إلى محمد خير البدوي (1926- 2016) رداً على سؤاله عن محكمة الردة. كتب محمد خير البدوي في مذكراته قائلاً: “وقد أحزنتني الفتوى التي صدرت في عهد الحكم الديمقراطي بتكفير محمود محمد طه، ورأيت فيها شططاً كبيراً واعتداءً على حرية الفكر والعقيدة. وكتبت رسالة في هذا الشأن إلى الحاج خضر حمد، عضو مجلس السيادة، فرد عليّ برسالة مطولة بتاريخ 28/4/1969″. وأضاف محمد خير البدوي بأن اقتطف من رسالة خضر حمد، فكتب قائلاً إن محمود محمد طه ادعى أنه سيدنا عيسى عليه السلام. ومحمود ما زال يحاول أن يكون نبياً يشارك محمد الرسالة، فذاك الإسلام الأول ومحمود نبي الإسلام الثاني الذي يصلح للقرن العشرين. وقد استفتينا علماء السودان ومصر ومشائخ الطرق وأصحاب السبح والدراويش والعلماء في الجامعة الإسلامية وجامعة الخرطوم وجامعة القاهرة وكلهم كفَّره وخطَّأه. هل يترك ليعير أم يُسلَّم لكوبر؟”.
من الواضح أن السيد خضر حمد، عضو مجلس السيادة، كان داعماً للقضاة الشرعيين ومسانداً لمحكمة الردة، ويتفق في ذلك مع موقف السيد إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة، ويتفق كذلك مع موقف السيد الفاضل البشرى المهدي، عضو مجلس السيادة، الذي كان أكثر تطرفاً في موقفه كما عبر عن ذلك في خطابه إلى الأمين داود.
نلتقي في الحلقة الخامسة.
[email protected]
تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي.. الذكرى 57 لمحكمة الردة الأولى وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الفهم الجديد للإسلام «3-11»
الوسومإسماعيل الأزهري الأمين داود البروفيسور آمال قرامي الخرطوم الفاضل البشرى المهدي القصر الجمهوري بابكر عوض الله تونس خضر حمد د. عبد الله الفكي البشير عبد الرحمن أحمد المهدي مجلس السيادة محمود محمد طه