بوابة الوفد:
2025-12-12@20:50:40 GMT

هل تذكرتم؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

أيها العالم المتحضر المفعم بالخيلاء والمزجج بالوحشية والهمجية فى علن أو فى صمت متواطئ، هل تذكرتم وأنتم تضيئون المصابيح الملونة احتفالًا بالعام الجديد أن شعب غزة بلا كهرباء، يتحسسون الخطى ليلًا فى ظلام دامس فرضه عليهم الاحتلال؟ هل تذكرتم وأنتم تزينون أشجار الكريسماس باللعب والهدايا، أن الاحتلال اقتلع كل أشجار غزة وأحرقها بنيران القصف المتواصل بلا هوادة؟ هل تذكرتم وأنتم تتبادلون الهدايا  وتوسدونها فراش أطفالكم الدافئ وتترقبون فرحتهم  بها فى الصباح، أن أطفال غزة، أقصد من تبقى منهم على قيد الحياة بلا فراش، بلا أغطية أو ملابس، بلا دفء، بل بلا جدران بيت، يرجف الصقيع أجسادهم النحيلة وقد أنهكها الجوع والعطش!

هل تذكرتم وأنتم تتجمعون فى البيوت، تتزاورون لتبادل التهانى، تلتهمون الطعام الفاخر الساخن والحلوى، أن أطفال غزة ومن تبقى من ذويهم يقفون حفاة شبه عراة، بأيديهم أوانٍ صدئة هى ما تبقى لهم من أطلال منازلهم أو حتى أكياس قمامة، ينتظرون سيارات المعونات الدولية ليتلقفوا بعض الطعام، بل الفتات، وأنهم أصبحوا يتصارعون حتى على الفوز ببعض هذه الفتات، لأنهم فى صراع بين الموت والتمسك بما تبقى لهم من حياة؟

هل تذكرتم وأنتم داخل بيوتكم العامرة، وتشعلون أجهزة التدفئة المركزية، أن أهل غزة لم يعد لهم بيوت، وأنهم ينامون فى العراء بين الطلل، أو داخل خيام لا تحميهم من مطر ولا برد، وأن بقايا بيوتهم لا يزال تحتها أشلاء أبنائهم، آبائهم، زوجاتهم، آلاف من أفراد عائلاتهم ولم يتم انتشالهم بعد لدفنهم، لأن آلة الحرب الصهيونية الوحشية لم تتوقف بلا هوادة، وتأبى أن تدعهم يلتقطون أنفاسهم، يدفنون شهداءهم، يداوون جرحاهم.

هل تذكرتهم وأنتم تحتسون كؤوس الخمر وتقرعونها نخب حياة ناعمة فى عام جديد، أن كؤوسكم هذه مليئة بدماء الأبرياء من أبناء فلسطين، فقد خرست ألسنتكم، وتواطأتم بالصمت على جرائم إبادتهم، وما زلتم تدفعون ضرائبكم على الرحب لحكوماتكم ليرسلوا للمحتل ثمن أسلحة القتل، وأنكم اعتدتم مشاهد القتل والأشلاء، وصارت أخبار غزة مثل كل الأخبار العادية فى صحفكم وشاشاتكم، تطالعونها وأنتم تلوكون طعامكم وتبتلعون معها ألسنتكم وتمارسون حياتكم الطبيعية دونما توقف!

هل تذكرتم يا ساسة، قادة، شعوب العالم المتحضر وأنتم تشعلون ألعابكم النارية وتهتف حناجركم فرحة وبهجة بالاحتفال، أن نيران أخرى تتساقط من سماء غزة، ولكنها شعلات نيران لا بهجة فيها ولا فرح، نيران تقتل، تمزق الأوصال، تدمر البيوت، تهدم المستشفيات فوق رؤوس المرضى، تسوى بالأرض كل المساجد، الكنائس، وشتى مرافق الخدمات.

هل تذكرتم وأنتم تستقبلون العام الجديد، أن ملامح هذا الجديد بنفس كآبة وأحزان العام القديم، بنفس السواد والوحشية والهمجية الصهيونية، فلم يتغير فى المشهد شيء لأهل غزة، لم يشعروا أن عامًا جديدًا جاء، لم يحتفل المسيحيون منهم بأعياد الميلاد، فقد صادر المحتل كل فرحة للأعياد، لا عيد بلا دار، بلا جدران تستر الإنسان، بلا لمة عائلة لم يقتل منها أحدًا، لم يترك المحتل عائلة واحدة دون شهيد، فعشش الحزن والخراب فى أركان الطلل وداخل الخيام، ونهشت الكلاب الضالة الجثث، ونعقت الغرابيب السود لتغطى على قرع أجراس كنائسكم، واندلعت النيران لتغطى على وهج ألعابكم النارية، ولم يعد سقوط المطر مبهجًا فهو يغرق الأرض داخل الخيام، ويُحرم النوم على أعين من تشردوا من ديارهم ولجأوا إلى تلك الخيام.

فأى عام جديد جاء؟ وأى احتفالات احتفلتم؟ وأى شراب احتسيتم حتى ثملت ضمائركم؟ وأى أعين أغمضتم؟ وأى ألسنة ابتلعتم؟ وأى وحشية تجاهلتم؟ وأى إبادة اعتدتم واستمرأتم؟ أيها العالم المتحضر تكشف اختلال ميزانكم، غرقت فى دماء فلسطين كل شعاراتكم الجوفاء البلهاء عن الإنسانية وحقوقها، فلا نامت أعين الجبناء، ولا هنأت حياة المتواطئين، ولا سلمت الأيدى الممتدة بالسلام مع أيدٍ غارقة فى دماء الأبرياء.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشجار الكريسماس فكرية أحمد

إقرأ أيضاً:

مونديال العرب وغصة الملحق!

 

 

حسناً فعلت دولة قطر وهي تحيي بطولة كأس العرب لكرة القدم وتقدمها بحلة زاهية ومستوى عال وتنافسية راقية وقد كانت فيما مضى بطولة مترهلة غير ذات قيمة فنية على الرغم من أنها من أمجد البطولات الرياضية على المستوى الإقليمي ولكنها ظلت ومنذ انطلاقتها في العام 1963م بمثابة العبء الثقيل على البلدان وطالما كانت المشاركة فيها خجولة ومحدودة وبمنتخبات الصف الثاني وفي إطار مقولة الإحراج وإسقاط الواجب وتوقفت لسنوات وسنوات ولم تكتسب أي بريق أو أهمية تذكر، إلا منذ انطلاقتها في العام 2021م بدولة قطر في نسختها الأولى عقب الترميم والتحسين.
أجواء مونديال العرب بدولة قطر هذه الأيام وحتى في الدورة الأولى قبل أربعة أعوام باتت تماثل أجواء كأس العالم وتجتذب المزيد من الاهتمام والمتابعة الجماهيرية الواسعة وتبرز منتخبات ومواهب رياضية عربية واعدة.
بطولة العرب الرياضية في الدوحة والمشاعر الإيجابية الودية السائدة بين الجماهير، أحيت بصيصاً من الأمل في التقارب العربي وسط ظلام دامس خلقته ممارسات الأنظمة وأخطاء ومثالب الساسة والسياسة، كما أوجدت مساحة لالتحام الوجدان والأحاسيس بين شعوب الأمة الواحدة وربما فتحت في المستقبل نافذة مناسبة لترسيخ قيم الانتماء العربي وتفعيل العمل المشترك على أكثر من صعيد.
لم يعكر صفو المونديال العربي وأجوائه الرائعة غير غياب منتخبات عدد من البلدان -ضحايا الملحق- على غرار اليمن ولبنان وليبيا وموريتانيا والصومال وجيبوتي، ما يجعل من المطالبة بإلغاء فكرة الملحق من وجهة نظري أمرا ضروريا وعلى اللجنة المنظمة إعادة النظر في نظام البطولة خصوصا مع التقارب الكبير بين المستوى الفني لكل المنتخبات وأكبر دليل على ذلك النتائج الرائعة التي حققها المنتخب الفلسطيني والذي تأهل بشق الأنفس من الملحق وبضربات الترجيح أمام شقيقه الليبي ومع ذلك تصدر بجدارة مجموعة ضمت منتخبين متأهلين إلى كأس العالم هما قطر المضيفة وتونس التي تأهلت إلى مونديال أمريكا والمكسيك وكندا القادم بشباك نظيفة كإنجاز رياضي غير مسبوق في تاريخ كأس العالم.. نأمل من الأشقاء في قطر ومن الفيفا النظر بجدية في هذا المطلب فالحدث الرياضي مهم جدا ومحطة لا تعوض للم شمل الشباب العربي لتطوير كرة القدم وإعادة الثقة بالأنشطة الرياضية الجماعية كإحدى ركائز التنمية المجتمعية على مستوى المنطقة والإقليم.

مقالات مشابهة

  • نائب يطالب بتحرك دولي عاجل : أنقذوا ما تبقى من غزة
  • بنزيمة ينتقد فينيسيوس ومبابي وبيلينغهام.. ماذا قال؟
  • بنزيمة ينتقذ فينيسيوس ومبابي وبيلينغهام.. ماذا قال؟
  • السكرتير العام للكاف: من الطبيعي أن تبقى الكأس الأفريقية بالمغرب
  • رهف تموت بردًا
  • غضب بمصر وإيران بسبب مباراة الفخر في كأس العالم.. ماذا نعلم؟
  • مصر تواجه منتخب البرازيل قبل كأس العالم
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • مونديال العرب وغصة الملحق!
  • مذيع وراصد جوي صهيونيان يتمنيان غرق خيام أهل غزة في المنخفض / فيديو