التقط العلماء بالفيديو طائرا نادرا للغاية بألوان ذكورية على نصف جسمه وريش أنثوي على النصف الآخر، ما يلقي مزيدا من الضوء على "ثنائية الجنس" في مملكة الحيوان.

وقال العلماء إن طائر العسل المتسلق الأخضر النادر تم رصده في مزرعة بمحمية طبيعية بالقرب من مانيزاليس بكولومبيا. وكان له ريش أزرق مائي في نصفه وريش أصفر مخضر في النصف الآخر مع حدود واضحة في المنتصف.

ويشير العلماء إلى أن ذكور هذا النوع عادة ما يكون لديهم ريش أزرق لامع ورأس أسود، بينما يكون لون الإناث أخضرا عشبيا.

ويعتقد أن اللون غير المعتاد للطائر ناجم عن خلل في الجينات الثنائية، وهو خطأ نادر في انقسام الخلايا يؤدي إلى تكوين بويضة تسمح بالتخصيب بواسطة حيوانين منويين مختلفين.

Incredibly Rare Half-Male, Half-Female Bird Caught on Camera https://t.co/hwUKR8RhXl

— ScienceAlert (@ScienceAlert) January 1, 2024

وقال العلماء إن "الطائر أظهر ريشا ذكريا نموذجيا على جانبه الأيمن وريشا أنثويا على الجانب الأيسر"، مضيفين أن أعضائه الداخلية من المحتمل أيضا أن تكون مقسمة في المنتصف إلى ذكر وأنثى.

ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من تأكيد ذلك عن طريق البصر وحده. موضحين: "من المستحيل معرفة ما إذا كانت الأعضاء الداخلية لطائرنا كانت أيضا ذكنثوية (gynandromorphic)".

إقرأ المزيد سترة تحاكي فراء "الدب القطبي".. نسيج مبتكر لدرء البرد القارس

ودرس الفريق هذا الطائر النادر لمدة 21 شهرا، حيث عاد ليتغذى على الفواكه الطازجة ومياه السكر التي يتركها أصحاب المزرعة الكولومبية كل يوم.

وهذا هو التقرير الثاني فقط عن طائر مصاب بمتلازمة الذكنثوية (الكائن الحي الذي يكون له شقين كل منهما يحمل خصائص الذكور والآخر يحمل خصائص الإناث)، حيث تم تسجيل الطائر الأول منذ أكثر من قرن من الزمان، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التقاط هذه الظاهرة بالكاميرا.

ولم يتمكن الفريق من دراسة الطائر النادر كل يوم. موضحا: "يبدو أنه بقي في المنطقة المجاورة لفترات تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع تقريبا ثم اختفى لمدة 8 أسابيع أخرى أو نحو ذلك".

ويبدو أن الطائر ينتظر أيضا مغادرة الطيور الأخرى قبل الاقتراب، بحسب علماء من Whitehawk Birding and Conservation في بنما.

وأوضح الفريق في مجلة Journal of Field Ornithology: "على العموم فقد اجتنب غيره من فصائله، واجتنبه الآخرون أيضا. يبدو أنه من غير المرجح أن يكون لدى هذا الكائن أي فرصة للتكاثر".

المصدر: إندبندنت 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات بحوث دراسات علمية طيور عالم الحيوانات غرائب معلومات علمية

إقرأ أيضاً:

نزار قبيلات يكتب: النثر العربي القديم وتقبّل الآخر

أخذت الأنواع النثرية كالمقامة والرسائل والوصايا الخطب وسواها بالانتشار نتيجة تغيّر لساني اجتماعي مفاده تبعات المدينة العربية منذ العصر الأموي، ونتيجة ضمورٍ في ذراع الشعر ووظيفته، فقد كان الشعر قبل الإسلام مرآة القبيلة، بل ووجهتها حين تعلّق الأمر كما يقول صاحب كتاب العمدة ابن رشيق بتخليد المآثر وحماية عرض القبيلة والذّب عن حسبها ونسبها والإشادة بأعيانها، فقد تحولت النظرة بعض الشيء عن الشاعر الذي كان يختزل القبيلة في ذاته، فما يصيبه من شهرةٍ وذيوع يصيب القبيلة ليرفع من شأنها، غير أن المدينة بتشكلها الاجتماعي القائم على التنوع والتعدد اللهجوي فرضت مراعاةً جديدة للروافد الثقافية التي تنبع من تباينٍ في الطبقات والحاجيات والممارسات والصور الإنسانية التي تتسع لشعراء وليس لشاعر بعينه، شاعر كان يمدح أول ما يمدح نفسه، فكان لضوضاء المدينة وأزقتها ومجالسها أصواتٌ لا يمكن أن تُختزل ببلاغة شاعر دون غيره، فهناك تنتفي مركزية الشاعر لصالح محيطٍ ألسني يتماشى مع ضروب لغوية ولهجوية ومضامين تختلف عن مضامين الفخر والمدح والرثاء الفردي، فالتجديد في العصر العباسي أتى بمضمون الكدية، وقَلبَ عمودية الفرد لصالح حاجيات إنسانية مختلفة طولاً وعرضاً، مضامين استجلبت نماذج إنسانية جديدة طرأت على مشهد الأدب، فهناك قصص جديدة للرحيل، وأخبار لا تخصّ طبقة اجتماعية أو قبيلة بعينها وذلك نتيجة تطواف المكدين والسّعاة وصغار التجار والمشترين في أرجاء جديدة، فقد وفد للمدينة أقوام من خراسان ونيسابور وجرجان يحملون صوراً لأطلال لا يبكي عليها أصحابها، ولديهم معايير جمالية جديدة للشعر الغنائي والملحمي، فلا مكان يتسع هناك للظّعن والنّوق والخيول في طرقات المدينة وزحامها كما في مضارب القبيلة وبواديها الشاسعة، ففي المدينة أصوات عديدة مختلطة لم يُحسن الشعر ذو الكعب الأعلى أن يضمّ ذلك التعدد الهجوي والثقافي المدني إلى صدفته التي لا يملك مفاتيحها إلا من وهب الشعر والسبك العجيب الموزون بقيود خليلية، فظهر السجع استطوالاً لحكايا المدينة وظلالها المخفية وعتباتها ونوافذها الموصدة.
فالمدينة لا يروقها الصوت المنفرد، كما أنها لا تنتظر شيطان الشعر، فليس من أغراضها العتاب إذ لم تعطَ جائزة المديح، والهجاء والذمّ يذوبان في زحمة البشر أمام كثرة الأعذار التي لا مجال إلا لقبولها ذلك لأن طُرق المدينة وشبابيكها وظلالها وصنائعها تختزن الكثير من العتاب والضحك والسخرية والاعتذار والبطولة والنفور والتناقض، كما أن الأدب ليس المسلك الوحيد للانتفاع والتقرّب والشهرة، ففي المدينة يشيع الأمن والأمان ويستتب بسهولة دون الحاجة لشاعر يصونها ويملك سلطتها بيديه، فالمحافظة على شرعية التنوع والتقبل في المدينة تطلّبت قانوناً يسود الجميع على تباين مشاربهم وألسنتهم، فظهر التقبل مع القضاء المدني والعدل والتساوي والتسامح، فقد قَبِلَ النقد العربي السرديات اليومية والأحاديث العامة من مصادر كثيرة رغم عدم دقتها ورهافتها كالمقامة مثلاً، وذلك بالنظر لوجود سامعين جدد وأذواق مختلفة تريد أدباً يقبلها، إنها أذواقٌ وأعراق تسترعي شعرية بمفهوم مختلق لتعريف الشعر نفسه في ثقافتنا، لقد أتى التطور العمراني الحضري الذي أشار إليه ابن خلدون بمهن وتوقعات إنسانية وحوارات وألغاز فرضت سياقات أدبية جديدة سمحت للآخر أن ينغمس في مشهد إنساني لا يسوده الشعر فقط بل وسرديات بروافد ومتطلبات محدثة وبنوع أدبي يجمع القصة السردية والشعر معاً، ففي السرد شخوص وأصوات بأغراض متعددة، فهل استجاب الشعر لفرضية السرد ومقبوليّته حين تخلّى عن بحوره وأوزانه مؤخراً؟
* أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة «العويس الثقافية» تعلن عن الفائزين بالدورة الـ19 د. نزار قبيلات يكتب: أبو الطيب المتنبي وعيون العجائب

مقالات مشابهة

  • طلاب الشهادة الإعدادية بمطروح يؤدون امتحان مادة الجبر
  • نزار قبيلات يكتب: النثر العربي القديم وتقبّل الآخر
  • قرقاش: التاريخ أثبت أن بدء حرب أسهل من وقفها لكن العالم نادراً ما يتعلم
  • تربية.. جميع المؤسسات أنهت البرنامج ومواضيع إمتحانات البيام ضمن المقرر
  • سبب مرض كتف الأبوة النادر الذي يعاني منه ولي عهد الأردن
  • في ذكرى رحيله الـ152.. مكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج تروي حكاية التنوير والتراث النادر (خاص)
  • العلماء يرصدون جسما مجنحا فوق الشمس.. ما علاقته بنهاية العالم؟
  • شكاوى من أسئلة النحو.. أولياء الأمور يرصدون مستوى امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 اليوم
  • افتتاح طريق دمت - الضالع رسميا
  • شاهد: ترامب : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريب للغاية