صحيفة الاتحاد:
2025-12-15@04:04:13 GMT

تونس.. إحباط 13 عملية هجرة غير شرعية

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

شعبان بلال (تونس، القاهرة) 

أخبار ذات صلة منتخب «شباب الجودو» يبدأ معسكر تونس 10 يناير انخفاض عدد المهاجرين إلى بريطانيا

أحبط حرس الحدود البحري التونسي 13 عملية هجرة غير شرعية انطلاقاً من السواحل التونسية في اتجاه الضفة المقابلة من المتوسط.
وأوضح الحرس التونسي، في بيان مساء أمس الأول، أن وحدات من حرس الحدود التونسية أوقفت 188 مهاجراً غير شرعي، إضافة إلى حجز عدد من المراكب الحديدية والمحركات المعدة لاستعمالها في عمليات هجرة غير شرعية.


ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها تونس مع دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفقات الهجرة غير الشرعية، إلا أن الموجات لا تزال مستمرة من دول أفريقية عدة إلى أوروبا عبر المتوسط، ما يمثل تحدياً على الوضع الداخلي التونسي والمستويين الاقتصادي والاجتماعي، بحسب خبراء ومتخصصين. 
وأوضح المحلل السياسي منذر ثابت أن تونس تبذل ما بوسعها في مواجهة موجات الهجرة غير الشرعية، ونجحت في تفكيك الشبكات المختصة بالاتجار بالبشر، مشيراً إلى أن هذه الأزمة مركبة ومتعددة الأطراف وتحتاج إلى إجراءات مالية واستثمارية وتعاون دولي. 
وذكر ثابت في تصريح لـ«الاتحاد»، «أن قرار سلطات النيجر على سبيل المثال والذي يعتبر أن الهجرة غير الشرعية غير مجرمة يعطي ضوء أخضر لاستمرار الأزمة، ومثل هذا القرار يمثل ضغطاً إضافياً في تونس يتمثل في الإيواء والتغذية والصحة والجوانب الأمنية. 
وبيّن المحلل السياسي التونسي أن هناك تقلصاً كبيراً لموجات الهجرة في اتجاه أوروبا باعتراف دول كإيطاليا، والسلطات التونسية نجحت في منع 80 ألف مهاجر غير نظامي من الوصول إلى الحدود الجنوبية للقارة العجوز، مشدداً على أن الأزمة تحتاج إلى مؤتمر دولي يتم فيه تقاسم المسؤوليات بحضور دول جنوب الصحراء وشمال أفريقيا أوروبا. 
وقبل أيام، توصلت تونس إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على برنامج دعم بقيمة 150 مليون يورو في إطار مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وتتضمن 5 محاور تتعلّق بالهجرة غير الشرعية ودعم الاستقرار الاقتصادي، وتعزيز العلاقات التجارية، والتحول الطاقي، والتقارب بين الشعوب، والهجرة والتنقل. 
وقال المحلل السياسي نزار الجليدي، إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يجعل من تونس بوابة كبيرة للهجرة ومنطقة عبور من أفريقيا إلى أوروبا، علاوة على أن أوروبا نفسها لم تتفهم بعد أن الحل الأمني ليس الوحيد وأن هناك ضرورة لسياسات تنموية. 
وأوضح الجليدي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عام 2023 هو الأكبر في الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا عبر المتوسط لأسباب سياسية، بالإضافة إلى العاملين الاقتصادي والاجتماعي.
وشكلت الهجرة غير النظامية طفرة غير مسبوقة انطلاقاً من السواحل التونسية في عام 2023، حيث تدفق حوالي 90 ألفاً من مهاجري جنوب الصحراء على تونس بشكل غير مسبوق عبر حدودها الشرقية والغربية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تونس الهجرة الهجرة إلى أوروبا الهجرة غير الشرعية مكافحة الهجرة الهجرة غير النظامية الهجرة غیر الشرعیة

إقرأ أيضاً:

استراتيجية ترامب الأمنية

 

 

 

علي الرئيسي 

 

أصدر البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتكون الاستراتيجية من 33 صفحة، يرى المراقبون أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تؤمن بالمستقبل؛ لذلك لا ترى ضرورة للاستثمار فيه.

وتكشف استراتيجية الأمن القومي عن أهداف شاملة دون تحديد موارد أو جداول زمنية أو آليات. ووصفها بـ"قصيرة النظر" يُوحي بإهمال التخطيط طويل الأمد. لكن لا وجود لتخطيط طويل الأمد؛ فالحركة التي تؤمن بنهاية العالم لا تُخطط للجيل القادم؛ بل تُمارس النهب والسلب.

إن الطموح واضحٌ جليّ: "يجب أن تكون جميع سفاراتنا على دراية بفرص الأعمال التجارية الكبرى في بلدانها، ولا سيما العقود الحكومية الضخمة. هذا ما تنص عليه استراتيجية الأمن القومي. وينبغي على كل مسؤول حكومي أمريكي يتعامل مع هذه الدول وأن يُدرك أن جزءًا من وظيفته هو مساعدة الشركات الأمريكية على المنافسة والنجاح". لقد تحولت الدبلوماسية رسميًا إلى عملية لتطوير الأعمال.

تحدد استراتيجية الأمن القومي بتحديد "المواقع والموارد الاستراتيجية" في نصف الكرة الغربي للاستغلال، وتصف صحيفة "لوموند" الفرنسية ذلك بـ"الافتراس الاقتصادي". الاستراتيجية تعيد إحياء "مبدأ مونرو" الذي يجعل من نصف الكرة الغربي- وبالذات أمريكا الجنوبية والوسطى- مجالًا حيويًا للولايات المتحدة. وتزعم الاستراتيجية أن أهم المخاطر في تلك المنطقة تتمثل في الهجرة وتهريب المخدرات وقيام روسيا والصين من الاستفادة من موارد المنطقة.

ومما يغضب المحللين الغربيين أن الاستراتيجية تغفل تمامًا التنافس بين الدول العظمى كإطار للعلاقات الدولية. وهذا يعكس من وجهة نظرهم تخلِّى الولايات المتحدة بشكل خفي عن مشروع تشكيل النظام الدولي. كما تُعيد استراتيجية الأمن القومي توجيه خطابها الحاد نحو أوروبا، بينما تُخفِّف بشكل ملحوظ من حدة لهجتها تجاه روسيا وغيرها من الخصوم. وتحذر من أن أوروبا تُخاطر بـ"المحو الحضاري" من خلال الهجرة و"الاختناق التنظيمي". وتطالب الاستراتيجية الأوروبيين بتحمل "المسؤولية الأساسية" عن دفاعهم عن أنفسهم، بينما تُعلن في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ستُعزز المقاومة للاتجاهات السياسية الحالية في أوروبا، من خلال دعم الأحزاب القومية والشعبوية في دول الاتحاد الأوروبي.

تركيز الاستراتيجية على أن الهجرة أو ما تسميه الاستراتيجية بـ"الغزو" وبالذات من الدول الإسلامية وآسيا وأفريقيا، ستُحوِّل أوروبا إلى قارة غير بيضاء، وهذا ما تقصده بـ"المحو الحضاري"، وهو نفس التعبير الذي استخدمه هتلر في كتابه "كفاحي"؛ أي أن ما يُريده ترامب هو ان تتخلص أوروبا من العرب والمسلمين والمهاجرين من أفريقيا وآسيا، حسب ما ذهب إليه توماس فريدمان في مقاله في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

بالنسبة للشرق الأوسط، تدعي الاستراتيجية أنها تعارض الليبرالية العالمية، أي أن مبادئ الليبرالية لن تكون أساسًا للعلاقات الدولية وبالذات قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية (حيث كانت الإدارات السابقة تبتزّ الدول باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان).

تقول الاستراتيجية إن الفترة التي كان فيها الشرق الأوسط يُهيمن على السياسات الأمريكية قد انتهى، ولم تعد أمريكا تحتاج إلى نفط المنطقة، غير أنها لن تسمح بدول معادية بالسيطرة على إمدادات الطاقة، كما إنها ستحافظ على حرية الملاحة وبالذات في مضيق هرمز والبحر الأحمر. طبعًا لا تغفل الاستراتيجية ضمان امن إسرائيل وتفوقها.

أما بالنسبة لإيران، تزعم الاستراتيجية أن إيران عامل عدم استقرار في المنطقة، ولكن البرنامج النووي الإيراني لم يعد يُشكل تهديدًا حقيقيًا، وأن إسرائيل ستعمل على احتواء المخاطر الإيرانية.

وتُفوّض الاستراتيجية المزيد من أعباء الأمن وإعادة الإعمار إلى الشركاء الإقليميين. وتتوقع من دول الخليج العربي تحمُّل الجزء الأكبر من مسؤولية إعادة إعمار غزة وسوريا.

وتعتمد الاستراتيجية على علاقات قائمة على المصالح المشتركة؛ حيث تدعو إلى قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، مع العمل معًا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتنص الوثيقة على أن الولايات المتحدة ستتخلى عن "تجربتها الخاطئة في استبدال" الدول، وخاصة في المنطقة العربية، بهدف حملها على التخلي عن أنظمة حكمها التقليدية. وتؤيد تشجيع الإصلاح فقط عندما "ينشأ بشكل طبيعي".

وتتبنى الاستراتيجية رؤيةً لتعزيز التكامل الاقتصادي، مؤكدةً أن المنطقة ستصبح مركزًا متزايدَ الأهمية للاستثمارات الدولية في مختلف القطاعات؛ بما يتجاوز النفط والغاز، وتشمل: الذكاء الاصطناعي، ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، والطاقة النووية، وتقنيات الدفاع.

باختصار.. تُشير الاستراتيجية إلى تحولٍ من التدخل العسكري واسع النطاق والتدخل السياسي في الشرق الأوسط نحو نهجٍ أكثر تركيزًا وفعالية، يعتمد بشكلٍ كبير على الشركاء الإقليميين لإدارة الأعباء الأمنية، مع إعطاء الأولوية للفرص الاقتصادية.

وتبقى الهجرة والمهاجرون الشغل الشاغل للإدارة الحالية؛ حيث بات واضحًا أن ما يشغل الإدارة هو ليس الصراع والتنافس مع الصين وروسيا، ولكن السيطرة على الهجرة والمهاجرين وبالذات من أمريكا اللاتينية، الذين يهددون هيمنة الجنس الأبيض الأوروبي على الولايات المتحدة، وكذلك هجرة العرب والمسلمين والأفارقة والآسيويين إلى أوروبا.

** باحث في قضايا الاقتصاد والتنمية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخشاه أوروبا من انهيار السودان؟
  • استراتيجية ترامب الأمنية
  • مراكز بحثية تطلق إنذاراً من القاهرة: الحوثيون يجندون المهاجرين الأفارقة في معسكرات حدودية.. الهجرة غير الشرعية ومخاطرها
  • جامعة قنا تنظم ندوتين توعويتين بكلية الزراعة حول العنف والهجرة غير الشرعية
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية وشبان غاضبين في القيروان.. ما السبب؟
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية ومحتجين في القيروان
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية ومحتجين في القيروان بعد وفاة رجل
  • نائلة جبر تلتقي بأعضاء فرع القومي للمرأة وتُحاضر حول مخاطر الهجرة غير الشرعية
  • تراث الجمال العربي يُتوج عالميًا.. الكحل التونسي على لائحة اليونسكو
  • تراث الجمال العربي يتوج عالميًا… الكحل التونسي على لائحة اليونسكو