✒️ عادل الباز???? من تمرد الجنجويد لغزو المرتزقة!! (2-1)
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
1 لابد من إعادة تعريف ما يجري في بلادنا الآن حتى نصل للخلاصات الصحيحة، وينبغي هنا طرح سؤال: هل ما نتعرض له غزو أم تمرد .
قوات الدعم السريع قامت بالخطوة الأولى التي خططت لها زمناً طويلاً وهي الاستيلاء على الدولة من مركزها الخرطوم، فلما فشلت تلك المؤامرة عمدت لتوسيع دائرة الحرب والاستعانة بالخارج مالياً وعسكرياً وبشرياً.
2
فرق كبير بين أن تقاتل متمردين سودانيين وأن تقاتل غزاة تدججوا بأموال الخارج وسلاحه ويجدون غطاءً سياسياً دولياً وإقليمياً لا يخفى على أحد، تدعمهم آليات إعلامية ضخمة موجهة من الخارج.
عرف السودان في تاريخه تمردات شتى منذ فجر الاستقلال ابتداءً من تمرد توريت 1955 ثم تمرد الأنانيا ستينيات القرن الماضي ثم تمرد قرنق فى 1983 إضافة لتمرد حركات دارفور المسلحة. وفي كل هذه التمردات كنا نتقاتل كسودانيين دون أن نحس هذا الإحساس الذي نحسه الآن في مواجهة الغزو الحالى رغم أن تلك التمردات وجدت دعماً خارجياً، تمويلاً وتسليحاً سواء من دولة القذافي أو دول الجوار أو حتى بعض الدول العربية، فما الذي يجعل حركة 1976 غزواً وما يقوم به مرتزقة الجنجويد الآن تمرداً؟، علماً بأن حركة 76 سودانية مائة بالمائة.؟!!
3
الآن اختلف الوضع، إذ بدأت سمات الغزو الأساسية أكثر وضوحاً، أولها أن المقاتلين الذين نواجههم ليسوا سودانيين بالكامل، حيث تم حشد عرب الشتات من ست دول أفريقية وهم بالآلاف الآن يجلسون في مدننا وقرانا نهباً وسلباً واغتصاباً، صورهم وفيديوهاتهم منشورة في الأسافير. كما تشهد هذه الحرب الآن دعماً لا محدوداً للغزاة، ابتداءا من المعسكرات التي فتحت على الحدود السودانية التشادية وأخرى على الحدود الليبية وثالثة على حدودنا مع أفريقيا الوسطى للتدريب والتشوين والإمداد. كما تولت قوات فاغنر وقوات ليبية مسئولية التدريب في تلك المعسكرات على كافة أنواع الأسلحة من مسيرات لراجمات إسرائيلية ودبابات إماراتية وغيرها.
4
تأسست أيضاً في دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى قواعد للإمداد العسكري والغذائي والدوائي في أم جرس، وتأسست قاعدة عسكرية ومستشفيات لإخلاء الجرحى وعلاج المصابين من قوات المرتزقة والجنجويد وتوفرت فيها طائرات ضخمة لجلب كل احتياجاتهم وقد أحصت صحيفة النيويورك تايمز عدد 48 رحلة خلال شهرين فقط كلها مؤن وذخائر وأدوية قادمة من الإمارات.
5
تدفق السلاح من مخازن دولة الإمارات (الشقيقة) إلى ساحات القتال مباشرة وقبل أيام هبطت طائرة هيلكوليز بالقرب من مدينة الجنينة وهي تحمل أسلحة متطورة لأجل تعزيز سيطرة الجنجويد على مناطق واسعة في دارفور وكردفان لفرض شروطهم في أي مفاوضات متوقعة.
6
لم يتوقف الدعم الخارجي على الدعم المالي والتدريب والسلاح والغذاء فقط بل انتقل الدعم إلى الفضاء السياسي، إذ رفضت كل الدول بما فيها (أشقاءنا) العرب أن يدينوا التمرد ببيان مثل بياناتهم الميتة التي ظلوا يصدرونها في كل فارغة ومقدودة، ولكن حين غزا الجنجويد ديارنا لاذوا بالصمت ووقفوا يشاهدون الشعب السوداني يذبح ولا أستثني منهم إلا دولة قطر التي فعلت كل شيء لدعم الشعب السوداني.
7
موقف الأفارقة أسوأ بكثير، فكل دول الجوار اتخذت مواقف عدائية وداعمة للتمرد وفتحت عواصمها لاستقبال المتمردين وحلفائهم في قحت ومن أفضل ما جاء في خطاب الرئيس البرهان أمس تحذيره لتلك الدول من فتح المجال لاستقبال الجنجويد ابتداءا من زعيم الجنجويد الذي يتجول الآن في العواصم الأفريقية ويستقبل استقبال الزعماء بالبساط الأحمر.!!.
8
كذلك قامت المنظمات الأفريقية التي ساهم السودانيين فى تأسيسها من الاتحاد الأفريقي إلى الإيغاد بدور الحامي المدافع عن غزو الجنجويد والمرتزقة دبلوماسياً وسياسياً، كما لم تقصر دول الترويكا وعلى رأسها أمريكا في احتضان التمرد ودعم الغزاة ومحاولة انقاذها من السحق بل وعجزت عن إلزام الجنجويد ومرتزقتهم بمخرجات اتفاق جدة الذي وقعه المتمردون بأيديهم وشهدت عليه كل دول الترويكا.
8
هذا الدعم المالي والعسكري، سلاحاً ومقاتلين، والسياسي والإعلامي من جانب آخر ساهم فى هذه النقلة النوعية من تمرد محدود للجنجويد يمكن هزيمته والسيطرة عليه إلى غزو منفلت يفعل كل شيء بأهل السودان.
إذا كان هذا هو المشهد بعد تسعة أشهر من بداية الحرب ينبغي تجاوز فكرة أننا نواجه تمرد جنجويدي داخلي لنعرف كيف نتعامل مع تحديات مواجهة غزو أجنبي كامل الملامح، كيف سنقاومه؟ وما هي التكتيكات المناسبة لهزيمته؟ هل الجيش وحده قادر على هزيمة الغزو أم بحاجة لما هو أكثر من قدرات الجيش وحده.؟ نواصل
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجنرال إسحق بريك: لن نهزم حماس والأسرى والجنود سيموتون.. هذا هو الحل الوحيد
اعترف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك أن هزيمة حركة حماس غير ممكنة، محذرا من توسيع العملية العسكرية التي لن تؤدي، بحسبه، إلا إلى مقتل مزيد من الأسرى والجنود.
ودعا بريك في مقال له في صحيفة "هآرتس" العبرية الإسرائيليين إلى النزول إلى الشواع بالملايين لاستبدال الحكومة الحالية.
وحذر الجنرال المتقاعد من أن استمرار الحرب في غزة لن ستؤدي إلى تآكل المجتمع الإسرائيلي، وانهيار القدرة الاقتصادية وهروب النخب.
وفيما يلي ترجمة للمقال:
عندما صادق الكابنيت بالإجماع على خطة توسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تثور من تلقاء نفسها أسئلة مصيرية بشأن النتائج البائسة المتوقعة من مواصلة الحرب.
1- المخطوفون الأحياء يمكن أن يموتوا في الأنفاق.
2- الكثير من الجنود سيقتلون، وآخرون سيصابون إصابات بالغة، وحملات الجنازات كما تعودنا عليها في السنة والنصف الأخيرة ستتواصل.
3- نحن لن نهزم حماس لأنه لا يمكن للجيش الآن هزيمتها. سنفقد في العالم أيضا الذين ما زالوا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي جيش قوي. سنخرج من الحرب مع الشعور بالإهانة والخسارة، "مع الذيل بين الأرجل"، كما خرج الجيش الأمريكي من فيتنام وأفغانستان، وسنفقد ما تبقى من الردع.
4- إزاء الفشل سيرفع رؤوسهم، بدرجة كبيرة، كل من الحوثيين، والإيرانيين، والأتراك، والسوريين، وحزب الله، وحماس. ونحن سنصبح في حرب استنزاف تخرب الدولة.
5- سنفقد علاقاتنا مع معظم دول العالم، التي ستواصل اتهامنا بارتكاب جرائم حرب.
6- سنفقد قدرتنا الاقتصادية، ولن تكون لدينا الأموال لترميم الجيش وزيادته إزاء التهديد المتزايد من كل الجهات، لن تكون هناك أموال لترميم المستوطنات في الشمال وفي الجنوب، التي معظم سكانها لم يعودوا حتى الآن إلى بيوتهم. أيضا جهاز التعليم وجهاز الصحة سيواصلان الانهيار، والأشخاص الممتازين سيهربون من البلاد.
7- في ضعفنا أيضا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيفقد الاهتمام بنا، كما يحدث الآن. والأخطر من ذلك هو أن من سيخلفه ربما يكون من الحزب الديمقراطي، وسيتنكر لإسرائيل، ويمكن أن يوقف المساعدات لها.
8 – الانفجار الاجتماعي في إسرائيل سيرتفع درجة، والمناعة الوطنية ستتحطم، وبين الوضع الاجتماعي السيء القائم وبين الحرب الأهلية ستكون فقط خطوة.
9 – كل ذلك يتوقع أن يحدث لأن زعماءنا غير عقلانيين، البعض منهم مسيحانيون، ومقطوعون عن الواقع، ويستخدمون الجيش كأداة لخدمة المصالح الضيقة للحكومة، وعلى حساب أمن الدولة.
10 – لسوء حظنا يقف الآن على رأس الجيش رئيس أركان ضعيف ينفذ الأوامر، وليست لديه الشجاعة لإبلاغهم بالحقيقة وشرح الوضع الحقيقي المتهالك للجيش الذي يواصل التفكك. لا يمكنه الطلب من المستوى السياسي وقف القتال لأنه لا يوجد له هدف، والانتقال على الفور إلى ترميم الدولة والجيش إزاء التهديد الخطير على وجودنا، الذي هو إضعاف تهديد حماس.
11- نحن شعب من الأغبياء. يقومون بإساءة استغلالنا. ونحن لا نعرف كيفية التصميم على مواقفنا. لا تتخيلوا أن التغيير سيأتي من أعلى. فقط إذا هب شعب يحب الحياة (بعد إقامته لدولة مزدهرة بعد آلاف السنين في الشتات)، وخرج إلى الشوارع فسيأتي التغيير. فقط خروج الملايين إلى الشوارع واستبدال الحكم هي التي يمكن أن تنقذنا من التهديد الداخلي الوجودي الذي نعيش فيه الآن.
12- لا يهم أي نظام حكم (يمين، وسط، يسار، أو حكومة طواريء وطنية) سيتم انتخابه من أجل استبدال المجموعة الحالمة التي تدير الدولة الآن. لأن أي حكم ديمقراطي سيكون أفضل منها.