كيف ينجو الأطفال نفسياً بعد الطلاق؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تتعدى مأساة حالات الانفصال مخيلة الأطفال في بعض الأحيان، إذ لا يقوى التكوين الذهني لهم على استيعاب مفهوم "الطلاق" بأبعاده، ما يضعهم في حالة نفسية يصعب تقبلها والتعايش معها، وما هو أسوأ ألا يرى الوالدان أهمية الرعاية النفسية للأطفال في هذه المرحلة.
يؤثر طلاق الوالدين سلباً على تقدير الذات لدى الأبناء ويسبب خللاً في إشباع حاجاتهم النفسية
تلاحظ المستشارة الأسرية والمرشدة المجتمعية همسة يونس كما أوضحت لـ 24 أن العديد من نماذج الانفصال تتخذ هذه الخطوة، دون النظر إلى العواقب المترتبة عليها والتي يقع ضحيتها الأطفال.وتذكر يونس تأثير الانفصال على الأطفال قائلة: "طلاق الوالدين يؤثر سلباً على تقدير الذات لدى الأبناء، ويسبب خللاً في إشباع حاجاتهم النفسية"، وتكمل "لا شك أنه يولد عقداً من النقص والشعور بعدم الأمان والحب والتقدير من قبل الآخرين". ما بعد الانفصال
ويترتب على مشاعر النقص التي من المتوقع أن يواجهها الطفل بسبب الانفصال "العديد من المشكلات النفسية والسلوكية والاجتماعية" بحسب يونس، لذلك من المهم جداً تهيئة الأطفال نفسياً في مرحلة ما قبل الطلاق، ثم إعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً في مرحلة ما بعد الطلاق.
لا تتوقف عملية الانفصال على ترك صورة سلبية عن العلاقات بذهن الطفل، إذ إنها تؤهل لـ "صورة نمطية سلبية عن العلاقات الاجتماعية، يبني عليها علاقاته المستقبلية سواء في إطار الأصدقاء أو شريك الحياة، مما يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للطفل".
ووفقاً ليونس "الوالدان قد يوفران كل ما يسهم في تقديم الدعم النفسي للطفل بعد الطلاق، إلا أن ذلك لا يلغي حجم الألم النفسي الذي يعيشه الطفل بسبب الطلاق"، حتى وإن كان الطلاق قد أنهى حالة الخلافات الزوجية والأسرية المتواصلة بين الوالدين.
وتشرح المستشارة الأسرية والمرشدة المجتمعية لـ 24 بعض التغيرات السلبية التي تطرأ على سلوكيات الطفل بفعل الانفصال "يتنامى لدى الطفل شعور بالذنب تجاه انفصال والديه فيلجأ لمعاقبة نفسه ومعاقبة والديه، من خلال بعض السلوكيات السلبية"، ومن هذه السلوكيات "إهمال تحصيله الدراسي والعلاقات الاجتماعية، إضافة إلى افتعال المشكلات السلوكية داخل البيت أو المدرسة، ليحصل على انتباه والديه واهتمامهما ولو بطريقة سلبية".
تؤكد يونس أنه من الوارد جداً دخول الطفل في حالة إنكار ما بعد تلقيه صدمة الطلاق، من خلال رفضه لتقبل فكرة غياب الأب أو الأم، وعليه يلجأ الطفل ليحبس نفسه في عالم من أحلام اليقظة، كنوع من أنواع الحيل الدفاعية النفسية ليحمي نفسه من كمية الألم ويخفف من الضغط النفسي الواقع عليه.
وعليه ترى يونس أهمية اللجوء إلى مختصين لمساعدتهم في إيصال فكرة الطلاق بأقل الأضرار النفسية، ويعتمد ذلك على عمر الطفل أو المراهق ونمط شخصيته ومستوى وعيه وإدراكه.
وتكمل "على الأهل متابعة الجلسات ما بعد الطلاق لتقديم الدعم النفسي للأبناء، تلافياً لأكبر قدر ممكنٍ مِن الآثار النفسية السلبية"، بالإضافة إلى جلسات الدعم النفسي للوالدين لمساعدتهما على التعامل السليم مع ما سيفرزه وضع الانفصال من انعكاسات على مشاعر الأبناء وسلوكياتهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأطفال بعد الطلاق ما بعد
إقرأ أيضاً:
«الصحة» تقدم الدعم النفسي لـ146 فردا من أسر ضحايا ومصابي حادث المنوفية
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم الدعم النفسي، لـ146 فردًا من من أهالي ضحايا ومصابي حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، بينهم 3 مصابين ما زالوا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة بالمستشفيات.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، بتوفير كافة الخدمات الطبية للتخفيف من وطأة الضرر النفسي على أسر الضحايا والمصابين.
مصابو حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، تكليف فريقين من فرق الدعم النفسي، تضمن كل فريق طبيبين، وأخصائي نفسي واجتماعي، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي بما يُساهم في تخفيف الأثار النفسية الناتجة عن هذا الحادث الأليم.
وأشار الدكتور بيتر وجيه مساعد وزير الصحة والسكان للشؤون العلاجية والمشرف على الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى أنّ الفريقين المكلفين بتقديم الدعم النفسي لأسر ضحايا حادث الدائري الإقليمي والمصابين تم اختيارهم من الأطقم الطبية بمستشفيي بنها وشبين الكوم للأمراض النفسية وعلاج الإدمان، مع توفير كل أوجه الدعم اللازم للفريقين.
ومن جانبها، قالت الدكتورة وسام أبوالفتوح رئيس الإدارة المركزية للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إنّ بعض متلقي جلسات الدعم النفسي من المصابين وذويهم، اقتضت حالتهم استخدام علاج دوائي مع الجلسات، مؤكدة أنّ الفرق المكلفة بالمتابعة والدعم النفسي، تم تدريبهم وتأهيلهم على أعلى مستوى لتقديم أفضل خدمة.