موقع النيلين:
2025-05-29@14:49:43 GMT

حسان الناصر: هل لقاء أديس أبابا مهم؟!

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT


إن التفاهمات التي خرج بها لقاء أديس أبابا بين قوى (تقدم ) ومليشيات (الدعم السريع). يكشف عن أن هناك منصة مشتركة يلتقي فيها جميع الأطراف الموقعة مما عمل على خروج هذا الإتفاق في فترة وجيزة. وبشكل سريع جدا لا يمكن أن يكون لولا أن هناك اتصالات مستمرة و مكثفة بين الأطراف، وهو ما بدأ منذ لحظة وصول قيادات القوى السياسية الموقعة على الإتفاق الإطاري لكمبالا.

الإتفاق الإطاري يعتبر منصة الشراكة الأساسية بين قوى إعلان الحرية و التغيير و بين الدعم السريع، لذلك منذ أول يوم في الحرب قلنا أن القوى السياسية الموقعة على هذا الإتفاق هي شريكة بالأصالة في هذا العدوان. من خلال ما قامت به من توفير الشروط السياسية لإندلاع الحرب. عبر فرض الإتفاق الإطاري، و المشاركة في رؤية الدعم السريع السياسية التي قادته إلى تبني هذه المصالح ومن ثم مهاجمة الجيش في وحداته المختلفة.

سعت قوى الحرية و التغيير إلى وضع حجج تشير إلى أن الإسلاميين هم من أشعلوا هذه الحرب، وهو ما جاء أيضا في بيانهم بخصوص تأخر لقاء جيبوتي الذي أعلنته الإيقاد ومن ثم تراجعت قيادة الدعم السريع عنه، لأسباب فنية وتظهر مرة أخرى الأسباب في نوايا القوى السياسية التي تريد الجلوس أيضا على طاولة واحدة وهو ما سعت إليه في منبر جدة ولم تجده.

أشرنا منذ أبريل الماضي أن هذه القوى أصيلة في عدوانها على الدولة وأنها شريكة في دماء السودانيين وهو ما بدأ واضحاً من خلال صمتها عن جرائم الدعم السريع ومحاولة تصوير الجيش كمعتدي دائم ومجرم.

في الوقت الذي يتم تصفية فيه أبناء السودان في نيالا وفي مدني بدم بارد، عقدت قوى تقدم هذا الإعلان مع قيادة قوات الدعم السريع، ونلاحظ أنها لم تضغط حتى على مسألة إيقاف الإنتهاكات التي تتم في هذه اللحظة مما يعني أنها شريكة بالأصالة في هذه الجرائم عبر توفير الغطاء السياسي.

إن بنود الإتفاق هو مزيج ما بين الإطاري وبين محاولة التكسب السياسي من الحرب فنلاحظ أن قوى إعلان الحرية و التغيير و واجهتها السياسية تسعى إلى السلطة فوق دماء السودانيين و آهات المغتصبات من السودانيات، كما يسعى الدعم السريع على فرض شرعية سياسية على وجوده كقوى سياسية لا عسكرية فقط!

ونلاحظ هذا من خلال حديث حميدتي خلال مؤتمره الصحفي مع حمدوك، ونرى أنه متطابق مع ذات الخطاب الذي قدم في أكتوبر و الذي تحدثنا عنه في مقال سابق ونلاحظ أن حميدتي سعى من خلاله قبل الوصول إلى إتفاق في جدة (4 نوفمبر) لفرض شروطه.

من الجيد أن الحرية و التغيير بواجهاتها تقدم و الجبهة المدنية إلى آخر المسميات قد دخلت إلى مساحة العمل السياسي مع قيادة المليشيا، وهو ما يسمح لنا كقوى وطنية بالتعامل الجاد مع هذه الزمرة التي تريد الوصول للسلطة فوق جماجم السودانيين، و أن نتعامل بمبدأ دعوا الخنازير تدخل حظيرة واحدة للتخلص منها كلها.

الآن الكرة في ملعب قيادة الدولة، وما خرجت به المرحلة من شروط لا تقبل الإلتفاف أو محاولة المراوغة هناك قوى وطنية سياسية داخل السودان تواجه العدوان مع شعبها وهناك زمرة مرتزقة وعميلة تعمل على قتل الشعب و تدمير الدولة، و دول تساند هذا المشروع، لذلك عليها أن تتوحد في رؤيتها مع شعبها وتعمل على فرض شروط وطنية واضحة.

بيان الخارجية متأخر نوعا ما في توضيح مجمل الموقف العام للدولة و عليه أن لا يكون حديث فقط بل فعل عملي واضح وتبيان يتبعه مسارات مختلفة ومتعددة، بدل البطيء الذي تقوم به، وفي هذا نرسل رسالة واضحة للسيد السفير أن لا اللغة ولا الخطوات التي تقوم بها الوزارة كافية.

على المستوى الشعبي فالمقاومة قد بدأت في حشد الجموع و القدرات الإجتماعية وهو ما يحاول الجميع إيقافه ولكن في حكمة التاريخ، خير توضيح فالشعب عندما يبدأ في فعل ليس عليك إلا المشاهدة أو الإنخراط.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحریة و التغییر الدعم السریع من خلال وهو ما

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين جنوب البلاد

الخرطوم- أصابت ضربة بمسيّرة نُسبت إلى قوات الدعم السريع الثلاثاء 28 مايو 2025، هدفين استراتيجيين في جنوب دولة السودان، بحسب مصدر عسكري، في وقت تعاني البلاد الغارقة في الحرب منذ عامين من تفشي وباء الكوليرا الذي اودى بـ172 شخصا في أسبوع.

وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إن "مليشيا الدعم السريع قصفت مستودعا للوقود في مدينة كوستي ومقر الفرقة 18 بمسيرة استراتيجية مما تسبب في إشعال النار بالمستودع".

وقال شهود عيان في المكان إنهم شاهدوا أعمدة دخان كثيفة، كما سمعوا دوي انفجارات في هذه المدينة الواقعة على بعد حوالى 350 كيلومترا جنوب الخرطوم في ولاية النيل الأبيض.

يشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة السودانية في بيان ارتفاعا حادا في حالات الكوليرا، إذ سُجلت 2729 إصابة و172 حالة وفاة خلال أسبوع واحد. وشهدت ولاية الخرطوم وحدها 90% من الإصابات الجديدة، بحسب المصدر ذاته.

وأشار تقرير سابق إلى أن 51 شخصا لقوا حتفهم في الأسابيع الثلاثة الأولى من أيار/مايو في البلد الغارق في الحرب، حيث نزح 70% من السكان وأصبح 90% من محطات ضخ المياه خارج الخدمة، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

قبل انسحابها الأسبوع الماضي، نفذت قوات الدعم السريع ضربات عدة بمسيّرات، لا سيما في ولاية الخرطوم ضد ثلاث محطات كهرباء، ما أدى إلى حرمان العاصمة من الكهرباء لأيام.

وقال المنسق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الخرطوم سليمان عمار الجمعة "انقطعت الكهرباء عن محطات معالجة المياه ولم يعد بإمكانها توفير المياه النظيفة من النيل".

وقال بشير محمد، أحد سكان أم درمان بولاية الخرطوم، لوكالة فرانس برس إن عائلته تشرب "مياها تُسحب مباشرة من النيل، وتشتريها من بائعين باستخدام عربات تجرها الحمير".

وقال طبيب في مستشفى النو في أم درمان لوكالة فرانس برس إن هذه المياه غير المعالجة هي "السبب الرئيسي لانتشار" الوباء.

الكوليرا مرض متوطن أصلا في السودان، لكن العدوى أصبحت أكثر تواترا وضراوة بسبب انهيار المنشآت الصحية والأضرار الناجمة عن الحرب.

تنتشر هذه العدوى المعوية الحادة عن طريق الطعام والماء الملوثين ببكتيريا ضمة الكوليرا، وغالبا من خلال البراز. ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا تُركت من دون علاج.

- تدهور النظام الصحي -

وفي مواجهة التدفق الهائل للمرضى، أطلق المتطوعون في غرف الطوارئ نداءً عاجلا للمتخصصين في الرعاية الصحية من ذوي الخبرة لتعزيز الفرق الطبية في المستشفيات.

وقال أحد المتطوعين الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس إن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات جرى تخطيها بدرجة كبيرة، وأصبح النقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية محسوسا بشكل خطير. ولفت إلى أن "بعض المرضى يرقدون على الأرض في ممرات" المستشفيات.

وبحسب نقابة الأطباء، اضطر ما يصل إلى 90% من مستشفيات البلاد إلى الإغلاق موقتا في وقت ما بسبب الاشتباكات.

وقدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نيسان/أبريل أن ما 70% إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة أصبحت خارج الخدمة موقتا.

وقد أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية" لا تزال قائمة في العالم.

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على «الدبيبات»
  • 70 وفاة بالكوليرا في الخرطوم والدعم السريع تعتقل كوادر طبية
  • حكم بالإعدام مسؤول توزيع الأسلحة على إرتكازات الدعم السريع
  • استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟
  • "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
  • مصدر عسكري: «الدعم السريع» قصفت بمسيَّرة مستودعاً للوقود ومقراً للجيش جنوب السودان
  • هجمة بمسيرة.. الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين في جنوب السودان
  • اتهامات للدعم السريع باختطاف وقتل فتيات بالفاشر
  • مسيرات الدعم السريع تهاجم للمرة الثالثة على التوالي المنشآت الحيوية جنوبي البلاد
  • قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين جنوب البلاد