«حمدي غيث» شق طريقه بـ«النبوت» وفاز بنصيب «الأسد» في الدراما والسينما
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
مشوار فنى طويل امتد إلى أكثر من نصف قرن، بدأ قبل نهاية الأربعينات واستمر فى العطاء حتى آخر أيامه، تميّز بجرأته وصوته الجهور، خاصة أنه تأسس على خشبة المسرح، التى كانت سبباً فى دخوله الوسط الفنى، ليُقدّم عدداً كبيراً من الأعمال التى تنوعت ما بين السينما والدراما، حتى أطلق عليه الجمهور لقب «شمشون الفنانين»، الفنان حمدى غيث الذى تنقّل بين الأدوار بسلاسة شديدة جعلت له مكانة خاصة فى قلوب الجمهور.
بخلاف الموهبة الكبيرة التى تميز بها، عمل «غيث» على صقل مهاراته الفنية بالدراسة الأكاديمية، إذ التحق بمعهد التمثيل، بخلاف دراسته بكلية الحقوق، حتى سافر فى بعثة إلى فرنسا لدراسة أصول الفن، ويعود من جديد ليقدم أهم الأدوار الفنية المهمة، بدأها من خلال فيلم «غلطة العمر» مع المخرج محمود ذو الفقار، والفنانة هدى سلطان، ليضع المخرج يوسف شاهين تلك الموهبة فى حساباته، ويرشّحه لدور أكبر من خلال فيلم «صراع فى الوادى» أمام الفنانة فاتن حمامة، وعمر الشريف، حيث أثبت ذاته بجدارة.
قدّم «غيث» أشهر أدواره «ريتشارد قلب الأسد» ضمن فيلم «الناصر صلاح الدين» عام 1963، والذى خلده فى ذاكرة السينما المصرية، مع كوكبة من نجوم الفن حينها، وهم أحمد مظهر، نادية لطفى، ليلى فوزى، زكى طليمات، وإخراج يوسف شاهين، وأصبح العمل ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى سلسلة من الأعمال السينمائية، من بينها «أرض الخوف، إسماعيلية رايح جاى، الناصر صلاح الدين، اغتيال مدرسة، التوت والنبوت، الحكم آخر الجلسة»، وعدد من الأعمال السينمائية الأخرى.
وفى عالم الدراما، أثبت «غيث» جدارته وتألقه الكبير فى الكثير من المسلسلات المهمة، وتُعد شخصية «عباس الضو» من أصعب الشخصيات الدرامية التى جسّدها، وأداها فى الجزء الثانى من مسلسل «المال والبنون»، بعد رحيل شقيقه الأصغر «عبدالله» عام 1993 بأزمة قلبية مفاجئة، ملامح وجهه ونظراته الثاقبة أهّلته للمشاركة فى أدوار كثيرة تنوعت بين الخير والشر، فتألق الراحل فى دور «الشيخ بدار» فى مسلسل «ذئاب الجبل» مع المخرج مجدى أبوعميرة، بالتعاون مع الفنان أحمد عبدالعزيز وسماح أنور، لينتقل إلى دور مختلف، وهو المعلم صبحى فى مسلسل «بوابة المتولى»، ودور المعلم سيد البرنس فى فيلم «حارة برجوان» من إخراج حسين كمال، وتأليف مصطفى محرم، بمشاركة الفنانة نبيلة عبيد.
تميز بصوته الذهبى ومخارج الحروف الواضحة ولغته العربية الفصحى التى أهّلته لتجسيد شخصية «أبوسفيان» فى فيلم «الرسالة» مع المخرج العالمى مصطفى العقاد، ودور رفاعة الطهطاوى الذى قدّمه فى مسلسل «بوابة الحلوانى» وتميّزه فى تقديم عدد من الأدوار التاريخية، والتى كان يتقنها، بخلاف مشاركته فى عدد آخر من المسلسلات، وهى: لا إله إلا الله، العودة إلى المنفى، أبوذر الغفارى، فى قلب الليل، النديم، الفرسان، ابن تيمية، حارة الشرفا، وغيرها.
وشارك «غيث» فى عدد من المسلسلات الإذاعية، من بينها برديس، والفارس الأسود، وأحلام العصافير، الأرض، ملحمة الحرافيش، ثورة عرابى، عباس محمود العقاد، وغيرها.
«قاسم»: دوره في «الناصر صلاح الدين» علامة فارقةومن جانبه قال الناقد الفنى محمود قاسم، إن الفنان حمدى غيث يُعد من أهم فنانى جيله، إذ قدم أعمالاً فنية مهمة خلال مشوار فنى امتد لسنوات طويلة، مضيفاً: «لا يمكن أن ننسى دوره المهم فى فيلم الناصر صلاح الدين، حيث قدّم دور ريتشارد قلب الأسد، الذى من خلاله أثبث أنه قادر على التنوع والتلون بين الأدوار، ومن المميز أيضاً الأدوار التاريخية والدينية، التى قدّمها، خلال فيلم الرسالة ومسلسل رفاعة الطهطاوى».
وأضاف «قاسم» لـ«الوطن» أن أعمال «غيث» تميزت بالتنوع وتقديم رسالة واضحة ومهمة للجمهور، مشيراً إلى أنه تألق خلال دور عباس الضو فى مسلسل «المال والبنون» الذى قدمه بدلاً من شقيقه الراحل رغم قسوة الظرف الزمنى. وعن مشواره السينمائى، قال «قاسم»: «لم يكن للراحل أفلام كثيرة فى السينما، بالمقارنة بأعماله فى الدراما، ولكنها ظلت راسخة فى أذهان الجمهور»، مشيراً إلى أن الجمهور لقبه بلقب «قلب الأسد»، نظراً لأن «غيث» كان يتميز بكاريزما خاصة وشخصية قوية بين الفنانين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الناصر صلاح الدين الناصر صلاح الدین فى مسلسل
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يفتتح فعاليات الاحتفالية السنوية لمبادرة قدوة. تك: مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى 2025
الدكتور/ عمرو طلعت: بناء القدرات الرقمية لأكثر من 30 ألف سيدة بمختلف المحافظات عبر مبادرة "قدوة. تك".. و55 رائدة معرفة تنقلن المهارات الرقمية لأكثر من 16 ألف سيدة فى مجتمعاتهن
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن استراتيجية مصر الرقمية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ أكثر من 7 أعوام تستهدف بناء مجتمع رقمى متكامل يتم من خلاله تمكين كافة المواطنين من استخدام التكنولوجيا والاستفادة من إمكانياتها فى جميع مناحى الحياة؛ مضيفا أن مبادرة قدوة. تك التى أطلقتها الوزارة منذ 6 أعوام تأتى فى إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية حيث تستهدف المبادرة تمكين المرأة المصرية فى كافة أنحاء الجمهورية من استخدام تكنولوجيا المعلومات فى تطوير مسارها المهنى وتحقيق طموحاتها.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور عمرو طلعت التى ألقاها خلال افتتاحه فعاليات الاحتفالية السنوية الخامسة لمبادرة "قدوة. تك": مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى 2025، والتى تعقد هذا العام تحت شعار "شراكات تعزز الأثر". وذلك بالتزامن مع مرور 6 سنوات على انطلاق المبادرة التى تهدف إلى تنمية المهارات الرقمية للمرأة المصرية، من خلال توظيف أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأكثرها توافقًا مع احتياجاتها العملية والمجتمعية. كما تتزامن هذه الاحتفالية مع اليوم العالمى للاتصالات الذى يقام هذا العام تحت شعار "المساواة بين الجنسين فى التحول الرقمى".
وفى كلمته؛ أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن المرأة هى قوام وعماد الأسرة والمجتمع المصرى؛ ومن هذا المنطلق تحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إتاحة برامجها التدريبية لكافة السيدات مع إطلاق مبادرات مخصصة للمرأة ومنها مبادرة قدوة. تك التى نجحت على مدار 6 سنوات فى تدريب أكثر من 30 ألف سيدة من مختلف المحافظات، وتدريب 55 رائدة معرفة، أسهمن فى نقل المهارات الرقمية لأكثر من 16 ألف سيدة داخل مجتمعاتهن، بالإضافة إلى رفع الوعى المجتمعى حول استخدام التقنيات الحديثة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى من خلال التعريف بإمكاناته وسبل الاستفادة منه والتحوط من مخاطره.
وأكد الدكتور/ عمرو طلعت على استمرار الوزارة فى توسيع قاعدة المستفيدات من المبادرة؛ مشيرا إلى أنه يلتقى بشكل مستمر خلال زياراته إلى المحافظات بنماذج ناجحة من السيدات ممن استفدن من مبادرة قدوة. تك ونجحن فى توظيف المهارات الرقمية التى اكتسبنها فى التسويق الرقمى لمنتجاتهن الحرفية.
وفى ختام الجلسة الافتتاحية قام الدكتور/ عمرو طلعت بتكريم عدد من الخبراء وممثلى الجهات المحلية والدولية الشريكة لمبادرة قدوة. تك، تقديرا لدورهم الفاعل فى تعزيز المهارات الرقمية للمستفيدات من المبادرة خلال العام الماضى.
كما قام بتكريم عدد من القدوات من النماذج الناجحة ممن اكتسبن مهارات رقمية عبر مسارات المبادرة التدريبية؛ إلى جانب تكريم صانعات الأثر من رائدات المعرفة والشركاء، تثمينا لجهودهن المستمرة فى استدامة نشر المعرفة وتعزيز الشمول المجتمعى الرقمى للمستفيدات من المبادرة.
يجدر الإشارة إلى أن مبادرة "قدوة.تك" نجحت خلال 6 سنوات فى تمكين نحو 32 ألف سيدة فى مختلف محافظات الجمهورية، عبر برامج متكاملة لبناء القدرات الرقمية، وتقديم خدمات التوجيه والدعم المستمر لقياس الأثر وحل التحديات باستخدام الحلول التكنولوجية.
كما ساهمت فى رفع الوعى المجتمعى عن التكنولوجيا المالية الرقمية والشمول المالى، وموضوعات ليها ابعاد تنمية مستدامة مثل الصحة الالكترونية والحماية الرقمية من خلال أكثر من 100 فعالية توعوية، وقد رسخت المبادرة نموذجًا مجتمعيًا مستدامًا قائمًا على نقل المعرفة من سيدة إلى أخرى، حيث تؤدى رائدات المعرفة دورًا فاعلًا فى تمكين أقرانهن من استخدام التكنولوجيا وتبادل الخبرات فى مجالات الحرف وإدارة المشروعات، مما يعزز فرص السيدات فى ريادة الأعمال ويسهم فى توسيع نطاق التمكين الرقمى من داخل المجتمع نفسه.
وخلال الاحتفالية؛ ألقى غمار ديب نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، كلمة أشار فيها إلى دور البرنامج فى تعزيز التمكين الاجتماعى والاقتصادى للسيدات والشباب فى محافظات مصر، من خلال التعاون الوثيق والدائم مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودوره فى خلق المزيد من فرص العمل لكافة الفئات فى المجتمع، وزيادة الاستثمارات من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين ودعم جهود الوطنية للدول لتحقيق خطط التنمية المستدامة، انطلاقًا من أهداف التنمية الدولية.
وقدمت المهندسة هدى دحروج مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية المجتمعية الرقمية، عرضًا تناولت فيه أبرز إنجازات مبادرة "قدوة.تك"، مستعرضة مدى توافقها مع الاحتياجات الفعلية للمرأة المصرية، ودورها فى تمكين الكوادر المحلية من صاحبات الاعمال الحرفية والخدمية ؛ وبناء شبكة من القدوات القادرات على قيادة التحول الرقمى فى مجتمعاتهن. حيث سلّط العرض الضوء على الحلول الرقمية المبتكرة التى وفّرتها المبادرة، خاصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى، إلى جانب أثر الشراكات الفاعلة التى وفرت فرصًا حقيقية لدمج النساء فى الاقتصاد الرقمى المحلى والإقليمى والدولى، مع تبنى المبادرة للبُعد البيئى فى كافة مراحل التنفيذ. والإشارة إلى الرؤية المستقبلية للمبادرة، التى ترتكز على استراتيجية شاملة للمشاركة المجتمعية، ضمت حتى الآن أكثر من 25 شريكًا وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وأسهمت فى تقديم نماذج تكاملية ناجحة بين الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، بما يضمن استدامة التمكين الرقمى والاقتصادى للمرأة المصرية، ويبرز قصص النجاح والتغيير المجتمعى الناتجة عن هذا التعاون.
من جانبه؛ أشاد أدهم كساب مدير مشروع دعم الحكومة الإلكترونية والابتكار InnoPA- الوكالة الألمانية للتعاون الدولى (جى آى زد)، بالتعاون بين الوكالة والمبادرة فى تنفيذ أول معسكر تدريبي؛ والذى جمع نماذج مميزة من مستفيدات قدوة. تك، تبادلن فيها الخبرات والمعارف مع عدد من ممثلى الشركات الناشئة والمؤسسات حول موضوعات متعددة كريادة الأعمال وتطوير الاعمال والتوسع فى مشاريعهن؛ وتعلمن فيه أحدث الحلول التكنولوجية وتقنيات التسويق الرقمى والتجارة الالكترونية والذكاء الاصطناعى.
هذا وقد تناولت الاحتفالية جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى بناء الإنسان وتنمية مهارات الابتكار الرقمى والإبداع للأفراد فى المجتمع، وما توليه الوزارة، بالتعاون مع الشريك الاستراتيجى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP)، من اهتمام خاص بتمكين المرأة المصرية رقميًا.
وتم تسليط الضوء على جهود شركاء النجاح المؤثرين فى دعم أنشطة المبادرة، من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدولية، بما يعزز من مكانة المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.
كما تم تنظيم جلسة بعنوان "تعزيز الشراكات المجتمعية لاستدامة الأثر"، أدارتها الأستاذة/ ولاء وجدى الحاصلة على لقب قدوة العام وصانعة الأثر فى مبادرة "قدوة.تك". وذلك بمشاركة نخبة من الشركاء والخبراء، هم: المهندس/ هشام العيسوى رئيس المجلس التصديرى للصناعات والحرف اليدوية، والأستاذة/ رضوى الهوارى مدير مراكز الاستدامة بـمؤسسة "صناع الخير"، والسيد/ مصطفى جبر مستشار إنتاجية ومتحدث بمنصة "تيدكس"، والسيد/ أحمد رستم المدير التنفيذى لمنصة "Wuilt" حيث ناقش المشاركون أبرز التحديات التى تواجه مستفيدات "قدوة.تك"، واستعرضوا فرص الدعم الرقمى التى يمكن أن تسهم بها جهاتهم، مؤكدين أن الشراكات المجتمعية تمثل عنصرًا محوريًا لضمان استدامة الأثر التنموى للمبادرة.
وفى ختام الجلسة أعلنت الدكتورة هالة الصادق رئيس الادارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية عدد من التوصيات أبرزها أهمية العمل الجماعى المنظم مع قدوة. تك على تطوير سلسلة القيمة لحرفة تراثية محددة، وتكثيف الجهود فى التوثيق الرقمى وحماية الملكية والتطوير الفنى الحصرى للحرفة المختارة، باستخدام أدوات تكنولوجية تحافظ على الهوية المصرية وتعكس خصوصية الثقافة المحلية. وتمكين السيدات من قيادة هذا التوجه من خلال التدريب والتشارك فى إنتاج محتوى رقمى احترافى (كالتصوير، والسرد، والتصميم) بما يعكس مهاراتهن ويحكى قصصهن.
هذا وقد شهدت الاحتفالية أيضا الإعلان عن الرؤية المستقبلية لمبادرة "قدوة.تك" فى إطار مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة والتى تشمل التوسع فى التدريب على أدوات الذكاء الاصطناعى، وانتاج المحتوى الرقمى بأحدث التقنيات، مع استهداف فئات جديدة مثل السيدات من ذوى الإعاقة وخريجات التعليم الفنى. كما تتضمن الرؤية الاستمرار فى تنظيم المعسكرات التدريبية، وتوسيع الشراكات خاصة مع القطاع الخاص والمبادرات القومية.
كما تم عرض فيلم وثائقى قصير حول أبرز ملامح التعاون المثمر مع الشراكات المؤسسية ونتائج قصص النجاح التى تحققت عن هذه الشراكات والأثر الاجتماعى والاقتصادى والمعرفى على المستفيدات ومجتمعاتهن المحلية.