من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى الشرق الأوسط، الجمعة، في محاولة لوقف اتساع نطاق الصراع في غزة إلى الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، ولبنان وممرات الشحن في البحر الأحمر.

وتأتي الزيارتان بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر مما أدى إلى مقتل 1200 شخص.

ودفع هذا الهجوم إسرائيل لشن هجمات أدت إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وتركت معظم أنحاء القطاع في حالة خراب.

وأعلنت إسرائيل، التي تقول إنها قتلت ثمانية آلاف مسلح منذ هجوم السابع من أكتوبر، عن نهج أكثر استهدافا، الخميس، بينما شرع بلينكن في جولة تستمر أسبوعا بالمنطقة.

لكن فلسطينيين قالوا إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي لم تنخفض وتيرتهما، وسط هجمات مكثفة بالطائرات والدبابات خلال الليل على مناطق المغازي والبريج والنصيرات ذات الكثافة السكانية العالية في وسط القطاع الساحلي.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن نحو 162 من سكان غزة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافوا أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على أحد شوارع النصيرات.

وأوضحوا أن 12 فلسطينيا قتلوا في غارة على خان يونس الواقعة في جنوب القطاع حيث انتقل مئات الآلاف من سكان غزة بناء على تحذيرات إسرائيلية.

وكثفت الدبابات الإسرائيلية قصفها ليلا لشرق خان يونس.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في دير البلح بوسط قطاع غزة.

وفي سياق منفصل قال مسعفون إن شخصين لقيا حتفهما وأصيب آخرون في دير البلح بعد ما وصفه السكان بأنه ضربات إسرائيلية جديدة في جنح الليل.

وقال عبد الرازق أبو سنجار وهو يبكي على جثث زوجته وأطفاله الملفوفة بالأكفان بعدما قُتلوا في غارة، الخميس، على منزله في رفح على الحدود المصرية "الحكومة الإسرائيلية تدعي الديمقراطية والإنسانية، لكنها غير إنسانية".

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القصف المدفعي تجدد قرب مستشفى الأمل في خان يونس، فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عمالها أصبحوا محاصرين في جنوب غزة وإنها صارت أقل قدرة على تقديم المساعدة المطلوبة بشدة.

وفي جباليا في شمال القطاع أظهر مقطع مصور السكان وهم يشقون طريقهم عبر الشوارع المدمرة التي امتلئت بالقمامة والصرف الصحي. وينتشر الجوع والأمراض المميتة في المنطقة.

ارتفاع عدد القتلى في الضفة الغربية أيضا

قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 100 هدف في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإنه قتل مسلحين حاولوا مهاجمة دبابة في البريج وآخرين في خان يونس.

وأججت الحرب في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس العنف في الضفة الغربية التي تحكمها حركة فتح وهي منطقة أخرى تحطمت فيها آمال الفلسطينيين في إقامة دولة منذ انهيار أحدث جولة من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة للتوصل إلى حل، في عام 2014.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فتى، يبلغ من العمر 17 عاما، قتل وأصيب أربعة آخرون برصاص القوات الإسرائيلية في بيت ريما بالضفة الغربية. وقال متحدث باسم الجيش إن القوات أطلقت النار على فلسطينيين ألقوا قنابل حارقة عليهم.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية باتت تستخدم الأساليب العسكرية في الضفة الغربية بصورة متزايدة وإن 300 فلسطيني قتلوا، من بينهم 79 طفلا، فيما قتل مستوطنون إسرائيليون ثمانية أو تسعة منهم. كما قُتل إسرائيليان، أحدهما مدني والآخر عسكري.

ومن المقرر أن يزور بلينكن الضفة الغربية خلال جولة بالمنطقة تبدأ، الجمعة، وتشمل زيارة إلى تركيا، وهي من بين الدول التي عرضت الوساطة. وسيزور بلينكن أيضا إسرائيل والأردن وقطر والإمارات والسعودية ومصر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم، أن يمتد هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة"، مضيفا أن بلينكن سيناقش خطوات تجنب التصعيد التي لم يحددها.

وأضاف ميلر للصحفيين، الخميس، "لا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الرحلة سهلة".

وذكر الاتحاد الأوروبي أنه من المقرر أن يزور بوريل لبنان، الجمعة، لمناقشة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وأهمية تجنب التصعيد في المنطقة من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية.

الدعم الإيراني

تحظى حماس بدعم إيراني. وشن مسلحون آخرون متحالفون مع إيران ما يقولون إنها هجمات انتقامية في أنحاء الشرق الأوسط ردا على ما أعلنته إسرائيل عن عزمها القضاء على الحركة الفلسطينية، كما استهدفوا القوات الأميركية في العراق وسوريا وإسرائيل من لبنان.

وعرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عمن يدعمون حماس أو أي شيء يؤدي إلى قطع آليات تمويل الحركة.

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في كلمة إنه يتعين أن تركز الولايات المتحدة على إنهاء العدوان على الفلسطينيين وإنهاء احتلال أراضيهم.

وأضاف "نأمل من السيد بلينكن أن يكون استخلص العبر من الأشهر الثلاثة الماضية وأدرك حجم الأخطاء التي وقعت بها الولايات المتحدة بدعمها الأعمى للاحتلال الصهيوني وتصديق أكاذيبه، مما تسبب في مجازر وجرائم حرب ضد أهلنا في غزة غير مسبوقة".

وحذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، الأربعاء، من أن قتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".

ويتبادل حزب الله القصف بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري.

وأطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، النار على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر، مما أجبر هذه السفن على اتخاذ مسارات أطول في ضربة للتجارة العالمية.

وقالت البحرية الأميركية إن زورقا مسيرا تابعا للحوثيين يحمل متفجرات انفجر في البحر الأحمر، الخميس، لكنه لم يتسبب في أضرار أو خسائر بشرية.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الخميس، عن مرحلة جديدة من الحرب بتنفيذ عمليات في الشمال تشمل مداهمات وهدم أنفاق وضربات جوية وبرية.

وفي الجنوب حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام وملاجئ مؤقتة، ستركز العملية على القضاء على قادة حماس وإنقاذ نحو 132 رهينة إسرائيلية من بين نحو 240 اختطفهم المسلحون في السابع من أكتوبر.

وأعلن متحدث باسم الحكومة، الجمعة، وفاة الرهينة الخامس والعشرين.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية الصحية في غزة تعرضت للهجوم قرابة 600 مرة منذ اندلاع الحرب. وأضافت أن 613 توفوا داخل المنشآت الصحية فيما أصيب أكثر من 770.

وألقت فرنسا والأردن سبعة أطنان من المساعدات على مستشفى ميداني في خان يونس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الضفة الغربیة خان یونس فی غزة

إقرأ أيضاً:

قطر: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بتجدد الصراع في غزة

حذر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري اليوم الأحد من أن انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تهدد بتجدد الصراع.

أتى ذلك خلال جلسة أجراها الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في اليوم الثاني من منتدى الدوحة بدورته الـ23.

وعن الاتهامات بشأن تمويل دولة قطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صرح بأن تلك المزاعم لا أساس لها، قائلا إن كل ذلك "مجرد اتهامات"، مضيفا أن علاقة قطر مع حماس بدأت قبل 13 عاما بطلب من الولايات المتحدة.

وتابع أن بلاده تلقت انتقادات وتعرضت لهجمات بسبب استضافتها حركة حماس، مضيفا "لطالما شهدنا حملات تضليل وأكاذيب لتشويه سمعة قطر".

وأشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن دعم قطر كان يذهب إلى السكان في قطاع غزة وليس إلى حركة حماس.

وأضاف أن السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون انخراط جميع الأطراف، كما لفت إلى أن تواصل الدوحة مع حماس هو ما أدى إلى التوصل لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأسفر عن الإفراج عن الأسرى.

مواصلة الدعم

وقال إن بلاده ستواصل دعم الشعب الفلسطيني، لكنها لن تمول "إعادة إعمار ما دمره الآخرون"، في إشارة إلى تدمير إسرائيل قطاع غزة خلال عامي الإبادة.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في الجلسة إن سكان قطاع غزة لا يريدون مغادرة بلادهم، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد إجبارهم على ذلك، وفق تعبيره.

وأكد أن الدوحة تطالب دوما بحل النزاعات عبر السبل الدبلوماسية، مضيفا أنه "لا يمكن أن نبقى رهينة أجندة اليمين المتطرف الساعي للقضاء على الفلسطينيين"، بحسب تعبيره.

العلاقات الأميركية القطرية

وبشأن العلاقات الأميركية القطرية، كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن هناك من يحاول تخريب العلاقة بين قطر والولايات المتحدة المفيدة للطرفين.

إعلان

وعن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، قال إنه "حين يتعرض الوسيط للقصف من أحد أطراف النزاع فهذا أمر لا أخلاقي وغير مفهوم".

وتابع أن الضربة الإسرائيلية للدوحة حصلت فيما كانت قطر تعمل على إقناع حماس باتفاق وقف النار بحسب ما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف أن ترامب أجرى اتصالا مع إسرائيل بعد الهجوم على الدوحة وعبر عن استيائه الشديد كما كان واضحا منذ لحظة الهجوم، وطلب من أحد مستشاريه التواصل مع الحكومة القطرية.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أشار في جلسة بمنتدى الدوحة 2025 إلى أن قطر تعمل لحل النزاعات من خلال الوساطة في عالم اليوم المتفكك، وأنها تسعى دائما إلى جعل قنوات الاتصال مفتوحة دون الانحياز لأي طرف، لأنه دون ذلك لن تتمكن من حل أي نزاع.

وأمس السبت، انطلقت في العاصمة القطرية النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025 بحضور أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومشاركة رؤساء دول وخبراء ودبلوماسيين، وحضور رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: مرة أخرى تنتهي جهود إسرائيل بتجنيد عملاء لها في غزة نهاية فظيعة
  • هيئة البث الإسرائيلية: مسلحون في غزة يسلّمون أنفسهم لحركة حماس
  • NYT: دعم إسرائيل لقوى في غزة ضد حماس ينتهي مجددا بشكل فظيع
  • المبعوث الأمريكي لأوكرانيا: التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في كييف بات قريبًا
  • المبعوث الأمريكي لأوكرانيا: التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في كييف بات قريبا
  • قطر: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بتجدد الصراع في غزة
  • ألمانيا تدعو "إسرائيل" لوقف الاستيطان في الضفة
  • ساعر: تخصيص 634 مليون دولار لتحسين صورة إسرائيل عالمياً
  • إسرائيل تُخصص ميزانية كبيرة للدفاع في 2026
  • خبير عسكري: ماذا لو اشتعلت الحرب بين روسيا وأوروبا؟