تطوير عقار جديد يقضي على تهديد صحي قد يسبب 10 ملايين وفاة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
طور العلماء فئة جديدة من المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المقاومة للأدوية، والتي تعد أكبر تهديد لصحة البشر.
وتغلب عقار "زوسورابالبين" (Zosurabalpin) على سلالات شديدة المقاومة للأدوية من بكتيريا "الراكدة البومانية" (Acinetobacter baumannii) المقاومة للكاربابينيم (مضاد حيوي)، في نماذج الفئران المصابة بالالتهاب الرئوي والإنتان.
وقد أشاد العلماء بهذا الاكتشاف ووصفوه بأنه "مثير" وقالوا إنه يوفر "أملا واضحا" في علاج حالات العدوى الأخرى التي يصعب علاجها.
ويجري الآن اختبار الدواء في التجارب البشرية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تُصنف بكتيريا الراكدة البومانية على أنها الأولوية التي تتصدر قائمة مسببات الأمراض التي تشكل تهديدا عاجلا لصحة الإنسان، إلى جانب الزائفة الزنجانية (Pseudomonas aeruginosa) والأمعائيات، أو كما تعرف أيضا باسم البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae)، وهما نوعان آخران من البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للأدوية.
وتقتل البكتيريا المقاومة لمضادات الحيوية (AMR) أكثر من مليون شخص على مستوى العالم كل عام، مع تحذير منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الكوكب يتجه نحو عصر "ما بعد المضادات الحيوية".
وتشير التوقعات بشأن ما يطلق عليها اسم "الوباء الصامت"، إلى أن مقاومة مضادات الحيوية يمكن أن تودي بحياة 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050. وانتشارها يجعل العدوى المنتظمة والعمليات الجراحية الروتينية تهدد الحياة.
ومع ذلك، قال الباحثون إن عقار "زوسورابالبين"، الذي تصنعه شركة الأدوية السويسرية العملاقة Roche، يمكنه تدمير بكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم (CRAB) "بشكل فعال"، والذي حذر الأطباء من أنه وباء في المستشفيات.
وهذا الكائن الذي صنفته منظمة الصحة العالمية "أحد مسببات الأمراض الخطيرة ذات الأولوية الأولى"، يمكن أن يسبب التهابات دموية وصدرية خطيرة للغاية لدى مرضى المستشفيات المصابين بأمراض خطيرة.
إقرأ المزيدوفي الوقت الحالي، يموت حوالي 40-60% من المصابين ببكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم.
ومن الصعب علاج المرض لدرجة أنه لم يتم ابتكار دواء جديد لعلاج العدوى منذ أكثر من 50 عاما، وذلك لأن البكتيريا محاطة "بغشاء" سميك يحميها من الهجوم.
وقالت البروفيسورة لورا بيدوك، المديرة العلمية للشراكة العالمية لأبحاث وتطوير المضادات الحيوية (GARDP)، إن هذا الهيكل الصعب "يجعل من الصعب للغاية إدخال الأدوية إليه وإبقائه في الداخل".
ولكن يبدو أن عقار زوسورابالبين يدمر قدرة الكائن الحي على الحفاظ على هذا الغشاء الواقي الرئيسي.
وقالت البروفيسورة لورا: "إنه أمر مثير حقا، وهو ليس مفيدا لهذا النوع من البكتيريا فحسب، بل يمكن البناء عليه بالنسبة للآخرين أيضا".
وأضاف الدكتور مايكل لوبريتز، الرئيس العالمي للأمراض المعدية في شركة Roche: "هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها شيئا يعمل بهذه الطريقة، لذا فهو فريد من نوعه في تركيبه الكيميائي وآلية عمله".
ومع ذلك، أكد أن اكتشاف هذا العقار لن يحل وحده التهديد الذي تشكله العدوى المقاومة لمضادات الحيوية على الصحة العامة، ولكنه يمهد الطريق للأدوية المستقبلية باستخدام نفس الآلية.
وأوضحت البروفيسورة لورا: "التجارب السريرية الكاملة تستغرق الكثير من الوقت، عدة سنوات. وفي الواقع، تكلف الملايين لإجرائها". مشيرة إلى أنه على الرغم من العقبات، هناك "أمل أكيد".
نشر العلماء نتائج تجاربهم التي شملت عقار زوسورابالبين في مجلة Nature.
المصدر: ذي صن
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض تجارب دراسات علمية طب مضاد حيوي منظمة الصحة العالمية
إقرأ أيضاً:
عدوى تُصيب نصف سكان العالم.. كيف تحمي نفسك من جرثومة المعدة؟
جرثومة المعدة.. تُعد جرثومة المعدة، أو ما تُعرف علميًا باسم «البكتيريا الحلزونية» (Helicobacter pylori)، من أخطر أنواع العدوى الصامتة التي تصيب الإنسان، حيث تشير الإحصاءات إلى أنها تؤثر على أكثر من نصف سكان العالم.
ورغم شيوع الإصابة بها، فإن كثيرين لا يعلمون بوجودها داخل أجسامهم بسبب غياب الأعراض الواضحة في مراحلها الأولى.
ما هي جرثومة المعدة؟جرثومة المعدة هي نوع من البكتيريا التي تستقر في بطانة المعدة وتُضعف قدرتها على الحماية من الأحماض، ما يؤدي بمرور الوقت إلى التهابات وقرح، وقد تصل المضاعفات إلى الإصابة بسرطان المعدة، وفقًا لتحذيرات منظمة الصحة العالمية التي صنّفتها ضمن العوامل المؤدية إلى الأورام الهضمية.
كيف تنتقل العدوى؟تنتقل جرثومة المعدة في الغالب عن طريق:
- تناول طعام أو شراب ملوث.
- الاختلاط بشخص مصاب ومشاركة أدوات الطعام.
- قلة النظافة الشخصية وغسل اليدين بعد استخدام الحمام.
ويمكن أن تعيش البكتيريا لفترات طويلة في بعض الأطعمة، خاصة الألبان والمياه غير النظيفة، ما يزيد من خطورة انتقالها بين الأفراد.
رغم أن كثيرًا من المصابين لا تظهر عليهم أعراض، إلا أن بعض العلامات التحذيرية قد تنذر بوجود العدوى، من أبرزها:
- الشعور الدائم بألم أو حرقان في المعدة.
- فقدان الشهية والوزن بشكل غير مبرر.
- الغثيان والتجشؤ المفرط.
- الانتفاخ والغازات بعد الأكل.
- تغير لون البراز إلى الأسود أو وجود دم في القيء، ما يستدعي التدخل الطبي الفوري.
طرق التشخيص والعلاجيتم تشخيص جرثومة المعدة من خلال:
- تحليل البراز.
- اختبار التنفس.
- فحص الدم.
- أو من خلال المنظار وأخذ عينة من المعدة.
أما العلاج، فيتضمن بروتوكولًا يعتمد على مزيج من المضادات الحيوية ومثبطات الحموضة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، حسب استجابة الحالة، ويؤكد الأطباء على ضرورة إتمام الجرعة بالكامل لتفادي عودة البكتيريا مرة أخرى.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بجرثومة المعدة؟للوقاية من جرثومة المعدة، يوصي الأطباء باتباع الإرشادات التالية:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات من مصادر غير مضمونة.
- تنظيف الخضروات والفواكه جيدًا قبل الأكل.
- الامتناع عن مشاركة أدوات الطعام أو المشروبات مع الآخرين.
- الحفاظ على نمط حياة صحي وتجنب التوتر والضغوط النفسية، التي قد تُضعف مناعة المعدة.
بينما لا يمكن للأطعمة وحدها القضاء على البكتيريا، إلا أن النظام الغذائي يساعد في تخفيف الأعراض. ويوصي خبراء التغذية بتناول:
- الزبادي واللبن الرايب لاحتوائهما على البروبيوتيك.
- شوربة الخضار والمأكولات المسلوقة.
- الفواكه غير الحمضية مثل الموز والتفاح.
- العسل الأبيض وزيت الزيتون.
- شرب كميات كافية من المياه.
وفي المقابل، يُحذر المرضى من الأطعمة الحارة، المشروبات الغازية، القهوة، والحمضيات مثل البرتقال والليمون، لأنها تُفاقم التهيج في المعدة.
هل جرثومة المعدة معدية؟رغم وجود اعتقاد سابق بعدم انتقال العدوى بسهولة، إلا أن دراسات حديثة تؤكد أن جرثومة المعدة معدية ويمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر اللعاب أو البراز أو الطعام، ما يجعل الالتزام بعادات النظافة أمرًا حتميًا لحماية الفرد وأسرته.
اقرأ أيضاًأعراض جرثومة المعدة المزمنة وطرق علاجها
أعراض جرثومة المعدة.. قد تصيبك بالزهايمر
جرثومة المعدة.. الأعراض وكيفية العلاج