وقّعت وزارة الطاقة في الجمهورية العربية السورية اليوم اتفاقيات الامتياز النهائية لبناء وتشغيل ثماني محطات توليد كهرباء جديدة بسعة إجمالية تبلغ 5000 ميغاواط، مع التحالف الدولي الذي تقوده أورباكون القابضة عبر شركتها التابعة أورباكون كونسيشونز للاستثمار، وبالشراكة مع كل من شركة كاليون جي. أي. أس. للطاقة وشركة جنكيز للطاقة وشركة باور انترناشونال الأمريكية.

ويأتي هذا التوقيع كجزء من حزمة المشاريع القطرية في سوريا وامتدادًا لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها في ٢٩/٥/٢٠٢٥، والتي أرست الإطار العام للتعاون الاستراتيجي في قطاع الطاقة، ووضعت الأسس العملية لبدء مرحلة إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية الكهربائية في البلاد، وخلال الفترة التي تلت توقيع مذكرة التفاهم، تم إنجاز الأعمال التحضيرية الهندسية والفنية، بما في ذلك المسح الميداني لمواقع المحطات وإجراء الدراسات الفنية اللازمة، لضمان البدء الفوري في الأعمال.

 

جرى توقيع الاتفاقيات في مقر وزارة الطاقة بدمشق بين معالي المهندس محمد البشير، وزير الطاقة في الجمهورية العربية السورية، والسيد رامز الخياط رئيس شركة أورباكون القابضة بحضور ممثلي الشركات الأعضاء ضمن التحالف، ومسؤولين من الوزارة وشركة الطاقة السورية والشركة السورية للكهرباء في خطوة تعكس الانتقال من مرحلة الترتيبات التعاقدية والفنية والمالية إلى مرحلة التنفيذ المباشر على الأرض.

 

وتشمل هذه العقود النهائية بناء وتشغيل أربع محطات لتوليد الكهرباء تعمل بتقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة وتعتمد على الغاز الطبيعي كوقود رئيسي، وهي: محطة توليد شمال حلب بقدرة ١٢٠٠ ميغاواط، ومحطة توليد دير الزور بقدرة ١٠٠٠ ميغاواط، ومحطة توليد زيزون بقدرة ١٠٠٠ ميغاواط، ومحطة توليد محردة بقدرة ٨٠٠ ميغاواط.

 

وإلى جانب ذلك، تتضمن العقود تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة الشمسية بقدرة إجمالية تبلغ ١٠٠٠ ميغاواط موزعة على أربعة مواقع، تشمل: محطة وديان الربيع بقدرة ٢٠٠ ميغاواط، ومحطة دير الزور بقدرة ٣٠٠ ميغاواط، ومحطة حلب بقدرة ٣٠٠ ميغاواط، ومحطة حمص بقدرة ٢٠٠ ميغاواط.

 

سيتم تنفيذ هذه المشاريع باستخدام أحدث التقنيات المتطورة من حيث الأداء والكفاءة والموثوقية بالإضافة إلى أنها تراعي أعلى المعايير العالمية المتعلقة بالبيئة والسلامة العامة وفق برنامج زمني قياسي وتدخل في الخدمة بشكل متتابع.

 

ويُمثل هذا المشروع مرحلة محورية في مسار إعادة تأهيل منظومة الطاقة في سوريا ودفع عجلة النمو الاقتصادي، إذ إن توفر الكهرباء المستقرة يُعدّ شرطًا أساسيًا لعودة المصانع وخطوط الإنتاج للعمل بكفاءة كاملة، وقيام مشاريع صناعية وزراعية وتجارية جديدة. كما يساهم ذلك في خفض تكاليف التشغيل، وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة القدرة التنافسية للإنتاج المحلي والتصدير، الأمر الذي يشجع الاستثمارات الداخلية والخارجية ويدعم تنويع الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.

 

ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تأمين عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مرحلتي الإنشاء والتشغيل. كما أن اعتماد المحطات على تقنيات حديثة ومتقدمة سيُتيح تأهيل وتطوير الكوادر الوطنية للعمل على هذه الأنظمة، بما يعزز القدرات الفنية المحلية ويسهم في استدامة القطاع وتوطين المعرفة في مجال الطاقة.

 

وقال معالي المهندس محمد البشير، وزير الطاقة في الجمهورية العربية السورية:

 

يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية للطاقة في سوريا، حيث يعزز القدرة التوليدية ويدعم استقرار الشبكة الكهربائية بما يخدم التوجهات الوطنية للتنمية الاقتصادية.

 

وتأتي هذه المشاريع ضمن الخطة الرامية إلى سد العجز التوليدي وتلبية نمو الطلب على الطاقة الكهربائية وتعزيز استقرار الشبكة وتحقيق أمن التزود بالطاقة، وستمثل هذه المشاريع الركيزة الأساسية والمكمن الرئيسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ويوفر أساسًا متينًا لرفع كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتحسين بيئة الاستثمار، وتمكين النمو الاقتصادي المستدام خلال السنوات المقبلة.

 

ومن جانبه، صرّح السيد معتز الخياط، رئيس مجلس إدارة شركة أورباكون القابضة:

 

إنّ الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص في هذا المشروع تمثل خطوة أساسية نحو بناء نموذج تنموي مستدام في سوريا، كما تؤكد ثقة الشركاء الدوليين بآفاق التعافي الاقتصادي في سوريا. نحن ملتزمون بتنفيذ هذه المشاريع في الوقت المحدد لها وفق أعلى المعايير العالمية وباستخدام أحدث التقنيات، وبما يضمن تحقيق أثر اقتصادي ملموس، لا يقتصر على قطاع الطاقة وحده، بل يمتد ليشمل سلاسل الإمداد والصناعة والاستثمار. إن تعزيز أمن الطاقة في سوريا سيسهم في استعادة النشاط الصناعي، ودعم الاستقرار الاقتصادي، وفتح آفاق أوسع للتعاون الإقليمي في المرحلة القادمة.

 

والجدير بالذكر أن هذا المشروع يُعد أول وأبرز نموذج متكامل للشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع الطاقة، مما يعكس جاذبية بيئة الاستثمار في سوريا وقدرتها على استقطاب شركاء دوليين. ومن المتوقع بإذن الله أن يفتح هذا المشروع الباب أمام مزيد من الاستثمارات الحيوية في قطاعات اقتصادية وخدمية أخرى خلال المرحلة المقبلة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة أورباکون القابضة هذه المشاریع هذا المشروع الطاقة فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

رويترز: أمريكا تستعد لتأسيس وجود عسكري في العاصمة السورية دمشق

أفادت مصادر مطلعة لـ”رويترز” بأن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى دعم اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل.

وقالت ستة مصادر مطلعة، من بينهم مسؤولان غربيان ومسؤول في وزارة الدفاع السورية، إن واشنطن تخطط لاستخدام القاعدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق المحتمل بين الجانبين، موضحة أن التحضيرات الميدانية في القاعدة دخلت مراحل متقدمة خلال الشهرين الماضيين.

وأوضح أحد المسؤولين الغربيين أن القاعدة تقع في موقع استراتيجي يُعد مدخلاً إلى مناطق جنوب سوريا، يُتوقع أن تكون جزءاً من منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق عدم اعتداء يجري التفاوض عليه برعاية الإدارة الأمريكية.

وأشار مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن بلاده “تقوم باستمرار بتقييم تموضعها العسكري في سوريا لضمان فاعلية جهودها في مكافحة تنظيم داعش”، لكنه رفض الكشف عن موقع القاعدة لأسباب تتعلق بالأمن العملياتي.

وفي المقابل، أكد مصدران عسكريان سوريان أن المباحثات الفنية تركز على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية ومراقبة وتزويد بالوقود، إضافة إلى مهام إنسانية، مع احتفاظ دمشق بالسيادة الكاملة على المنشأة.

وذكرت مصادر ميدانية أن طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز C-130 هبطت في القاعدة لاختبار صلاحية المدرج، فيما أفاد أحد حراس الأمن هناك بأن الطائرات كانت تجري “اختبارات فنية”.

ومن غير المعروف بعد موعد إرسال عناصر عسكرية أمريكية إلى القاعدة، لكن مصادر دبلوماسية رجحت أن يتم ذلك عقب الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل، في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.

وتسعى واشنطن، بحسب المصادر، إلى التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل قبل نهاية العام الجاري، بعد تعثر المحادثات خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

وكان الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، قد زار دمشق في 12 سبتمبر، حيث التقى الرئيس الشرع وبحث معه التعاون في مكافحة الإرهاب، دون الإشارة إلى إسرائيل في البيان الصادر عن القيادة المركزية حينها.

وتحتفظ الولايات المتحدة حالياً بقوات في شمال شرق سوريا لدعم القوات الكردية في محاربة تنظيم داعش، ضمن مهمة مستمرة منذ نحو عقد. وكان البنتاغون قد أعلن في أبريل الماضي عن خطط لتقليص عدد القوات الأمريكية هناك إلى نحو ألف جندي.

سوريا.. وصول سفن حبوب من روسيا وأوكرانيا إلى مرفأ طرطوس

وصلت إلى مرفأ طرطوس خلال اليومين الماضيين أربع سفن محمّلة بالحبوب من روسيا وأوكرانيا، تحمل إجمالاً 81 ألف طن من القمح و13 ألف طن من الشعير، وذلك ضمن خطة التوريد المستمرة لتأمين احتياجات البلاد من المواد الأساسية.

وقال مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش إن ثلاثاً من السفن قدمت من أوكرانيا، بينما وصلت الرابعة من روسيا، لصالح المؤسسة السورية للحبوب، مشيراً إلى أن كوادر المرفأ باشرت عمليات التفريغ بوتيرة متسارعة.

وأضاف علوش أن تفريغ الباخرة الأولى، التي تبلغ حمولتها نحو 8 آلاف طن من القمح، يُتوقع أن ينتهي اليوم، فيما ستبدأ عمليات تفريغ السفن الأخرى مع مطلع الأسبوع المقبل، مؤكداً أن العمل يجري وفق خطة زمنية دقيقة لضمان سرعة تسليم الحبوب إلى المؤسسة المعنية.

وكشف علوش أن باخرتين جديدتين من روسيا من المقرر أن تصلا إلى مرفأ طرطوس خلال الأسبوع القادم، محملتين بنحو 47 ألف طن من القمح، في إطار برنامج التوريد المنتظم لدعم المخزون الاستراتيجي من الحبوب.

وأكد مدير العلاقات أن إدارة المرفأ تعمل على توفير جميع التسهيلات اللوجستية والفنية، وتعزيز جاهزية الأرصفة والرافعات لضمان تفريغ السفن بسرعة وكفاءة، مع الالتزام بمعايير الجودة وسلامة المواد المستوردة.

ويأتي وصول هذه الشحنات ضمن الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي واستقرار إنتاج الخبز في مختلف المحافظات السورية.

سوريا توقع اتفاقيات لتنفيذ أكبر مشروع استراتيجي في قطاع الطاقة منذ عام 2011

أعلنت وزارة الطاقة السورية عن توقيع الاتفاقيات النهائية مع تحالف شركات تقوده شركة “أورباكون” القابضة، لتنفيذ مشروع ضخم يتضمن إنشاء أربع محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، في خطوة وُصفت بأنها الأكبر في قطاع الطاقة منذ عام 2011.

وذكرت الوزارة في بيانها أن المشاريع الجديدة ستُقام في شمال حلب، دير الزور، ريف دمشق، والمنطقة الوسطى، إلى جانب إنشاء محطات طاقة شمسية بقدرة إجمالية تصل إلى 1000 ميغاواط موزعة على عدة مواقع في البلاد.

ويأتي هذا المشروع ضمن خطة وطنية لإعادة تأهيل منظومة الكهرباء ورفع كفاءتها التشغيلية، بما يسهم في تحقيق استقرار التغذية الكهربائية ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وفي تصريح له عقب التوقيع، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير إن المشروع “يمثل نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية للطاقة في سوريا”، مؤكداً أنه “يعزز أمن الطاقة الوطني، ويدعم استقرار الشبكة الكهربائية، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الدولية في مشاريع التنمية المستدامة”.

وأضاف الوزير أن الوزارة “تعمل وفق رؤية متكاملة لإعادة بناء قطاع الطاقة على أسس علمية واقتصادية توازن بين الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني وحياة المواطنين”.

ويُعد المشروع خطوة استراتيجية في مسار إعادة بناء قطاع الطاقة السوري بعد سنوات من التحديات التي أثّرت على إنتاج الكهرباء وتوزيعها في البلاد.

“قسد”: المفاوضات مع دمشق تمر بفترة حساسة والاستعدادات الميدانية مستمرة لكل السيناريوهات

أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن المفاوضات الجارية مع الحكومة السورية تمر بمرحلة شديدة الحساسية، مشيرة إلى أنها تواصل استعداداتها الميدانية تحسباً لجميع الاحتمالات، في ظل غياب أي تقدم ملموس في المحادثات.

وقال عضو القيادة العامة لـ”قسد” وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض سيبان حمو في تصريح لموقع المونيتور إن “قضية الاندماج في الدولة السورية تبقى خياراً أساسياً بالنسبة لنا”، مضيفاً: “حتى الآن لا توجد تطورات جدية في المفاوضات، وأهم خطوة كانت اتفاق العاشر من مارس”.

وأضاف حمو أن “بعض الأطراف اتهمت قوات سوريا الديمقراطية بالمماطلة لكسب الوقت، لكننا ملتزمون بتنفيذ الاتفاق الموقع مع دمشق”، مؤكداً أن القوات “تستعد ميدانياً لكل السيناريوهات الممكنة”.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “حرييت” التركية عن مصادر مطلعة أن أنقرة لم تلحظ حتى الآن أي خطوات عملية لتنفيذ بنود اتفاق 10 مارس، القاضي بدمج المقاتلين الأكراد التابعين لـ”قسد” في القوات المسلحة للحكومة الانتقالية السورية قبل نهاية العام الجاري.

وينص الاتفاق، الذي وقّعه الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، على تسليم جميع المنشآت المدنية والعسكرية، بما فيها المطارات وحقول النفط والغاز في شمال شرق سوريا، إلى سيطرة الحكومة المركزية في دمشق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “لم يتبق سوى أقل من شهرين على نهاية العام، ومع ذلك لم تُتخذ بعد أي خطوات تنفيذية ملموسة باتجاه تطبيق الاتفاق”.

مقالات مشابهة

  • وزارة الطاقة توقّع عقود الامتياز النهائية لبناء وتشغيل ثماني محطات كهرباء بقدرة 5000 ميغاواط مع تحالف أجنبي بقيادة أورباكون القابضة
  • النقل تعلن بدء المراحل النهائية لتشغيل مونوريل شرق النيل وتشغيل تجريبي للقطار الكهربائي السريع
  • رويترز: أمريكا تستعد لتأسيس وجود عسكري في العاصمة السورية دمشق
  • سوريا.. توقع اتفاقيات لأكبر مشروع استراتيجي في قطاع الطاقة منذ 2011
  • 5000 جنيه مديونية لمشترك بالتجمع وراء علقة موت لمحصل كهرباء وزملائه
  • بقدرة 20 ميجاوات.. تفاصيل توقيع اتفاقية إنشاء محطة شمسية وتخزين طاقة بالغردقة
  • بي آر إي جروب تحصل علي تمويل لمشروعها التجاري / الإداري ZAG بالقاهرة الجديدة بقيمة مليار جنيه من تحالف مصرفي بقيادة البنك الأهلي المصري
  • تسعيرة جديدة للكهرباء تشعل الجدل في سوريا
  • سوريا تعيد 21 دبلوماسيا منشقا إلى مناصبهم في الخارجية السورية