سودانايل:
2024-06-12@03:15:37 GMT

القوى السياسية والغفلة وإعادة إنتاج الأزمات

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و ما زال قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة محمد حمدان دَقلُو (حِمِيدتِي) يواصل جولاته الأفريقية ، و قد وجد الكثير من الإهتمام و الترحاب و المعاملة المميزة و كأنه شخصية رئاسية ذات مقام رفيع!!! ، و ذلك على الرغم من إلمام العواصم الأفريقية بما إرتكبته مليشيات الجنجويد المتمردة من قتل و إنتهاكات ضد الدولة و الشعوب السودانية ، و قد مهدت لتلك الجولات أطراف إقليمية و مجموعات سياسية سودانية ، و وفرت لقآئد الجنجويد الملطخة أياديه بدمآء الأبريآء الغطآءات السياسية و اللوجستية!!!.

..
و قد شاهدت جموع السودانيين عبر الوسآئط وقآئع لقآء حميدتي مع مجموعة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة السيد عبدالله حَمدُوك رئيس وزرآء الفترة الإنتقالية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا و توقيعهما على وثيقة الإتفاق الإطاري ، و تابعت المؤتمرات الصحفية التي مارس فيها حميدتي هواياته في اللعب بالحقآئق و معالجتها و إعادة إنتاجها/إخراجها بحيث توافق طموحاته و تطلعاته ، و يبدوا أن أديس أبابا تحرص حرصاً شديداً على أن تكون مقراً دآئماً لجميع الإتفاقيات السودانية التاريخية التي جَابَت و ما زالت تَجِيب الهَوَا لبلاد السودان!!!...
و يبدوا أن كراهية القوى السياسية السودانية (قحت و تقدم و أخواتهما) لجماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان/الإنقاذ) قد سببت لهم ضبابية في التفكير و التخطيط ، و جعلتهم يرتمون دون وعي في أحضان الشياطين ، و يبدوا أن هذه القوى عاجزة عن التقدم و تقديم الأفضل ، و أنها لا تتعلم من أخطآءها ، فهاهي (تقدم) تقدمُ إلى أديس أبابا يتقدمها ذات الشخصيات في معية ذات رئيس الوزرآء الذي تسبب و آخرون في خيبات و كوارث فترة ما بعد سقوط المخلوع عمر البشير ، و هاهي ذات القوى تقوم/تَقدُمُ على إعادة إنتاج/إخراج ذات المسرحيات السياسية المعادة/المكررة/المملة التي تعقب المجازر و الإنتهاكات ، و التي تنتهي بالتوقيع على وثآئق إتفاقيات مع ذات شخصيات اللجنة الأمنية العليا للجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و هاهم يعودون بالذاكرات إلى ذكريات مجزرة القيادة العامة و خيبات: الوثيقة الدستورية و إتفاقية سلام جوبا و الإتفاق الإطاري و الأحاديث الفطيرة عن:
- اﻟﺘﻤﺰق السياسي و الإجتماعي و اﻟﺘﺪھﻮر الإقتصادي و اﻷﻣﻨﻲ الذي أصاب بلاد السودان
- الكلفة الباهظة لويلات و عذابات الحرب و الإنتهاكات المروعة و القتل و السلب و النهب و التدمير و الخراب
- الممرات الآمنة و عودة النازحين/اللاجئين و الإدارات المدنية للمناطق المحتلة من قبل المليشيات المتمردة
- العدالة الإنتقالية و لجان التحقيق الوطنية و المحاسبات على الإنتهاكات و الحروب
- وحدة بلاد السودان و المواطنة المتساوية و الحكم المدني الفيدرالي
- إعادة بنآء القوات الأمنية و بقية مؤسسات الدولة و الإقتصاد
- تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية
و لقد إدعت (تقدم) الحياد بينما كان الأجدى و الأجدر بها أن تكون منحازة إلى جانب الحق ، حتى لو إستدعى الأمر أن تقول للأعور من الكلام الدُّوغرِي ما يجرح المشاعر ، فأمر الوطن ليس فيه تهاون و لا يقبل أنصاف الحلول...
و يبدوا أن القوى السياسية قد تناست أن الأطراف العسكرية التي يتفاوضون معها حول ذات الأمور و يقالدونها هي ذات (الزُّول الكَاتِل ولدك) ، و هم الذين وثقت لهم أقوال:
- ما قلت ليكم البلد دي بَلِفَهَا عندنا
- نِحنَا أسياد الربط و الحل
- ما في ود مَرَة بِفِك لسانو فوقنا
- مش قاعدين في الضُّل و نِحنَا فَازعِين الحَرَايَّة
- نِحنَا الحكومة ، و يوم الحكومة تَسَوِي ليها جيش بعد داك تكلمنا
- عمارات الخرطوم تسكنها الكَدَايس
- ما بنسلمها لناس عَوَالِيق
- ما بنسلمها لناس بِسِنُّوا لينا في السكاكين
- و إن شآء الله تمطر حَصُو
و يبدوا أن القوى السياسية من الغفلة و السذاجة بحيث يظنون/يعتقدون/يؤمنون بأن القتلة المتعطشين إلى السلطة و سفك الدمآء و نهب الموارد الذين لا يراعون المواثيق و الإتفاقيات سوف يسملونهم السلطة و أمر إدارة بلاد السودان على طبق السلام الذهبي حباً في إقامة الدولة المدنية أو شخوصهم!!! ، و يبدوا أن القوى السياسية و في تهافتها و تعجلها إلى العودة إلى كراسي السلطة لا تمانع من غض الطرف عن التغول اللأخلاقي في الشئون/الأزمة السودانية من قبل بعض من الدوآئر الأجنبية التي تسعى إلى خدمة و رعاية مصالحها في بلاد السودان و المنطقة!!!...
الخلاصة:
حل الأزمة السودانية يحتاج إلى لاعبين محليين جدد يمتلكون مقدرات/صفات قيادية ، و ذلك لأن اللاعبين الحاليين الوالغين في الشأن السياسي من العسكر و المدنيين لا يمتلكون الأهلية الأخلاقية التي تؤهلهم لتولي أمر السلطة و إدارة الدولة السودانية ، مما يعني أن على أصحاب المصلحة الحقيقية من الثوار و المناضلين أن يتقدموا الصفوف عوضاً عن ترك الأمر للأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و أمرآء الحروب و جماعات الهوس الديني ، و أن يتولوا زمام المقاومة المدنية و العسكرية ، و أن يعملوا على تحقيق/إنجاز شعارات الثورة الخالدة:
حرية ، سلام و عدالة...
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة بلاد السودان

إقرأ أيضاً:

بعد نجاح التهديد في كركوك.. حراك لحل مجلس ديالى المخفق منذ 4 اشهر

بغداد اليوم - ديالى  

أعلن الحراك الشعبي في محافظة ديالى، اليوم الثلاثاء (11 حزيران 2024)، المباشرة بجمع تواقيع لحل مجلس المحافظة، إثر اخفاقه بحل الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة المحلية منذ أكثر من 4 أشهر.

وقال رئيس الحراك عمار شنبه التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "مجلس ديالى لم يفلح منذ أكثر من 4 اشهر في انهاء العقدة السياسية والمضي بتشكيل حكومة محلية تلبي أبسط المتطلبات في المدن والأرياف وسط حالة من السجالات السياسية التي تنعكس بشكل مباشر على الأوضاع"، مبيناً أن "هناك حالة قلق من استمرار الفراغ وتداعياته على الأمن والخدمات".

وأضاف، إن "حراك ديالى بدأ فعليا بجمع تواقيع شعبية لمفاتحة المحكمة الاتحادية لحل مجلس المحافظة وفك حالة الجمود، وسط مخاوف من ان تقود حالة عدم التوافق وتشكيل الحكومة المحلية الى أزمة تتصاعد وتنعكس على الشارع".

وأشار التميمي الى أن "الحراك سيفاتح المحكمة الاتحادية بعد جمع تواقيع الالاف من نخب ديالى للمضي في قرار يصب في صالح محافظة عانت من تداعيات الأزمات السياسية والأمنية".

ويوم الجمعة الماضي (7 حزيران 2024)، اكد رئيس السن في مجلس ديالى تركي جدعان، توافق اغلب قوى المجلس على دعم عبد الرسول العتبي مرشحا لمنصب المحافظ.

وقال جدعان في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن" هناك توافقًا بين قوى سياسية مختلفة في مجلس ديالى تضم من 9-10 اعضاء على دعم مرشح الاطار عبد الرسول العتبي لمنصب المحافظ".

واضاف ان" عقد جلسة التصويت ربما تكون بعد 24 أو 48 ساعة، مؤكدا بان هناك بالفعل انفراجه في عقدة ديالى من خلال جهود القوى على حلحلة الخلافات بشكل موضوعي".

وخلال الايام الماضية، تكشفت معلومات حول اجتماعات تعقدها الكتل السياسية في بغداد لحسم منصب محافظ ديالى، في الوقت الذي يستمر الانقسام بين القوى السياسية التي تشكل مقاعد مجلس المحافظة البالغ 15 مقعدا.

وتنقسم الاراء حول التجديد لمحافظ ديالى السابق وعضو مجلس المحافظة حاليا مثنى التميمي، في حين تعارض القوى السنية وبعض القوى الشيعية التجديد للتميمي، حتى برز ائتلاف دولة القانون كعنصر حاسم للجدل، الا انه فشل ايضا في حسم الجدل الذي عجز هادي العامري عن تسويته فيما سبق.

وعلى خلفية تهديدات طالت القوى السنية في ديالى، أصرت القوى السنية التي تمتلك 7 مقاعد من اصل 15 مقعدا في مجلس المحافظة، على ان يكون المحافظ منها، خصوصا وان عدد مقاعدها مساويا لعدد مقاعد الكتل الشيعية (7 مقاعد لكل منهما) مقابل مقعد واحد للكرد.

وبينما نجح "تهديد حل المجلس" بفك عقدة كركوك، حيث وافق الاتحاد الوطني الكردستاني الحاصل على اكبر عدد من مقاعد كركوك، بالجنوح الى المقترح التركماني بتدوير منصب محافظ كركوك بين الكرد والعرب بعامين لكل منهما.

مقالات مشابهة

  • قلق فاتيكاني وفرنسي على لبنان: لا الرئاسة فقط
  • بعد نجاح التهديد في كركوك.. حراك لحل مجلس ديالى المخفق منذ 4 اشهر
  • هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • الحياد الروسي في حرب السودان
  • الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!
  • البحر الأحمر عبث المساومة واستدعاء الأزمات؟؟
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل
  • هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟