مسقط- أصدر سلطان عُمان هيثم بن طارق مرسوما سلطانيا يقضي بإنشاء مدينة خزائن الاقتصادية في محافظة جنوب الباطنة، وتخضع المدينة لإشراف الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وتُنشئ منطقتين حرتين في مدينة خزائن الاقتصادية، وتكون شركة عُمان اللوجستية (ش. م. م) هي الجهة المشغلة لمدينة خزائن الاقتصادية والمنطقتين الحرتين القائمتين فيها، فيما تكون شركة مدينة خزائن الاقتصادية (ش.

م. م) هي الجهة المطورة لمدينة خزائن الاقتصادية والمنطقتين الحرتين القائمتين فيها.

فرص استثمارية جديدة

وفي تصريح للجزيرة نت قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة شمسة الشيبانية إن المناطق الاقتصادية الجديدة تأتي لتكملة إرساء الأعمدة الأساسية في الاقتصاد المحلي، حيث تساهم بشكل فعال في استقطاب الاستثمارات الخارجية وازدهار المشروعات المحلية بعرضها في أسواق خارجية جديدة.

صورة لمدينة خزائن الاقتصادية (وكالة الأنباء العُمانية)

وتتمتع هذه المناطق الجديدة بمواقع إستراتيجية تدعم المستثمرين بامتيازات وحوافز وتسهيلات لتوفير الفرص الاستثمارية المفتوحة في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا والطاقة والتعدين والخدمات اللوجستية، والتي ستسهم في تحقيق التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وتعظيم القيمة المضافة عن طريق تطوير سلاسل التصنيع للمواد الخام.

ويعوّل على المناطق الاقتصادية الجديدة لتعزيز الإمكانيات التجارية في السلطنة، وتوفير بنية أساسية متقدمة لنقل البضائع داخل السلطنة وخارجها.

محطة لوجستية بموقع إستراتيجي متميز

وبشأن دور الموقع الإستراتيجي لسلطنة عمان في هذه المناطق الاقتصادية الجديدة، قال الأكاديمي والمحلل الاقتصادي الدكتور محمد الوردي إن السلطنة تتمتع بموقع إستراتيجي على بوابة الخليج حيث يطل مضيق هرمز وخطوط التجارة العالمية على المحيط الهندي، مضيفا أن الموقع الإستراتيجي للسلطنة سيساهم في تسريع حركة السلع والخدمات المنتجة في هاتين المنطقتين الحرتين.

وتتمتع المناطق الاقتصادية الجديدة بتسهيلات وخدمات للمنافسة على جذب الاستثمارات من كافة الأسواق الخارجية، ويشكل الموقع الجغرافي والإستراتيجي الذي تمتلكه هذه المناطق عامل قوة وجذب اقتصادي.

ميناء خزائن البري (وكالة الأنباء العُمانية)

وأضاف أن موقع المنطقة الاقتصادية الجديدة يمثل حلقة وصل بين ميناء صحار في محافظة شمال الباطنة ومطار مسقط بمحافظة مسقط.

وتابع الوردي أن "المنطقة تقع على الطرق البرية التي تربط بين محافظات السلطنة والإمارات العربية المتحدة والسعودية، ويعوّل على منطقة خزائن الاقتصادية أن تكون محطة لوجستية، نظرا لموقعها المميز ولتوفرها على ميناء جاف، بالإضافة إلى كونها منطقة اقتصادية للصناعات المتوسطة والخفيفة والتخزين والأنشطة اللوجستية".

وأضاف أن من المأمول أن تعمل كلتا المنطقتين الحرتين في المدينة على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى سلطنة عمان، وزيادة الصادرات من أجل تنويع مصادر الدخل وتعزيز الناتج المحلي.

وترى الخبيرة الاقتصادية شمسة الشيبانية أن نجاح تجربة منطقة الدقم الاقتصادية دفع السلطنة إلى الإسراع في إيجاد مناطق اقتصادية جديدة يعوّل عليها في تحقيق أهداف رؤية السلطنة، ومنها توفير الوظائف للباحثين عن العمل وتوطين الصناعات وتنمية التقنيات في البلاد وتسريع التنويع الاقتصادي في المحافظات.

من جهته، قال الوردي "نالت منطقة الدقم الاقتصادية مؤخرا زخما جديدا بمشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع الهيدروجين والأمونيا الخضراء والصناعات القائمة عليها".

وأضاف "كثفت سلطنة عمان في الآونة الأخيرة نشاطها الاقتصادي -خصوصا ذلك المتعلق بإنشاء مناطق اقتصادية وحرة- لجذب الاستثمار ودعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، ومثال على ذلك منطقة الظاهرة الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية والمنطقة الحرة بمطار مسقط، ومؤخرا المنطقتان الحرتان بمنطقة خزائن الاقتصادية، للاستفادة من الميزات والإمكانيات الاقتصادية التي تتمتع بها".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

"العمارة الفرنسية" تصل إلى مسقط.. و15 شركة رائدة في مجال الهندسة المعمارية والإنشاءات

مسقط-الرؤية

شارك وفد يضم 15 شركة فرنسية رائدة في مجالات الهندسة المعمارية، الهندسة المدنية، والإنشاءاتبجولة العمارة الفرنسية عُمان 2025 يومي 6 و 7 أكتوبر. تأتي هذه البعثة التجارية التي تُنظَّم من قبل وكالة بيزنس فرانس، وبدعم كامل من السفارة الفرنسية لدى سلطنة عُمان، وبالشراكة مع جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX)، تأتي لتُجسّد التزام فرنسا بدعم أجندة التنمية الحضرية الطموحة والديناميكية في سلطنة عُمان. 

تشرّفنا بحضور معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشويلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان، والأستاذ هاشل عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي لـ مجموعة عُمران اللذان شاركا في الجلسة إلى جانب سعادة سفير فرنسا لدى عُمان، نبيل حجلاوي الذي صرّح قائلاً:"تجسّد هذه البعثة ثراء الخبرة المعمارية الفرنسية، وتعكس رغبة شركاتنا في الإسهام بتحقيق الطموحات الحضرية لسلطنة عُمان. تشترك فرنسا وسلطنة عُمان في رؤية موحّدة للتنمية المستدامة والشاملة، بما ينسجم تماماً مع رؤية عُمان 2040 ، وأنا على ثقة بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقًا جديدة لشراكات بنّاءة وتعاون مثمر بين الجانبين. "

وتضمّن البرنامج جلسة نقاشية حول السوق المحلية والعروض الفرنسية، تعقبتها لقاءات ثنائية (B2B) مع أبرز الشركاء وصنّاع القرار في عُمان.

 

 

نمو سوق التشييد والتطوير العمراني في سلطنة عُمان

يُقدَّر حجم قطاع التشييد والبناء العُماني بنحو 6.82 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع ليبلغ 8,02 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.30% خلال هذه الفترة (وفقا لتقرير موردور إنتلجنس 2024). ويُعزى هذا النمو إلى تدفق الاستثمارات، إلى جانب المبادرات الحكومية الطموحة الهادفة إلى تحفيز المشاريع الكبرى في مجالات البنية التحتية، الإسكان، السياحة، والثقافة. 

 

 

وتعكس مشاريع رائدة مثل المجمع الثقافي العُماني، وتطوير المناطق الحضرية الجديدة، وعمليات إعادة تأهيل الواجهات البحرية، طموح السلطنة لتنويع اقتصادها وإرساء بيئات حضرية مستدامة وشاملة.

الخبرة الفرنسية: أصالة، ابتكار، وتصميم مُتمحور حول الإنسان

تشتهر الهندسة المعمارية الفرنسية عالمياً بقدرتها على تحقيق التوازن بين الأصالة والابتكار، والاستدامة والجودة، وهي قيم تتناغم مع الطموحات العمرانية لسلطنة عُمان. من المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر أبوظبي الأيقوني، إلى المخططات الحضرية المستقبلية، يقدّم المهندسون المعماريون والمهندسون الفرنسيون مشاريع تجمع بين الإبداع والدقة التقنية والفهم العميق للسياقين البيئي والثقافي. 

 

 

ويضم وفد هذا العام، الذي تم تنظيمه بالشراكة مع جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX)، نخبة من الشركات التي تقدم خبرات وحلولاً مبتكرة تتماشى مع أولويات سلطنة عُمان بشكل مباشر. وتكرّس جمعية المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX)، التي تضم في شبكتها 120 مكتباً معمارياً، جهودها لتعزيز حضور الخبرة الفرنسية على الساحة الدولية وبناء جسور تعاون مستدامة مع الشركاء حول العالم.

 

 

وفي هذا الإطار، قالت مادلين هوبار، الأمينة العامة لجمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX):" تفتخر جمعيتنا بدعم جولة العمارة الفرنسية 2025 التي تُجسّد روح الانفتاح والتعاون المعماري بين فرنسا وسلطنة عُمان. لطالما أثبت المهندسون المعماريون الفرنسيون قدرتهم على مزج الإبداع بالتميز التقني، وتُعد السلطنة أرضاً ملهمة للحوار والتعاون. نحن في جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج(AFEX)، نؤمن بأهمية بناء مدن مستدامةومُتمحورة حول الإنسان، قادرة على الاستجابة لتحديات المستقبل."

يضمّ الوفد مجموعة من أبرز الأستوديوهات الفرنسية الرائدة في مجال العمارة والتصميم، من بينها PCA-Stream، المعروف بمشاريعه المتميّزة التي تمتد من التصميم الداخلي إلى التخطيط الحضري واسع النطاق، بما في ذلك دراسته الشهيرة لإعادة تصوّر شارع الشانزليزيه في باريس. كما يشارك Etienne Tricaud Architecture، المعروف بتصميماته الحضرية المتجذّرة ثقافيًا ومشاريعه التخطيطية الكبرى، و AW²، المكتب الحائز على عدة جوائز عالمية، والمصمّم لمشاريع بارزة مثل منتجع بانيان تري العُلا في المملكة العربية السعودية.ويضم الوفد أيضًا Terrell، شركة الاستشارات الهندسية متعددة التخصصات التي ساهمت في تصميم فيلا هيغرا بالعُلا وقمة حتّا في دبي، إلى جانب Architecturestudio، الذي يضم في محفظته مشاريع متميّزة مثل فندق روتانا عمان ، والمسرح الوطني في البحرين، وبرج متعدد الاستخدامات في بيروت.كما تشارك مكاتب هندسية مرموقة أخرى تُجسّد عمق الابتكار الفرنسي، من بينها: Atelier Joan Gaudin, AIA Life Designers ، Axel Schoenert Architectes,Franklin Azzi Architecture، PPX Architects، وUbique Groupe التي تقدّم خبرات متقدّمة في مجالات العمارة المستدامة، والتخطيط الحضري، وإعادة تأهيل المشاريع المعقّدة.ومن جهتها، تواصل AC&T Paysages & Territoires الإرث الفرنسي في تصميم المناظر الطبيعية من خلال مشاريعها الدولية، فيما تختتم الشركتا AlphiوEchame مشاركة الوفد بتقديم حلول صناعية متطورة تشمل أنظمة القوالب والدعامات، والعوازل الصوتية، والكسوات الخارجية، في حين تضيف شركة FlexLedLightلمسة إبداعية من خلال تصاميم إنارة معمارية مخصصة بالتعاون مع شريكها الموثوق في دولة الإمارات، Option 1 World.

تُمثّل هذه الشركات مجتمعة السلسلة الكاملة لقيمة البيئة المبنية، بدءًا من تصوّر الأفكار وتصميم المفاهيم وصولًا إلى التنفيذ والتطبيق العملي، مقدّمةً بذلك أرقى مستويات الابتكار في التصميم والهندسة والحلول الصناعية الفرنسية.

يومان من التعاون في مسقط

خلال هذه البعثة، التي نُظّمت بدعم رفيع المستوى من السفارة الفرنسية، يستفيد الوفد من زيارات ثقافية تسلّط الضوء على التراث العُماني الفريدومسار التحوّل الحضري المستمر في السلطنة.

 

 

واشتمل البرنامج على جلسات تواصل متخصصة وحلقات نقاش معمّقة، توفّر للوفد فهمًا دقيقًا لسوق الإنشاءات في عُمان واحتياجاته الفعلية. وتتيح هذه الرحلة التجارية للشركات الفرنسية فرصًا للتفاعل مع أصحاب المصلحة المحليين، والمطورين، والسلطات العامة، بما يمكّنها من تكييف خبراتها وحلولها مع خصوصيات السوق العُماني.

 

 

من خلال الجمع بين الإبداع الفرنسي، والتميّز الهندسي، والابتكار الصناعي، وبين الأجندة العمرانية الطموحة للسلطنة، تمثّل "جولة العمارة الفرنسية 2025" منصةً لتأسيس شراكات جديدة تُسهم في بناء مدن المستقبل المستدامة والشاملة.

ا

مقالات مشابهة

  • "العمارة الفرنسية" تصل إلى مسقط.. و15 شركة رائدة في مجال الهندسة المعمارية والإنشاءات
  • تسلا تطلق نسخ اقتصادية جديدة من Model 3 وModel Y بأسعار مخفضة لتعزيز مبيعتها
  • العاصمة الجديدة تواصل جولاتها الدولية من خلالها مشاركتها في مؤتمر العمران والبيت والبناء بعمان
  • "وسن" لطب الأسنان يفتتح مركزًا متطورًا في مسقط
  • من القاهرة إلى مسقط.. العاصمة الجديدة تواصل تألقها في المحافل الدولية
  • المنتدى الاقتصادي البحريني العماني يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين
  • "اقتصادية الشورى" تناقش خطة العمل لدور الانعقاد السنوي الثالث
  • سلطات الحدود في عُمان والسعودية تبحثان تعزيز التعاون
  • بعد نجاح مدنها في مصر والسعودية .. "طلعت مصطفى" تعلن تفاصيل مشروعاتها في سلطنة عمان باستثمارات 1.5 مليار ريال
  • عاجل إلزام المشاريع الحكومية الجديدة بالمياه المعالجة في تبريد المناطق