احتيال رقمي بوجه ترفيهي.. كيف تحوّل تيك توك إلى ساحة لنشر البرمجيات الخبيثة؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
كشفت شركة الأمن السيبراني "تريند مايكرو" (Trend Micro) عن حملة خداع رقمية معقّدة، استغل فيها مجرمو الإنترنت تطبيق "تيك توك" لاستدراج المستخدمين إلى تحميل برمجيات ضارة تحت غطاء أدوات تقنية مجانية أو ميزات حصرية. اعلان
ووفقًا للتقرير، تنتشر مقاطع فيديو – يُرجّح أنها مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي – على المنصة، تعرض مزاعم حول إمكانية تحميل نسخ مجانية من برامج شهيرة مثل "ويندوز" و"مايكروسوفت أوفيس"، أو الاستفادة من ميزات مدفوعة في تطبيقات مثل "سبوتيفاي" و"كاب كات".
إلا أن هذه الأوامر، بحسب الخبراء، لا تؤدي إلى تفعيل أي برنامج، بل تعمل على تثبيت برمجيات خبيثة مثل "Vidar" و"StealC" المعروفة بسرقة البيانات والمعلومات الحساسة من أجهزة الضحايا. وقد أشار موقع Bleeping Computer إلى أن بعض هذه المقاطع حققت مشاهدات تجاوزت مئات الآلاف، ما يعكس مدى انتشار الحملة وخطورتها.
Relatedالأمن السيبراني: من هي الدول الأكثر عرضة للخطر في أوروبا؟صوت جبال باكستان أسكته العنف... احتجاجات في إسلام أباد بعد مقتل نجمة التيك توك سناء يوسفهجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل؟أدوات مزيفة لإزالة الفلاتر: محتوى مفبرك بمظهر تقنيإحدى أبرز أدوات الخداع المنتشرة تتعلق بتطبيقات يدّعى أنها قادرة على إزالة الفلاتر أو التمويه من الصور والفيديوهات. ويظهر في هذه المقاطع مثال لصورة ضبابية، يليها عرض لنسخة "محسنة"، في محاولة لإقناع المشاهدين بفعالية الأداة.
لكن تحليل المحتوى يُظهر أن هذه المقاطع مفبركة، وأن ما يتم الترويج له ليس سوى واجهة لتطبيقات خبيثة، يجري تثبيتها بمجرد تحميل الأداة المزعومة.
إصدارات "تيك توك" المزيفة: استغلال أسماء رسميةرغم أن "تيك توك" يقدّم إصدارات رسمية مثل "TikTok Lite" و"TikTok Studio"، إلا أن غياب المعرفة التقنية لدى بعض المستخدمين أفسح المجال أمام موجة من التطبيقات المزيفة التي تُروَّج على أنها "نسخ مطوّرة" أو "احترافية".
ويجري في هذه الحالات استغلال مفاهيم مثل "TikTok Business" – وهي ميزة داخلية لا تتطلب تحميل تطبيق منفصل – للترويج لتطبيقات خارجية تحتوي في كثير من الأحيان على أدوات اختراق أو فيروسات تجسس.
انتحال هوية المشاهير: خداع موجه عبر الرسائل المباشرةضمن سياق الحملة الرقمية، لجأ المحتالون إلى انتحال هوية مشاهير ومؤثرين عبر إنشاء حسابات مزيفة تحمل أسماءهم وصورهم الرسمية، ما يمنحها مصداقية زائفة. وبعد جمع عدد كافٍ من المتابعين، تبدأ هذه الحسابات في إرسال رسائل مباشرة تتضمن روابط تؤدي إلى مواقع تصيّد أو منصات احتيالية.
ويشير مراقبون إلى أن هذا النوع من الخداع غالبًا ما يترافق مع مزاعم تتعلق بالاستثمار في العملات الرقمية أو حملات تبرع خيرية، ما يزيد من قابلية الجمهور للاستجابة.
منتجات مزيّفة ضمن "ماركيت بليس": عمليات شراء وهميةمع إطلاق منصة "TikTok Marketplace"، ظهر نوع جديد من الاحتيال يتعلق بعرض منتجات بأسعار منخفضة وجودة مغرية، ليتبيّن لاحقًا أن هذه العروض وهمية، أو أن البائعين يختفون بعد إتمام عمليات الدفع.
وتشير التحقيقات إلى أن بعض هؤلاء المحتالين يقدمون أنفسهم كممثلين لعلامات تجارية معروفة، مستغلين شعاراتها وأسمائها التجارية لجذب الضحايا.
جوائز ومسابقات مزيفة: ترويج روابط مشبوهةشهدت المنصة انتشار مقاطع فيديو تروّج لمسابقات تقدم جوائز كبرى مثل هواتف آيفون أو بطاقات هدايا مالية، مع دعوة المشاهدين إلى التسجيل عبر روابط خارجية. وفي معظم الحالات، تقود هذه الروابط إلى نماذج وهمية تطلب من المستخدمين إدخال معلوماتهم الشخصية، أو إلى تطبيقات تحتوي على برمجيات ضارة.
ورغم أن بعض الحملات الدعائية على "تيك توك" قد تكون حقيقية، فإن الكم الهائل من المسابقات المزيفة جعل التمييز بينها مهمة معقدة بالنسبة للمستخدمين.
بلاغات مزيفة بانتهاك حقوق النشر: تكتيك لاستدراج منشئي المحتوىاستهدفت الحملة أيضًا منشئي المحتوى عبر رسائل تزعم انتهاكهم لحقوق الملكية الفكرية، وتطلب منهم الدخول إلى روابط "لمراجعة القضية" أو "تأكيد الحساب". وتبيّن لاحقًا أن هذه الروابط تؤدي إلى مواقع خبيثة تهدف إلى سرقة بيانات الدخول أو التحكم بالحساب.
ويلاحظ خبراء الأمن السيبراني أن هذا النوع من الخداع يعتمد على خلق حالة من القلق تدفع الضحية إلى الاستجابة دون التحقق من مصدر الرسالة.
رموز "QR" المضللة: واجهة حديثة للاختراقفي أسلوب آخر متطور، يعمد المحتالون إلى نشر فيديوهات تتضمن رموز استجابة سريعة (QR codes) على أنها وسيلة للوصول إلى محتوى خاص أو مزايا خفية. لكن هذه الرموز غالبًا ما تكون مزيفة، وتعيد توجيه المستخدم إلى مواقع مليئة بالبرمجيات الضارة أو الصفحات الاحتيالية.
وتشكل هذه الطريقة جزءًا من تحول عام في أساليب التصيّد الرقمي، حيث يجري استغلال التطور البصري والتفاعلي للمنصة لتنفيذ عمليات احتيال مقنّعة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب إسرائيل الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب إسرائيل الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية تيك توك احتيال الأمن السيبراني النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب إسرائيل الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي الشرق الأوسط أسلحة إيطاليا أوكرانيا تیک توک أن هذه
إقرأ أيضاً:
المبادرات الثقافية.. ركيزة لنشر الوعي
صالح بن سعيد الحمداني
تُمثل المبادرات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب مُمثلة في دائرة المعرفة والتنمية الثقافية، عنصرًا محوريًا في بناء الفكر وتعزيز الهُوية العُمانية وهي تجسيد حي لدور الثقافة في صناعة الإنسان وتنمية الوعي المجتمعي، فهذه المبادرات إلى جانب المبادرات الشبابية الأخرى التي تُشرف عليها الوزارة تُشكّل منظومة متكاملة تستهدف نشر الفكر الثقافي والأدبي في جميع محافظات وولايات سلطنة عُمان انطلاقًا من رؤية استراتيجية شاملة.
لقد جاء القرار الوزاري رقم (212/ 2016) الصادر في الخامس من ديسمبر لعام 2016، ليُنظّم العمل بالمبادرات الثقافية الدائمة ويؤسس لمرحلة جديدة من الحراك الثقافي المدروس والفاعل، ويُمثل هذا القرار مرجعية تنظيمية لهذه المبادرات؛ حيث أرست الوزارة من خلاله القواعد والمبادئ التي تنطلق منها تلك البرامج كما وفرت لها الدعم اللوجستي والمعنوي اللازم لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوزارة لا تتوقف عند إصدار التوجيهات فقط؛ بل تمضي قدمًا في المتابعة المستمرة والتنظيم الدقيق بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة وبمشاركة فعالة من المديريات العامة المنتشرة في كافة المحافظات والتي تواكب هذه المبادرات بالدعم والمساندة وتسهيل العقبات والذين لهم البصمة الواضحة في دعم هذه المبادرات.
وتأتي أشكال هذه المبادرات متنوعة فمنها الصالونات الثقافية والمجالس الثقافية ومجالس الشعراء، وغيرها من الأطر الثقافية التي تغطي كافة محافظات السلطنة. وتتحمل كل مبادرة من هذه المبادرات مسؤولية وطنية في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الوزارة بما يُسهم في خدمة الصالح العام وتكريس العمل التطوعي الثقافي كمنهج حياة وتبرز هنا الجهود الكبيرة التي تبذلها دوائر الثقافة في الوزارة لتنظيم وتنمية الفكر التطوعي من خلال إقامة ورش العمل والملتقيات والتي تُعد منصات حيوية لتأهيل الكوادر الثقافية الشابة وإثراء معارفهم ومهاراتهم.
ومن النماذج الرائدة التي تُجسد هذا التوجه كان ملتقى المبادرات "تمكين وريادة" الذي أُقيم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 2023م، والذي مثّل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وتنمية المهارات في مجال إدارة المبادرات الثقافية، وكذلك ملتقى "تواصل وتمكين" الذي نظمته الوزارة يومي 2 و3 أكتوبر 2024م، والذي تضمّن ورش عمل وتدريبات متخصصة تهدف إلى تعزيز قدرات القائمين على المبادرات بما يُحقق أهدافهم ويُسهم في استثمار طاقات الشباب في خدمة الثقافة والفكر الوطني.
وتنسجم هذه الجهود مع رؤية "عُمان 2040"، وتُعزز من حضور الهُوية العُمانية والمواطنة والوعي بالموروث الحضاري والتاريخي في إطار جماعي منظم وفاعل.
وفي ذات السياق، يبرز ملتقى التضامن الثقافي الأول بمحافظة ظفار والذي أُقيم خلال فترة الخريف من 20 إلى 23 أغسطس 2024، كنموذج على التعاون والتكامل بين المبادرات الثقافية من مختلف محافظات السلطنة، هذا الملتقى الذي نُظم بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار شهد مشاركة عدد من المبادرات الرائدة وهي مجلس صحار الثقافي من محافظة شمال الباطنة، وصالون فاطمة العلياني من محافظة البريمي، وصالون مجان الثقافي من ظفار، وصالون الصواري الثقافي من جنوب الشرقية، وقد عكس هذا الحدث مدى الترابط والتضامن بين هذه المبادرات، ودوره في تعميق التعاون تحت مظلة الوزارة وبما يُحقق الغايات الثقافية والوطنية المنشودة.
ومن المهم أن نُدرك أن هذه المبادرات الثقافية هي مبادرات غير ربحية وتركز أساسًا على العمل التطوعي وتسعى لخدمة المشهد الثقافي والفكري والفني في السلطنة، وهي كذلك تُشكل منصات للتلاقي والحوار وتبادل الرؤى، وتُسهم في تشكيل وعي جمعي متنور على الرغم من التحديات والصعوبات التي قد تواجهها، ومن أبرز هذه التحديات التي تعترض طريق هذه المبادرات الدعم المالي إذ يُعد من النقاط الجوهرية التي تؤثر على استمرارية الفعاليات وتنفيذ البرامج بالشكل الأمثل؛ ففي كثير من الأحيان يضطر القائمون على هذه المبادرات إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية لتجاوز هذه العقبة مما قد يؤدي إلى الإرهاق أو التوقف المؤقت لبعض المبادرات.
إلى جانب ذلك، قد تواجه المبادرات بعض الصعوبات الفكرية والتنظيمية خاصة عندما تتعلق بتباين الرؤى أو نقص الكوادر المدربة أو ضعف الوعي بأهمية العمل الجماعي، إلّا أن الفكر الثقافي المتجذر والشغف الكبير لدى القائمين على هذه المبادرات يُساعدهم في التغلب على كثير من التحديات وتحويل بعض العقبات إلى نقاط قوة وفرص للتطوير وإن لم يكن بالإمكان تجاوز جميع المعوقات.
والحديث عن المبادرات الثقافية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب يفتح أمامنا آفاقًا متعددة ويُبرز حجم الجهد المبذول في بناء مجتمع ثقافي واعٍ ومتماسك، فالهمّ الثقافي في عُمان هو همّ جماعي ومسؤولية وطنية لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، لذا فإن تطوير هذه المبادرات والارتقاء بها يتطلب منّا التوقف عند كل تجربة ناجحة وتبادل الخبرات وتقديم الدعم المعنوي والمادي وفتح باب النقاش أمام جميع المهتمين والفاعلين في هذا الحقل خاصة أولئك الذين عاشوا هذه التجربة عن قرب وشاركوا في تنميتها وبنائها، فالهم في هذا المجال واسع ومتشعب ولا يكفي مقال ان نتطرق له، ولكن يمكن ان نعرج في عدة مواضيع على نقاط، يمكن لنا ايجاد لها حلول ونتشارك في حلحلتها؛ لتكون نقاط انطلاق وتساهم في دفع تطوير هذه المبادرات وخاصة اذا كانت من أولئك الذين خاضوا هذه التجربة وعاشوا في خضمها وترعرع بين جوانبها بمختلف المستويات كما أشرنا آنفًا، ولنا عودة في مقالات لاحقة للحديث عن بعض العراقيل والتحديات التي تواجه هذه المبادرات من واقع التجربة وبالاقتراب ممن كانت لهم بصمة واضحة في مسيرتها.
إنَّ المبادرات الثقافية ليست مجرد فعاليات موسمية؛ بل هي روافد أصيلة تصب في نهر التنمية الشاملة وتسهم في تكوين الإنسان العُماني فكريًا وقيميًا، وهي بحاجة مستمرة إلى العناية والدعم لتظل حية ومتجددة وقادرة على مواكبة التطلعات الوطنية، وتحقيق رؤية عُمان المستقبلية في أن تكون الثقافة ركنًا أساسيًا في صناعة الغد.
رابط مختصر