الاقتصاد العالمي و الضربة العسكرية الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
#الاقتصاد_العالمي و #الضربة_العسكرية_الأمريكية على #المفاعلات_النووية_الإيرانية
خوله كامل الكردي
الهجوم الإسرائيلي الأرعن على الأراضي الإيرانية أصاب العالم الحر بحالة من الصدمة والذهول، أثار قلق الاقتصاديين من موجة انكماش ترتد على حركة الأسواق العالمية، فبعد التخبط الذي شاب الاقتصاد العالمي وأسواق البورصة والأسهم العالمية، على إثر رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة من الخارج، جاءت أزمة مفاوضات برنامج إيران النووي، لتعيد الاقتصاد العالمي إلى حالة من التذبذب وعدم الاستقرار.
لا يفهم المغزى من المسلك الذي سلكته الولايات المتحدة الأمريكية، بإعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني في ضرب أهداف عسكرية ونووية في عمق الأراضي الإيرانية وهي في غمرة المفاوضات النووية مع الجانب الإيراني، فمهلة الستين يوماً التي حددها الرئيس الأمريكي ترمب لإيران لتسليم ملفها النووي والتراجع عن تخصيب اليورانيوم، قد انتهت رغم التوافق على إعادة جولة المفاوضات ليوم الأحد الماضي، انتهت بضربات جوية وجهها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية و مفاعلات نووية إيرانية، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق علماء نووين و قادة وضباط في الحرس الثوري الإيراني، واكتملت الصورة بالهجوم الأمريكي المباغت على منشآت إيرانية نووية فجر الأحد الموافق 22 من هذا الشهر وزاد الأمر تعقيدا والأزمة تشابكا.
لا يستطيع الاقتصاد العالمي أن يحتمل أزمة في منطقة الشرق الأوسط قد تودي به إلى تدهور خطير في الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار النفط ومشتقاته، مما يؤثر سلباً على اقتصاديات الدول وحكوماتها، وبالتالي التأثير الكبير على معيشة الفرد البسيط، ومعظم تلك الأزمات تكون فيها الولايات المتحدة الأمريكية الركيزة الأساسية، فدعمها للكيان المحتل في العدوان على غزة والضفة الغربية والتمادي الإسرائيلي في بناء المستوطنات الغير شرعية، واعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة للكيان المحتل في ولايته الأولى تحت شعار صفقة القرن، لا يمكن أن يأتي بأي أمن وسلام لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، بل يضفي تعقيداً على المشهد السياسي والعسكري.
يقرأ التدخل العسكري الأمريكي في برنامج إيران النووي، إلا حماقة قد تجرها إلى حرب إقليمية لا طاقة لها بها، ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الجوية المدعومة سياسياً وعسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ومواقع استراتيجية وحيوية للعاصمة طهران، تنحدر المنطقة نحو صراع طويل الأمد غير محسوب العواقب، لكنه في النهاية يرسم خطوطاً عريضة لطموح أمريكي في تواجد عسكري على الأراضي الإيرانية الخالية من أي قواعد عسكرية أمريكية، فكل تلك الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، تحفز الكيان المحتل التمادي في الاعتداء على إيران، هدفها في النهاية الهيمنة على المقدرات الطبيعية لإيران، وتلك هي قصة من قصص التدخلات الأمريكية المستمرة في منطقتنا العربية والإسلامية.
مقالات ذات صلة صراع الهاوية / بقلم هبة عمران طوالبة 2025/06/22
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضربة العسكرية الأمريكية المفاعلات النووية الإيرانية الولایات المتحدة الأمریکیة الاقتصاد العالمی
إقرأ أيضاً:
خبير: الضربة الأمريكية الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية تمثل "نسفا" للمسار الدبلوماسي (فيديو)
قال رضا سعد، مدير مركز جنيف للدراسات السياسية، إن الضربة الأمريكية الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية تمثل "نسفا كاملا" للمسار الدبلوماسي الذي كانت طهران تسير فيه بالتوازي مع المحادثات غير المباشرة مع واشنطن.
سفراء "مجلس التعاون الخليجي": استهداف المنشآت النووية الإيرانية تهديد مباشر للسلامة الإشعاعية خبير: القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر من التصعيد بين إيران وإسرائيلوأوضح "سعد"، خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أن هذا النمط من الخداع السياسي ليس جديدا على الولايات المتحدة، حيث تُستخدم القنوات الدبلوماسية كغطاء لتحركات عسكرية تُحضّر في الخفاء، كما حدث قبل المفاوضات المقررة في سلطنة عُمان.
وأشار "سعد" إلى أن إيران لم تتخل عن المسار الدبلوماسي رغم التصعيد العسكري، لكنها لن تقبل الدخول في مفاوضات تحت التهديد أو وفق شروط أميركية مسبقة، مضيفا أن طهران كانت قد أبدت مرونة عبر لقاءات في جنيف ومباحثات غير مباشرة عبر الترويكا الأوروبية، لكن الضربة الأخيرة وسّعت فجوة الثقة، مما يصعّب استئناف أي مفاوضات في الوقت الراهن.
وفي رده على تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي تحدث فيها عن "نهاية البرنامج النووي الإيراني"، شكك سعد في مدى صحة هذه الادعاءات، مؤكدًا أنه لا توجد تقارير رسمية توثق تدميرًا كاملًا للمفاعلات، مشيرا إلى أن منشأة فوردو تحديدا لم تمس في عمقها، حسب مسؤولين إيرانيين، كما تم نقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة قبيل الضربة، الأمر الذي يقلل من فعالية الهجوم المعلن.