راشد عبد الرحيم: قتلة الفن والإبداع
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
( أعلم سر إحتكام الطغاة إلي البندقينة
لا خائفا
أن صوتي مشنقة للطغاة جميعا
ولا نادما )
نعم علمنا سر إحتكام الطغاة للبندقية عندما أخبرنا بسرها البشع الطغاة من الجنجويد .
أعلمونا به بالامس القريب يا شاعرنا الكبير الفيتوري وقذائفهم تقتل إبنك تاج الدين غيلة وهو حبيس داره .
اعلمونا بها وقذأئفهم تأخذ والدته وأرملتك آسيا عبد الماجد التي أعلمتهم السر وهي لا تجد قبرا إلا في مدرستها التي تبث منها العلم والمعرفة .
نعم انت تعلم سر الطغاة الذين قتلوا أهلك في مسقط رأسك مدينة الجنينة .
علمنا سر الطغاة القتلة وهم يقتلون كل يوم مبدعا ويصرعون فنانا ويفتكون بمبدع .
قتلوا فنانة كردفان المبدعة شادن محمد حسين .
اودوا بحياة المبدع الشاعر الصادق الياس بعد ان مات عاجزا عن الوصول لمشفي او الحصول علي دواء .
مات حسرة وألما المطرب خالد السنهوري بعد ان نالت قذيفة حياة شقيقه في داره بحي الملازمين بامدرمان .
ومات اللاعب القدير والمدرب الكبير فوزي المرضي الذي اخذت داناتهم حياة إبنته الطبيبة والدتها من منزلهم ببري .
سقطت دانة علي منزل الصحفية سماهر عبد الخالق لتجعل منها شهيدة الصحافة بيد القتلة الاوباش .
دمروا منزل الفنانة ندي القلعة ومنعوا الفنان طه سليمان من مد يد العون والماء والطعام لأهله بشمبات وهددوه بأن يضع لهم اغنية فلم يجد بدا غير الخروج من بيته رافضا ان يلوث فنه بقبحهم .
اجبروا العالم الجليل والإعلامي الرائد علي شمو علي الخروج من داره ومدينته ودمروا اكبر مكتبة ومخزون معرفي يملكه مواطن سوداني .
اتخذوا من منزل الدكتور منصور خالد بحي الهجرة سكنا و ثكنة و مخزنا .
خرج الشاعر هاشم صديق من داره حسيرا علي ظهر كارو .
وخرج الشاعر المبدع التجاني حاج موسي من قذائفهم وبطشهم .
دخلوا اكبر متاحفنا ودمروه ظنا منهم وزعما أن الموميات التي فيه من جثث الذين قتلهم ( الكيزان )
سجل حافل من الديمقراطية والحرية والتقدم قدمه للشعب السوداني هؤلاء الأوباش وتابعيهم من قوي الحرية والتغيير ( تقدم ) بعد ان اخلوا الخرطوم ومدني وكل ارض وطأوها من الجمال والفن والإبداع والروعة .
عشت يا فيتوري و انت تري .
( الذي بعثرنا في كل واد يابلادي . )
و نقول معك .
( التقى كل شهيد
قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض
بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا )
راشد عبد الرحيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغوي
ولد مالك حداد عام 1927 في مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، وفيها عاش طفولته وتلقى تعليمه باللغة الفرنسية، كان يرى بينه وبين المدرسة الفرنسية حاجزا بين ماضيه وتاريخه أكبر من البحر الأبيض المتوسط الذي يفصل بين الجزائر وفرنسا.
انتقل حداد -كما تذكر حلقة تأملات بتاريخ (20/5/2025)- إلى فرنسا والتحق بكلية الحقوق بمدينة آكس أون بروفانس، وعاد بعد استقلال بلاده إلى قسنطينة، وأشرف على الصفحة الثقافية لصحيفة "النصر" اليومية، كما عمل في مجلة "آمال"، لينتقل بعدها إلى إدارة الحياة الثقافية في العاصمة بعد تعيينه مديرا للآداب والفنون في وزارة الإعلام والثقافة، وتولى بعدها أمانة اتحاد الكتاب الجزائريين.
عاش الروائي الجزائري حالة اغتراب لغوي، وشكلت اللغة الفرنسية سجنا له، ووقفت حاجزا بينه وبين أبناء جلدته الذين لا يتقنونها، واعتبرها منفاه واعتزلها غداة الاستقلال.
وكانت أهم مقولة تؤكد اعتزازه بقوميته قوله "نحن نكتب بلغة فرنسية، لا بجنسية فرنسية"، وظل يذكر في كل أعماله بأنه ليس فرنسيا وأنه جزائري.
ولم تكن شخصيات رواياته أجنبية فقط بل عربية، كما وظف ألفاظا وكلمات تبين للقارئ عامة، وللجزائري خاصة، أنه يحمل القضية الجزائرية وأن هويته عربية جزائرية، وأنه ليس فرنسيا.
إعلانولم يغب الوطن والإنسان والحلم بالحرية عن قصائد حداد التي نشرها، إذ يقول:
لي صباح من أجل الشمس
أهديك نهارا
أتوسل الموجة كي لا تغرق
كي تذهب صوب وطني
وتروي له حبي الكبير
وتوقف الروائي الجزائري عن الكتابة وهو في الـ35، ولكنه تحول إلى مدرسة أدبية في الرواية والشعر، ورحل في الذكرى الـ16 لاستقلال الجزائر التي ناضل لأجلها بقلمه وفكره.
كما تناولت حلقة "تأملات" فقرات أخرى من بينها، "قصة مثل"، و"قصة وعبرة".
20/5/2025