الكهرباء: مصر تعتبر الأكثر نموا بمنطقة الشرق الأوسط فى معدلات إنتاج الطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن وزارة الكهرباء تعمل على تنفيذ استراتيجية الدولة نحو زيادة حجم الطاقات المتجددة وخفض استخدام الوقود الأحفوري وتحويل مصر لمركز إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة استغلالا للمزايا النسبية لها من توافر الأراضي اللازمة لإنتاج حجم هائل من الكهرباء من الطاقات المتجددة وموقع مصر الجغرافي الذي يمكنها من تصدير الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى أوروبا وكافة قارات العالم وأن الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقةِ في العالم حيث تمرّ عبرَ هذا الموقع أهمّ طرق التجارةِ البحريةِ الدولية.
وأكدت الوزارة أنه بدأ العمل فى تنفيذ مشروع غرب سوهاج الذى يهدف لإقامة مزرعة رياح بطاقة 10 آلاف ميجاوات باستثمارات 10 مليار دولار المشروع يقام على مساحه 3 آلاف كيلومتر مربع ويوفر 10 آلاف فرصة عمل أثناء التنفيذ و3000 فرصة عمل أثناء التشغيل وقد تم الإغلاق المالي له، والدراسات الجديدة تهدف لتأكيد القياسات التى تمت على المنطقه وأكدت أن سرعات الرياح الموجودة بها اقتصادية ومناسبة، والمشروع تنفذه شركات مصرية وإماراتية من خلال شركة انفينيتي وتستغرق حوالي 7 سنوات ويوفر للدولة ما قيمته خمس مليارات دولار سنويا مقابل الوقود الذى سيتم توفيره و المطلوب لإنتاج هذه القدرات من المحطات التقليدية الحرارية وهو ما يؤكد الجدوى الاقتصادية للمشروع.
أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء بدء مرحلة العمل الفورى لتنفيذ الاتفاقيات التى وقعتها مصر والانتقال من مرحلة المفاوضات إلى التفعيل والتنفيذ الفورى وان هناك تنسيق واجتماعات مشتركة تعقد مع الشركات والجهات الموقعة على الاتفاقيات للتنسيق والاتفاق على كافة تفاصيل العمل خلال المراحل القادمة وتوفير المعلومات التى تحتاجها وتقديم التيسيرات المختلفة و أن عدد الاتفاقيات والمشروعات التى وقعتها مصر لإنشاء مزارع للرياح وانتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء غير مسبوق عالميا وأن ذلك يحمل العديد من الرسائل ويؤكد قدرة الاقتصاد المصرى وأن مناخ الاستثمار فى مصر الأفضل وأن قطاع الطاقات المتجددة يتميز بخصوصيات غير متوافرة فى أى منطقة أخرى.
وفي ذات السياق أوضح الدكتور محمد الخياط الرئيس التنفيذى لهيئة الطاقة الجديده والمتجددة ، أن ارتفاع معدلات انتاج مصر من الطاقات النظيفة بنسبة 24 % هذا العام وأن مصر حققت معدلات قياسية غير مسبوقة فى كفاءة تشغيل مزارع الرياح فاقت المعدلات العالمية البالغة 4 % للأعطال فى الوقت الذى وصلت فية كفاءة ومعدلات تشغيل التوربينات المصرية الى 98 % بسواعد وكفاءات الشباب والخبرة الوطنية وأن الدولة تقدم العديد من المزايا لتحفيز الاستثمار في الطاقات المتجددة في مصر من خلال تخصيص أراضي لإقامة مشروعات لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة وتوفير المعلومات للمستثمرين من خلال أطلس الرياح والشمس وتقديم دراسات التأثير البيئي وتوقيع اتفاقية شراء طاقة طويلة الأجل بالإضافة إلى الإعفاءات الجمركية لبعض مهمات الطاقة ولإصدار ضمانات السيادية وأن إجمالي قدرات الطاقة المتجددة المنتجة من الرياح تبلغ 1625 ميجا وات منها مشروعات للهيئه باجمالي قدرات 100 1125 ميجا وات من منطقه الزعفرانة التي تضم 545 ميجا وات بالإضافة إلى مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر إجمالي قدرات 500 ميجا وات في مناطق راس غارب 250 ميجا وات وأنه بنهاية عام 2025 ستصل إجمالي القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 10000 ميجا وات باستثمارات تبلغ 4 مليار 400 مليون دولار جاري تنفيذها.
وأضاف أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن مصر تعتبر الأكثر نموا فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فى معدلات إنتاج الطاقة النظيفة بعد أن حققت معدلات إنتاج تبلغ 20 % وأن تنفيذ مشروع بنبان ومزارع الرياح العملاقة مكنت من تحقيق هذا الهدف مبكرا ويتم العمل حاليا وبكل قوة للوصول إلى مساهمة الطاقة النظيفة والمتجددة بأكثر من 50 % من احتياجات الاستهلاك على مراحل خلال السنوات القادمة وفقا لرؤية مصر 2030.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزارة الكهرباء الطاقات المتجددة الهيدروجين الأخضر الطاقات المتجددة میجا وات
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بعد أوهام الردع.. حين تُدار الحروب بدل أن تُمنع
لم يعد الردع في الشرق الأوسط مفهومًا يمنع الحرب، كما بشّرت به النظريات العسكرية الكلاسيكية، بل تحوّل إلى أداة لإدارة الصراع والتحكم في إيقاعه، فالإقليم الذي عاش عقودًا على وهم “الحرب الشاملة” و”السلام الدائم”، دخل مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث لا حرب تنتهي، ولا سلام يُستكمل، بل توتر دائم يُعاد إنتاجه بجرعات محسوبة.
في الماضي، كان الردع يقوم على معادلة واضحة: كلفة الحرب أعلى من مكاسبها، ما يدفع الأطراف إلى تجنبها، أما اليوم، فقد انهارت هذه المعادلة، لأن طبيعة الفاعلين تغيّرت، ولم تعد الصراعات حكرًا على دول ذات جيوش نظامية وحدود واضحة، بل باتت تُدار عبر محاور، وتنظيمات، وأذرع غير مباشرة، لا تخضع لمنطق الخسارة التقليدي، ولا تحاسب بالمعايير نفسها.
من هنا، انتقل الشرق الأوسط من مرحلة منع الحرب إلى مرحلة إدارتها، الضربات العسكرية المحدودة، والاغتيالات، والاشتباكات الحدودية، لم تعد مقدمات لمعركة فاصلة، بل رسائل سياسية مضبوطة السقف، تُستخدم لإعادة ضبط التوازنات، واختبار الخطوط الحمراء، وإرسال الإشارات المتبادلة بين الخصوم، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة لا يريدها أحد، لكنها تظل ممكنة في أي لحظة.
في هذا السياق، أعادت إسرائيل صياغة مفهوم الردع لديها، متجاوزة فكرة الردع الثابت القائم على التفوق العسكري الكاسح، إلى ما يمكن تسميته بـ«الردع المتحرك». هذا النموذج يقوم على المبادرة الدائمة، والضربات الاستباقية، والاختراقات الاستخباراتية، بهدف منع الخصم من بناء قوة ردع مستقرة، لا بهدف حسم الصراع نهائيًا. الردع هنا ليس حالة استقرار، بل حالة حركة مستمرة، تُبقي الخصم في دائرة الإنهاك والقلق الدائم.
في المقابل، يعتمد المحور الآخر، وعلى رأسه إيران وحلفاؤها، على نموذج ردع غير مباشر، قائم على توزيع ساحات الاشتباك، وربط أي تصعيد بجبهات متعددة. هذا الردع لا يسعى إلى مواجهة شاملة، بل إلى رفع كلفة القرار العسكري لدى الخصم، وتحويل أي حرب محتملة إلى أزمة إقليمية واسعة يصعب التحكم في مآلاتها. إنها معادلة ردع تقوم على التعقيد لا على التفوق.
أما الدول العربية، فتجد نفسها عالقة بين نموذجين من الردع لا تملك التحكم فيهما. فلا هي قادرة على بناء ردع مستقل يحمي مصالحها، ولا هي قادرة على النأي بنفسها عن ارتدادات الصراع. وبهذا، تتحول من فاعل إقليمي إلى ساحة مفتوحة للتأثر، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، في معادلات تُدار خارج إرادتها.
الأخطر في هذه المرحلة ليس احتمال اندلاع حرب كبرى، بل الاعتياد على الصراع ذاته. حين تصبح الضربات العسكرية خبرًا عابرًا، والأزمات حالة يومية، يفقد المجتمع حساسيته تجاه العنف، ويتحوّل التوتر إلى وضع طبيعي، لا استثناءً. هنا لا يُهزم الإقليم عسكريًا فقط، بل يُستنزف نفسيًا وسياسيًا، ويُفرغ من أي قدرة على إنتاج مشروع استقرار حقيقي.
ما يجري اليوم ليس سلامًا، بل استقرار زائف، ولا هو حرب شاملة، بل صراع مُدار على فوهة بركان. شرق أوسط تُدار فيه الأزمات بدل أن تُحل، وتُؤجَّل فيه الانفجارات بدل أن تُمنع، في انتظار لحظة اختلال كبرى قد تعيد رسم المشهد بالكامل، بثمن قد يكون أفدح مما يتصوره الجميع.. .!!
كاتب وباحث في الجيوسياسية
اقرأ أيضاًوقفة.. الاهتمام بتطوير الرياضة عنوان تقدم الأمم
بعد الاعتذار.. الأعلى للإعلام يحفظ الشكوى المقدمة ضد خالد طلعت