عربي21:
2025-05-11@13:37:39 GMT

بلينكن في أنقرة: ماذا طلب وماذا سمع؟

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

مساء الجمعة الفائت، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعاصمة التركية أنقرة، في استهلال جولة إقليمية يزور خلالها كلا من تركيا واليونان ومصر والأردن وقطر والإمارات والسعودية إضافة لدولة الاحتلال والضفة الغربية، وهي رابع جولة له في للمنطقة منذ بدء حرب طوفان الأقصى.

الأهداف المعلنة لهذه الزيارة يبرز منها اثنان رئيسان؛ كبح احتمالات توسع الحرب، ونقاش الوضع السياسي والأمني لقطاع غزة بعدها.

ومن باب أن الزيارة كانت مقررة قبل اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في بيروت وتوعد حزب الله بالرد وبالتالي ارتفاع مخاطر المواجهة الإقليمية، يمكن القول إن الهدف الثاني هو الأولوية في هذه الزيارة.

وقبل الخوض فيما اقترحه الوزير على نظيره التركي وبم رد عليه الأخير، تجدر الإشارة إلى سياقات مهمة تتعلق بالزيارة؛ ذلك أن الولايات المتحدة تعمدت تجاهل تركيا في الأسابيع الأولى من الحرب، فلم يتصل بايدن بأردوغان ولا زار بلينكن أنقرة في زيارته الأولى. لاحقا، وتحديدا بعد الاستعصاء الميداني لجيش الاحتلال، أتت زيارة بلينكن واتصال بايدن بأردوغان.

هذه المرة كان اللقاء مختلفا، فغابت الحدّة والتوتر، كما أن الوزير الأمريكي التقى نظيره التركي ثم الرئيس أردوغان في لقاءين منفصلين ومتتاليين، فضلا عن أن أنقرة كانت محطته الأولى في الجولة الموسعة. على هامش الزيارة وقبلها، صرح مسؤول أمريكي بأن بلاده تنتظر من تركيا أن تلعب دورا في مستقبل قطاع غزة بعد الحرب
كما أن الزيارة السابقة لبلينكن لتركيا كانت عاصفة بكل ما للكلمة من معنى، فلم يخطئ المراقبون قراءة لغة جسد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي تجنب عن عمد تقبيل أو عناق نظيره الأمريكي، ولم يعقد معه مؤتمرا صحافيا، كما خرج البيان الصحافي لكلا الجانبين مغايرا للآخر من حيث أولوية الملفات على جدول أعمال الزيارة ووجهات النظر المتعلقة بها.

هذه المرة كان اللقاء مختلفا، فغابت الحدّة والتوتر، كما أن الوزير الأمريكي التقى نظيره التركي ثم الرئيس أردوغان في لقاءين منفصلين ومتتاليين، فضلا عن أن أنقرة كانت محطته الأولى في الجولة الموسعة. على هامش الزيارة وقبلها، صرح مسؤول أمريكي بأن بلاده تنتظر من تركيا أن تلعب دورا في مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وبالتحديد أنها "تسعى لحشد دعم أنقرة لخطط حكم غزة ما بعد الحرب".

وبالنظر إلى أن الوزير الأمريكي قد التقى فيدان ثم أردوغان كلا على حدة وبالتتالي، فيما لم يَبْدُ برنامجا مُعَدّا مسبقا، يبدو أن الجانب الأمريكي قد قدم مقترحات محددة لتركيا. فما الذي طلبه بلينكن وبم أجابت أنقرة؟

لا شك أن أجندة بلينكن ضمت ملفات أخرى في مقدمتها عضوية السويد في الناتو وصفقة إف 16 وغيرها، لكن الحرب على غزة كانت الملف الأهم وذا الأولوية، وتحديدا فيما يتعلق بالمسار السياسي بعد الحرب وأوضاع الملاحة في البحر الأحمر، على ما صرح به من أثينا بعد مغادرته أنقرة.

في البداية، تنبغي الإشارة إلى أن هذه الزيارة وسياقها وترتيبها وأجندتها ومقترحاتها تعبير عن أزمة، إذ كان تجنُّبُ واشنطن أنقرة في البدايات منطلقا من رؤية أن الحرب ستنتهي سريعا بهزيمة المقاومة الفلسطينية وبالتالي تنبغي محاولة تغييب أو استبعاد أي طرف يمكن أن يكون له دور مساند لها. أما اليوم، فالولايات المتحدة -وقبلها دولة الاحتلال- تبحث عن مخارج مناسبة بعد الفشل الميداني لجيش الاحتلال في تحقيق أي نتائج ملموسة والوصول لأي من الأهداف الكبيرة التي أعلنها للحرب؛ فضلا عن أن يكون انتصر أو حتى اقترب من الانتصار.

ولذلك فقد تراجع الخطاب الأمريكي، المعلن على أقل تقدير، عن صياغات "ما بعد حماس" وأفكار التهجير القسري الجماعي نحو مصر، لصالح صياغات من قبيل "مرحلة ما بعد الحرب" و"متطلبات اليوم التالي للحرب".

المنتظر والمتوقع ألا تقل مرحلة ما بعد الحرب صعوبة وضغوطا على المقاومة الفلسطينية من الحرب نفسها، إذ ستكون هناك محاولة متكررة لتفريغ إنجازاتها الميدانية العسكرية من مضمونها وتقليل المكاسب السياسية المترتبة عليها، استفادة من ضغط الأنظمة العربية على غزة ومقاومتها وسكانها. وهي معركة ستكون أشرس هذه المرة بالنظر للمستويات غير المسبوقة من الدمار
المنتظر والمتوقع ألا تقل مرحلة ما بعد الحرب صعوبة وضغوطا على المقاومة الفلسطينية من الحرب نفسها، إذ ستكون هناك محاولة متكررة لتفريغ إنجازاتها الميدانية العسكرية من مضمونها وتقليل المكاسب السياسية المترتبة عليها، استفادة من ضغط الأنظمة العربية على غزة ومقاومتها وسكانها. وهي معركة ستكون أشرس هذه المرة بالنظر للمستويات غير المسبوقة من الدمار، بحيث ستحاول الولايات المتحدة أن تربط وقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإعادة الإعمار بالمسار السياسي بالشكل الذي تتصوره هي، أي بتنازلات تقدمها حماس والمقاومة تحت ضغط الأوضاع الإنسانية.

وعليه، ستكون مطالب الولايات المتحدة من تركيا في هذه الزيارة مرتبطة بهذا السياق، وبالنظر إلى أن تركيا ليست دولة حدودية مع فلسطين المحتلة أو غزة وأنها لا تملك تقليديا دورا بارزا في هذا الإطار، وأنها عرضت رؤيتها للحل السياسي طويل المدى، وتوقع حضورها في ملف إعادة الإعمار، فإن ما ترغبه واشنطن منها هو الضغط على حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار وترتيبات ما بعد الحرب بخصوص إدارة القطاع، وهو تقريبا ما أقر به بلينكن في اليونان حين قال إن تركيا لها علاقات جيدة مع "عدة فواعل".

الاستقبال الفاتر بروتوكوليا لبلينكن، ثم مغادرته تركيا مرة أخرى بدون مؤتمر صحافي، ثم التصريحات المقتضبة التي صدرت عن الخارجية والرئاسة التركيتين، كلها تشير لعدم توافق الطرفين على تفاهمات محددة. صحيح أن لأنقرة موقفا حادا من واشنطن مؤخرا بسبب سقوط عدة جنود أتراك بعمليات إرهابية، وهو ما تحمّل تركيا جزءا من مسؤوليته للولايات المتحدة، لكن الخلاف الأبرز يخص الحرب على غزة.

يبدو أن الجانبين لم يستطيعا التوافق على شيء محدد، وأن اختلاف وجهات النظر ما زال قائما. من جهة ثانية، فرؤية تركيا التي تشمل وجود دول ضامنة في غزة لا تبدو عملية وقادرة على النجاح في القطاع وعموم الأراضي الفلسطينية، كما أن دولة الاحتلال لن ترحب على الأغلب بدور من هذا النوع لتركيا
فما زالت أنقرة لا ترى حلا سياسيا مستداما ذا جدوى بدون إشراك حركة حماس فيه، وهي التي نفت صفة الإرهاب عنها وأكدت على أنها حركة تحرر وطني، وما زالت تدعو لوقف شامل لإطلاق النار، وهو ما زالت واشنطن ترفضه حتى اللحظة من باب أنه سيخدم حماس.

في أثينا، قال بلينكن كلاما عاما عن أن "الأتراك يريدون أن يلعبوا دورا إيجابيا بعد الحرب"، لكنه لم يفصّل فيه، كما أن المؤسسات الرسمية التركية لم تفصح عن شيء في هذا الإطار. وبالتالي يبدو أن الجانبين لم يستطيعا التوافق على شيء محدد، وأن اختلاف وجهات النظر ما زال قائما. من جهة ثانية، فرؤية تركيا التي تشمل وجود دول ضامنة في غزة لا تبدو عملية وقادرة على النجاح في القطاع وعموم الأراضي الفلسطينية، كما أن دولة الاحتلال لن ترحب على الأغلب بدور من هذا النوع لتركيا.

ليس من الواضح ما إذا كانت أنقرة ستقترب مستقبلا من الأدوار التي تريدها واشنطن منها، لكن المؤشرات الأولية سلبية بهذا الاتجاه. ربما علينا الانتظار لإكمال بلينكن جولته الإقليمية ونتائجها التي يمكن أن تدفع لاتصال أو تواصل آخر مع أنقرة، فضلا عن مصير صفقة مقاتلات إف 16 وغيرها من العوامل.

لكن، وفي كل الأحوال، يُستبعد أن تنتظر الولايات المتحدة من تركيا أكثر من محاولة الضغط على حماس أو "إقناعها" بتليين موقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار، بالنظر للعلاقات التي تربطها بها. وعليه، سيكون علينا أن نتابع التطورات والتصريحات وما بين السطور في الأيام والأسابيع القادمة تركيا وكذلك عربيا وإقليميا.

twitter.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا غزة حماس امريكا تركيا حماس غزة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دولة الاحتلال ما بعد الحرب هذه الزیارة هذه المرة من ترکیا على غزة فضلا عن کما أن

إقرأ أيضاً:

تصدرت ترند السعودية بفيديو.. من هي تقى محمد وماذا فعلت؟

تصدرت بلوجر مصرية، ترند مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية خاصة موقع سناب شات وإكس "تويتر سابقا" خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بسبب فيديو طريف جمعها بمواطنة سعودية.. فمن هي هذه البلوجر وماذا فعلت؟

من هي البلوجر المصرية؟

بحسب الوسم أو الهاشتاج الذي تصدر ترند السعودية، فإن البلوجر المصرية تدعى تقى محمد، واشتهرت بفيديوهاتها التفاعلية في مصر والسعودية.

بدأت تقى (23 عاما) في صناعة المحتوى قبل سنوات وبالتحديد عام 2021 بفيديوهات لايف ستايل، حيث نجحت في تحقيق ملايين المشاهدات وأصبح لها العديد من المتابعين في مصر والسعودية.

بدأت شهرتها قبل 3 سنوات عبر تطبيق تيك توك عندما كسرت حاجز الـ 4 مليون مشاهدة بسبب فيديو طبخ، لتتجه بعدها إلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة خاصة فيسبوك وانستجرام.

بعدها نجحت تقى في فتح محل عطارة لتعمل به هي وأخواتها، حيث نشرت فيديوهات لها خلال عملها بالمحل، ما دفع العديد من الفتيات إلى مشاركة عملهن كما فعلت دون خجل.

لماذا تصدرت "تقى" الترند؟

تصدرت البلوجر تقى محمد ترند مواقع التواصل الاجتماعي السعودية خاصة سناب شات وإكس، بعد فيديو تحدي مع فتاة سعودية تدعى أسماء بعنوان: "عك عك وربك يفك".

تحدثت تقى عن التحدي في بداية الفيديو عبر البث المباشر، قائلة: "إحنا هنعمل تحدي أنا وأسماء والله أنا مرعوبة منه رعب.. تحدي جامد.. هندخل دلوقتي سوبر ماركت أنا وأسماء. أنا وهي هنجيب إيه؟ كل واحدة هجيب مشروب.. إحنا هننزل من دلوقتي من العربية ندخل سوبر ماركت نتفرق.. كل واحدة فينا هجيب مشروب.. هنيجي نتقابل هنا في العربية.. أيا كان مشروبي إيه ومشروبيها إيه الاتنين هيتحطوا على بعض ونشربهم".

بالفعل ذهبت الفتاتين إلى السوبر ماركت واختارا مشروبين مختلفين لم يسبق لهن أن جرباه من قبل مع كوبين فارغتين ثم بدأت مرحلة الخلط والتذوق ليتفاجئ الاثنتين بمشروب مختلف وسط ردة فعل متباينة، حيث أعجبت الفتاة السعودية بمشروبها فيما لم تقدر الفتاة المصرية على تكملة المشروب الخاص بها، وسط نوبة ضحك من الطرفين.

أثار التحدي تفاعلا واسعا من قبل المتابعين في السعودية الذين أشادوا بتلقائية الفتاة السعودية وكذا البلوجر المصرية، معلقين: "دويتو جميل.. مصر والسعودية بلد واحدة وشعب واحد".

كما قام العديد من المتابعين بتجربة التحدي مع أصدقائهم المصريين والسعوديين، حيث تطور من المشروبات إلى الأكل والوجبات المختلفة والجديدة، لذا تصدر التحدي منصات التواصل الاجتماعي في السعودية وحقق ملايين المشاهدات خاصة عبر تطبيق سناب شات المنتشر في السعودية.

طباعة شارك السعودية ترند السعودية تويتر ترند تويتر تقى محمد

مقالات مشابهة

  • أردوغان لبوتين: تركيا مستعدة لاستضافة محادثات "موسكو وكييف"
  • فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما.. أحكامهما وماذا يقصد بالاستطاعة؟
  • زيارة ترامب ماذا تحمل لأهل السودان؟
  • تصدرت ترند السعودية بفيديو.. من هي تقى محمد وماذا فعلت؟
  • في 4 أشهر.. صادرات تركيا من السفن واليخوت تتجاوز 457 مليون دولار
  • تدريبات مشتركة وزيارات رفيعة.. تقارب عسكري تاريخي بين تركيا ومصر
  • في تركيا.. شابة تلقي بنفسها من الطابق الرابع بعد إصرار أهلها على العودة لطليقها
  • قيدها ونحرها مع شقيقها.. سقوط مجرم هز تركيا
  • لقاء تاريخي بين رئيسي أركان تركيا ومصر في أنقرة
  • هل ينجح فيدان في كسر الجمود الأوروبي عن عضوية تركيا؟