صاروخ تركيا الفرط صوتي الذي سترعب به الخصوم
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
في يوليو/تموز الماضي، كشفت الصناعات الدفاعية التركية أثناء معرض الدفاع الدولي (IDEF) في إسطنبول عن أول صاروخ فرط صوتي تُطوِّره البلاد محليا، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده "تزيح الستار عن أول صاروخ فرط صوتي مُصنَّع في تركيا"، في خطوة تُعدُّ من أبرز مشاريع أنقرة في مجال التسلُّح المتطور.
الصاروخ الجديد، الذي يحمل اسم "تايفون بلوك-4″، يمثل مرحلة مفصلية في برامج الصواريخ التركية، فهو ينتمي إلى فئة الصواريخ الباليستية القادرة على التحليق بسرعات تتجاوز 5 ماخات (أي 5 أمثال سرعة الصوت، أو حوالي 6 آلاف كيلومتر في الساعة)، مما يضعه ضمن أنظمة الصواريخ فرط الصوتية التي تسعى دول قليلة حول العالم لتطويرها، وهو نادٍ حصري لا يضم سوى 4 دول هي الصين وروسيا وإيران والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تحقق المقاتلة التركية "كآن" حلم الراقدين إلى جوار صلاح الدين؟list 2 of 2هكذا تستعد تركيا للحرب المقبلةend of listوتشير الجهات الرسمية في أنقرة إلى أن مدى صاروخ بلوك-4 يتراوح بين 800 وألف كيلومتر، مما يُعزِّز قدرات الردع التركية ويُوسِّع نطاق عملياتها المُحتملة. وفي تصريح له، قال المدير التنفيذي لشركة "روكيتسان" مراد إكينجي إن امتلاك منظومة فرط صوتية محلية "يُوفِّر مستوى حاسما من الردع" ويدعم سعي تركيا إلى "تعزيز أمنها بقدراتها الذاتية".
Köklerinden doğan güç: #TAYFUNBlok4 ????????????
Power born from roots: #TAYFUNBlock4 ???????????? pic.twitter.com/77deKMEMPx
— ROKETSAN (@roketsan) July 25, 2025
وعقب عرضه الأول في يوليو/تموز الماضي، دخل الصاروخ تايفون بلوك-4 مرحلة اختبارات ميدانية متسارعة. وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت مصادر دفاعية تركية نجاح تجربة إصابة هدف بحري يبعد أكثر من 500 كيلومتر، حيث جرى إطلاق الصاروخ من منصة أرضية متنقلة، وتجاوزت سرعته -وفق البيانات الرسمية- حاجز 5 ماخات، محققا إصابة مباشرة أكدت قدرته على ضرب أهداف متحركة بدقة عالية، مع تسجيل معدل خطأ دائري لا يتجاوز 5 أمتار، كما أن نجاح الصاروخ في إصابة هدف بحري يفتح الباب أمام دور مضاد للسفن، مما يضيف بعدا تكتيكيا يتجاوز استهداف مواقع أرضية ثابتة.
إعلانوتُعدُّ هذه التجربة أول اختبار حي مُعلَن لنسخة بلوك-4، مما يدعم الرواية التركية بشأن تقدُّم برنامجها فرط الصوتي. وقد وصفت الجهات الرسمية الاختبار بأنه محطة مفصلية ضمن سلسلة تجارب تتجه نحو الجاهزية التشغيلية الكاملة. وفي هذا السياق، أكد مراد إكينجي أن الإنتاج الكمي لصاروخ تايفون بلوك-4 سيبدأ عام 2026.
وترى أنقرة في تايفون بلوك-4 مشروعا ذا دلالة إستراتيجية، وتُقدِّمه بوصفه تطوُّرا يمكن أن يُسهِم في إعادة تشكيل توازنات القوة، لا سيَّما في مواجهة اليونان في البحر المتوسط، وكذلك في مواجهة روسيا في البحر الأسود. ويواصل أردوغان وكبار مسؤولي قطاع الدفاع عرض البرنامج على أنه دعامة رئيسية في منظومة الردع الإستراتيجي وتعزيز الاكتفاء العسكري لتركيا.
تُعرَّف الصواريخ فرط الصوتية عموما بأنها تلك التي تتجاوز سرعتها 5 ماخات، وهي عتبة تكتسب أهميتها من كون السرعات العالية تُقلِّص زمن رد الفعل لدى الخصم إلى مستويات شبه معدومة. ورغم أن الصواريخ الباليستية التقليدية قد تبلغ هذه السرعات أثناء مرحلة السقوط الحر، فإن الصاروخ فرط الصوتي الحقيقي هو الذي يحافظ على سرعات تتجاوز 5 ماخات على مدار فترة مُعتبرة من مساره، أو الذي يستطيع تغيير اتجاهه وهو ما يزال يُحلِّق عند تلك السرعات.
وتُصنَّف الأسلحة فرط الصوتية عادة ضمن 3 فئات رئيسية، وهي مركبات الانزلاق الباليستية التي تُطلق عبر معزز ثم تنزلق بسرعات فرط صوتية نحو الهدف، وهناك صواريخ كروز المزودة بمحركات "سكرامْجِت" (Scramjet-powered) التي تعتمد على سحب الهواء من الغلاف الجوي للاندفاع بسرعات تفوق 5 ماخات، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية عالية السرعة التي تستند إلى دفع صاروخي تقليدي لكنها مُزوَّدة بأنظمة توجيه متقدمة ورؤوس مناورة قادرة على تعديل المسار في المراحل النهائية.
ويقع صاروخ تايفون بلوك-4 ضمن المجموعة الثالثة، أي فئة الصاروخ الباليستي فرط الصوتي، فهو يستخدم معززا يعمل بالوقود الصلب على نفس نمط الصواريخ الباليستية، لكن ما يُميِّزه هو امتلاكه رأسا حربيا قادرا على المناورة في مرحلة العودة، مما يسمح له بتغيير مساره بصورة تجعل اعتراضه أكثر تعقيدا من اعتراض صاروخ باليستي تقليدي يتحرك في مسار يمكن التنبؤ به.
وبينما لا يعتمد بلوك-4 محرك "سكرامْجِت" ولا مسار انزلاقي طويل، فإنه يحقق تأثيره فرط الصوتي عبر السرعة العالية والمناورة في مرحلته النهائية، ومن هذا المنظور، يحقق الصاروخ الخصائص نفسها التي تجعل الأسلحة فرط الصوتية محط اهتمام عالمي، بضربات شديدة السرعة يصعب اعتراضها في الزمن المتاح، ويشير محللون أميركيون إلى أن الصواريخ فرط الصوتية تملك تأثيرا إستراتيجيا حاسما، لأنها بتلك السرعات العالية تتجاوز قدرات معظم الدفاعات الجوية الموجودة الآن، تاركة الأهداف المحتملة بهامش محدود للغاية للرد أو المناورة.
تايفون بلوك-4يُعَد حجم صاروخ تايفون بلوك-4 أكبر بوضوح من الإصدارات السابقة ضمن عائلة صواريخ تايفون، وفق البيانات المنشورة التي تضع طوله عند 10 أمتار وقطره عند حوالي متر، مع وزن إطلاق يقترب من 7200 كيلوغرام. ويستخدم الصاروخ محركا يعمل بالوقود الصلب المُركَّب يمنحه جاهزية إطلاق سريعة وقدرة على العمل في مختلف الظروف الجوية.
إعلانكما يُنقَل الصاروخ ويُطلَق عبر منصة إطلاق متحركة من طراز "فولات" (VOLAT)، مما يتيح مرونة عالية في المناورة والإخفاء قبل الإطلاق. ويعتمد الصاروخ أثناء التحليق على ملاحة بالقصور الذاتي مُدعَّمة بتحديثات الأقمار الاصطناعية، وهو مزيج يمنح توجيها دقيقا، مع تقدير لمعدل الخطأ الدائري بين 5 و10 أمتار.
وتصف التقارير الرسمية الرأس الحربي بأنه رأس شديد الانفجار ومتعدد المهام وقادر على العمل في بيئات مختلفة، وأنه صُمِّم للتعامل مع الأهداف المُحصَّنة ومواقع البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي وحظائر الطائرات المُحصَّنة ومراكز القيادة.
ومن المفترض أن يحافظ تايفون بلوك-4 على سرعات فرط صوتية طوال جزء كبير من مساره، إذ توضح تقارير روكيتسان ووسائل إعلامية تركية أنه يقطع معظم الرحلة عند سرعات تتجاوز 5 ماخات، وهي سرعات تُشكِّل تحديا صعبا أمام منظومات الدفاع الصاروخي مثل باتريوت باك-3 الأميركية أو إس-300 الروسية، التي ستواجه صعوبة في اعتراض الصاروخ في مرحلته المتوسطة.
ويُقدَّر مدى التشغيل بنحو 800 كيلومتر على الأقل، مع خطط لزيادة المدى إلى أكثر من ألف كيلومتر في النسخ المستقبلية عبر تحسين الوقود وأنظمة التوجيه. ويمنح هذا المدى تركيا قدرة على تنفيذ ضربات بعيدة تمتد من شرق المتوسط مرورا بجنوب القوقاز ووصولا إلى آسيا الوسطى، وهو ما قد يدفع أطرافا إقليمية إلى إعادة تقييم حساباتها العسكرية وفق ما تُلمِّح إليه المصادر الرسمية التركية.
وخلاصة الأمر، يُقدم تايفون بلوك-4 بوصفه صاروخا باليستيا فرط صوتي قصيرا إلى متوسط المدى، يجمع بين بنية ثقيلة، ومحرك يعمل بالوقود الصلب، وإطلاق من منصة متنقلة، بالإضافة إلى نظام توجيه متقدم ورأس حربي شديد التأثير. وتضعه سرعته ومداه ودقته في مستوى يقترب من أحدث الأنظمة فرط الصوتية عالميا، مع تصميم يهدف إلى العمل في مختلف البيئات ومواجهة محاولات التشويش، لضمان إصابة الأهداف الحيوية بكفاءة عالية.
البرنامج الصاروخي التركيلم يأت السعي التركي لإنتاج صاروخ فرط صوتي في ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة تراكم يمتد لعقود داخل برنامج الصواريخ الباليستية، بدءا من التعاون التقني مع الصين في التسعينيات، حتى دخول صاروخ "بورا" الخدمة أواخر عام 2017.
وفي عام 2018، دخل الصاروخ القصير المدى الاستخدام الميداني، برأس حربي يزن نحو 470 كيلوغراما ومدى يبلغ 280 كيلومترا، بالتوازي مع العمل على النسخة المتقدمة "بورا-2". وقد شكّلت مشروعات "بورا" تطويرا مهما في تقنيات الدفع والتوجيه والتصنيع، ومهَّدت لانتقال تركيا إلى فئة المدى الأعلى.
Turkiye successfully test fired its new locally made short range ballistic missile named the TAYFUN (Typhoon), hitting its target from a distance of 561 kilometers in a duration of 456 seconds.
An impressive new addition to Turkiye's weapons portfolio. pic.twitter.com/zb37qDPgvv
— Yusuf Erim (@YusufErim34) October 18, 2022
وقد تصاعدت وتيرة برنامج الصواريخ التركية مع أول اختبار معلن لصاروخ تايفون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حين قطعت التجربة 561 كيلومترا في نحو 456 ثانية مع إصابة دقيقة للهدف، في أول مؤشر رسمي على قدرات الصاروخ.
وتلا ذلك اختبار ثانٍ في مايو/أيار 2023، أعلنت بعده أنقرة بدء الإنتاج الضخم لنسخة تايفون بلوك-1، قبل أن تؤكد وزارة الدفاع في الشهر نفسه انطلاق الإنتاج الكمي رسميا. وقد كانت نسخة بلوك-1 نسخة قصيرة إلى متوسطة المدى (300–600 كيلومتر) مخصصة لتلبية متطلبات ضربات خطوط الاشتباك.
وفي سبتمبر/أيلول 2024 برزت مؤشرات أولى على تطوير نسخة فرط صوتية، بعد تداول صور تزعم اختبار نموذج يقترب من سرعة 5 ماخات، وسط تصريحات رسمية تحدثت آنذاك عن نية تطوير قدرات فرط صوتية حقيقية. وجاء التأكيد العملي لاحقا عبر اختبار بحري في فبراير/شباط 2025، حين أصاب صاروخ تايفون سفينة على مسافة مئات الكيلومترات بهامش خطأ يقارب 5 أمتار، في أول دليل حي على قدرة النظام على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف متحركة، وهذا مهَّد الطريق لاعتماد تصميم بلوك-4.
Vatanımızın güçlü, hızlı ve hırçın #TAYFUN’u!????️????
Yerli ve milli füzemiz TAYFUN, uzun menzilli test atışında hedefini tam isabetle vurdu.????@SavunmaSanayii #YarınİçinYüksel#Roketsan pic.twitter.com/Zg75zVYT9c
— ROKETSAN (@roketsan) February 3, 2025
وبهذا يستند صاروخ تايفون بلوك-4 إلى إرث تطوير بدأ من التسعينيات عبر الاستفادة من التعاون مع الصين، مرورا بنسخة صاروخ بورا الباليستي، ثم النسخ الأولى من صاروخ تايفون، وصولا إلى النسخة فرط الصوتية الحالية. ويُجسِّد البرنامج الصاروخي الباليستي توجُّه أنقرة نحو الاستقلالية الإستراتيجية عبر تطوير منظومات محلية متقدمة تقلل اعتمادها على المُورِّدين الخارجيين، ليصبح الصاروخ الجديد أحدث محطة في مسار بناء قوة تركية صاروخية للضربات السريعة بعيدة المدى.
الدوافع الإستراتيجيةيُشدِّد المسؤولون الأتراك على أن تطوير تايفون بلوك-4 ليس خطوة تقنية فحسب، بل جزء من رؤية أوسع للردع. فبحسب التصريحات الرسمية، يُوفِّر الصاروخ قدرة على تهديد الأهداف الحيوية في عمق أراضي الخصوم خلال زمن إنذار قصير، وبذلك يمنح أنقرة مساحة أكبر للمناورة السياسية والعسكرية. ويحرص القادة الأتراك ومسؤولو الصناعات الدفاعية على إبراز الدور المحوري لصاروخ تايفون بلوك-4 ضمن بنية الردع التركية.
إعلانوفي قمة أمنية عُقدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد مراد إكينجي، أن بلوك-4 يُمثِّل خلاصة قدرة تركيا على إنتاج منظوماتها الدفاعية محليا، واصفا إياه بأنه "أداة ردع حاسمة" تُجسِّد انتقال أنقرة من مرحلة الاعتماد على الخارج إلى مرحلة تحديد أمنها بإمكاناتها الذاتية. وقد شدَّد إكينجي على أن تطوير منظومة فرط صوتية يتطلَّب تكاملا بين تقنيات فرعية مُعقَّدة تشمل الوقود المتقدم والمُستشعِرات وأنظمة التوجيه، مؤكدا على ضرورة استمرار الاستثمار في هذه المجالات لضمان تطوُّر البرنامج الصاروخي التركي.
وتعتبر أنقرة أن حائط الصواريخ المحلي، المستقل عن أي مورد أجنبي، عنصر ردع إضافي، إذ يُعزِّز قدرتها على اتخاذ مواقف صلبة في الملفات الإقليمية، من نزاعات الطاقة في المتوسط إلى الخلافات الجوية فوق بحر إيجه، وصولا إلى مفاوضاتها داخل حلف الناتو. وبهذا يأتي التوصيف الرسمي واضحا للوظيفة الإستراتيجية للصاروخ: "يمتلك تايفون بلوك-4 المدى والسرعة والدقة لفرض عواقب حقيقية على الخصوم ما وراء الحدود".
ويعني ذلك عمليا أن مواقع دفاع جوي وموانئ وقواعد عسكرية في دول مجاورة قد تكون تحت التهديد السريع، ما يفرض على دول الجوار إعادة تقييم حساباتها العسكرية. ويرى مسؤولون أتراك أن امتلاك سلاح بهذه الخصائص سيجبر الدول، بما فيها الحليفة، على التعامل مع تركيا كقوة ذات تأثير أكبر.
وأشارت أحد التحليلات التركية إلى أن التطور الصاروخي التركي يمنح أنقرة "اليد العليا" في أي مفاوضات مستقبلية مع دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، لا سيَّما في الملفات التي تتباين فيها أولويات أنقرة الإستراتيجية عن مواقف العواصم الغربية.
ويتقاطع هذا الخطاب مع محور ثابت في السياسة الدفاعية التركية هو تجاوز القيود والحظر المفروضين على الصادرات الدفاعية الغربية. فبحسب إكينجي، فإن مشاريع مثل تايفون بلوك-4 جاءت نتيجة ضرورة فرضتها سياسة التقييد على التقنيات المتطورة، فضلا عن رغبة أنقرة في بناء منظومات محلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومواد الدفع المتطورة ومُستشعِرات التوجيه.
ولهذا يُقدَّم المشروع في الداخل التركي جزءا من الانتقال إلى سيادة تكنولوجية أوسع، وهو ما ظهر جليا في الإعلان عن تطوير منظومة الدفاع الجوي "القبة الفولاذية"، التي شملت الدفعة الأولى منها تسليم الجيش التركي 47 مركبة مجهزة بنظامي "حصار" و"سيبر"، وهما أول نظامين صاروخيين قصيري وطويلي المدى تُنتجهما تركيا محليا، بتكلفة 460 مليون دولار. وعلى الرغم من تحفظ بعض الخبراء الأجانب على ما يرونه مبالغة تركية إعلامية، فإن أغلب التحليلات الدولية تُقِرُّ بأن الصاروخ التركي أحدث أثرا واضحا، كما ترى بعض التحليلات أنه يشير إلى تقدُّم تقني للصناعات العسكرية المحلية.
ردود الأفعال الدوليةعلى المستوى التحليلي، برزت قراءات متعددة لطبيعة صاروخ بلوك-4، فبينما رأى بعض المراقبين أن دخول تركيا إلى "نادي الأسلحة فرط الصوتية" يمثل قفزة نوعية، أشار آخرون إلى أن الصاروخ يختلف عن الأنظمة الأكثر تقدما لدى القوى الكبرى.
وقد وصفت إحدى الصحف التركية المتخصصة الصاروخ بأنه "باليستي فرط صوتي" أو "شبه باليستي"، في إشارة إلى أنه يستخدم رأسا مناورة عند العودة بدلا من الدفع النفاث فائق الاحتراق، ولا يعتمد مركبة انزلاقية كاملة مثل الأنظمة الروسية والصينية الأكثر تطورا، مثل "تسيركون" أو "دي إف-17".
ومع ذلك، يجمع المحللون على أن بلوك-4 يمثل قفزة نوعية مقارنة بالبرامج التركية السابقة، وأنه يحقق تأثيره فرط الصوتي عبر السرعة العالية والمناورة النهائية وليس عبر محرك "سكرامْجِت". أما في الغرب، فقد طغى الحذر الممزوج بالاعتراف بالتقدم التركي، فبحسب تحليلات غربية، يتوافق تصميم بلوك-4 من حيث الحجم واستخدام الوقود الصلب مع صاروخ قصير إلى متوسط المدى قادر على بلوغ سرعات تفوق 5 ماخات.
بينما تشير تغطيات إعلامية، بينها تقرير لنيوزويك، إلى أن أنقرة نفسها تقول إن بلوك-4 يحافظ على هذه السرعات طوال مساره ويوصل رأسا حربيا بدقة عالية.
وبالمقارنة، يصل صاروخ "كينجال" الروسي المحمول جوا إلى سرعات تقارب 10 ماخات. ويرى مسؤولون أميركيون أن أي سلاح فرط صوتي يدخل الخدمة، حتى وإن كان أقل تطورا من نظائره لدى القوى العظمى، يمثل مصدر قلق واضح، لكونه يقلص زمن رد فعل الخصم إلى ثوانٍ محدودة.
إعلانوعلى الرغم من الإشادة الحذرة، يُفضِّل الخبراء الغربيون انتظار بيانات كاملة حول الاعتمادية وعدد الرحلات التجريبية قبل إصدار حكم نهائي على أداء الصاروخ التركي الجديد. كما أبدى بعض شركاء الناتو قلقا من امتلاك أحد أعضاء الحلف سلاحا من هذا النوع، بالنظر إلى أن البرنامج يعكس مسارا دفاعيا تركيا يتجه نحو مزيد من الاستقلالية، بعيدا عن المظلة التقنية الغربية التقليدية.
وبغضّ النظر عن زاوية التقييم، سواء جاءت من منظور عسكري أو جيوسياسي، يبرز صاروخ تايفون بلوك-4 بوصفه خطوة تتجاوز حدود تطوير صاروخ جديد. فهو يشير إلى دخول تركيا مجالا تحظى فيه قلة من الدول بقدرة إنتاج منظومات فرط صوتية محلية، ويعكس اتجاها واضحا نحو توسيع الاعتماد على الذات في البرامج الدفاعية المتقدمة.
وبهذا المعنى، لا يُعَد بلوك-4 تتويجا لمشروع محدد، بل بداية مرحلة جديدة في تطور القدرات الصاروخية التركية؛ مرحلة قد تسهم في إعادة تشكيل موقع تركيا ضمن توازنات الردع الإقليمي ومسار التطوير العسكري طويل المدى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات أبعاد الصواریخ البالیستیة فرط الصوتیة فرط الصوتی فرط صوتیة صاروخ فرط أنقرة فی د إکینجی فرط صوتی سرعات ت بلوک 4 ی إلى أن التی ت على أن
إقرأ أيضاً:
إطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه قوات الاحتلال في رفح
غزة - الوكالات
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أن "خلية من 3 مسلحين خرجت من نفق في رفح، وأطلقت صاروخا مضادا للدروع نحو الجيش".
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر رفيع قوله: "ننظر لحادثة رفح ببالغ الجدية ولن نتغاضى عن أي محاولة للإضرار بجنود الجيش".