اعتبرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن الصين تستغل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، لكسب تأييد الجنوب العالمي وتعزيز نفوذها في مواجهة الولايات المتحدة التي تعرضت سمعتها في تلك الفترة للتشويه بسبب دعمها غير المشروط لتل أبيب. 

ويقصد بالجنوب العالمي أفريقيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وجزر المحيط الهادئ والبلدان النامية في آسيا بما فيها الشرق الأوسط.

 

وذكرت المجلة أنه من خلال دعوتها إلى حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، ورفض إدانة حماس، وبذل جهود رمزية لدعم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والترويج لفكرة أن العالم أصبح أكثر فوضوية من أي وقت مضى، استغلت الصين المشاعر العالمية المعادية لإسرائيل في محاولة لرفع مكانتها في الجنوب العالمي. 

وذكرت أن بكين تقدم نفسها للعالم بوصفها رائدة في عالم متعدد الحضارات وشريكة في التنمية والسيادة، وبديل للولايات المتحدة "المنافقة والداعية للحرب" في دول كالسعودية وأندونيسيا وجنوب أفريقيا. 

وشبتهت المجلة النظام في بكين بـ"نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تحسين استجابته لكل دفعة جديدة من البيانات التي يتم تدريبه عليها"، إذ إن كل أزمة عالمية جديدة تعطي الصين فرصة أخرى لصقل خطابها تجاه الجنوب العالمي، على حد قولها. 

 اقرأ أيضاً

النفط يتراجع وسط ترقب الأسواق لبيانات الصين وحرب غزة

 

وقالت المجلة: "عندما أصبح من الواضح أن الرأي العام في الجنوب العالمي بات مرجحًا بأغلبية ساحقة ضد إسرائيل، سعت الصين فورًا للاستفادة من الأزمة لفضح ما تعتبره معايير أمريكية مزدوجة". 

 واستشهدت المجلة ببيان صادر عن الخارجية الصينية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، يدعو إلى وقف إطلاق النار، ويؤيد حل الدولتين، دون توجيه أي انتقاد لحماس أو إدانة هجوم طوفان الأقصى الذي شنته جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، رغم وجود 4 مواطنين صينيين بين الضحايا. 

ورأت المجلة أن محاولة الصين محاكاة الرأي العام العالمي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي جزء من استراتيجية أوسع بكثير تهدف إلى كسب تأييد الجنوب العالمي. 

وعقبت أن الحرب في غزة وأوكرانيا تعزز حجة الصين بأن العالم أصبح أكثر فوضوية من أي وقت مضى، في ظل وجود قطب أوحد للعالم هو الولايات المتحدة الأمريكية. 

ولفتت إلى أن الصين تتمتع باختيار شركائها في الشرق الأوسط "بناء على نوع القضية"، مثل تطوير البنية التحتية في سوريا أثناء محاولة ربط تركيا بمبادرة الحزام والطريق. 

ولا تحاول الصين توحيد الدول بتحالف مناهض للغرب تقوده هي، كما يعتقد الكثيرون في واشنطن، إذ تقول المجلة إن الصين تقدم نفسها بوصفها مدافعة عن عالم متعدد الحضارات وشريكة في التنمية والسيادة، عكس الولايات المتحدة التي تتحدث عن الكيفية التي ينبغي على الدول الأخرى أن تتماشى بها مع مواقفها. 

اقرأ أيضاً

روسيا والصين على هامش حرب غزة.. لكن هكذا تساعدهما أمريكا

  المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين حرب غزة الجنوب العالمی

إقرأ أيضاً:

كوبا تشيد بسياسة الصين الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي

الثورة نت/..

أشاد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز ، اليوم الجمعة بنشر الصين سياستها الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، مؤكدا أن ذلك يشكّل علامة فارقة في تعزيز المصير المشترك بين الصين ومنطقة البحر الكاريبي.

وقال رودريجيز في تدوينة على “اكس” ، “يمثل نشر السياسة الصينية الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي علامة فارقة في تعزيز مجتمع المصير المشترك بين منطقتينا”.

وأكد أن ذلك “يقودنا إلى المرور على طريق التعاون والتضامن والتنمية المستدامة والثقة المتبادلة بين بلداننا”.

وأصدرت الصين ، يوم الأربعاء ، وثيقة سياسية صينية حول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي الثالثة من نوعها خلال أقل من عقدين.

وأصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة من هذا النوع في نوفمبر 2008 والثانية في نوفمبر 2016.

وتدعو الصين إلى عالم متعدد الأقطاب عادل ومنظم، وعولمة اقتصادية شاملة، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وبصفتها دولة نامية وعضواً في الجنوب العالمي، لطالما جمعت الصين مصائر مشتركة مع دول الجنوب العالمي، بما فيها أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

مقالات مشابهة

  • كوبا تشيد بسياسة الصين الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
  • ماذا يجري في حضرموت؟.. كاتب سعودي يهاجم المجلس الإنتقالي ويحمله المسئولية
  • صدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسية
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • إنتل تختبر أدوات صناعة رقائق من شركة لديها وحدة في الصين تخضع لعقوبات أمريكية
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • تقرير سري: الصين تمتلك قدرات مدمّرة قد تطيح بأكبر حاملة طائرات أمريكية!
  • لماذا تحتاج أمريكا إلى الخليج في معركة الذكاء الاصطناعي مع الصين؟
  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر