نيويورك-سانا

أكدت نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة آنا يفستيغنيفا أن الولايات المتحدة باستخدام الضغط والابتزاز أجبرت مجلس الأمن على “إدراج ترخيص فعلي لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة”.

ونقل موقع RT عن الدبلوماسية الروسية قولها في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنه “تم استخدام أقذر أدوات الضغط والابتزاز والتي يسميها زملاؤنا الأمريكيون بمكر الدبلوماسية الثنائية الفعالة… وبعد عدة أيام من لي الأذرع النشطة تأكدت الولايات المتحدة من تشويه المقصد الأصلي لمشروع القرار حول غزة تماماً”.

وأضافت: إنه”وبدلا من الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية ظهرت صياغة ذات معنى معاكس تماما من خلال الدعوة إلى تهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية، أي في الواقع ترخيص لـ “إسرائيل” لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة”، مؤكدة أن “واشنطن لعبت لعبة عديمة الضمير للغاية من أجل الحفاظ على حرية التصرف الكاملة في غزة لحليفها الرئيسي في الشرق الأوسط”.

وأشارت يفستيغنيفا إلى “أن روسيا تسترشد بالضرورة الأخلاقية غير المشروطة لإنقاذ المدنيين في غزة، ولا يمكنها السماح لمجلس الأمن بالتوقيع على وثيقة مصممة وفقا للأنماط الأمريكية من شأنها أن تبارك استمرار إبادة سكان غزة”.

وجاء كلام يفستيغنيفا تعقيبا على استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد التعديل الذي اقترحته روسيا على القرار الخاص بالشرق الأوسط والذي يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة.

وسبق أن أكد مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبنزيا، أن الولايات المتحدة أدرجت عنصراً خطيراً في مشروع القرار الذي اعتمدته يسمح لـ “إسرائيل” بتطهير قطاع غزة.

وفي سياق متصل، أدان سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة “أمير سعيد إيرواني” في كلمة له دعم أميركا اللامحدود لجرائم الكيان الصهيوني، وقال على الرغم من الطلبات المتكررة من المجتمع الدولي إلى مجلس الأمن للوفاء بالتزاماته ووقف إراقة الدماء في غزة فقد فشل مرة أخرى في ذلك فقط بسبب معارضة أميركا لوقف إطلاق النار.

وأشار إيرواني إلى إساءة استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة ومعارضتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال: “إن عرقلة الولايات المتحدة لتنفيذ واجبات مجلس الأمن وفقا لميثاق الأمم المتحدة تتناقض بشدة مع المطالب العالمية بوقف إراقة الدماء وتتحدى الطبيعة الإنسانية الأصيلة في الحفاظ على حياة الإنسان وتنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان”.

وشدد إيرواني على أن إيران تؤكد أن السبيل العملي الوحيد لمنع ووقف العدوان الإجرامي والإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في غزة هو التوصل إلى وقف مستقر ودائم لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية ومنع التهجير القسري لسكان قطاع غزة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مجلس الأمن قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إحاطة مُخجلة يونامي تغضّ البصر عن أوجاع العراقيين في مجلس الأمن

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، قدّمت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عبر ممثلها محمد الحسن إحاطة خيّبت آمال العراقيين، واعتُبرت مخجلة ومجتزأة للواقع المؤلم الذي يعيشه أبناء هذا البلد، لا سيما الشباب والنساء والأطفال. فقد تجاهلت الإحاطة معظم القضايا الجوهرية التي يعاني منها المجتمع العراقي، في مشهد وصفه الكثير من الناشطين والمراقبين بأنه “تواطؤ بالصمت” مع الجهات الحاكمة في العراق.
من المعيب أن تتجاهل بعثة دولية بهذا الحجم مشكلات حقيقية وواضحة للعيان. فالشعب العراقي، وخاصة فئاته الشابة، يواجهون يوميًا أزمات معيشية حادة تتمثل في البطالة وانعدام فرص العمل، وسط اقتصاد مشلول تهيمن عليه شبكات الفساد والمحسوبية. لا توجد رؤية واضحة من قبل الحكومة لحل هذه الأزمات، بينما تقف الأمم المتحدة المفترض أن تكون صوتًا للضعفاء موقف المتفرج.

أما النساء، فقد غُيّبن عن الإحاطة كليًا، وكأن معاناتهن في مجتمع يتزايد فيه العنف الأسري والتمييز وغياب قوانين الحماية، لا تستحق الذكر. لقد فشلت الإحاطة في الإشارة إلى الأوضاع المأساوية للنساء في المناطق المهمشة، وللفتيات اللواتي يُحرمن من التعليم، وللأمهات اللواتي يتحملن أعباء الحياة في ظل فوضى الخدمات وتراجع الرعاية الصحية.
لم تتطرق الإحاطة أيضًا إلى واحدة من أخطر الأزمات التي تهدد مستقبل البلاد، وهي أزمة التغير المناخي والجفاف وشح المياه، والتي ضربت الجنوب العراقي والفرات الأوسط بقوة، وأجبرت آلاف العائلات على الهجرة الداخلية. كما تم تجاهل ملف التصحر ونفوق الثروة الحيوانية وانحسار المساحات الزراعية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى دعم دولي حقيقي واستجابة عاجلة لاجتياز هذه الكارثة البيئية المتفاقمة.
أما الفساد، فقد تم التلميح إليه بشكل باهت، رغم كونه السبب الجذري لغالبية مشاكل العراق. فالمال العام يُنهب في وضح النهار، والموارد تُهدر، والثروات تُوزع بشكل غير عادل، دون أي محاسبة حقيقية، والعدالة الاجتماعية في حالة غيبوبة شبه تامة.

إن سكوت يونامي عن هذا كله، وتقديمها إحاطة مُجملة ومنمقة، لا تخدم الحقيقة ولا تُسهم في إصلاح الوضع وهذا ما يجعل العراقيين يتساءلون هل باتت بعثة الأمم المتحدة جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل؟

ختاما اليوم أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العراق إلى صوت دولي صادق وموضوعي، ينقل الصورة الواقعية لمعاناة شعبه. أما الإحاطات المجاملة والسطحية، فهي لا تُقنع أحدًا، ولا تُداوي جراح العراقيين، بل تزيدهم يأسًا وانعدام ثقة بالمجتمع الدولي.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأردنية والفلسطينية تدينان العدوان الإسرائيلي على إيران
  • مصر والأردن تدينان العدوان الإسرائيلي السافر على إيران وتدعوان للتهدئة
  • استشهاد عدد من المدنيين الإيرانيين في هجوم الكيان الصهيوني
  • جولة مفاوضات سادسة بين الولايات المتحدة وإيران في عُمان بعد تهديدات متبادلة
  • الأونروا: نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي الأمريكي في غزة يهدد الأرواح
  • السفير الأمريكي لدى الكيان المؤقت يشتكي من معاناته بسبب الصواريخ اليمنية
  • إحاطة مُخجلة يونامي تغضّ البصر عن أوجاع العراقيين في مجلس الأمن
  • «حشد»: العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أقصى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين
  • قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن
  • الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي