تحليل «تسلسل البروتين» يكشف أسرار أضخم قرد عاش على الأرض.. شاهد
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
كشف علماء أحافير في جامعة كوبنهاجن الدنماركية أسراراً جديدة عن القرد الأكبر في العالم على الإطلاق، والذي يعرف باسم "جيجانتوبيثيكاس بلاكي"، وينتمي هذا القرد الضخم إلى فصيلة الأورانجوتان، وكان يبلغ طوله ثلاثة أمتار تقريباً، ووزنه يزيد عن 600 كيلوجرام، أي ضعف وزن الغوريلا.
واستخدم العلماء تقنية جديدة تعتمد على تحليل "تسلسل البروتين" في أسنان القرد لتحديد مواصفاته، ويعتقدون بأنه كان أنثى، وهذه الدراسة المثيرة تساعد على فهم أكبر لتاريخ الحياة على الأرض وعملية التطور التي شهدتها الحيوانات خلال العصور القديمة.
و أجريت الدراسة العلمية على تسلسل بروتيني لحيوان يعتبر الأكبر على الإطلاق، وتم مقارنته مع التسلسل البروتيني الخاص بالقرود المعاصرة، وبعد التحليل تم التأكد من أن هذا الحيوان عاش قبل نحو مليوني عام، وأنه ربما انقرض بسبب التغيرات البيئية والمناخية التي شهدتها المنطقة، ويعد هذا الاكتشاف تطورًا هامًا في فهم الطبيعة وتاريخها، وقد يفتح آفاقًا جديدة للدراسات العلمية المستقبلية.
وتعد دراسة الأحافير من أهم الوسائل التي يستخدمها العلماء لفهم تاريخ الحياة على الأرض وتطورها، وتعتبر حفرية "جيجانتوبيثيكاس بلاكي" التي عثر عليها في الصين من أهم الاكتشافات العلمية في هذا المجال، وبفضل تقنيات حديثة، تمكن العلماء من الحصول على تسلسل البروتين من هذه الحفرية التي يعود تاريخها إلى مليوني عام، وهي خطوة نحو فهم أسلاف الإنسان وتطوره خلال فترات زمنية طويلة.
تتحدث الدراسات الحديثة عن أهمية فهم تأثير التغيرات المناخية على الحيوانات، وخاصة الحيوانات المهددة بالانقراض، وتعد قصة "جيجانتوبيثيكاس بلاكي"، التي عاشت قبل حوالي 2.1 مليون سنة، مثالًا على ذلك، فقد تحولت ظروف المناخ في جنوب الصين، التي كانت تناسب هذا النوع من القردة جيدًا، إلى ظروف أكثر جفافًا، مما أدى إلى تقلص نطاقها الجغرافي وتضاؤل عددها.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يكون لهذه القصة أهمية كبيرة في فهم مرونة الحيوانات المهددة بالانقراض في مواجهة تغير المناخ، فقد تكيف الحيوانات المهددة بالانقراض في الماضي مع التغيرات المناخية، وهذا يعني أنه يمكن لهذه الحيوانات أن تتكيف في المستقبل أيضًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الغوريلا العصور القديمة القرد
إقرأ أيضاً:
بركان عمره 120 مليون سنة يكشف لغز أخطر مناطق الكوكب
نجح الجيولوجيون بقيادة فريق من جامعتي ماريلاند وهاواي في ربط أحد أكبر الثورات البركانية في تاريخ الأرض بمصدره في أعماق المحيط الهادي.
وكشف الفريق أن البقعة الساخنة نفسها الواقعة تحت الماء شكّلت سلسلة من البراكين في مناطق متعددة في جنوبي المحيط الهادي، وعلى رأسها هضبة أونتونغ-جافا الضخمة، شمال شرق بابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادي، والتي تشكلت قبل حوالي 120 مليون سنة، ويغطي حجمها ما يقارب 1% من سطح الأرض، أي أنها أكبر حتى من بعض القارات الصغرى.
وتأتي أهمية هذا الدراسة في أنها تكشف بعض جوانب العالم الغامض في منطقة المحيط الهادي التي تعتبر موطنا لأكثر البراكين غموضا وأخطرها على وجه الأرض في الماضي السحيق.
تتسم جيولوجية المحيط الهادي بسلاسل جبال بحرية طويلة متعددة مغمورة في قاع المحيط والتي شكلتها البراكين الساخنة، ومنها سلسلة جبال هاواي-أمبرور البحرية وسلسلة جبال لويزفيل البحرية.
كما أنها تضم هضبة أونتونغ جافا، وكذلك منطقة الحزام الناري، الواقعة في سواحل المحيط الهادي وجزرها حيث تنشط الزلازل والبراكين، كما تعتبر منطقة الحزام الناري أكبر حزام من البراكين المتفجرة في العالم.
وتقول فال فينلايسون، الباحثة المساعدة في قسم الجيولوجيا بجامعة ميريلاند، والمؤلفة الرئيسية للدراسة في تصريح تضمنه بيان رسمي من جامعة ميرلاند "حتى الآن، كانت لدينا صورة متباينة للغاية عن المحيط الهادي وبراكينه، ولكن لأول مرة، تمكنا من إيجاد صلة واضحة بين الأنظمة البركانية الأحدث في جنوب المحيط الهادي والأقدم في غربه، إنه اكتشاف يمنحنا تاريخا أكثر اكتمالا لكيفية تطور حوض المحيط الهادي على مدى ملايين السنين ليصبح ما هو عليه اليوم".
تساءل العلماء عما إذا كانت نقطة لويزفيل البركانية الساخنة في جنوب المحيط الهادي، وهي منطقة ترتفع فيها مواد ساخنة ومتميزة كيميائيا من أعماق الأرض إلى السطح لتكوين البراكين، قد شكلت كلا من سلسلة الجبال تحت الماء التي تحمل اسمها وهضبة أونتونغ-جافا.
إعلانوقد حاولت النظريات والنماذج السابقة حول كيفية تحرك قاع المحيط الهادي تفسير العلاقة بين جبال لويزفيل وهضبة أونتونغ-جافا، لكنها فشلت في تقديم إجابة قاطعة.
وقالت فينلايسون: "لقد اختفى الكثير من الأدلة المادية على وجود صلة بين لويزفيل وأونتونغ-جافا لأن جزءا من مسار نقطة لويزفيل الساخنة قد اندس، أو اندفع، تحت الصفائح التكتونية في منطقة المحيط الهادي، وبالتالي اضطررنا إلى أخذ عينات من براكين مغمورة بعمق من مسار نقطة ساخنة مختلفة وطويلة الأمد للعثور على أدلة من عشرات الملايين من السنين تشير إلى أن نماذجنا لصفيحة المحيط الهادي بحاجة إلى مراجعة".
حققت فينلايسون وفريقها أول إنجاز لهم عندما اكتشفوا سلسلة من الجبال تحت الماء بالقرب من ساموا، والتي كانت أقدم بكثير مما كان متوقعا بالنسبة للبراكين في المنطقة.
ومن خلال تحليل عمر وتركيب عينات الصخور القديمة المأخوذة من المنطقة، خلص الباحثون إلى أن هذه الجبال كانت جزءا من جزء أقدم بكثير من مسار لويزفيل البركاني، والذي قارنته فينلايسون بآثار مسار البركان، فمع تحرك قشرة الأرض (الصفائح التكتونية) فوق النقاط الساخنة، فإنها تُشكل هذه المسارات البركانية.
وأوضحت فينلايسون: "يمكننا تتبع هذه "الآثار" عبر الزمان والمكان. وتزداد هذه الآثار قدما كلما ابتعدنا عن نقطة ساخنة نشطة، على غرار كيفية تلاشي آثار أقدامنا في الرمال أثناء المشي. ولكن لا يزال بإمكانك معرفة أن هذه الآثار تنتمي إلى المصدر نفسه.
وبفضل هذه الأدلة الجديدة، تمكن الباحثون من مراجعة النماذج الحالية لحركة صفائح المحيط الهادي واكتساب فهم أفضل لكيفية تحرك قاع البحر على مدى ملايين السنين.
حل الألغاز الأخرىيخطط فريق فينلايسون الآن لتطبيق نماذجهم المُحسّنة لفهم السمات البركانية القديمة الأخرى المنتشرة في قاع المحيط وفوق سطحه بشكل أفضل. ونظرا لأن العديد من دول جزر المحيط الهادي تقع حاليا فوق منصات بركانية وسلاسل بركانية تحت الماء، تأمل فينلايسون أن يُعزز عملها فهم أسس تلك الدول. كما تعتقد أن اكتشاف فريقها سيساعد العلماء على تطوير فهم أفضل للنشاط البركاني والتطور الجيولوجي، ليس فقط في منطقة المحيط الهادي، بل في جميع أنحاء العالم.
إعلانوقالت فينلايسون: "لقد حللنا لغزا واحدا، ولكن لا يزال هناك عدد لا يُحصى من الألغاز التي تنتظر الحل. يُقدم لنا هذا الاكتشاف تاريخا أكثر دقة للمحيط الهادي ونشاطه البركاني، ويساعدنا على فهم المزيد عن ديناميكيات وأنماط النشاط البركاني الذي يحدث هناك". وأضافت: "كل ما نتعلمه عن ماضي الأرض المضطرب يُساعدنا على فهم الكوكب الديناميكي الذي نعيش عليه اليوم بشكل أفضل".