الخليج الجديد:
2025-06-04@13:55:50 GMT

إسرائيل تصعّد وأمريكا تجاريها

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

إسرائيل تصعّد وأمريكا تجاريها

إسرائيل تصعّد وأمريكا تجاريها

الأشهر القادمة توفّر فرصة ذهبية للكيان الصهيوني لتصعيد الحرب وتوسّع رقعتها إقليمياً، مستقوية بانتشار قوات بحرية وجوّية أمريكية كبيرة في المنطقة.

الإدارة الأمريكية، رغم إعلاناتها الخبيثة بأنها تدعو إسرائيل كي تُبدي بعض الرأفة بالمدنيين الفلسطينيين، لم تبدِ أي استعداد لممارسة ضغط فعلي على حليفتها.

بينما يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه يسعى لعدم توسّع الحرب إقليمياً، إلا أنه بدأ جولته الأخيرة بُعيد اغتيال القوات الأمريكية لقائد بـ«الحشد الشعبي» بالعراق بعد يومين من اغتيال العاروري، بما يتنافى تماماً مع زعم الوزير.

* * *

يواصل الكيان الصهيونية السير بمسعاه الرامي لتوسيع رقعة الحرب. فكما كان متوقعاً، بعد دخولة معظم أراضي قطاع غزة وتدمير ثمانين في المئة من مباني شطره الشمالي، وما يزيد عن أربعين في المئة من مباني خان يونس وحوالي ربع مباني منطقتي دير البلح في الوسط ورفح في الجنوب، وفق أحدث التقديرات.

مع ما رافق ذلك التدمير الجنوني من إبادة جماعية، أودت بحياة ما يزيد عن 1.5 المئة من سكان القطاع وهي نسبة مروّعة، ومن تهجير للغالبية الساحقة من السكان، بما يرى فيه أقصى اليمين الصهيوني المشارك في الحكومة مقدمة لتطهير عرقي يقوم على منع السكان من العودة إلى المناطق التي كانوا يقطنون بها استكمالاً لما دخل التاريخ بتسمية «النكبة الثانية» مهما كان مصير المهجرين اللاحق، بعد كل هذه الفظاعات إذاً، انتقل الحكم الصهيوني إلى تسعير نار جبهته الشمالية.

وقد أشرنا إلى هذا الانتقال في مقال الأسبوع الماضي الذي كُتِب صبيحة اليوم الذي شهد في مسائه اغتيال صالح العاروري ومن رافقه في ضاحية بيروت. وقد تلى ذلك اغتيالان آخران يوم الإثنين الماضي، طالا أحد قادة «حزب الله» الميدانيين في لبنان الجنوبي وأحد قادة «حماس» الميدانيين في سوريا، في سياق عام من التصعيد في تبادل القصف بين الدولة الصهيونية والمقاومة في جنوب لبنان.

وفي هذه الأثناء، أضاف وزير «الدفاع» الصهيوني، يوآف غالانت، تهديداً جديداً إلى سلسلة تهديداته الموجهة إلى «حزب الله» فصرّح في مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الإثنين أنه لن يتردد في إجراء «نسخ ولصق» بين غزة ولبنان، مستعيراً لغة الكمبيوتر للتدليل على نيته إلحاق دمار بلبنان مماثل لما لحق بغزة.

ويترافق هذان التصعيد والتهديد بمطالبة الحكم الصهيوني «حزب الله» بسحب قواته العسكرية إلى شمالي نهر الليطاني، وهو يدرك تماماً أن الحزب سيأبى الإذعان إلى هذا المطلب المُهين.

وقد أعلن الحزب أنه لن يجدد العمل بالتسوية التي تلت العدوان الصهيوني على لبنان في عام 2006 سوى بعد أن تتوقف الحرب في غزة، والحال أن الحكم الصهيوني يعلن بشتى أصواته أن هذه الحرب سوف تدوم طيلة السنة الجديدة.

هكذا فإن احتمال انتقال إسرائيل إلى قصف مركّز للبنان، وبالأخص مناطق انتشار «حزب الله» فيه، بات مرتفعاً للغاية. طبعاً، يعلم الحكم الصهيوني أن لدى «حزب الله» إمكانيات عسكرية تفوق بكثير ما كان لدى المقاومة في غزة.

لكنّه يبدي استعداداً لخوض غمار حرب جديدة طاحنة ضد لبنان، بحجة أنه لا يستطيع أن يقبل باستمرار تسليط الحزب لوسائط قصفه عليه. وقد أضاف غالانت في مقابلته سابقة الذكر أن الإسرائيليين «مستعدون للتضحية».

وثمة ملاحظتان مهمتان في صدد التصعيد الراهن. الملاحظة الأولى أن الدولة الصهيونية ليس بمقدورها أن تخوض حرباً شاملة على جبهتها الشمالية بلا مواصلة أمريكا لمشاركتها الكاملة فيها، مثلما شاركت ولا تزال في العدوان على غزة.

ذلك أنه لولا الجسر الجوّي الأمريكي الذي زوّدها بآلاف الأطنان من السلاح والعتاد بواسطة ما يناهز 250 شحنة بطائرات النقل و20 شحنة بالسفن، فضلاً عن إتاحة واشنطن لإسرائيل استخدام السلاح والعتاد الأمريكيين المستودعين لديها.

ناهيك من التمويل الأمريكي القائم والموعود، لولا كل ذلك ما كانت إسرائيل لتستطيع مواصلة قصف بمثل كثافة قصفها لغزة طيلة ثلاثة شهور. فما بالك من قيامها بحملة قصف مماثلة على لبنان وهي خارجة تواً من تدميرها المكثّف لغزة!

بيد أن الإدارة الأمريكية، بالرغم من إعلاناتها الخبيثة بأنها تصرّ على إسرائيل كي تُبدي بعض الرأفة بالمدنيين الفلسطينيين، لم تبدِ أي استعداد لممارسة ضغط فعلي على حليفتها حيث يكفيها أن تهددها بالتوقف عن دعمها وإمدادها بمستلزمات الحرب كي تُجبرها على الانصياع.

ولم تواصل الإدارة دعمها لإسرائيل بلا هوادة وحسب، بل تخطت الكونغرس مرّتين حتى الآن لتمرير تمويل عاجل لشراء العتاد لحليفتها بما أثار احتجاج بعض نواب حزبها بالذات.

والحقيقة أن الإدارة عوضاً عن الحؤول دون جولة حرب جديدة ضد لبنان، إنما تستكمل الضغط الإسرائيلي بنقل شروطه إلى لبنان بواسطة مبعوثها آموس هوكستاين، حامل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية والمجنّد السابق في أحد ألوية الجيش الصهيوني المدرّعة.

وقد وصفته إحدى المعلقات في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قبل سنة ونيف، عندما كان وسيطاً في التفاوض في شأن الغاز البحري، بأنه «سمسارٌ غير نزيه»!

أما الملاحظة الثانية، فهي أن التفسير الذي نجده في شتى وسائل الإعلام، بأن استمرار الحرب طوال السنة الجديدة خطة ينتهجها نتنياهو من أجل البقاء في كرسي رئيس الوزراء، إنما يقصد تحميل الرجل وحده النوايا الحربية التي يشاطره إياها سائر الطاقم الإسرائيلي الحاكم.

والحال أن غالانت، وهو منافس نتنياهو ومن المرجّح أن يليه على رأس حزب الليكود، لاسيما بعد أن زادت شعبيته لدى الإسرائيليين المتحمّسين للحرب بنتيجة دوره كوزير دفاع وتصريحاته المتميزة بهمجيتها، يشاطر تأكيد نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة طوال السنة الجديدة.

كما يشاطرهما الرجل الثالث في الثلاثي المشرف على الحرب، بيني غانتس، وهو معارض لحزب الليكود. بل يشاطرها زعيم المعارضة الآخر يائير لبيد، الذي رفض الانضمام إلى حكومة الطوارئ التي جرى تشكيلها إثر «طوفان الأقصى».

ويعلم هؤلاء جميعاً أن دولتهم باتت هذا العام في موقع ممتاز للحصول على ما تبغيه من واشنطن، إذ إن معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة قد بدأت من الآن، وهم واثقون من أن الرئيس الحالي بايدن لن يتجرأ على الضغط على إسرائيل خشية مزايدة سلفه ومنافسه ترامب عليه.

فالأشهر القادمة توفّر فرصة ذهبية أمام الدولة الصهيونية كي تصعّد الحرب وتوسّع رقعتها إقليمياً، مستقوية بانتشار قوات بحرية وجوّية أمريكية كبيرة في المنطقة. هذا وبينما يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه يسعى وراء الحؤول دون توسّع الحرب إقليمياً، الواقع هو أنه بدأ جولته الأخيرة بُعيد اغتيال القوات الأمريكية لأحد مسؤولي «الحشد الشعبي» في العراق بعد يومين من اغتيال إسرائيل لصالح العاروري، بما يتنافى تماماً مع زعم الوزير.

*د. جلبير الأشقر كاتب وأكاديمي من لبنان

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا فلسطين غزة لبنان تصعيد الكيان الصهيوني إبادة جماعية الإدارة الأمريكية آموس هوكشتاين بيني غانتس العاروري يائير لبيد حزب الله ما کان

إقرأ أيضاً:

ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع

"نريد تدمير ما تبقّى من القطاع.. حتى لا يبقى حجر على حجر.. سكان غزة سينتقلون إلى جنوب القطاع، ومن هناك إلى دولة ثالثة"، بهذه الكلمات يختصر وزير المالية الإسرائيلي أهداف الحرب بعد 19 شهرًا من الوحشية، والتجويع والقتل والتدمير الممنهج.

بعده بأيّام، في 21 مايو/ أيار، خرج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في إطلالة إعلامية مباشِرة، ليحدّد أهداف الحرب على غزة؛ بتسليم الأسرى، ونزع سلاح حماس، وخروج حماس من القطاع، ومن ثم تطبيق خطة ترامب التي تعني تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع.

هذا يعني وبوضوح وعلى لسان أرفع مسؤول في الحكومة؛ أن إسرائيل المحتلة لا تريد الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وما المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة، إلا شكل من أشكال إدارة الحرب، فبنيامين نتنياهو أكّد أنه لو تم تسليم الأسرى كإحدى نتائج المفاوضات مع حماس، فإن الحرب ستُستأنف بعد انتهاء الهدنة المؤقتة، حتى تحقيق أهداف الحرب المشار إليها.

موقف نتنياهو يعني استدامة الحرب، بأفق زمني يقترب من عقد الانتخابات الإسرائيلية في منتصف العام 2026.

وحتى يوفّر نتنياهو لنفسه غطاءً ودعمًا أميركيًا مستمرًا لهذه الحرب، فإنه أعلن استجابته لطلب أصدقاء إسرائيل في الكونغرس الأميركي، بإدخال مساعدات لتجنّب حدوث مجاعة في غزة، كما زعم، حتى يوفّروا له غطاء لكافة متطلبات الحرب السياسية والمادية لحسم المعركة في غزة.

إعلان

في هذا السياق، قام الاحتلال الإسرائيلي بإدخال 92 شاحنة، من أصل 45 ألف شاحنة يحتاجها قطاع غزة بشكل عاجل وتدفق مستمر لتجاوز المجاعة الناتجة عن الإغلاق التام والحصار المطبق لأكثر من 80 يومًا، ما دفع مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس لوصف ذلك بأنه؛ قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية.

العبرة بالأفعال

واشنطن وإن بدت راغبة بوقف الحرب في قطاع غزة وصناعة السلام في المنطقة العربية، كما جاء على لسان الرئيس ترامب، إلا أن سلوكها لا يشي بذلك، بل يخلق شكوكًا حول مصداقية موقفها الداعي لوقف الحرب، التي تحوّلت إلى إبادة جماعية للفلسطينيين، فإسرائيل ما زالت تقتل بلا حدود، وتجوّع الفلسطينيين بلا حدود، وواشنطن- واقعيًا وعمليًا- تدعمها بلا حدود.

واشنطن إن كانت معنية بوقف الحرب، فهي تستطيع، بقرار سياسي حقيقي وليس إدارة إعلامية، فالرئيس الأميركي آيزنهاور وباتصال مباشر مع بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، استطاع أن يوقف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ما أدّى لخروج بريطانيا، وفرنسا من قناة السويس، وانسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة.

الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية- ولا سيّما بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والنرويج، وهولندا، وكندا وغيرها- دعوا رسميًا وعلى لسان أرفع المسؤولين بوقف الحرب وإدخال المساعدات فورًا وبلا قيود، وهدّدوا بمعاقبة إسرائيل على سلوكها، إن لم تستجب لدعواتهم.

هذا الموقف وإن جاء متأخرًا جدًا، شكّل نقلة نوعية في الخطاب، ولكنه في ذات الوقت أمام اختبار حقيقي، فالعبرة بالأفعال وليست بالأقوال.

يُشهَد للعديد من الشعوب الأوروبية وشرائح أميركية موقفهم التاريخي الرافض لحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة، بعد أن انكشف الاحتلال الإسرائيلي على حقيقته المتوحّشة، ما كان سببًا مهمًا لتغيير مواقف حكوماتهم المُحْرجة سياسيًا وأخلاقيًا أمام شعوبها التي يمكن أن تعاقبها عبر صناديق الاقتراع في أقرب الآجال.

إعلان

يبقى الحكم على مواقف الدول الغربية، التي لطالما ادّعت وزعمت حمايتها للقانون الدولي والإنساني، مرهونًا بخطواتها وإجراءاتها العملية ضد إسرائيل على شكل عقوبات تحول دون استمرار عدوانها على غزة، فالاتحاد الأوروبي أخذ ضد روسيا نحو 17 حُزمة من العقوبات المتراكمة للحيلولة دون استمرار حربها على أوكرانيا، وهذا يعدّ حجة على الاتحاد الأوروبي ومصداقيته، وهو المنظومة الأكثر شراكة تجاريًا وعسكريًا وثقافيًا مع إسرائيل المحتلة.

حماس ليست الهدف الأساس

إن كان الحديث عن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أساسيًا بحكم موقعهما الأكثر تأثيرًا على المنظومة الدولية وعلى إسرائيل بوجه خاص، فهذا الأمر لا يُعفي جامعة الدول العربية والدول العربية من مسؤوليتها الأخلاقية والقومية والسياسية، وهي الأكثر قربًا وتأثّرًا بتداعيات الأحداث الدامية في قطاع غزة، وهي الأكثر تأثيرًا على إسرائيل إذا أرادت استخدام أوراق قوّتها لوقف الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

الدول العربية باستطاعتها وقف التطبيع مع إسرائيل المحتلة، ووقف كافة الشراكات الاقتصادية والأمنية معها، وتفعيل المقاطعة الشاملة ضد الاحتلال، حتى وقف هذه المقتلة بحق الفلسطينيين والإنسانية، فالصمت يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الحماقة والجنون الذي سيطال الجميع فلسطينيين وعربًا.

من نافلة القول، أن معركة إسرائيل ليست مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل أساس، وإنما مع الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، ومع الأطفال والنساء والشباب الفلسطيني؛ فالاحتلال يعتقد أن الديمغرافيا الفلسطينية، والعنفوان الفلسطيني، والكفاءات العلمية الفلسطينية هي تحدٍ تاريخي له، فهم أصحاب الأرض الأصليون ويرفضون التخلّي عنها، وهذا ما كان طوال 77 سنة من الاحتلال القائم على القتل والتهجير.

إعلان

معركة إسرائيل مع الجميع وتستهدف فيها الجميع. فحركة حماس هي حلقة من حلقات النضال، وإن ذابت وفنت فلن يفنى النضال ولن تتراجع الثورة الفلسطينية عن التحرير والعودة لشعب قارب تعداده الـ 15 مليون نسمة، نصفهم داخل فلسطين، والنصف الآخر مهجّر يعيش أغلبه في دول الطوق العربي.

الناظر يرى مستوى وحشية الاحتلال، وكراهيته وانتقامه من المدنيين الفلسطينيين في غزة، فغالبية الشهداء من المدنيين، وثلث الشهداء البالغ عددهم نحو 54 ألفًا إلى اللحظة من الأطفال.

الاحتلال ومنذ الأشهر الأولى من هذه المعركة، سعى لتدمير الجامعات والمدارس؛ لأنها منبع التربية والمعرفة، كما سعى لقتل الأطباء والمهندسين والمعلمين والأكاديميين والصحفيين وموظفي القطاع العام ونشطاء المجتمع المدني؛ لأنه يرى فيهم عدوًا عنيدًا صلبًا في مواجهته كاحتلال فاشيّ متوحّش.

الاحتلال كان وما زال يرى في الفلسطيني عدوًا يجب التخلّص منه؛ فمن دمّر أكثر من 500 بلدة وقرية وهجّر ثلثي الشعب الفلسطيني في العام 1948، ما زال يعمل بنفس العقلية وعلى ذات النهج والسياسة.

إذا كان بعض العرب يرى في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية طرفًا غير مرغوب فيه لخلفيتها الإسلامية، فهذا ليس مبرّرًا للصمت على قتل الأطفال، وتدمير معالم الحياة في قطاع غزة.

علاوة على ذلك فإن تهجير الفلسطينيين، سيُعيد ثِقل النضال الوطني من الداخل إلى الخارج، وهذا ليس في صالح الفلسطينيين والعرب على حد سواء، وفقًا لتجربة الثورة الفلسطينية؛ فإسرائيل تسعى لنقل أزمتها كاحتلال إلى الدول العربية، لتصبح المشكلة بين الفلسطينيين الساعين للتحرير والعودة، وبين الدول العربية التي ستكون في موقع الدفاع عن إسرائيل بحكم اتفاقيات التطبيع.

حركة حماس أحسنت لفلسطين وللدول العربية عندما نقلت النضال من الخارج إلى الداخل، ولم تتدخل في شؤون الدول العربية بذريعة مقاومة الاحتلال، وهذا يتطلب أقلّه دعمًا للفلسطينيين إن لم يكن وقوفًا مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال، الذي يشكّل خطرًا إستراتيجيًا على الأمة العربية كلها والإنسانية بأكملها، والذي بات اليوم واضحًا أكثر من أي وقت مضى.

إعلان

الواقع الكارثي الذي يعيشه الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى شاكلته في الضفة الغربية والقدس، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يضع العرب والإنسانية أمام امتحان تاريخي؛ فالعالم إما أن يستمر في صمته المخجل ويخسر إنسانيته، وإما أن يتحرك لإنقاذ البشرية والتي أضحى أحد أهم عناوينها غزة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي نقلًا عن مسؤول أمني: إسرائيل لن تضرب إيران ما دام المفاوضات الأمريكية الإيرانية مستمرة
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يهاجم أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.. تقاريرهم متهورة
  • إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
  • حماس تثمن اعترافات المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية عن جرائم الاحتلال
  • هل بإمكان إسرائيل الاستغناء عن المساعدات الأمريكية لتجنب تبعاتها؟
  • مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة
  • ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
  • هذا ما تخطط له إسرائيل بديلاً عن الحرب
  • السلطات الأمريكية تكشف عن جنسية منفذ الهجوم على مسيرة دعم إسرائيل