العدوان الأنجلو سكسوني.. والرد اليمني..!
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
شنت أمريكا وبريطانيا عدواناً همجياً على اليمن ردا على مواقف صنعاء من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين، العدوان الأنجلو سكسوني ليس غريبا على اليمن وليس جديدا، ولكن الجديد فيه أن دول العدوان تثبت عمليا أنها شريكة للكيان الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني وأن هذه الدول التي امتهنت الكذب في تعاطيها مع القضايا العربية والإسلامية وحتى القضايا الدولية قد كشفت بعدوانها الإجرامي على اليمن حقيقة انخراطها الكلي في العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني وأنها شريكة في حرب الإبادة الجماعية التي تشن ضد أشقائنا في فلسطين منذ أكتوبر من العام الماضي، ناهيكم أن هذا العدوان الذي يأتي في سياق معركة أمريكا للدفاع عن الكيان الصهيوني ومصالحه، يأتي بعد سنوات من عدوان أمريكا على اليمن بذريعة الدفاع عن (الشرعية) المزعومة، وهي بالواقع كانت حربا وعدوانا أمريكيا دفاعا عن مرتزقتها وعملائها من الخونة الذين كانت تتكل عليهم في حراسة مصالحها ومنها مصالح الكيان الصهيوني.
دأبت واشنطن ولندن على حصر العدوان في نطاق فلسطين وقطاع غزة، رافضة فكرة توسيع الصراع بما يكفل للصهاينة تحقيق تفوق وانتصار على المقاومة التي قدمت خلال أشهر العدوان مقاومة أسطورية لم يكن أحد يتوقعها، و أوجدت حالة توازن مع العدو من العدم، مع أن هذا التوازن لم يكن متوقعا ولم يكن بخلد أي كان وخاصة في المؤسسة العسكرية الصهيونية ولدى حلفاء الصهاينة في واشنطن ولندن اللذتن لم تكونا تتوقعان هذا الصمود الأسطوري للمقاومة، و رغم هرولة الثنائي العدائي لفلسطين والأمة إلى كيان العدو وفتح الجسور الجوية والبحرية الناقلة للأسلحة للكيان ومشاركة قوات عسكرية أمريكية إلى جانب قوات العدو مع خبراء ومستشارين وأجهزة تجسس وأقمار صناعية ترصد تحركات النمل في كل جزء من جغرافية قطاع غزة، الذي فرض عليه الحصار المطبق من كل الاتجاهات ومنع عن سكانه الغذاء والدواء والمياه والوقود وحرمان مواطنيه من كل مقومات الحياة، وضرب المستشفيات والمراكز الصحية وتدميرها على رؤوس من فيها من أطباء ومرضى في حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان، و بعد أن وجه العدو وأيدته أمريكا وبريطانيا تهديداته لكل دول المنطقة والعالم، محذرة من تقديم أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية وفعلا التزمت كل دول المنطقة والعالم بتعليمات العدو الصهيوني وأمريكا، فجاء الموقف اليمني خارجا عن رغبة واشنطن واتخذت صنعاء قرارها غير المتوقع ومثّل صفعة لواشنطن التي حرصت على إعطاء العدو الفرصة الكاملة لاستعراض مهاراته الإجرامية في إبادة الشعب الفلسطيني، وإن لم يمت بقنابل أمريكا وصواريخها الذكية عليه أن يموت جوعا وعطشا بسبب الحصار، واعتبر قادة الصهاينة الشعب الفلسطيني بأنهم مجموعة من (الحيوانات البشرية) ولم تعترض أمريكا بل اعتبرت أن ما يجري من حرب إبادة يندرج في حق الكيان بالدفاع عن النفس!!
ووفق المنطق الأمريكي فإن حق الدفاع عن النفس هو من حق العدو المحتل وليس من حق الشعب الذي يقاوم الاحتلال، حتى أن جورج واشنطن الذي قاوم الاستعمار البريطاني يعد وفق منطق بلاده إنه كان مجرد إرهابي مارق، يفترض على إدارة بايدن إسقاط صورته من على ورقة العملة الأمريكية..؟!
اليمن كانت صريحة وواضحة وأعلنت استهدافها للسفن الصهيونية والسفن المتعاونة معها وطبقت موقفها ميدانيا وهذا أثار جنون الصهيوني بايدن الذي لم يتوقع أن يكون هناك عربيا لا يزال متمسكا بقيمه العروبية وأخلاقيات المسلم، لهذا انبرى كالمسعور في الدفاع عن الصهاينة ومصالحهم وإن أدى الأمر به لأن يضحي بمصالح أمريكا ذاتها وهرول الهندي سوناك من لندن خلفه ليثبت أن عرقه الهندي لن يمنعه من إثبات صهيونيته وانتمائه لرابطة الأنجلوسكسونية..؟
العدوان قطعا لن يثني اليمن عن موقفه المبدئي ولن يضعف من عزيمته بل منحه العدوان شرعية الدفاع عن مصالحه وأمنه القومي وهو المعني بالدفاع عن هذا الأمن طالما أن أمريكا تقول أن عدوانها على اليمن يأتي في سياق الدفاع عن أمنها القومي، ومنطق أمريكا عن أمنها القومي لا يختلف عن منطقها بحق الكيان بالدفاع عن النفس، إذ لا يحق للمحتل أن يدافع عن نفسه في وجه أصحاب الحق والأرض، كما لا يحق لأمريكا أن تدافع عن أمنها القومي في البحر الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن وعند شواطئ اليمن.
عدوان أمريكا ينافي لكل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية والأخلاقية، بل مناف حتى للقانون الأمريكي ذاته.
اليمن سوف تمضي في مواقفها وقد منحها العدوان الأنجلوسكسوني شرعية كاملة لموقفها القانوني والأخلاقي والإنساني والحضاري، فهي اليوم تخوض معركة الدفاع عن النفس وعن أمنها الوطني والقومي وعن فلسطين وشعبها، ومن حقها وفق كل هذا أن تغلق مضيق باب المندب وتستهدف كل الملاحة الدولية حتى يحترم هذا العالم حقوق الآخرين بالحياة والحرية والسيادة في أوطانهم. عدوان أمريكا لا شك هو محاولة استباقية لما قد تقوم به المحكمة الدولية وهو في ذات السياق محاولة لإخراج الكيان الصهيوني من هزيمته على قاعدة “إذا أردت أن تحل أزمة عليك بتوسيعها”، وأمريكا التي لا تريد توسيع دائرة الصراع، اتخذت من اليمن هدفا على أمل ترويع وردع اليمن وهي رسالة أيضا لمحور المقاومة، وتتوهم واشنطن أن اليمن هي الحلقة الأضعف في المحور وتجاهلت أن اليمن لم تعد تلك التي خبرتها وعملت على تطويعها لعقود، وأن يمن اليوم غير يمن مارس 2015م، وأنها بعدوانها الإجرامي منحت اليمن الفرصة التي كانت تنتظرها المتمثلة في الثأر من واشنطن على خلفية جرائمها بحق الشعب اليمني على مدى عقد من الزمن.. ناهيك أن هذا العدوان لم ولن يؤثر في مواقف اليمن بل زادها صلابة وقوة ومنحها الشرعية الكاملة للرد على العدوان بطريقتها وبالوقت الذي تختاره وتحدده صنعاء التي لن ترعبها تهديدات واشنطن ولندن، بل إن واشنطن ولندن فضحتا نفسيهما بهذا العدوان الذي قامتا به دفاعا عن جرائم الكيان الصهيوني ولتثبتا للعالم بأسره أنهما شركتان في حرب الإبادة التي تشن ضد شعبنا العربي في فلسطين المحتلة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رداً على قصف مطار صنعاء .. السيد القائد يحذر العدو الصهيوني : التصعيد سيقابل بتصعيد ورد مؤلم
يمانيون / خاص
شنّت طائرات العدو الصهيوني اليوم الأربعاء أربع غارات جوية استهدفت مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى تدمير آخر طائرة مدنية كانت في الخدمة،
الهجوم يأتي بعد أيام من استئناف الرحلات المدنية من المطار، ما يكشف عن نوايا صهيونية واضحة لتقويض أي جهود إنسانية وتكثيف الحصار الخانق المفروض على الشعب اليمني.
وفي مستهل محاضرة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قبل قليل ، أكد السيد القائد أن:
“هذا العدوان الغادر لن يزيد شعبنا اليمني إلا قوة وثباتًا في موقفه، وتصعيدًا في مواجهة العدو، ومضيًا نحو معادلات ردع جديدة تضمن كسر الحصار واستعادة السيادة”.
تصريحات السيد القائد عبّرت عن رؤية استراتيجية تعزز من صمود الشعب اليمني وتفتح الباب أمام تصعيد مدروس في الرد العسكري.
صلابة الموقف اليمني
أكدت القيادة اليمنية أن هذا الاعتداء لن يكون مؤثرًا في مسار المواجهة، بل سيزيد من عزم القوات المسلحة اليمنية على الرد بالمثل واستهداف مطارات وموانئ العدو، وتوسيع نطاق الحصار الجوي والبحري المفروض على الكيان.
الردود المحلية والدولية
وزارة الصحة: أدانت الهجوم، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
المنظمات الحقوقية الدولية: حتى الآن، لم تصدر مواقف حازمة، ما يعكس حالة من التواطؤ أو الصمت الدولي المريب.
العدوان الصهيوني يعكس مستوىً جديدًا من التصعيد، لكنه في المقابل يُقابل بردع يمني يتنامى مع مرور الوقت.
تصريحات السيد القائد، وصلابة القوات المسلحة، ودعم الشعب اليمني كلها مؤشرات على دخول المواجهة مرحلة أكثر جرأة، لن تتردد فيها القوات المسلحة اليمنية في استهداف العمق الصهيوني .
الهجوم الصهيوني على مطار صنعاء ليس إلا فصلًا جديدًا في مسلسل العدوان، لكن الرد عليه سيكون أكثر إيلامًا وتأثيرًا.
شعب اليمن، بقيادته الحكيمة، ماضٍ في موقفه المبدئي الإيماني وفي معركته المقدسة بإسناد غزة ولن تثنيه غارات العدو عن التراجع في هذ الموقف بل على العكس، فإن هذا الاستهداف الجبان يؤكد عمق الترابط بين جبهات الأمة، ويعزز من التزام اليمن – شعبًا وقيادة – بمسؤوليته التاريخية في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة.
الشعب اليمني، الذي قدّم التضحيات في مواجهة العدوان والحصار، يؤكد من جديد أن موقفه إلى جانب غزة ثابتٌ لا يتزحزح، ولن يتراجع عنه حتى يتم إيقاف العدوان الإسرائيلي الغاشم ورفع الحصار الكامل عن قطاع غزة.
هذه المرحلة هي مرحلة المواجهة الشاملة مع المشروع الصهيوني، واليمن حاضرٌ فيها بكل وضوح، بإرادته، وسلاحه، وموقفه السياسي والأخلاقي.