أكد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة أن قطاع الأسمنت يعد أحد اهم القطاعات الصناعية الرئيسية في الاقتصاد القومي والذي يسهم في توفير الاحتياجات الأساسية لمشروعات البنية التحتية والمشروعات العمرانية، مشيراً إلى أن مصر تعد منتجاً هاماً للأسمنت في المنطقة، وأكبر منتج في قارة إفريقيا وضمن أكبر 10 دول منتجة للأسمنت فى العالم بحجم انتاج يبلغ نحو 92 مليون طن سنوياً.

جاء ذلك في سياق كلمة الوزير التي ألقاها خلال فعاليات افتتاح المؤتمر والمعرض العربي الدولي السادس والعشرين لصناعة الأسمنت الذي نظمه الاتحاد العربي للأسمنت ومواد البناء بالتنسيق مع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ومجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب

وقد شارك في فعاليات افتتاح المؤتمر الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس الاتحاد العربى للأسمنت ومواد البناء، والسفيرة شهيرة حسن ممثل جامعة الدولة العربية و أحمد شيرين كريم ممثل مصر في الاتحاد العربى للأسمنت ومواد البناء، إلى جانب عدد من رؤساء الشركات والهيئات والخبراء والمسوقين العالميين والمقاولين والشركات التكنولوجية.

وقال الوزير ان هذا المؤتمر يحظى بأهمية كبيرة خاصة في ضوء حرص الحكومة المصرية على التوافق مع أهداف التنمية المستدامة في كافة القطاعات الإنتاجية، لا سيما الصناعية في مواجهة التغير المناخي وتخفيض حدة الانبعاث وفقاً لخارطة الطريق العالمية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالأخص ثاني أكسيد الكربون، لافتاً إلى أن المؤتمر يوفر فرصة لتبادل الآراء والوقوف على مستجدات صناعة الأسمنت على الصعيدين العربي والدولي.

ولفت سمير إلى أن المؤتمر يتزامن مع اضطرابات أوضاع الاقتصاد العالمي وكذا أحداث وظروف استثنائية يعكسها المشهد الاقتصادي الإقليمي الذي تتشابك تحدياته مع التداعيات السلبية للازمات المتلاحقة على مستويات النمو والإنتاج، مشيرا الى ضرورة تحقيق التكامل الصناعي العربي وتعزيز الشراكة الإقليمية بين الدول العربية وتفعيل دور القطاع الخاص باعتباره شريكاً رئيسياً في تنفيذ خطط التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة العربية.

واضاف الوزير أن هذه الأزمات أبرزت دور القطاع الصناعي في التعافي الاقتصادي باعتباره العمود الفقري الذي يُمكن أن تُعول الدولة عليه لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية في المنطقة، نظراً لمساهمته بنحو 17% من الناتج المحلي الإجمالي، واستيعابه نحو 15% من العمالة المنتظمة، فضلاً عن مساهمته بنسبة تتراوح بين 80% إلى 85% من إجمالي الصادرات السلعية غير البترولية.

وأشار سمير إلى أن التحديات العالمية ونقاط الضعف التي تعتري قطاع الصناعة العالمي كارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، أو مشكلات سلاسل التوريد وضعت تحدياتٍ أمام قطاع صناعة الأسمنت، لافتاً الى ان هذه التحديات أتاحت فرصاً أمام الصناعة المصرية بالتزامن مع تحقيق الدولة المصرية إنجازات ملموسة في عديدٍ من المجالات، انطلاقًا من تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعطى الاقتصاد المصري أرضاً صلبة مكنته من التصدي للأزمات العالمية، فضلاً عن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة، كالبنية التحتية، والطاقة، والكهرباء.

ونوه الوزير ان تطوير قطاع الأسمنت في مصر لا غنى عنه للوصول إلى الأهداف التنموية والاجتماعية مثل مدن الجيل الرابع التي تهدف إلى تقديم نموذج مستقبلي متكامل للسكن والعمل، وكذا أهداف تطوير المناطق الأكثر احتياجا من خلال مشروعات مثل حياة كريمة، علاوة على المشروعات التنموية في قطاع اللوجستيات والنقل والطرق والكباري والتشييد وإحلال العشوائيات، مشيراً إلى أن تحقيق التنمية الصناعية المستدامة هو الهدف الرئيسي لاستراتيجية التكامل في مجال السياسة الصناعية والتي تبنتها الدولة المصرية منذ الإعلان عن وثيقة رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة والتي تلاها المرحلة الاولي لبرنامج الإصلاحات الهيكلية ثم المرحلة الثانية التي تم إطلاقها في إبريل 2021.

و أضاف سمير أن التنمية الصناعية المستدامة تقتضي الربط القوي بين السياسات الصناعية والسياسات البيئية، كونهما ركيزتين أساسيتين لضمان زيادة القدرة التنافسية للقطاع الصناعي وتعزيز حماية البيئة وأيضاً إيجاد فرص عمل مستدامة وترويج دور الابتكار في النهضة الصناعية.

واستعرض الوزير الجهود التي بذلتها الدولة المصرية خلال السنوات السابقة لدعم التنمية الصناعية المستدامة وذلك بالتعاون مع قطاع الصناعة والجهات المحلية والدولية الداعمة والتي شملت العديد من المبادرات منها برنامج التحول للأخضر وبرامج تعزيز كفاءة استخدام الطاقة والاستخدام الأمثل للموارد وتخفيض انبعاثات الكربون.

وأكد سمير أن الطريق ما زال مليء بالفرص والتحديات التي تتطلب مشاركة الجميع لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الصناعي المصري، لا سيما قطاع صناعة الأسمنت، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص وتوطين الصناعات الكبرى، مشدداً على التزام الحكومة بتقديم حوافز للمصنعين المصريين والإقليميين، وتوفير بيئة عمل صناعية جاذبة.

ومن جانبه أكد الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس الاتحاد العربى للأسمنت ومواد البناء ان قطاع الاسمنت بالدول العربية شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة حيث ساهم في توفير الاحتياجات الوطنية والتصدير للأسواق الخارجية، مشيرا الى ان الاتحاد العربى للأسمنت ومواد البناء قام خلال الفترة الماضية بتنظيم عدد كبير من الدورات التدريبية والمؤتمرات والندوات والتي ساهمت في تنمية وتطوير قطاع الاسمنت بالدول العربية وذلك من خلال نقل الخبرات والتكنولوجيات المتقدمة للقطاع.

وبدورها قالت السفيرة / شهيرة حسن ممثل جامعة الدول العربية إلى أهمية تعزيز صناعة الأسمنت الأخضر صديق البيئة خلال المرحلة المقبلة وذلك للمساعدة على تقليل الانبعاثات والغازات الضارة وبما يسهم في زيادة إنتاجية الأسمنت دون الإضرار بالبيئة ،مشيرة إلى أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية الحالية.
وأشار السيد/ أحمد شيرين كريم ممثل مصر في الاتحاد العربى للأسمنت ومواد البناء إلى أهمية صناعة الأسمنت في الوفاء بإحتياجات السوق المصرى والتصدير للأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن المعرض والذي يتضمن 142 جناح ويشارك به 750 عارض يمثل فرصة هامة لتبادل الخبرات والمعرفة حول صناعة الأسمنت وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه هذه الصناعة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير التجارة والصناعة صناعة الأسمنت إلى أن

إقرأ أيضاً:

غداً انطلاق ملتقى "مدن مستدامة بهوية عربية" بالقاهرة برعاية جامعة الدول العربية

تنطلق غداً السبت 29 نوفمبر في القاهرة فعاليات ملتقى "مدن مستدامة بهوية عربية" والذي يستمر على مدار يومين، بتنظيم من اتحاد المهندسين العرب، وبالتعاون بين هيئة مكاتب ومؤسسات الهندسة الاستشارية العربية وهيئة المعماريين العرب، وذلك تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتقام فعاليات الملتقى بمقر نقابة المهندسين المصرية.

ويشهد الملتقى مشاركة عدد من الشخصيات العربية البارزة، من بينهم الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، والدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب، وفائد مصطفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والمهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين المصريين، والمهندس عمار موسى كاظم أمين العاصمة العراقية بغداد، إلى جانب رؤساء النقابات الهندسية العربية ومجموعة من المسؤولين المصريين والعرب.

محاور الملتقى

وأوضح الدكتور عادل الحديثي أن الملتقى يناقش باقة واسعة من قضايا التنمية المستدامة وتعزيز الهوية العربية، بما يتضمن دمج التراث الثقافي في التخطيط العمراني وسبل حماية الموروث المعماري للمدن العربية، بما يضمن الحفاظ على الأصالة بالتوازي مع استدامة التطور العمراني.

ويطرح الملتقى آفاق توظيف المواد المحلية والمستدامة في البناء، وتشجيع استخدام التقنيات التقليدية الملائمة لطبيعة المناخ العربي، فضلاً عن إلقاء الضوء على دور السياحة الثقافية المستدامة في دعم الاقتصادات المحلية والحفاظ على الطابع العمراني التراثي.

كما يتناول المشاركون تطوير البنية التحتية الذكية والمستدامة، عبر تعزيز النقل الذكي وتوسيع استخدام وسائل النقل العام والمشي والدراجات، إلى جانب مناقشة آليات إدارة النفايات من خلال حلول مبتكرة لإعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد، وترسيخ مفهوم البنية التحتية الخضراء وزيادة المساحات النباتية داخل المدن لتحسين جودة الهواء وتقليل حدة ارتفاع درجات الحرارة.

التحديات البيئية

وأشار الحديثي إلى أن الملتقى سيتناول التحديات البيئية الملحّة التي تواجه المدن العربية، وخاصة ما يتعلق بالتكيف مع التغيرات المناخية وآثارها، مع طرح آليات عملية للتقليل من هذه الآثار وتعزيز قدرة المدن على مواجهتها.

كما يناقش الملتقى إدارة الموارد المائية وسبل التعامل مع ندرة المياه من خلال إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك، إضافة إلى مناقشة قضايا التلوث الهوائي والمائي وتلوث التربة، والبحث في إمكانات التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح ضمن خطط تطوير المدن العربية.

الهوية العربية والتراث

وأكد الحديثي أن الحفاظ على الهوية العربية والموروث الثقافي للمدن يعد محوراً رئيسياً في أعمال الملتقى، من خلال بحث آليات دمج العناصر التراثية في التصاميم العمرانية الحديثة، بما يضمن بقاء الروح العربية حاضرة في مشروعات التنمية الحضرية.

وشدد على أهمية الملتقى كمنصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمهندسين والمخططين في العالم العربي، بما يساهم في استنباط حلول مبتكرة للتحديات المتنامية التي تواجه المدن العربية.

شراكات فاعلة 

وبيّن الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب أن الملتقى يسعى إلى بناء شراكات استراتيجية بين الأطراف المعنية بالتنمية المستدامة، من حكومات وقطاع خاص ومجتمع مدني ومنظمات دولية، بهدف تعزيز الجهود المشتركة لدعم التنمية في المدن العربية.

كما يهدف الملتقى إلى وضع سياسات واستراتيجيات فاعلة لتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم توصيات عملية لصناع القرار، وطرح حلول واقعية للتحديات المتعلقة بالطاقة والمياه والنقل والصرف الصحي.

واختتم الحديثي بالتأكيد على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بمبادئ الاستدامة، وتشجيع مشاركة المواطنين في دعم التحول نحو مدن عربية أكثر استدامة وقدرة على مواجهة المستقبل

مقالات مشابهة

  • التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد
  • مندوب مصر بالجامعة العربية: القاهرة تحيى صمود الشعب الفلسطيني وحفاظه على أرضه
  • تراجع إنتاج النحاس في تشيلي أكبر منتج عالمي للمعدن بنسبة 7% خلال أكتوبر
  • المملكة أكدت على اغتنام الفرص.. «إعلان الرياض» انطلاقة إستراتيجية للتنمية الصناعية العالمية
  • بشرط الانتهاء من 50 % من الإنشاءات..الصناعة: مهلة 6 أشهر للمشروعات الصناعية
  • وزير قطاع الأعمال العام: تعزيز الشراكة الصناعية بين مصر والجزائر بمجال الأدوية ودعم الأمن الصحي في أفريقيا
  • وزير قطاع الأعمال يلتقي وزيري الصناعة الصيدلانية والصحة الجزائريين لبحث توسيع التعاون الدوائي
  • غداً انطلاق ملتقى "مدن مستدامة بهوية عربية" بالقاهرة برعاية جامعة الدول العربية
  • وزير الصناعة والنقل يعقد سلسة من الاجتماعات مع رؤساء 7 شركات بريطانية
  • وزير الصناعة يبحث مع شركات بريطانية إنشاء مصانع جديدة وضخ استثمارات في مصر