كيف احتفت منصات التواصل بوصول الدحدوح إلى مصر؟.. نورت يا أيوب فلسطين
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أيام صعبة عاشها الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسرته واستشهاد زوجته وعدد من أولاده وحفيده، فضلا عن إصابته واستحالة علاجه في غزة نظرا لتوقف المستشفيات ونفاد المستلزمات الطبية، لتنجح مصر في إدخاله لتسهيل عملية علاجه؛ لتحتفي وسائل التواصل الاجتماعي بوصله إلى مصر.
دخول وائل الدحدوح إلى مصراحتفاء واسع بنجاح السلطات المصرية في إدخال الصحفي وائل الدحدوح إلى مصر لتلقي العلاج، وهو ما قابلته نقابة الصحفيين المصرية بترحاب كبير، وأصدرت بيانا شكرت فيه الولة المصرية على نجاحها في إدخال «الدحدوح»، إلى مصر لتلقي العلاج، وبعدما قررت منحه جائزة حرية الصحافة المصرية نظرا لتضحياته.
الصحفي الفلسطيني السيد حسان، رحب بدخول زميله وائل الدحدوح إلى مصر، وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إذ دّون: «وصول وائل الدحدوح إلى مصر»، بينما دّون حساب باسم محمد صلاح، قائلا: «مصر تستقبل وائل الدحدوح لاستكمال علاجه بالقاهرة على نفقة الدولة، وذلك بعد محاولات عديدة لاغتياله واستهداف أسرته واستشهاد عدد كبير منها مؤخراً، وبعد اتهامه من جانب الكيان بالتعاون مع الفصائل المقاومة الفلسطينية، أهلاً بوائل الدحدوح وبكل مقاوم في مصر، استراحة محارب ثم يعود بعدها لمواصلة عمله في القطاع قريباً».
الصحفي الفلسطيني محمود سلامة، علق على دخول وائل الدحدوح إلى مصر، قائلا: «نورت مصر يا أيوب فلسطين.. نورت مصر يا أبو حمزة، ويا أخا لكل الصحفيين، يا سندنا ويا تاج رأسنا».
وائل الدحدوح، يعد أشهر صحفي في فلسطين، إذ رفض ترك غزة والنزوح إلى الجنوب وظل لآخر لحظة مرابطا ينقل الحقيقة بالصوت والصورة ويوثق جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب فلسطين، واشتهر بكلمة «معلش»، إذ كان يواسي نفسه بها عند استشهاد أقاربه، وبعد كل استهداف لعائلته كان يظهر على الشاشة رافضا التخلص عن أداء رسالته حتى لو استشهدت كل عائلته، إذ كان يظهر على الشاشة بعد كل استهداف لأفراد عائلته، مرة ثابتا وأخرى محاولا السيطرة على دموعه، حتى بعدما أصيب في يده.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وائل الدحدوح الصحفي وائل الدحدوح الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح وائل الدحدوح في مصر دخول وائل الدحدوح إلى مصر وائل الدحدوح إلى مصر
إقرأ أيضاً:
أتعرفون وائل؟
صراحة نيوز- المهندس مدحت الخطيب
قد تبدو القصة التي رواها الملك عبدالله الثاني أمام رفقاء السلاح مجرد لحظة طريفة، لطيفة، مرّت بخفّة على مسامع الحضور. لكنها في الحقيقة لحظة تحمل ما هو أبعد من الضحك والتذكّر. فهي تستحضر روح الجيش التي تُبقي التفاصيل الصغيرة حيّة، وتُعيد الإنسان إلى جذوره الأولى حيث تُبنى الثقة، وتُصنع الرجولة، وتُحفظ الذاكرة.
الملك تحدّث ببساطة القائد الذي يعرف رجاله واحداً واحداً. استذكر مشهداً من أيام التدريب؛ لحظة تردّد جندي واحد، في قفزة واحدة، رغم أنه قفز مئات المرات قبلها وبعدها. ومع ذلك بقي اللقب ملازماً له. ضحك الجميع، وردّدوا الاسم، لا لأن وائل ضعيف، بل لأنه صار رمزاً لروح الدعابة التي تحفظ الودّ بين القائد وجنوده.
هذه البساطة هي التي لامست الناس. لأنهم رأوا ملكاً يتحدّث من ذاكرة الخندق لا من منصة رسمية، من إنسان لا من بروتوكول.
لكن حين يخرج المواطن من إطار المزحة، تتزاحم في ذهنه الأسئلة الثقيلة التي راكمتها السنوات:
كم من «وائل» آخر بيننا لكن ليس ذاك الذي يخاف القفز من الجو، بل الذي يقفز فوق الناس والحق والقانون؟
كم من شخص قفز على حقّ غيره، فحصل على منصب لا يستحقه؟
كم من مسؤول قفز على مقدرات الوطن وعاث فيها فساداً، دون أن يرمش له جفن؟
كم من صاحب قرار قفز على التشريعات والأنظمة، وجعل استثناءه قاعدة، ومصلحته قانوناً؟
كم من أشخاص مارسوا القفز كعادة لا كهفوة عابرة في يوم عابر؟
قصة وائل تُضحك أما قصص «وائل الكبير» في الحياة العامة فتُبكي وتوجع.
الملك استذكرها بروح المحبة والرفقة.
ونحن نستذكر ألف «وائل» من باب السؤال الوطني المشروع:
إلى متى يبقى من يسير على الدور متأخراً، ومن يقفز فوقه متقدماً؟
الوطن لا يُحمى بالصدفة، ولا يُدار بالقفز الحر.
الوطن يُبنى بتسلسل، بالعدل، بالكفاءة، بالاحترام الحقيقي لمبدأ الدور. لأن القفز فوق الدور هو أول أبواب الفساد، وهو الشرارة التي تُطفئ ثقة الناس بدولتهم.
الجيش، رغم كل شيء، بقي المؤسسة الوحيدة التي لم يعرف أبناؤها إلا القفز في ميادين training لا في حقوق الناس؛ قفزوا دفاعاً عن البلاد لا فوق رقاب العباد.
ولهذا بقي احترامهم ثابتاً، وهيبتهم ثابتة، وذكرهم طيباً.
حمى الله الجيش رمزاً للانضباط لا الفوضى.
وحمى الله الملك الذي يُعيد عبر قصة صغيرة معنى كبيراً: أن التواضع أقوى من السلطة، وأن الإنسان أكبر من اللقب.
وحمى الله هذا الوطن من كل من يرى في القفز مهارة، وفي تجاوز الدور وتحقيق العدالة بطولة
وسخّر لنا من يقفز بنا إلى الأمام لا فوقنا، ولا على حسابنا، ولا على حساب مستقبل البلاد.
م مدحت الخطيب
الدستور
[email protected]