قال فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية إن دخول المساعدات إلى قطاع غزة "تحت سيطرة مصر"، الأمر الذي نفته القاهرة ورفضت تحميلها مسؤولية منع دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وفي هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يصوّر تلف المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة بعد انتهاء صلاحيتها في رفح.

ويظهر في الفيديو عدد من الشاحنات في أرض صحراوية يعمل أشخاص على تفريغها وتكديس ما في داخلها على الأرض.

لكن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم ومنشور منذ سنوات على أنه لتلف دجاج فاسد في السعودية.

وجاء في التعليقات المرافقة "المساعدات المخصصة لغزة انتهت صلاحيتها في رفح المصرية، وأصبحت في مكب النفايات. بينما الناس تموت من الجوع في غزة والعرب عاجزون عن إدخال المساعدات حتى انتهت صلاحيتها".

ويأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك ومنصة أكس، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، حيث يواجه السكان المحاصرون خطر المجاعة بشكل متزايد بحسب وكالات أممية.

لقطة من الفيديو المتداول

والسبت، نفت مصر ما وصفته بأنها "أكاذيب" أطلقها فريق الدفاع الاسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بقوله إنها "مسؤولة" عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقال رئيس الهيئة العامة لهيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، في بيان في وقت متأخر مساء الجمعة إن القاهرة "تنفي بصورة قاطعة مزاعم وأكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بأن مصر هي المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح".

والاثنين، حضّ برنامج الأغذية العالمي ويونيسف ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك إسرائيل على السماح بالوصول إلى ميناء أسدود شمال غزة لإيصال المساعدات الإنسانية المواد الغذائية والإمدادات بشكل عاجل.

وتسببت الحرب بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من مئة يوم بكارثة إنسانية لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون، الذين يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء والمياه والوقود والرعاية الصحية.

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكل هذا.

وسرعان ما تعرّف عليه صحفيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، إذ سبق وانتشر في وقت سابق في سياق مضلل آخر.

فالفيديو في الحقيقة نُشر في موقع يوتيوب في 16 نوفمبر 2016 بعنوان "أمانة القصيم تتلف حمولة (25) شاحنة محمّلة بالدجاج الفاسد".

وتناقلت وسائل إعلامية آنذاك الخبر مفصّلة عملية إحباط تسويق الدجاج المنتهي الصلاحية قبل توزيعه على المستهلكين وتلفه في مكب أمانة منطقة القصيم (السعودية)، وفق المعايير المرعية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة دخول المساعدات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان

أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة

أوضح خبراء في الشؤون الأفريقية أن الحرب الدائرة في السودان أوجدت كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، مؤكدين أن نقص التمويل وصعوبة وصول المساعدات أدّيا إلى تفاقم خطر المجاعة، لا سيما مع تأزم الوضع الغذائي واتساع موجات النزوح.

أخبار ذات صلة منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان الإمارات تؤكد على أولوية التوصل لهدنة إنسانية فورية بالسودان

وقالت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون الأفريقية: إن النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 تسبب في نزوح داخلي واسع النطاق، وتدمير كبير للبنية التحتية الزراعية، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل في سبل حصول السكان على الغذاء.
وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن حجم المساعدات التي تصل السودان لا يقترب من حجم الاحتياجات الفعلية للسكان، مشيرة إلى فجوة كبيرة بين المطلوب وما تم توفيره، فضلاً عن عراقيل أمنية وإجرائية تؤخر وصول المواد الإغاثية إلى المناطق المتضررة.
وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية تشهد تدهوراً خطيراً، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل، وتوفير تمويل طارئ، خصوصاً للمساعدات الغذائية الموجهة للأطفال، مشددة على ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة من دون أي عوائق.
ودعت شرارة إلى وقف فوري لإطلاق النار بضمان دولي، أو على الأقل إقرار هدنة إنسانية حقيقية تسمح بوصول المساعدات، وإنعاش الأسواق وعودة الأنشطة الزراعية، مؤكدة أن استقرار الوضع الغذائي لن يتحقق من دون استقرار أمني، مطالبة بتفعيل آليات المراقبة والمساءلة الدولية، ومنع استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين. 
في السياق، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية: إن الوضع الإنساني بالسودان يزداد سوءاً بالتزامن مع استمرار القتال، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة، إضافة إلى تزايد عمليات اللجوء والنزوح، مما ضاعف معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال، في ظل غياب ممرات آمنة لوصول المساعدات.
وأضاف حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دور «الرباعية الدولية»، سيكون محورياً في دعم المسار السياسي لضمان إنهاء الحرب في أسرع وقت، وإدخال المساعدات الإنسانية من دون قيود، إضافة إلى إطلاق حوار سوداني سوداني شامل يُفضي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة.
وأشار إلى أن معالجة الوضع الإنساني في السودان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي والأمني، مؤكداً أنه في حال نجاح مبادرة «الرباعية الدولية» في وقف الحرب وتثبيت السلام، فستبرز الحاجة إلى مسار موازٍ لإعادة البناء والإعمار في المناطق المتضررة.

 

مقالات مشابهة

  • تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة: نقص المساعدات والطقس يزيدان الضغوط على المدنيين
  • الأونروا: التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات الإنسانية يستهدف كل شيء
  • منظمة “أنقذوا الأطفال” تدعو لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • منظمة «انقذوا الأطفال» تطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة
  • خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان
  • أشرف زكى يكشف حقيقة دخول عبلة كامل المستشفى
  • “يونيسف” تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة وتدعو لتكثيف المساعدات الإنسانية
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • قرار أممي يطالب الاحتلال بالتوقف عن عرقلة دخول المساعدات لغزة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا يُلزم إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات إلى غزة