أشارت مديرة مكتب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في لبنان، حنان العاروري، إلى أن معركة "طوفان الأقصى" تسببت في اكتشاف شعوب العالم الغربي للرواية الفلسطينية، معتبرة أن العملية التي شنتها فصائل المقاومة في غزة "كتبت شهادة وفاة الاحتلال".

وقالت العاروري في حديث خاص مع "عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي أقيم على مدى يومي الأحد والاثنين في مدينة إسطنبول التركية، إن "العالم استفاق على كارثة إنسانية تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى، ما تسبب في تصاعد التضامن مع الشعب الفلسطيني".



وأضافت أن هذا التضامن تحول من ردود الفعل العفوي إلى حراك سياسي وحقوقي منظم ضد الاحتلال، لافتة إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، والتي جرت الاحتلال إلى لاهاي لأول مرة في تاريخه.

كما شددت العاروري، في حديثها لـ"عربي21"، على ضرورة استثمار التضامن العالمي على كافة الصعد عربيا ودوليا، من أجل تعميق هذا الوعي تجاه فلسطين وضمان ديمومته.

وعلى الصعيد العربي، أعربت العاروري عن استيائها من ضعف فعالية التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني مقارنة بما يحدث في العديد من الدول الغربية، داعية الشعوب العربية إلى تصعيد حراكها الداعم لفلسطين وكسر القيود المفروضة من الأجهزة الأمنية.

ونوه إلى أهمية استثمار "طوفان الأقصى" وما تبعه من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للدفع نحو وقف عجلة التطبيع العربي مع دولة الاحتلال بشكل نهائي.

وتاليا نص اللقاء كاملا:

ما تقييمك للتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية الذي نشهد في العديد من الدول عبر العالم عقب معركة "طوفان الأقصى"؟
العالم استفاق على كارثة إنسانية بعد "طوفان الأقصى"، بعدما اعتقد أنه لم يعد هناك مكان لمثل هذه المجازر والفظائع في العالم، وعندما استفاق كان ردة فعله عفوية وتلقائية عندما خرجوا إلى الشوارع تضامنا مع الفلسطينيين.

كما أيقظ "الطوفان" تساؤلات عند الشعوب الغربية حول أسباب الصراع التاريخية، ولماذا تدعم حكوماتهم التي تتبنى قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، دولة ترتكب مثل هذه الجرائم.

وصُدموا بأن حكوماتهم التي ترفع مثل هذه الشعارات، اتخذت جانبا إلى جانب مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية، من هنا بدأت هذه الشعوب باكتشاف فلسطين والقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية التي جُرّمت عبر التاريخ بأنها إرهاب وتطرف وسبب لإشاعات الفوضى عبر العالم.


ومع إعادة النظر واكتشاف الرواية الفلسطينية وما حدث عبر التاريخ، انتقل موقف هذه الشعوب من رد الفعل الطبيعي والإنساني، لاسيما في أمريكا التي تتزعم حماية الكيان الصهيوني البشع، إلى حركات سياسية وحقوقية تعيد تشكيل الوعي عبر العالم تجاه القضية الفلسطينية

ما الطريقة المثلى لاستثمار هذا التضامن على كافة الصعد لضمان استمراره وترسيخه في وعي الشعوب عبر العالم؟

هذه مسؤولية تقع على أعتاقنا في المقام الأول، بعدما دفعت غزة ثمن هذا التغيير في الوعي العالمي بدمائها، ونحن الآن نحمل عبء ومسؤولية تعميق هذا الوعي تجاه فلسطين لضمان ديمومته أولا، وثانيا منع أي تحريف أو تجريم قد يطرق على هذا الوعي إعلاميا.

وثالثا، علينا "التشبيك" مع القوى السياسية عبر العالم بهدف زيادة رقعة التأييد ليس فقط مع القضية الفلسطينية ولكن في جميع قضايانا العربية والقضايا الإنسانية حول العالم.

ما فعلته جنوب أفريقيا هو نموذج مثالي عن انتقال التضامن من مرحلة التظاهرات والتأييد الشعبي إلى الفعل والحراك الحقوقي الدولي، وهنا يجب علينا أن نصعّد من ردود أفعالنا ودفعنا للقضية مقابل تصعيد الاحتلال من وحشيته وجرائمه ضد الفلسطينيين.

وذلك عبر جوانب كثيرة، المقاطعة سلاح جيد لكن يجب تعميقه وترسيخه في الوعي والممارسة اليومية، إضافة إلى تعرية السياسيين والحكومات التي تدعم النظام الصهيوني، وثالثا العمل على وقف التطبيع العربي مع الاحتلال.

هنا يجب علينا أن نؤكد على ضرورة وقف التطبيع إلى الأبد وليس بشكل مؤقت كما يحدث الآن ويشير إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول تجميد عملية التطبيع لكن المسار مستمر.

نحن نتحمل المسؤولية في حال استمر مشروع التطبيع بعد كل ما حدث من مجازر في قطاع غزة.

تقصدين إيقافه عبر تحرك الشعوب للضغط على حكوماتها؟، وأعتقد كنت تشرين إلى  التطبيع مع السعودية؟

أعني جميع التطبيع في كل البلدان، دعني أقول إن الشعوب العربية للأسف تقع في مؤخرة ردود الفعل العالمي تجاه ما يحدث في غزة، العديد من الشعوب عبر العالم أخذت مواقف عملية وأكثر فاعلية تجاه القضية. وكنت منذ فترة في مظاهرة بإحدى الدول العربية، لم تستطع الجماهير المشاركة والتي فاق عددها نحو 200 ألف متظاهر، قطع مسافة 500 متر تجاه السفارة الإسرائيلية التي كانوا يطالبون بإغلاقها بسبب الوجود الأمني.

وهنا أسأل؛ ألا تستحق الدماء المراقة في قطاع غزة أن تتحرك هذه الشعوب بالضغط أكثر على أنظمتها الأمنية، لا أقول انقلاب على النظام، لكن يجب علينا التصعيد بالتوازي مع التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولننظر إلى اليمن الذي مر بحرب شرسة لكنه خرج يقاتل البارجات الحربية دعما لغزة، حتى في غزة نفسها رأينا كيف خرج الشباب بأحذيتهم ضد الاحتلال.


في ظل هذا التحرك ضد أقوى ترسانة عسكرية في العالم، لا يجب أن نرضى بمظاهرات خجولة تدل على مستوى القهر الذي يعيشه الإنسان العربي الذي يتعاطف بالطبع عبر إنسانيته وعروبته مع الفلسطينيين ويشعر أنه جزء من هذه المعركة.

قد يُقال أنه الحكومات تتحمل قسم كبير من المسؤولية، بسبب الضغوطات التي تمارسها على شعوبها؟

ألا تكفي المجازر المروعة في غزة أن تدفع الشعوب العربية نحو الضغط على حكوماتها باتجاه أخذ مواقع أقوى ضد الاحتلال الإسرائيلي وإغلاق المصالح الصهيونية في المنطقة، الآن انهارت جميع حواجز الخوف ولا ينبغي أن نقف عاجزين، خاصة وأن العديد من الشعوب تتضامن مع الشعب الفلسطيني رغم القيود التي تضعها الحكومات مثل فرنسا وغيرها.

اليوم في ظل الحراك العالمي المكثف، لا مكان للخوف على الإطلاق، ويجب علينا أن نأخذ من شباب غزة نموذجا يحتذى به.

نهاية، برأيك هل كتب "طوفان الأقصى" الفصل الأخير في دعاية الاحتلال الإسرائيلي التي روج لها على مدى عقود؟

أعتقد أن "طوفان الأقصى" كتب نهاية الكيان الإسرائيلي، وليس فقط الدعاية أو الرواية الصهيونية، اليوم نحن أمام مرحلة تتم فيها كتابة شهادة وفاة هذا الاحتلال، والمحك الرئيسي اليوم يقع على الشعوب العربية والإسلامية حول أي جهة من التاريخ ستقف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الفلسطينية المقاومة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الشعوب العربیة طوفان الأقصى عبر العالم العدید من یجب علینا مثل هذه فی غزة

إقرأ أيضاً:

” الشعبية” تدعو لتصعيد الغضب الشعبي العالمي والعربي لوقف العدوان على غزة

الثورة نت/..

دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأربعاء، الجماهير العربية إلى تصعيد حراكها الشعبي والوطني في مواجهة العدوان الصهيوني ومناهضة التطبيع، والضغط من أجل وقف الحرب وكسر الحصار على الشعب الفلسطيني.

وشددت الجبهة، في بيان  بمناسبة مرور 600 يومٍ من حرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة على قطاع غزة، على ضرورة مشاركة الجميع في التصدي لحرب التجويع التي تُنفذ بأدواتٍ صهيونية وغربية، تأكيداً على مركزية فلسطين في الوجدان العربي ووحدة المصير المشترك.

وأكدت على أن أولوية الأولويات هي وقف العدوان فوراً وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، معتبرةً ذلك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، والإنسانية برمتها.

وقالت الجبهة في بيانها: “إن هذه الحرب الإجرامية المدمرة لم تكن لتستمر لولا الدعم والتغذية والتواطؤ الأمريكي الكامل، عسكرياً وسياسياً ومالياً، الذي وفر الغطاء لاستمرار العدو الصهيوني في تنفيذ جرائمه وخرقه للقانون الدولي، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية شريكاً مباشراً في جرائم الحرب الجارية”.

وحثت على “مواصلة الضغط الشعبي والجماهيري العالمي وتصعيده في الساعات والأيام القادمة في الميادين ومراكز العواصم وعلى أبواب السفارات ومؤسسات العدوان حول العالم، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، ومطالبةً بوقف العدوان وكسر الحصار، ومحاكمة قادة العدو الصهيوني على جرائمهم”.

كما دعت إلى “ضرورة مواجهة مخطط العدو لتجويع الشعب الفلسطيني عبر ما يُسمى “هندسة المجاعة”، مؤكدة أن إدخال المساعدات يجب أن يتم فقط عبر مؤسسات الأمم المتحدة ذات الاختصاص، ورفض التعامل مع أي مؤسسة مشبوهة تعمل كغطاء لأجندات العدو وأدواته.

وأضافت الجبهة في بيانها: “نُحيي اليوم ذكرى مرور 600 يومٍ من حرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة على قطاع غزة، التي شكّلت ولا تزال واحدةً من أبشع وأفظع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث أمام أعين العالم”.

وتابعت “يتعرّض شعبنا الفلسطيني في غزة لأهوال لا توصف من المجازر الجماعية، والمحرقة اليومية، والقتل المتعمّد للأطفال والنساء، واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية ومدارس الإيواء، والأطباء وطواقم الإسعاف، والصحفيين، وتدمير البنية التحتية والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وفرض سياسات التهجير القسري والتجويع، في محاولةٍ لتفريغ غزة من أهلها، واستكمال مشروع الإبادة الجماعية وتهجير السكان”.

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التصدي للعدوان ومواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية التصفوية، معركة الإنسانية جمعاء ضد هذا الكيان الصهيوني الفاشي.

كما دعت إلى توسيع وتعزيز جبهة المقاومة والتحرك العالمي حتى يوقف العدوان ويُرفع الحصار، ويُحاسب المجرمون القتلة.

مقالات مشابهة

  • حل أي مشكلات ..اجتماعات مكثفة للسياحة مع الطوافة السعودية لتصعيد الحجاج
  • حموشي يطلق تحذيراً من موسكو حول التحديات الأمنية الإقليمية وضرورة التنسيق الإستخباراتي بين الدول
  • إحباط إسرائيلي من استمرار العمليات في الضفة الغربية.. رغم الملاحقة الأمنية
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • غزة.. بين نار العدو وصمت العرب
  • مليشيا التمرد تعتقل اللواء عصام فضيل وسط ظروف صحية سيئة
  • ” الشعبية” تدعو لتصعيد الغضب الشعبي العالمي والعربي لوقف العدوان على غزة
  • تساؤلات بعد ظهور عربي ضمن عناصر الشركة الأمنية الأمريكية في غزة (شاهد)
  • حماس: ألية الاحتلال لتوزيع المساعدات فخ للسيطرة الأمنية على غزة
  • القوات اليمنية تربك الحسابات الأمنية الإسرائيلية .. أبعاد استراتيجية متقدمة