إصطدام تسلسلي لـ 8 مركبات في الطريق السريع بين بوفاريك والجزائر
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
تم مساء اليوم غلق جرء من الطريق السريع شرق-غرب بين بوفاريك والجزائر العاصمة بسبب حادث مرور تسلسلي.
وافادت الحماية المدنية في بان لها ان الحادث وقع في حدود الساعة 15 سا و28 د على مستوى المدخل الجنوبي لبلدية بوفاريك اتجاه الجزائر ببلدية ودائرة بوفاريك.
وتمثل الحادث في إصطدام تسلسلي لـ 8 مركبات من بينهم 4 شاحنات .
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
عُمان والجزائر.. رفقاء التاريخ والمسيرة
سالم بن محمد العبري
إن التقاء عُمان والجزائر وفي هذا الظرف التاريخي الصعب حدث مهم، ومرجو، وتنعقد عليه الآمال في إعادة اللحمة القومية للأمة العربية، ولملمة شتاتها، وانتشالها من هوان أمرها، كما نأمل أن يعلو صوت الحكمة والبصيرة وتُسدّ الذرائع في هذه المرحلة الخطيرة التي تشهد علوًّا للهمجية الصهيونية عُدةً وعددا وقوة واقتصادا، ونحن إذ نبارك الزيارة الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم للشقيقة الجزائر التي نلتقي معها في التاريخ والرؤية والموقف ونقدر لدولة الجزائر القابضة على المبادئ منذ جهادهم ضد الاستعمار الفرنسي ونشيد بتاريخ عُمان المجيد في جهادها ضد الاستعمار البرتغالي قبل قرون ولمدة متقاربة من مدة جهاد الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي طوال قرن ونصف القرن.
وإذا كان قادة الجهاد من العلماء الجزائريين كالشيخ مالك بن نبي وعبدالقادر الجزائري والإعلامي النابغة أبي اليقظان قد أفنوا حياتهم في سبيل تحرير وطنهم فإن أئمة عُمان قد قادوا ملحمة الجهاد الأكبر بالعلامة والقائد ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف وسيف بن سلطان الملقب بـ(قيد الأرض).
وأمّا بعد فنحن نقول لفظا (الأمة العربية) ظنًا أنها أقرب للأمة صاحبة اللغة الواحدة ودين التوحيد والإسلام خاتمه وجوهره، الذي اعترف بالأديان التوحيدية السماوية السابقة عليه، وشهد لها، فنزّه عيسى عليه السلام عن الصلب والقتل {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (النساء: 157)، وهذه الأمة حدودها واحدة وقابلة للوحدة والتكامل في الحاجات والإنتاج والتنمية، وقدَّر الله لها ثروات شتى ونادرة من حيث موقعها المتوسط بين قارات الدنيا، وتنوع مناخها.
ولن نقفز خارج واقعنا إذا قلنا: إنّ الأمة الإسلامية، والتي نجد أكبر تجمع لها مثل إندونيسيا البعيدة جغرافيا لن تلتقي مع أمتنا العربية إلا إذا صلحت كل أجزاء هذه الأمة وامتلكت سيادتها وأمرها وثرواتها وحاجاتها بتوجّه ربّاني مُحكم؛ ولكننا حين نفتش ونمعن النظر ونُعمل العقل لا نرى أمة كما أرادها الله لنا لأننا فرطتنا وانسلخنا عن ثوابتنا، أليس الله القائل فينا إن تمسكنا بمنهاجه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: 110]، وقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 143].
وحين نشأنا في معظم قُرانا، وحوضرنا العُمانية، كنا نعرف الرجل باسمه وهيئته ولا نعرفه بنسبه وقبيلته؛ فضلا عن إيمانه ويقينه وبالتوكيد لا نعرف قبيلته، ثم ما إن خرجنا عن الطوق أو قُل من الحيز المتجانس والمتفاعل والعامل لحياته اليومية ولعائلته الصغيرة وامتد لعائلته الكبيرة القبيلة، والتي كنت أمقت التحزّب لها، ولما شببت عن الطوق وسافرت في أرجاء العالم العربي رأيت شعوبًا، وطني عُمان جزء منها، وآصرة قُربى في جسد أمة تمتد من المحيط الهندي إلى جبال الأطلس، تفزع في الملمات، وتتحد في الأهداف، وتتداعى في الأتراح، وتتضام في الأفراح. ولكن الآن تُحتل أرضها، وتنتهك حرماتها وتسلب ثرواتها وتذل شعوبها – كما يحدث الآن بغزة- ولا حراك بينما الناس يتداعون غضبا وعصبية وانتفاضا حين تبني تضار مصالحهم الخاصة ولا يقبلون الرأي الحكيم الصادر عن قيم التفويض والجوار والتراحم والتسامح.
وحين خرجنا غربا وشرقا وجدنا (البعض) من المحسوبين على حكومات بلادهم يدس السُّم في العسل، ويقسم المسلمين إلى مذاهب وطوائف دينية شتى سنّة وشيعة وإباضية ووهابية، وغيرها. وفي يوم من الأيام دخلت نقاشا مُثريًا حول هذه القضية مع أستاذي المُربي (عطوة أحمد بخيت) تؤطره أُبوة وصداقة لم ينفرط عقدها إلا بالبعد المكاني والزمني. والذي كان مدرسا مبتعثا من الأزهر في (مدرسة إمامة عُمان) بالقاهرة بعد صلاة المغرب في جامع أبي العلا بمحلة بولاق على كورنيش النيل بالقاهرة على بعد خطوات من مبنى الإذاعة والتليفزيون شتاء عام 1968، 1969 وكان أزهريا وسطيا لا يعرف التمذهب والتحزّب إلى عقله سبيلا.
من هنا عرفنا داء هذه الأمة الذي يفتك بها حيث تُستخدم الآراء وتنوّع الأفكار للتفريق بين أبنائها وتمزيق لُحمتها، ومع تقدم الزمن تسربت هذه الأفكار التدميرية إلى نسيج الأمة، بعد أن أدرنا ظهرنا لكل ما هو عقلاني ومنطقي مثل القول الشهير للإمام الشافعي: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، والرأي الآخر خطأ يحتمل الصواب) وهذا هو الوجه الصحيح لإيجابية الخلاف بين رؤى الفقهاء والأقطاب والقضاة.
وهذا ما كنا نسير على خطاه، وفي غفلة كثر المشتغلون بالفقه الإسلامي وأقلهم من المتخصصين وأكثرهم من غير الدارسين، بل إن البعض قبل أن يؤجر قلمه ورأيه للمشاركة في تمزيق أواصر الأمة الإسلامية بسلاح التمذهُب والطَوْأَفَة.