عبد الخالق الفلاح في صبيحة 14 تموز 1958 تفجّر البركان العراقي وانطلق  بكل ابنائه من كل المكونات في ذلك اليوم ،ليؤيد تلك الثورة الوطنية والشعبية حيث شارك بتفجيرها الضباط الأحرار بالتنسيق مع  الجبهة الاتحاد الوطني التي ضمت ممثلين من «الحزب الشيوعي»، و«الحزب الوطني الديمقراطي»، و«حزب الاستقلال»، و«حزب البعث العربي الاشتراكي»، وعدداً من المستقلين الديمقراطيين.

(تشكّلت لجنتها الوطنية العليا من: جمال الحيدري عن الحزب الشيوعي، محمد حديد عن الحزب الوطني الديمقراطي، صديق شنشل عن حزب الاستقلال، فؤاد الركابي عن حزب البعث)، كما وقّع الحزب الشيوعي اتفاقاً ثنائياً مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ـــــ العراق، تضمّن إلى جانب الأسس العامة لميثاق الجبهة، الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي، ومن ضمنها الحكم الذاتي لكردستان العراق” ،  حيث شارك الضباط الأحرار بتفجيرها بالتنسيق مع جبهة الاتحاد الوطني “ونالت التأييد الكامل من الشعب العراقي والشعب العربي وجميع شعوب العالم الحرة.واقسم المشاركون فيه وهذا ما كان قد ذكر في البيان الأول للثورة، البيان رقم واحد الصادر من القائد العام للقوات المسلحة الوطنية ومنه: “لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وان الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن بقرارات مؤتمر باندونغ. وعليه فإن الحكومة الوطنية تسمى منذ الآن (الجمهورية العراقية). وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمة وطننا العزيز إنه سميع مجيب” فتحية لذلك الجيش البطل وللشعب العراقي في عيد الثورة بذكراها الخامسة والستين، والتي تشكل درسا وطنيا لكل عراقي مقبل اليوم على الثورة ضد المحتلين وعملائهم لترفرف راية التحرير خفاقة في سماء العراق. و التي غيرت وجه العراق وقدمت العديد من المنجزات للشعب العراقي رغم عمرها القصير ، في حين لم يقدم الحكم الملكي قبلها خلال فترة حكمه البالغة نحو أربعين عاما ما قدمته، ان الحديث عن هذه الثورة، دون الحديث عن مبررات تفجيرها، يفسح المجال أمام أعدائها، على اختلاف اتجاهاتهم، للانتقاص منها والتشكيك بمشروعيتها في أي وقت. فالبعض وصف الثورة بأنها مجرد انقلاب دبرته الدوائر الاستخباراتية البريطانية. او ان معظم قيادتها من الضباط، الذين درسوا في المعاهد العسكرية البريطانية، او خريجي كلياتها العسكرية ارتبطت بهذه الدوائر، او في أحسن الأحوال، وصفوا قادتها مغامرين  و متهورين. في حين وصفها اخرون، بأنها أسست لمرحلة لاحقة من انقلابات وحروب، جعلت العراقيين يحنون الى النظام الملكي. ومن المؤسف انتقال هذه العدوى الى بعض المثقفين والسياسيين، لكن بلغة منمقة وملتوية، بصرف النظر عن حسن نواياهم.،بلاشك ان كل الحكومات التي تعاقبت منذ 2003 وحتى اليوم خلال عشرون عاما ما قدمته ثورة 14 تموز خلال أربع سنوات ونصف أدق شهادة بهذا الخصوص جاءت من المستشرق الفرنسي المعاصر البروفيسور مكسيم رودنسون الذي قال: بأن “ثورة 14 تموز العراقية هي الثورة الوحيدة في العالم العربي”. وكانت انقلاباً عسكرياً في لحظة وقوعها، ولكن حولتها الجماهير في لحظات إلى ثورة جماهيرية التحمت فيها الجماهير بالقوات العسكرية المسلحة، الأداة المنفذة للعملية، ان ما حدث انما هي ثورة مجيدة اذا ما اعتمدنا على نقطتين أساسيتين. الأول موقف الجماهير الشعبية منها هل كانت الجماهير ضد الحدث أو معه، متفرجة أو مؤيدة لها، فقد كان موقف الجماهير موقفاً مشرفاً ما أن سمعوا من على الراديو البيان الأول ‘للثورة’ حتى ونزلت الجماهير من أقصى العراق إلى أقصاه في الشوارع والساحات وكانت الجماهير في حالة جنون وغليان تطالب بالثأر من رجال الحكومة . مئات الألاف من المواطنين الذين انطلقوا من مناطق بغداد المختلفة يهزجون بهتافات الثورة وهم في اندفاعة لم نشاهدها في مختلف الانتفاضات التي سبقتها. كانوا يتراكضون نحو الشوارع بهتفات مختلفة  تكبر باسم الثورة وبأسماء زعمائها. الثانية هي في حين عم الحزن والهلع في معسكر الدول الاستعمارية. حيث أصدرت الولايات المتحدة الاميركية اوامرها في اليوم التالي، أي يوم 15 تموز، بأنزال قوات الأسطول السادس المتواجد في البحر المتوسط في لبنان، للتأهب للدخول إلى بغداد واعادة النظام الملكي، وبصرف النظر عن وجهة نظر المعجبين به ومحبيه فان التحليل المنصف والمحايد يشير ان الثورة كانت عاملاً ايجابياً في حياة العراق السياسية وأن صناع الحركة ومن اسهم فيها كان لهم الفضل بجني ثمارها وهي الانجازات المميزة لتلبية طموحات الشعب والتي قدمتها في سنواتها  التي لم تتجاوز الاربعة والنصف..لقد أدت روح التنافس بين القادة إلى الافتراق ‘تحالفت عدد من القوى السياسية والعسكرية من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين لحركة يوليو / تموز 1958 التيارات المختلفة لحزب البعث وبعض التنظيمات والشخصيات القومية والمستقلة , مع بعض الشخصيات العسكرية من الأعضاء السابقين لتنظيم الضباط الوطنيين لحركة 14 يوليو / تموز 1958 والذين أعادوا تفعيل التنظيم مجددا وقيادات عسكرية اخرى من المعارضين لسياسة عبد الكريم قاسم الذي قال في خطابه وكان لها اثرها السلبي في النفوس وهو في مستهل تبوئه منصب رئاسة الوزراء ولم تكن هناك أي مشكلات سياسية بين بغداد والقاهرة , عندما قال ‘لن اكون تابعا لأحد’ ,والتحول من مرحلة النضال المشترك إلى مرحلة الخصام والتآمر لإسقاط هذه الثورة ، في 8 شباط 1963 ، و لتنتقل بعد ذلك من مرحلة العفوية الثورية إلى مرحلة التخبط الحزبي والسياسي الذي ساد الموقف بعد ذلك بسبب عدم الانسجام وزيادة الطموحات باحث واعلامي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

على مفترق طرق: متى تنسحب القوات التركية من العراق بعد حل حزب العمال؟

18 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تتصاعد التوترات في شمال العراق مع استمرار الوجود العسكري التركي رغم إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) في 7 مايو 2025 حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح مع أنقرة بعد أربعة عقود من النزاع.

وأثار هذا التطور آمالاً بتسوية أمنية شاملة، لكن غياب أي بوادر لانسحاب القوات التركية، التي تتمركز في أكثر من 40 قاعدة عسكرية بمحافظتي دهوك وأربيل، يثير قلقاً عراقياً متزايداً بشأن انتهاك السيادة الوطنية.

وتُبرر تركيا تواجدها بضرورة مكافحة حزب العمال، لكن القرار الأخير للحزب يُفقد هذا المبرر مصداقيته، وفقاً لمسؤولين عراقيين.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 17 مايو 2025 أن أنقرة تجري محادثات مع بغداد وأربيل لتنسيق تسليم أسلحة الحزب، مشيراً إلى خطط لإشراك السلطات العراقية في العملية.

وأكدت وزارة الدفاع التركية في 15 مايو 2025 أن عملياتها ضد الحزب ستستمر حتى “تطهير المنطقة”، مما يعزز المخاوف من تمديد الوجود العسكري. ويُقدر الخبير العسكري العراقي عبد الستار العيساوي أن تركيا حوّلت وجودها من عمليات محدودة إلى “احتلال صامت”، مستغلة ضعف الموقف العراقي وانقسام إقليم كردستان.

ويُذكّر هذا الوضع بأزمة مماثلة شهدها العراق في ديسمبر 2015، عندما نشرت تركيا قوات إضافية في معسكر بعشيقة قرب الموصل دون موافقة بغداد، مما أثار احتجاجات دبلوماسية.

وأفضت المفاوضات آنذاك إلى انسحاب جزئي بعد ضغوط دولية، لكن التوغل استمر في مناطق أخرى.

وتُظهر الأرقام الحالية أن تركيا تملك نحو 28 قاعدة عسكرية في دهوك وحدها، تضم دبابات ومدافع ثقيلة، وفقاً لبيان حركة تحرر كردستان في يوليو 2024.

ويطالب سياسيون عراقيون، مثل قيس الخزعلي في 12 مايو 2025، باتخاذ خطوات عاجلة لضمان السيادة، معتبرين أن إنهاء الحزب لعملياته المسلحة يُلغي مبررات الوجود التركي.

ويُشير مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى ضرورة انسحاب الطرفين – الحزب والجيش التركي – لاستعادة الاستقرار.

ويُعقّد المشهد انقسام إقليم كردستان بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتعاون مع أنقرة، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتبنى موقفاً أكثر تشدداً.
ويُواجه العراق تحديات دبلوماسية لإقناع تركيا بالانسحاب، خاصة مع ارتباط عملياتها بمشروع “طريق التنمية” الاقتصادي، الذي يربط تركيا بالعراق.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عرض عسكري ومناورة لمنسوبي الوحدات الأمنية في ذمار
  • وقفتان في جبل الشرق بذمار إعلانًا للبراءة من الخونة ودعمًا لغزة
  • على مفترق طرق: متى تنسحب القوات التركية من العراق بعد حل حزب العمال؟
  • وقفات في مديرية الوحدة بالأمانة إسنادا لغزة والنفير لمواجهة العدو الصهيوني
  • لقاء قبلي في ذمار إعلاناً للنفير لمواجهة تصعيد العدوان
  • «حزب صوت الشعب» يتهم البعثة الأممية بـتغذية الأزمة ويدعو لاعتصام مفتوح في طرابلس
  • بعد 4 أيام.. تموز سيحل مبكرًا وحرارة شبهة خمسينية في العراق
  • مسير ووقفات في ريمة دعما لغزة وإعلانا للنفير في مواجهة الأعداء
  • رئيس الفريق التجمعي: الحكومة بقيادة أخنوش قادت ثورة اجتماعية لصالح المغاربة
  • أبو الغيط: العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية