هآرتس: نتنياهو محشور في الزاوية.. وغزة أنهت وعوده الاستراتيجية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
نتنياهو محشور في الزاوية، وكلما أصبح الوضع في غزة أكثر دموية وخطورة يبدو سلوكه أكثر انفصالا عن الأحداث، لا سيما أن جميع الوعود الاستراتيجية التي قدمها خلال العقد ونصف العقد الماضيين قد انهارت، ومن ضمنها السنوات الأكثر أمنا وهدوءا لسكان إسرائيل.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرة إلى أن الأفكار التي سوقها نتنياهو تم دحضها، ومن ضمنها فكرة إمكانية تجاوز الصراع مع الفلسطينيين عن طريق ترتيبات السلام والتطبيع مع دول الخليج، أو اللعب على وتر الانقسام الفلسطيني.
وتقول الصحيفة إن الإسرائيليون لم يعودوا يتمتعون بالعقد الأمني الأكثر هدوءا على الإطلاق، وهو العقد الذي ادعى نتنياهو الفضل فيه قبل ثلاث سنوات فقط.
اقرأ أيضاً
تشاتام هاوس: إسرائيل ستحتاج عملية إعادة ترتيب سياسي جديدة بعد سقوط نتنياهو
على العكس من ذلك، كان عدد القتلى في إسرائيل عام 2023 هو الأعلى منذ 50 عاما، منذ حرب "يوم الغفران" (أكتوبر/تشرين الأول 1973).
وتضيف: لقد تم تقويض الشعور بالأمان، في الداخل وعلى الحدود، بالكامل.. لقد تم إضعاف الردع في مواجهة "حماس" و"حزب الله" وغيرهما من الأعداء المحتملين.
ويرى التحليل أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتجه إلى تحقيق نصر سريع في غزة، كما كان يأمل نتنياهو وهو يمضي في سياسة الأرض المحروقة في القطاع الفلسطيني، وظلت "حماس" تلعب بورقة الأسرى بشكل أرهق أعصاب الإسرائيليين.
انفجار الضفة الوشيكوفي الوقت نفسه، يبدو أن وسائل الإعلام والجمهور في إسرائيل لا يدركون بشكل كاف خطر الانفجار الوشيك في الضفة الغربية، كما تقول الصحيفة.
وفي كل لقاء مع صناع القرار السياسي، يطلق جهاز الأمن العام "الشاباك" والمخابرات العسكرية تحذيرات أكثر حدة من التصعيد في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وتتابع: الآن تعمل قوات الجيش في الضفة الغربية على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضاً
شبكة أمريكية: بايدن بدأ يجهز لما بعد نتنياهو والتوترات بينهما باتت واضحة
معركة البقاءوتقول "هآرتس" إن نتنياهو يخوض "معركة البقاء"، وعندما يتعلق الأمر ببقائه الشخصي، يبدو نتنياهو أكثر حدة، وينشغل الموالون له في الليكود ومبعوثوه في وسائل الإعلام بتشويه سمعة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وبتحديد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والشاباك باعتبارهم يتحملون وحدهم المسؤولية عن الفشل الذي أدى إلى ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لحظة الحقيقةوتقول الصحيفة إن الجمود في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وابتزاز نتنياهو من قبل شركائه اليمينيين أدى إلى تعزيز أفكار أعضاء حكومة حزب الوحدة الوطنية غادي آيزنكوت وبيني غانتس حول مغادرة الائتلاف.
ويأمل نتنياهو في الاحتفاظ بهم في حكومته لمدة شهرين آخرين، على الأقل حتى نهاية الدورة الشتوية للكنيست.
((3)
ومن أجل تحقيق ذلك، يستطيع أن يبدي بعض الاستعداد للتوصل إلى صفقة، وهو ما لا تستعجل حماس التوصل إليه، دون الوصول إلى لحظة الحقيقة.
ويتطلب ذلك التوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلات من شأنها أن تجعل بقاءه السياسي في وقت لاحق صعبا.
المصدر | هآرتس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو غزة حماس حرب غزة
إقرأ أيضاً:
خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
أكدت الدكتورة إيمان رجب، الخبيرة في الأمن الإقليمي والاستراتيجي ورئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام، على ضرورة وجود قوة على الأرض لردع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ووقف الانتهاكات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحكومة الإسرائيلية دون أي تحركات فعلية في الميدان.
انسحاب القوات الإسرائيليةوأوضحت إيمان رجب، خلال لقاءها مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، على شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل التي تسعى لإضعاف خطته للسلام، وأضافت أن الأوروبيين لم يعلنوا مشاركتهم في القوة الدولية "قوة السلام" بقطاع غزة، موضحة أن أي قيادة للقوة الدولية تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط قطاع غزة أولًا.
وأشارت إيمان رجب، إلى أن ترامب لن يدفع دولارًا واحدًا لصالح منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن اغتيال القيادي رائد سعد في كتائب القسام كان متوقعًا، نظرًا لأن مبادرة ترامب للسلام تشمل تصفية الجناح العسكري لحركة حماس وإضعاف قدراتها العسكرية، متوقعة استمرار سلسلة اغتيالات لقادة حماس العسكريين خلال الفترة المقبلة، مع وجود ضغوط من الوسطاء على الجانب الفلسطيني لمنع التصعيد.
الهدف الاستراتيجي لترامبوأوضحت إيمان رجب، أن الهدف الاستراتيجي لترامب في 2026 هو تحقيق السلام في مناطق الحرب وعلى رأسها غزة، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استثمارية، مضيفة أن نتنياهو والاحتلال لا يلتزمان بخطة السلام الخاصة بقطاع غزة، وأن إسرائيل تحاول القيام بحملة سلبية ضد مصر رغم عدم الالتزام بالاتفاق، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية ترى السماء المفتوحة أحد المكاسب التي حققتها من عملية 7 أكتوبر.
وتابعت: "محللون إسرائيليون يرون أن حرب 7 أكتوبر منحت إسرائيل سيطرة استراتيجية على عدد من المناطق في سوريا ولبنان، مع استمرار الهجمات ضد إيران، ما يعكس تحولات كبرى في الحسابات الاستراتيجية الإقليمية في المنطقة".