الهند تخطط لإنشاء محطة فضاء مدارية مأهولة بحلول 2035
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
ستجري وكالة الفضاء الهندية تجارب أولى في إطار برنامج متخصص لإنشاء محطة الفضاء المدارية الخاصة بها. وقال رئيس وكالة الفضاء الهندية شردهارا بانكر سومناتخ إن "التجارب الأولى ستجري العام الجاري. وقد عقدنا اجتماعا بشأن تصميم محطة الفضاء التي أطلق عليها اسم "براخارت، حيث قدم مهندسونا العديد من الاحتمالات ولم يتم إلى حد الآن اختيار أي منها".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
العالم بأكمله سيخسر إذا اشتعلت الحرب الهندية الباكستانية
ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني -
إن اختفاء وجهات الصواريخ الأولى في الضباب بالصباح الباكر من السابع من مايو فوق خط السيطرة في كشمير، يكشف حقيقة مرّة، وهي أن جنوب آسيا لا يزال رهينة لسلسلة من أعمال العنف وسوء التصرف والتقدير، وهذا الأمر من شأنه أن يُمهّد لكارثة مستقبلية إذا لم يتم تصحيح المسار بأسرع وقت.
وقامت الهند بشن غارات جوية على كشمير الخاضعة للحكم الباكستاني، وذلك كردة فعل على المذبحة التي حدثت في «باهالجام» في 22 أبريل وأسفرت عن مقتل 26 مدنيًا، وتُعد «باهالجام» بلدة في الجبال الكشميرية في الجزء الخاضع للحكم الهندي، وبعد ساعات من الضربات الهندية بالصواريخ، قامت باكستان بالرد المدفعي، وقالت حينها إنها قامت بإسقاط عدد من الطائرات الهندية، ومن بينها طائرة من نوع «رافال» التي تُعد من الطائرات غالية الثمن.
سارت تلك الأحداث في مسار معروف، وقد بررت الحكومة الهندية أن قيامها بالضربات هو من باب الدفاع عن النفس، ووصفت أفعالها العسكرية على باكستان بأنها أفعال مدروسة ولا تعني تصعيد أعمال العنف بين البلدين، وفي المقابل، نفت الحكومة الباكستانية أنها المسؤولة عن مذبحة «باهالجام» أو تورطها بأي شكل من الأشكال فيها، كما وصفت ما قامت به الهند من الضربات الجوية بأنه «انتهاك واضح لسيادتها»، وصرّحت الحكومة الباكستانية بأن الهجوم الهندي خلّف عددًا من القتلى المدنيين.
وما جاء بعد ذلك لم يكن مجرد تبادل لإطلاق النار بين البلدين فقط، بل كذلك كان تبادلًا للروايات والتصريحات، بل إن التصريحات بين البلدين أصبحت بنفس تأثير القوة العسكرية، حيث يسعى كل طرف جاهدًا لكسب التأييد من شعبه وكذلك جلب التعاطف الدولي إليه.
وفي ظل السيناريوهات المحتملة وما يحدث في هذه المسرحية الجيوسياسية، فإن القليل من يطرح الأسئلة الصعبة، منها: كيف حدثت مذبحة «باهالجام»، وهي منطقة من المفترض أنها تخضع لحراسة شديدة؟ فكيف أصبحت مسرحًا لمذبحة سافرة؟ أين كان الجهاز الاستخباري الذي تفاخر به الهند؟
وفي البحث عن الإجابة عن هذا التساؤل نجد أن عددًا من التقارير تشير إلى أن من قاموا بالهجوم كانوا قد استجوبوا عددًا من الضحايا قبل إعدامهم، وهذا يشير إلى أن الوقت كان متسعًا لهذا الاستجواب، إضافة إلى سيطرة الجناة وثقتهم بأنفسهم، فهذا العمل لم يكن تعديًا من خارج الحدود، فهذا النوع من التعدي يشعل ناقوس الخطر مباشرة، إنما كان فشلًا ذريعًا وانهيارًا داخليًا.
ورغم الأدلة والتقارير، كانت ردود الفعل الهندية تشير إلى أنه هجوم خارجي، فقد صرحت الهند بأن المسؤول عن هذا الهجوم هي باكستان، وذلك قبل ظهور الأدلة الجنائية، وهذا ما يذكّرنا بموقف الهند في «بولواما» في عام 2019، والآن يحدث هذا الأمر مرة أخرى، حيث تُغطى الثغرات الداخلية بغطاء الحماسة الوطنية والتضخيم الإعلامي، في الأثناء التي نعيش فيها خطر التصعيد من كلا البلدين نتيجة سوء التقدير والضربات الانتقامية.
في ظل هذه الأحداث، تدخلت واشنطن، وقامت بالرد بحذر شديد، وهناك تقارير تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي «ماركو روبيو» قام بالتحدث مع كلا البلدين، ما دفع بالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى أن يُعرب عن أمله في أن ينتهي الوضع بأسرع وقت.
وهنا تبرز ما يمكن تسميته بـ«الدبلوماسية السلبية» التي لا يمكن اعتبارها استراتيجية ناجحة أبدًا، فالوضع الآن يتطلب أكثر من توازن أخلاقي، بل يتطلب مشاركة فاعلة لكي نتجنب التصعيد من كلا البلدين اللذين يمتلكان قوة نووية، على كل من المملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والصين أن تُكمل جهودها الخفية لوأد الحرب، وعليهم أن يُحوّلوا الجهود إلى جهود علنية مع الولايات المتحدة لتجنب كارثة طويلة الأمد في المنطقة.
لا تنعكس العواقب من تصعيد العنف بين الهند وباكستان على البلدين فحسب، بل الصراع سوف يؤدي إلى شلّ جزء كبير من جنوب آسيا، خاصة الدول الصغيرة، فهي في موقف لا تُحسد عليه.
فبنجلاديش لا تزال في طور التأقلم مع انتقال سياسي متوتر، كما أنها تعيش في حالة من العداء مع الهند، وفي سريلانكا وجزر المالديف انعكاسات كذلك، فقد تشتعل في البلدين توترات طائفية إذا تحوّل الصراع في كشمير إلى صراع ديني، كما أن نيبال التي تسعى إلى إيجاد توافق مع الهند والصين سوف تتعرض لضغوط جديدة، إضافة إلى بوتان التي تخشى من أن الحرب سوف تضغط على الهند، وبالتالي تتفاقم عليها الضغوط الصينية.
نرى كيف لكشمير أن تكون ورقة صعبة في المنطقة ككل، فأي توتر فيها سرعان ما ينعكس على التوازن الإقليمي ويفككه.
هي ليست مشكلة تنعكس على جنوب آسيا فحسب، بل يمتد مداها إلى العالم بأسره، فالمواجهات ستُعرقل بلا شك مساعي واشنطن في السيطرة على المحيطين الهادئ والهندي، وبشكل خاص تؤثر على مواجهة الولايات المتحدة للنفوذ الصيني المتزايد، بما في ذلك في جنوب آسيا.
وربما من أكثر الأمور التي تُشكل قلقًا، الآثار التي سوف تنعكس على الكشميريين أنفسهم الواقعين في منطقة الصراع، فمع تصاعد التوترات السياسية والضربات العسكرية تُهمش الفئة الأكثر تضررًا، وهذا ما يحدث دائمًا.
إن الوضع الراهن لا يزال يشهد انتهاكات لحقوق الإنسان والحرمان من الحقوق السياسية في جامو وكشمير، ولا يوجد حل جذري إلى الآن لوقف هذا الصراع، ولن تُحقق الضربات العسكرية بين البلدين أي حل، ولن تُوصل الأطراف إلى السلام.
مما لا شك فيه أن ما حدث في «باهالجام» أمر مروع، وغير مبرر بأي شكل من الأشكال، ولكن تحويل هذه الحادثة المأساوية إلى مبررات للانتقام، ودون أدلة واضحة وملموسة، يُعتبر أمرًا خطيرًا وساخرًا في ذات الوقت.
ما ينبغي على الجميع فعله الآن هو اتباع مسار ضبط النفس والشفافية وفتح أفق للحوار، ويكفي ما دفعته جنوب آسيا كثمن لمثل هذه النزاعات، وينبغي في هذه المرة أن يتوقف الجميع عن تغذية السحب العاصفة التي تُنذر بأزمات سيُعاني منها العالم بأسره.
إيشال زهرة صحفية باكستانية مستقلة وباحثة في المشهد الجيوسياسي والاقتصادي لجنوب آسيا.
عن آسيا تايمز