صحيفة البلاد:
2025-08-01@01:40:24 GMT

الرأي وضده

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

الرأي وضده

ربما عبارة “الرأي وضدّه” ليست دقيقة ومعبِّرة في البرامج التلفزيونية، فمعناها هو الرأي والاتجاه المعاكس، كما كانت شائعة في بعض محطات التلفزيون العربية. أما بالنسبة للقضايا الساخنة، فالطرح الموضوعي للموضوع ، يرى كل من الفريقين أنه على صواب والآخر على خطأ، ولا يكون الطرف الثالث حكمًا يفصل بين الطرفين ويكون حكمه ملزمًا.

فأين المخرج؟ والأمثلة على ذلك من التاريخ كثيرة.

ففي القديم، كانت المناظرة هي المستخدمة بين اثنين مختلفين في الرأي، ولكن حجتهما علمية لا تميل إلى فئة أو فريق أو حزب، بل هي مجرّدة من ذلك كله. والأهم من ذلك، كانت السيدة عائشة رضي الله عنها في الحرم المكي تتجول في حلقات المناظرة وتوصي المتكلمين ، فلا يزيدون في كلامهم ما يشوِّه التراث العربي والإسلامي بالأساطير، كما كان يفعل ابن الأحمر على سبيل المثال. والمناظرة اليونانية بين أرسطو وبقية الفلاسفة كانت تنتج علم المنطق، فتفيد البشرية بهذا العلم.

ولا يتعارض ذلك مع الإسلام، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن “القيل والقال”، وهذا ما نلاحظه في بعض الفضائيات في العصر الحديث التي تتسابق لتهزم طرفًا آخر على حساب الحقيقة. فالتطهير العرقي وإلقاء القنابل النووية هما هدفان بدأ في الحروب الحديثة، وهدم دور العبادة، أي المساجد بصفة خاصة، من قبل أهل الكتاب.

ودور العلم والمستشفيات كما تظهره نشرات الأخبار والبرامج الحوارية، هما شاهدان على عدم احترام مبادئ الحرب التي حثّ عليها الإسلام. ففي غزوة خيبر، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والأطفال في سن الرابعة عشرة فما دون، أي الذين لم تخضر لحاهم، كما ورد عند ابن كثير.

إن تكوين الرأي العام الوطني والعالمي يرتكز على نظرية الإبطال التي ورد ذكرها بقوله تعالى: “وخسر هنالك المبطلون”، مع التنويه بما حدث في غزوة تبوك، حيث قال عبد الله بن سلول: “ليخرجن الأعز منها الأذل”، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقتله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال له: “علينا بحسن الصحبة”.
فداك أبي وأمي يا رسول الله.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي

 

 

موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
  • دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنة
  • آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي.. اغتنم ثوابها ورددها الآن