(اعتدال) و(تليجرام) تتصدى لـ 3 تنظيمات إرهابية بإزالة 43 مليون محتوى متطرف خلال عام 2023
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
يواصل المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) وبالتعاون مع منصة (تليجرام) جهودهما في التصدي للأنشطة الدعائية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية، ونجحت خلال الربع الأخير (أكتوبر – ديسمبر) 2023م من إزالة 20.092.547 مليون محتوى متطرف وإغلاق 801 قناة مستخدمة في بث تلك المحتويات المتطرفة، ليصبح إجمالي نتائج العمل المشترك خلال عام 2023م، إزالة 43.
ورصد فريق (اعتدال) زيادة في نشاط نشر الدعاية المتطرفة خلال الربع الأخير من عام 2023م والعائدة لثلاثة تنظيمات إرهابية (داعش – هيئة تحرير الشام – القاعدة)، حيث تم إزالة 14.064.489 مليون محتوى متطرف وإغلاق 404 قنوات متطرفة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وإزالة 3.781.568 مليون محتوى متطرف وإغلاق 207 قنوات متطرفة لهيئة تحرير الشام الإرهابية، فيما تم إزالة 2.246.490 مليون محتوى متطرف وإغلاق 190 قناة متطرفة تعود لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
يذكر أن التعاون المشترك ما بين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) ومنصة (تليجرام) تمكن من إزالة 58.891.704 مليون محتوى متطرف وإغلاق 13.088 قناة متطرفة منذ بداية التعاون في فبراير 2022م وحتى ديسمبر 2023م.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
سوريا الموحّدة: مسؤولية العلويين في مواجهة التحريض وإغلاق باب الفتنة
عاشت الأقليات في بلاد الشام، ومنها الطائفة العلوية، قرونا طويلة في ظل دولة واحدة وإدارة واحدة وجيش واحد، دون أن تتعرض في تاريخها الطويل لأي استهداف ممنهج أو تمييز معمّم ضد وجودها أو ممارساتها. وهذا الامتداد التاريخي الحافل بالتعايش يقدّم حقيقة راسخة لا تقبل الجدل: المجتمعات الإسلامية اعتمدت عبر تاريخها ثقافة الحوار واحترام الخصوصيات الدينية والاجتماعية للأقليات، ما لم تتحوّل تلك الخصوصية إلى مشروع صدام أو اعتداء على محيطها.
وقد حافظت الأقليات خلال هذه القرون على وجودها وتماسكها، بل أسهمت في بناء الهوية الثقافية والاجتماعية لبلاد الشام، مما يعكس طبيعة المجتمع السوري الذي طالما عُرف بتنوّعه وثرائه وقدرته على احتضان الجميع.
الشقاق المعاصر وأثره على النسيج السوري
غير أن العقود الستة الماضية في سوريا خلّفت شرخا عميقا بين المجتمع السوري عموما والطائفة العلوية خصوصا، بعدما استغلّ نظام الأسدين هذه الطائفة توظيفا سياسيا وأمنيا مكثّفا، فحمّلها تبعات سياسات لم تكن تعبّر بالضرورة عن إرادتها الحقيقية، وأوجد فجوة بينها وبين بقيّة مكونات المجتمع.
ومع مرور الوقت، تبيّن حتى لأبناء الطائفة أن النظام لم يكن يوما حاميا لهم بقدر ما كان مستغلا لوجودهم، وهو ما كشفته تسريبات متداولة للرئيس الهارب إلى موسكو، تضمنت عبارات انتقاص واستهزاء وتكبر على أبناء الطائفة، مما جعلهم في موقع الضحية أكثر من أي وقت مضى.
"نصرٌ لا ثأر فيه".. نافذة للترميم الوطني
مع انطلاق معركة ردع العدوان ورفع الرئيس السوري أحمد الشرع لشعار "نصر لا ثأر فيه"، تبلورت فرصة تاريخية لإعادة وصل النسيج السوري وترميم العلاقة بين مكوناته قبل فوات الأوان. فهذا الشعار لا يحمل فقط دعوة لتهدئة النفوس وتجاوز جراح الماضي، بل يؤسس لرؤية دولة جديدة تقوم على العدالة والإنصاف، لا على معادلة الثأر أو منطق التصفيات.
وما تعبر عنه الحكومة السورية الحالية من خطاب وطني جامع، ورؤية قائمة على وحدة المجتمع، يعزز الثقة بأن المرحلة المقبلة قد تكون نقطة تحول في تاريخ سوريا الحديث.
الحكومة السورية الحالية والضمان الحقيقي للطائفة
إن الواقع السوري اليوم يكشف بوضوح حقيقة لا تخفى على أي منصف: الحكومة السورية الحالية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، باتت الضامن الحقيقي لسلامة الطائفة العلوية ولأمن جميع السوريين دون استثناء.
فالدولة الجامعة، بقوانينها ومؤسساتها، هي وحدها القادرة على حماية الجميع، وتجاوز المرحلة التي حاول النظام السابق خلالها استغلال الفوارق الطائفية لتعزيز سلطته.
العلويون بين مسؤولية اللحظة والوعي بخطورة الاستغلال
إن إدراك هذه الحقائق يجعل أبناء الطائفة العلوية اليوم أكثر الفئات حاجة إلى التمسك بخيار الدولة والالتفاف حول الحكومة السورية الحالية ورئيسها. فهذه اللحظة التاريخية تستوجب منهم الابتعاد عن الأصوات المحرضة على الفتنة والتصعيد، خصوصا مع معرفتهم بأن شخصيات مثل غزال غزال لم تكن يوما ممثلة لطموحاتهم، ولا ناطقة باسمهم، بل جزءا من المنظومة التي حكمت باسمهم وفرضت عليهم وعلى عموم السوريين أشكالا متعددة من الاستبداد قبل أن تتخلى عنهم.
إن ما يجري من محاولات نشر الفوضى وبثّ الشقاق بين أبناء الوطن ليس إلا استغلالا جديدا لمعاناتهم وقلقهم، هدفه ضرب الاستقرار وتقويض فرص المصالحة الوطنية. والوعي بهذه اللعبة السياسية هو الخطوة الأولى نحو إغلاق باب الفتنة ومنع تكرار أخطاء الماضي.
نحو سوريا جديدة لا تُستغل فيها الطوائف والعِرقيات
إن قوة سوريا كانت دائما في تنوعها، وإن أي محاولة لاستخدام الطوائف والعِرقيات وقودا للصراع ليست سوى انحراف عن تاريخ طويل من التعايش. واليوم، تقف البلاد أمام فرصة لإعادة بناء الثقة، وترسيخ دولة القانون، وصياغة مستقبل يتساوى فيه المواطنون دون تمييز.
وإن مسؤولية أبناء الطائفة العلوية في هذه المرحلة مسؤولية وطنية كبرى: إغلاق أبواب التحريض، ودعم المصالحة، والوقوف مع مشروع الدولة الحديثة. فبهذا وحده تُبنى سوريا الموحّدة، سوريا التي يسع وطنها الجميع، ويحمي فيها القانون كل مواطنيها بلا استثناء.