توفيت -أمس الأحد- المغنية والممثلة البريطانية جين بيركين، في منزلها بباريس عن عمر يناهز 76 عاما.

في فرنسا، عاشت بيركين "الفتاة الإنجليزية الصغيرة" التي أتت إلى باريس في الستينيات، والتقت بالمغني وكاتب الأغاني الفرنسي الأسطوري سيرج غينسبورغ، وأصبحا أحد أكثر الأزواج شهرة في عصرهما.

الميلاد والشهرة والزواج

ولدت بيركين في 14 ديسمبر/كانون الأول 1946 في لندن، لأم ممثلة وأب ضابط بحري.

في السابعة عشرة من عمرها تزوجت من جون باري مؤلف "جيمس بوند"، واستمر الزواج ثلاث سنوات فقط.

قفزت بيركين إلى الشهرة بعد ظهورها في فيلم "انفجار" (Blow-Up)، قبل أن تلعب دور البطولة في الكوميديا ​​الرومانسية الساخرة "سولغان" (Slogan) إلى جانب غينسبورغ الذي استمرت علاقتها به 13 عاما على الشاشة وخارجها، وهي الفترة التي جعلتهما أشهر زوجين في فرنسا.

بيركين لُقبت بـ"الفتاة الإنجليزية الصغيرة" (رويترز) أيقونة الموضة

إلى جانب السينما، يشمل إرث بيركين وضع اسمها على حقيبة يد "هيرميس بيركين"، والتي تم إطلاقها عام 1984.

جاءت فكرة الحقيبة في لقاء على متن الطائرة عام 1983، جمع بيركين وجان لويس دوماس الرئيس التنفيذي لشركة "هيرميس" (Hermes)، وحينها تحدثت بيركين عن احتياج النساء العصريات لحقيبة يد كبيرة (Tote) مزودة بجيب، تحمل جميع احتياجاتها ولا سيما أثناء السفر.

ألهمت هذه الفكرة دوماس لابتكار تصميم فاخر من الحقائب، ودعا بيركين للتعاون معه في إصدار هذه الحقيبة التي تحمل اسمها، وفقا لرواية الموقع الرسمي للشركة.

تنتج "هيرميس" 70 ألف حقيبة سنويا فقط. قد يبدو الرقم كبيرا، إلا أنه يبدو ضئيلا في عالم الموضة النسائية، ولا يغطي إقبال السيدات الثريات اللاتي يحرصن على اقتناء جميع ألوان تصميمات حقيبة بيركين، لذا يصبح شراء الحقيبة حدثا غير عادي، وربما تحتاج النساء إلى طرق أخرى للحصول عليها بعيدا عن الشراء المباشر من الشركة، مثل اقتنائها عبر المزادات.

ومن أشهر اللاتي حملن حقيبة بيركين، السيدة ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأميركي السابق، وفيكتوريا بيكهام التي لديها ثروة من حقائب بيركين تتجاوز المئة حقيبة، بينما لدى نجمة تلفزيون الواقع أغنى شابة في العالم كايلي جينير غرفة مخصصة لحقائب بيركين ومثيلاتها من العلامات التجارية العالمية.

وتصنف "بيركن" أغلى حقيبة على مستوى العالم، وتزداد قيمتها السوقية سنويا بمعدل 24%، وليست مفاجأة أن يصل سعر الحقيبة الواحدة إلى نصف مليون دولار أميركي أحيانا، ويعتمد ذلك على حالة الحقيبة أثناء البيع وندرة تصميمها ولونها.

View this post on Instagram

A post shared by No.1 HERMES official club (@hermes.affairs)

بيركين تتبرأ من بيركين

ورغم حصول بيركين على أرباح سنوية تتجاوز 300 ألف دولار من بيع الحقائب الشهيرة التي تحمل اسمها، فقد قالت في لقاء مع صحيفة "تلغراف" (Telegraph) إنها لا تفضل حمل هذه الحقيبة لثقل وزنها، كما طالبت قبل سنوات بإزالة اسمها من حقائب أخرى تنتجها هيرميس، وزعمت أن الشركة الشهيرة تستخدم أساليب وحشية في نزع جلود التماسيح التي تصنع منها الحقائب الفاخرة، وهي المزاعم التي نفتها الشركة.

وتصنع الحقيبة الفاخرة التي تحمل اسم بيركين من جلود العجل والتمساح والنعام أحيانا، وتتباين طرازاتها بين الجلد البراق وغير اللامع وذي النتوءات، لكنها في جميع الأحوال تصنع يدويا وتحتاج إلى 46 ساعة على الأقل لإنتاج كل حقيبة منها، وتصنع دون استخدام أية مواد لاصقة على غير المعتاد في صناعة الحقائب.

ويبدأ سعر حقيبة بيركين من 12 ألف دولار. وبسبب إنتاجها بأعداد محدودة لا يتم الإعلان عنها، تبلغ أسعارها أحينا أرقاما فلكية، وتطول قوائم الانتظار للحصول عليها لتصل إلى فترات بين عامين و6 أعوام.

اضطرت بيركين إلى تأجيل حفلات في باريس كانت مقررة في مايو/أيار بعد كسر كتفها في مارس/آذار 2022 (الفرنسية) المرض والوفاة

تدهورت صحة بيركين في السنوات الأخيرة، وقد تعرضت لجلطة دماغية بسيطة سنة 2021 أرغمتها على إلغاء التزامات عدة.

وبدت بيركين ضعيفة صحيا في فبراير/شباط الماضي خلال مشاركتها في حفلة توزيع جوائز سيزار التي توصف بـ"أوسكار السينما الفرنسية".

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أنه عُثر عليها أمس ميتة في منزلها بباريس.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حقيبة الذكريات

 

 

سالم بن محمد بن أحمد العبري

حين وطأت قدماي مصر في 14 يونيو 1968، كانت نكسة يونيو 1967، قد أناخت بكلكلها على جمال عبد الناصر استشعارًا منه للمسؤولية، وربَّما لشعور داهمه بأنها نهاية أجله قد حانت، ففجرّت كل عِلل العصر بجسده الضخم المتحمّل الذي لم يكن يومًا ينوء بحمل الجبال، إلّا أنه تداعى أمام هجمة الأمراض؛ لكن اجتماعيًا لم تهزّ النكسةُ الزعيم جمال عبد الناصر، ولم تزحزحه قيد أنملة عن قناعاته القومية ومبادئه الإنسانية، لقد ظل رجلا إِمَامًا أو خليفةً أو زعيمًا، لم تنل هزيمة يونيو من أفكاره في مُقاومة الاستعمار، ولم تحنِ له هامة.

ولأنَّ الدولة المصرية ظلت قوية في عهده- رغم الهزيمة- فلم يتأثر مستوى معيشة مواطنيها، ولم تتعرّض مستحقاتهم المعيشية للنقص؛ بل لم تُمس مطلقًا، ورغم تناقص الدعم المادي الإسناديّ الذي كانت تقدمه مصر لمعظم بلدان العالم العربي ودول أفريقيا والدول الإسلامية على السواء في سائر المعمورة مثل المنح التعليمية المجانية، والمعونات الاقتصادية؛ إلا أنّ السياق الاجتماعي في مصر بقي كما هو؛ فشواطيء الإسكندرية والمصائف الأخرى ظلّت مكتظة بالبشر؛ فلا ترى ذرات الرمال إلا من بين أقدام المصطافين من سائر المحافظات المصرية، ولا تستطيع التفرقة بين الرجال والنساء إلا بالتمعن في ملابس البحر.

وفي تلك الأيام كنَّا ندرس في مصر، وكان زميلنا (سليمان) لا يترك لنا هدوءًا لنأخذ قسطاً من الراحة والنوم؛ حيث كان رفيقًا للمحطات الإذاعية، ويطلق صوت الراديو عن آخره، وكأننا في مطعم (علي بابا)، وحين نطالبه بخفض الصوت يتهمنا بعدم الفهم لأغنيات (أم كلثوم كوكب الشرق)، ويؤكد لنا- إمعانًا في المكايدة منه- أننا لم نبلغ من النضج لنسمع قصائد مثل: الأطلال أو هذه ليلتي... إلخ.

وكان (وليد) زميل دراستنا يناغي، فتاتين في العمارة غرب المدرسة، وكانتا تسهران سويًا في شرفة شقتهم بالدور الثاني في البناية التي يسكنها الفنان الشهير (إسماعيل يس)، ويظل صاحبنا متحفزًا وعلى وَجَلٍ لا يقرّ له حال، ولا يستقرّ له بال. وكان صاحب مقام وحظوة لدى الفتاتين، وكما يبدو من أحواله يحادثهما بلغة الإشارة، ويحركهما بإشارة من أصابع يده وكأنَّه يمسك بعصا مايسترو يقود جوقة كبرى كالسنباطي أو بليغ حمدي؛ حيث ترى ذراعيه وكفيه وأصابعه تتلوى يمينًا وشمالًا، وصعودًا ونزولًا. فما إن تضرب لغة الإشارة بينهم الموعد، نرى أبا خالد مسرعًا للذهاب لموقع المواعدة، وقد تزين وجهه بابتسامة الرضا، كمن أصاب الهدف في المرمى؛ فيأخذ طريقه إلى شارع محمد مظهر، أما الفتاتان فتسلكان شارع أحمد حشمت حتى إذا ما وصلا إلى الشارع الفاصل بين السفارة الجزائرية والمدرسة الابتدائية التي أجرينا بها اختبار الوافدين في أكتوبر 1968 ينحنيان يسارًا ثم يميلان يمينًا ليستمر المسير بهما إلى شارع البرازيل امتداد محمد مظهر، ثم ينحرفوا شرقًا ويعبروا معًا أو فُرادى شارع 26 يوليو وهو امتداد للشارع الذي سُمي بيوم إعلان الجمهورية بعد إلغاء الملكية بعد ثورة يوليو بأربعة أيام، فإذا ما تعاقدت الأيدي وتناغمت الحركات وتفتحت القلوب، وبدأ البشر بنشر ملامحه على وجه أبي خالد وفتاتيه وتوقفت عجلات الأوتوبيس (الحافلة) رقم 888، في محطته والذي سيأخذهم إلى وسط البلد حيث (سينما ريفولي)، و(مطعم بامبو). أما وجبة العشاء فقد كانت تحلو على أنغام الموسيقى ودسّ بعض اللقيمات في فم بعضهم البعض، ثم تنتهي الفسحة بثلاثة مقاعد في السينما لمشاهدة فيلم (أبي فوق الشجرة) أو فيلم من بطولة (نجاة الصغيرة وحسن يوسف)؛ لكننا لن نجد أبا خالد في الليل عائدًا إلى شقته، ولن نعرف كيف قضى أمنيات تلك الليلة البهجية.

أما إنْ كان يوم الخميس وقد أرخى الليل سدوله وبعد أن ترخّص ابن جمعة من دراسته بالكلية، فلا نكاد نراه أو يُريح نفسه بِسِنَةٍ من نوم ما بين الظهيرة والمغرب، فما إن ينتهي من دوامه التعليميّ في أدراج المدرسة، حتى يلقي بحقيبته المدرسية ليركض إلى شارع أبي الفداء فيعقد يده بيد السمراء ابنة البواب ويطوفان معًا بشارع أبي الهدى ثم المنتزه.

وهما لم يكونا الحبيبين الوحدين؛ بل الكل يتمثله ويقتنص فرصة الحديث مع الصديقة الخطيبة، وإذا عدت بكم خطوات إلى ما بعد شارع 26 يوليو أي شارع (الجبلاية) الذي يبدأ من رأس كُبري (جسر) الزمالك؛ حيث يحفظك غربا فرع النيل الديربي، وشرقا جامع الزمالك، فإذا توكلت به جنوبا وقد جنّ مساء المغرب ويتبعه الليل وجدت الغرام يتنزّل في ظلمة الليل، والمنارات بضوئها الخافت فيهتك الظن كل سِتر واستطال الغرام بأرض الحب غير الممنوع، فترى الفتاة قد انثنت على ذراع فتاها فتظنهما توأمين ملتصقين، وتسمع الحديث الهامس يثني الخطوات والضحك يشبِّب بعض المارة، وقد يزعج البعض الآخر، وترى آخرين قد أعياهم المشي فاختاروا مكانًا على جانب النهر تفصلهم عنه أمتار أسفل الحاجز ومسلك المحبين وقد وَفَّرَ الشجر الكثيف جنة للمحبين؛ فالهمس لغة الرغبة، والحديث يعلو أحياناً حين يزحف التخطيط للمستقبل وتريد الفتاة أن تتعجَّل الخطوبة والزواج، بينما الشاب يريد مهلةً لتهيئة الأسرة لتحظى فتاته التي تعرّف عليها في الجامعة أو المتنزه أو العمل بالقبول، ويتسع التخطيط لمستقبل غير معلوم، وصولا إلى السكن فهو يريد أن يبقى ببيت الأسرة حتى يمكنهما الحصول على شقة، وهي تنوي إقناع أبيها به.

ويذهب الشوق بهما بعيدًا إلى لحظة ولادة طفلتهما الأولى، ويأخذهما الخيال الشاطح فيتناقشان حول اسمها: فتسأله فتاتُه ماذا نسمي أول مولودة لنا: فيجيبها: (فاطمة). فترد عليه معترضة: لا، سنسميها (نانسي)؛ فينبهر من اقتراحها لهذا الاسم الأجنبي غير المألوف ولا يمت لهما بصلة، ويقول: دعينا نسميها (هيام) فقالت بجواب الموافقة: آهٍ يعبر عن حبنا. فقال لها: نعم وأنت تعلمين أنه اسم المطربة الشهيرة (هيام يونس)، فردّت والبشرى تُزين وجهها وإن كان أول مولود الحب ولد ماذا سنسميه. قالت دون إبطاء: (فيصل). فقال: لا، سنسميه: (جمال أو ناصر)، وبعد حوار بين المحبين حول الشخصيتين. يقول سنسميه (خالد) فقالت: نعم اختيار موفق. سيُخلِّد حبنا وجذبت رأسه إليها بشغف (كُثَيِّر عزة) وقبَّلت الأولى في الوجنة اليمنى وأردفت الثانية بالوجنة اليسرى، ونادى: وقبلتها تسعا وتسعين قبلة وواحدة أخرى ويثنيها على حجره، ويتبعها بقبلة في الوجه ويلثم ثغرها وهي تكاد تذوب في حضنه، وقال: هيا نذهب قد يستبطيء أهلك عودتك وقصدا شمالا إلى شارع 26 يوليو ومحطة الباصات بُعيد الجامع، والكاتب لا يكاد يلحق بهما ولعل إضافات القصة لا تفوته.

مقالات مشابهة

  • فعالية نسائية في الدريهمي بذكرى ميلاد الزهراء
  • جائزة أبوظبي.. «رحلة العُمر» التي يُلاحقها «عُشّاق الفورمولا-1»
  • تقليص الاستيراد يهدّد أسواق اليمن
  • من هوليوود إلى العالم العربي.. الجلد الأسود يتربّع على عرش صيحات الموضة
  • اقتصادية النواب: ممشى أهل مصر أصبح أيقونة حضارية ومصدرًا لجذب السياحة
  • حقيبة الذكريات
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. ما هي المصاعب التي تواجه المرضى في العالم العربي؟
  • إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام ا لشركة «شري للتجارة»
  • مصدر إطاري:الزعامة الإطارية وزعت حصص الحقائب الوزارية على الأحزاب المتنفذة وعودة مناصب نواب رئيس الجمهورية
  • تعرف إلى طائرة إيرباص إيه 320 التي أربكت حركة الطيران في العالم