لجريدة عمان:
2025-06-30@19:29:05 GMT

حين يضجر الكاتب من الأدب

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

حين يضجر الكاتب من الأدب

هل يمكننا الهروب من علّة (سبب) وجودنا، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالكتابة؟ هل يمكننا فهم جوهر الكائنات بمجرد مشاهدتها حيّة، والتعبير من خلال الكتابة، عن ماهيتها الحقيقية؟ هل يمكن للكاتب أن يشعر بالضجر من «مهنته» وأن يتخذ في «لحظة إشراقية» ربما قرار التوقف عن التأليف للبحث عن بديل آخر؟

هذه هي الأسئلة الأساسية التي تطرحها رواية الكاتب الإيطالي أليساندرو باريكو «مستر جوين» (نقلتها إلى العربية أماني فوزي حبشي، «منشورات الجمل») صحيح هي أسئلة «كلاسيكية»، مثلها مثل موضوعات الرواية كلها، إلا أنها تعكس بعمق اهتمامات باريكو، الذي يرسم ذلك عبر شخصية رئيسية خيالية ومحببة، شخصية منجذبة إلى التشويق اللذيذ تجعل من العمل ممتعًا للغاية وتحثنا على القراءة ليتبين لنا في النهاية أنها أقل طيشا بكثير ممّا كنّا نجدها عليه مع بداية الكتاب أو على الأقل كما تخيلنا ذلك.

تبدأ الرواية من اللحظة التي يقرر فيها الكاتب الإنجليزي جاسبر جوين البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا أن يتوقف عن الكتابة. كان سبق له أن نشر ثلاث روايات وكتاب ومقالات بحثية وقصتين قصيرتين أكسبته نجاحا شعبيا ونقديا كبيرا، ما جعله يبدو على «الموضة» في إنجلترا (وإن كان غير معروف كثيرًا في أي مكان آخر) ليتسابق عليه الجميع؛ ومع ذلك كان غير راضٍ عن حياته، إذ قد سئم من الكتابة، وأدرك «بوضوح مذهل» أن ما يفعله لم يعد يرضيه، لذا نشر مقالة (عبارة عن قائمة) في صحيفة الجارديان ذكر فيها اثنين وخمسين أمرًا وعد نفسه بأنه لن يفعلها بعد الآن، وآخر هذه الأمور: التوقف عن تأليف الكتب.

اعتبر وكيله الأدبي و«محرره» وصديقه، توم بروس شيبرد، هذا البيان بمثابة استفزاز؛ لم يأخذ كلامه على محمل الجد ولكن عندما اتصل بالكاتب، فهم أن الأمر لم يكن كذلك: كان جوين مصممًا تمامًا ولا رجعة عمّا قاله، بل أضاف صراحة بأن «الكتابة عن الأذى قد انتهت». يشعر المحرر بالمأزق والحيرة في كيفية أن يتعامل مع التقلبات المزاجية لواحد من كتّابه المفضلين، عندها يبدأ بممارسة الضغط عليه لثنيه عن هذا القرار، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

شيئًا فشيئًا، ومع هذا الشعور بالحرية الذي لفه، بدأ جوين يشعر بنوع من فراغ لا يمكن إدارته بسهولة. بدأ بالافتقاد إلى فعل الكتابة البسيط. شعر بعذاب الحنين إلى هذا الجهد اليومي لترتيب أفكاره في شكل جملة مستقيمة. ببساطة لم يكن يعرف ماذا سيفعل بعد ذلك؟ لماذا لا تُصبح مترجمًا أو دليل سفر؟ يقول له وكيله: لا. الإجابة الواضحة الوحيدة التي تتبادر إلى ذهنه هي أن يكون ناسخا، أي كتابة الصور الشخصية. نزل عليه «هذا الوحي» أثناء زيارة مرتجلة لمعرض تُعرض فيه الصور؛ لقد اتضح الأمر في ذهنه: سيكون ناسخًا، وسيرسم أيضًا صورًا، ولكن بأدواته التي هي الكلمات. صورا نهائية لعارضات أزياء عاريات في بيئة تجبرهن على الكشف عن أنفسهن...

خياره هذا كان بمثابة بحث عن وسائل جديدة للتعبير ولهذا الغرض، بحث عن ورشة عمل، واهتم بالإضاءة والصوت والديكور، ثم انطلق في البحث عن الموديلات. إنها بداية تجربة غير عادية ستضع الكاتب التائب تحت الاختبار القاسي. أعتقد أنه يتوجب عليّ أن أتوقف عن المزيد من الكشف عن تفاصيل الرواية، لكي نسمح لأنفسنا بقراءتها والشعور بالدهشة من خيال أليساندرو باريكو، ومن شخصياته غير المحتملة في كثير من الأحيان، التي تقترب أحيانًا من الرسوم الكاريكاتورية وذلك كي تساعدنا بشكل أفضل على اكتشاف حقيقة ما يرمي إليه في الختام: كيف «كلّ واحد منا هو صفحة كتاب» بل أنه كتاب «لم يكتبه أحد من قبل، والذي نبحث عنه عبثًا في رفوف عقولنا».

ما يلفت في هذه الرواية القصيرة مسار هذا الكاتب الذي يبحث عن «مهنة أخرى»، مسار يتميز بالبطء والأصالة في البحث عن صور فريدة من نوعها لن تصبح موضوعا لأي منشور، بل من أجل البحث عن هذه الحميمية الأصلية والتجريبية الموجودة في هؤلاء الأشخاص العشرة الذين يبحثون عن أنفسهم والذين يبحث المؤلف عنهم كي يرسم صورهم «بحرفية». هنا إطار القص العام وجوهر اللُحمة الذي يربط الكلام ببعضه البعض.

يقدم لنا باريكو في روايته هذه، غوصًا مثيرًا للاهتمام في أعمق أعماق الكاتب، الذي يجب عليه يومًا ما أن يفعل من منطلق الالتزام، وتحت الضغط، ما فرض نفسه عليه في البداية كضرورة. إنه أيضًا قبول القيود، وثمن النجاح، وصعوبة التعبير عن الذات في سجل آخر غير ذلك الذي يتوقعه الجمهور، وعدم الفهم... أن ينتهي الأمر بكراهية ما أردناه أكثر من كل شيء. أن ندرك أنه على الرغم من كل شيء، تظل الكتابة هي السبب الوحيد لوجودنا، وأنه يجب علينا إعادة اختراع هذه الممارسة.

في أي حال لا تشكل الرواية «رثاء» طفل مدلل. بل هي في الواقع بحث عن طرق جانبية، أكثر خطورة من الطرق المطروقة، وأكثر ثراءً أيضًا بالمشاعر الجديدة والتي تزيل قضبان سجن الملاءمة. نحن بعيدون عن جمع أسرار كاتب خائب الأمل، فالخيال خصب ينجذب القارئ رغم نفسه إلى هذه المغامرة التي تعرف كيف تتجنب الانتظار والمفاجأة عند مطلع الفصل؟

ما هو الفنان؟ يتساءل أليساندرو باريكو في هذه الرواية المثيرة والأنيقة بشكل كبير. للإجابة على هذا السؤال، يدعونا لمتابعة رحلة السيد جوين، التي هي في جزء منها عبارة عن لعبة متطورة، والجزء الآخر مغامرة كوميدية. وإذا أعطانا مفتاح لغز جوين، فمن الطبيعي أن تكون النتيجة غير متوقعة.

يتعامل أليساندرو باريكو مع قلمه بالشعر والمهارة ويغمرنا في رواية مثيرة للاهتمام ولكنها دقيقة على أقل تقدير. فهو يصور بذكاء مفاهيم الكتابة وسحر الكلمات، والفن بشكل عام، الوجود والظهور، وكذلك الحب والصداقة. هذه الرواية، النفاذة والخيالية والأعمق مما تبدو، لها سحر لا يمكن إنكاره وهي رسالة حب حقيقية للأدب، إذ تبدو وكأنها مكتوبة في لحظة خالصة من السعادة الأدبية.

يأخذنا باريكو إلى رحلة في التفكير في عمل الكاتب، من التشبع إلى قلة الإلهام إلى الانتحال. لذا تبدو شخصية السيد جوين وكأنها تبحث عن الكمال الذي قد لا يأتي إلا بالابتعاد عن سبب وجودنا لننخرط فيه بطريقة أخرى. وهنا مفارقة الفن العظيم في أحيان كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟

بعد اثني عشر يومًا من شنّها، وضعت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أوزارها، وكل طرف يحاول أن يقدم لجمهوره سردية انتصار حقق بها أهدافه السياسية والعسكرية للحفاظ على شرعيته السياسية واستمراره في السلطة.

ففيما أعلن الكيان الصهيوني أنه أنهى بنك أهدافه العسكرية في إيران، أعلنت إيران أنها انتصرت في التصدي للهجوم الإسرائيلي – الأميركي، وأنها حققت نصرًا في ردع اعتداء أميركا وإسرائيل، وضرب الكيان بشكل موجع لم يعرفه منذ تأسيسه.

1- مكاسب وخسائر طرفي الحرب

بعد أن وجّه الكيان الصهيوني في المرحلة الماضية ضربات موجعة إلى أذرع إيران وشركائها التابعين لها في المنطقة، وحقق الكثير من المكتسبات العسكرية والسياسية، وجدت إسرائيل أن الفرصة أصبحت سانحة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربات لإيران وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية تعيد ترتيب المنطقة لصالح الكيان الصهيوني لعقود قادمة.

حققت إسرائيل هدفًا كبيرًا في إنهاء البرنامج النووي الإيراني أو تأخيره لسنوات طويلة، من خلال ضرب المنشآت النووية الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتصنيع أجهزة الطرد المركزي، بعد التدخل الأميركي الحاسم الذي مهّد لإنهاء الحرب.

كما قامت إسرائيل بحملة اغتيالات لكبار القادة العسكريين شملت رؤوس كل الأجهزة العسكرية والأمنية، واستهدفت علماء التصنيع النووي الإيراني، إذ وصل عدد من تم اغتيالهم إلى أكثر من عشرة علماء، كما أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

كان من بين الأهداف الإسرائيلية الأهم مهاجمة الدفاعات الجوية الإيرانية روسية الصنع المعروفة بـ "إس-300″، إذ كانت تملك إيران أربعة أنظمة منها، إلا أن إسرائيل استطاعت تدمير واحدة منها في أبريل/ نيسان الماضي، وفي هذه الحرب استطاعت تدمير كل تلك الأنظمة وإخراجها من الخدمة، وفقًا لما أعلنه الكيان الصهيوني.

هذا، رغم عدم معرفة العدد الذي تملكه إيران من الصواريخ الباليستية التي أحدثت فرقًا في تلك الحرب، إذ تشير تقديرات القوات الجوية الأميركية إلى أن إيران تمتلك 3000 صاروخ باليستي، وتزعم إسرائيل أنها استطاعت تدمير 40٪ من منصات إطلاق الصواريخ في حربها الأخيرة.

إعلان

كما استطاعت الولايات المتحدة، باستخدام القنبلة الأميركية GBU-57 المحمولة على الطائرة الأميركية B-2H، أن تحسم الحرب من ناحية عسكرية فيما يخص البرنامج النووي، وحققت ما عجزت عنه إسرائيل في استهداف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية في مواقع: فوردو شديد التحصين، ونطنز وأصفهان.

وحققت إسرائيل مجموعة من الأهداف السياسية التكتيكية، تمثلت في منح المفاوض الأميركي مساحة من الوقت لإدارة مفاوضات أميركية – إيرانية تحقق بها أميركا أعلى درجات المكاسب السياسية والعسكرية بما يخدم مشروعها ومشروع إسرائيل، ويعيد ترتيب المنطقة بأكملها، مع إظهار التفوق النوعي العسكري والتكنولوجي، والتفوق الاستخباراتي، وقدرة إسرائيل على الوصول إلى أي هدف عسكري وسياسي داخل إيران بأعلى درجات الدقة، وتعميق حالة قوة الردع الإسرائيلي لدى أعدائها.

لكن إسرائيل عجزت عن إنهاء البنية التحتية لصناعات الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تشكل التهديد الحقيقي والمباشر لأمنها، كما عجزت عن إقناع أميركا بإسقاط النظام الإيراني.

وهذا ما عقّب عليه بعض قادة إسرائيل الذين حذّروا من إعلان "نصر مغرور غير حقيقي"، وأن إيران ونظامها السياسي بقيا "كأسد جريح" سوف يعود لينتقم بشكل أكبر بعد أن يرمم خسائره ويستعيد بناء قوته وبرنامجه النووي.

أما إيران، فقد استطاعت أن تطلق أكثر من 500 صاروخ متعدد القدرات على تل أبيب، وهي حالة تتشكل لأول مرة منذ تأسيس دولة إسرائيل. إذ استطاعت تلك الصواريخ أن تخترق جميع الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تبلغ أكثر من ستة أنظمة، أشهرها مقلاع داود، القبة الحديدية، باتريوت، بالإضافة إلى نظام "ثاد" الذي نشرته الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل.

وتمكنت المنظومة الصاروخية الإيرانية من اختراق تلك الدفاعات الجوية بأكثر من 25 صاروخًا مدمرًا، ضربت تل أبيب ومناطق إسرائيلية مختلفة، وأصابت منشآت عسكرية واستخباراتية وأمنية ومستشفيات ومبانيَ سكنية ومنشآت حيوية مثل محطات توليد الكهرباء.

وإن كانت الهجرة العكسية من إسرائيل قد بدأت تنشط منذ أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإن المراقبين يتوقعون مزيدًا من تلك الهجرات بعد الحرب الأخيرة، مع إظهار قدرة إيران على اختراق الأمن الإسرائيلي وضرب مناطق كانت تتفاخر إسرائيل بتحصينها. فالهجرة إلى إسرائيل مرتبطة بالأمن، وكلما شعر السكان الإسرائيليون بانخفاض الأمن زادت الهجرة من إسرائيل.

2- وقف إطلاق النار وشرعية استمرار السلطة السياسية

فيما يبدو أن حكومة اليمين الإسرائيلي تنتقل من ساحة حرب إلى أخرى لتستمر في السلطة وتحسن فرص عودتها في الانتخابات القادمة.

وإن بنك الأهداف العسكرية المتاحة أمام حكومة اليمين الإسرائيلية يبدو مليئًا، ويمكنها أن تصعد في الساحة العراقية أو في الضفة الغربية، أو حتى باتجاه تركيا التي تتحسس الخطر والأطماع الصهيونية، وعدم الثقة بالحليف الأميركي غير المنضبط، والذي يمكن جره من قبل حكومة اليمين الصهيونية بسهولة إلى ساحات حرب غير متوقعة وكارثية على استقرار المنطقة.

كل ذلك قد يمنح حكومة اليمين الإسرائيلي مزيدًا من الوقت للاستمرار في السلطة حتى الانتخابات المقبلة في خريف العام القادم.

إعلان

أما استقرار السلطة في إيران، فلن يكون بتلك السهولة. فالفجوة بين الرئاسة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني آخذة في الاتساع، وشرعية البقاء في السلطة القائمة على الشرعية الدينية تتآكل منذ سنوات، وشهدنا تلك الاحتجاجات الشعبية الكبيرة في وجه السلطة الدينية.

فيما شرعية العداء والمقاومة لإسرائيل وأميركا والتصدي لها قد كشفت الحرب الأخيرة ضعف السلطة في هذا الملف، والخسائر الكبيرة التي لحقت بإيران، رغم محاولات إظهار الأمر وكأنه نصر حققته إيران بعد أن نجحت في ضرب تل أبيب ومهاجمة القوات الأميركية في قطر والعراق، لإظهار قدرتها على الرد وحفظ ماء الوجه.

صحيح أن أميركا أعلنت أنها لا تسعى لإسقاط النظام، لكن الخسائر الظاهرة التي تعرضت لها إيران في حربها الأخيرة، مع وجود معارضة خارجية متحفزة، ومعارضة داخلية واسعة، حتى من داخل النظام، قد يكون لها ما بعدها.

وقد نشهد تطورات سياسية كبيرة في داخل النظام الإيراني خلال المرحلة القادمة، ليس بالضرورة تغيير النظام الديني بالكامل، بل قد يكون في تغيير البنية وشكل النظام السياسي القائم بما يقلص من السلطة الدينية لصالح الحكم المدني. فإيران قد تكون مقبلة على استحقاقات داخلية كبيرة، وقد تصل إلى مرحلة الاضطرابات السياسية والأمنية.

3- ما بعد الحرب.. كيف يبدو وجه المنطقة؟

لا شك أن السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان منعطفًا سياسيًا كبيرًا، لكن الحرب الإيرانية- الإسرائيلية وما تمخضت عنه من نتائج قد تكون أهم حدث سياسي في المنطقة منذ مطلع القرن، إذ سيترتب عليها نتائج سياسية كبيرة تتشكل ملامحها كالتالي:

انكفاء إيراني داخلي: إذ ستعود إيران إلى الحالة التي كانت عليها قبل عام 2003. فالتمدد الإيراني في المنطقة الذي انطلق منذ سقوط النظام العراقي السابق، والسماح الأميركي في عهد باراك أوباما لإيران بالتمدد، قد انتهى مع نهاية هذه الحرب.

وبدأ العد العكسي، إذ سنشهد تراجعًا إيرانيًا كبيرًا في لبنان، مع ما يترتب عليه من نتائج كبيرة على حزب الله، الذراع العسكري لإيران في لبنان، مما سيدفع الساحة اللبنانية إلى صراعات سياسية كبيرة، عنوانها نزع سلاح حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي.

في الساحة العراقية: ستصبح استمرارية المليشيات العراقية على المحك، وسوف نشهد تراجعًا ملحوظًا لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي، وقد يُستثنى من ذلك التيار الصدري، الأقل قربًا من الخط الإيراني.

وسنشهد تحولات في التحالفات السياسية المدنية العراقية، وبداية تحولات في العملية السياسية قد تغيّر شكل النظام السياسي في الزمن المتوسط أو البعيد، ليصبح العراق دولة مدنية متحررة من الهيمنة الإيرانية وأذرعها داخل الدولة العراقية.

في اليمن: يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة سياسية جديدة ومضطربة قد تعيد الحالة إلى ما قبل الربيع العربي. فحالة الاستعصاء الحوثي في اليمن قد تبدأ في التحلل، مما قد يساهم في تحولات عسكرية وأمنية وسياسية كبيرة في المرحلة القادمة، خاصة بعد حالة التقارب التي أبداها الرئيس الإيراني مباشرة بعد انتهاء الحرب، مع دول خليجية لها خلافات تاريخية مع إيران، مما قد يفتح الباب لإعادة ترسيم العلاقة بين إيران وجاراتها العربية ونفوذها في المنطقة. الساحة السورية: ستصبح أكثر استقرارًا، خاصة في ملف محاولات انفصال مدن الساحل التي دعمتها إيران. فتراجع الدور الإيراني وانحساره في المنطقة يعني قطع الطريق بالكامل على محاولات الانفصال في الساحل السوري. في الأراضي الفلسطينية: المشكلة الكبرى ستكون في صعود حكومة اليمين الإسرائيلي، مما يعني أننا سنشهد تصعيدًا كبيرًا في الضفة الغربية. وسيتم السعي الإسرائيلي الحثيث لضم المنطقة (ج)، التي تشمل غور الأردن وتشكل 61٪ من مساحة الضفة الغربية، إلى دولة إسرائيل. إعلان

وسيعود الحديث عن التهجير من غزة إلى الواجهة، وسيكون الأردن في عين العاصفة، وسيشهد الصراع مع حكومة اليمين الإسرائيلي تصعيدًا كبيرًا.

وستشهد القضية الفلسطينية تطورات كبيرة ضد مصالح الشعب والدولة الفلسطينية، في وقت تسعى فيه إسرائيل لبدء مرحلة تطبيع جديدة مع الدول العربية، رغم ظهور ملامح موقف عربي موحد من ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية.

ويعتمد هذا على قدرة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية العربية في إحداث خرق سياسي ودبلوماسي مع أميركا، لوقف الأطماع المجنونة لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة. في ذات الوقت، سنشهد احتكاكات سياسية متوسطة الحدة بين تركيا وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ندوة تفاعلية لكتاب داسم.. مزج مبتكر بين الأدب والفن والتحليل النفسي
  • كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي؟
  • و أمرت النيابة العامة بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لتمكينه المتهم من قيادتها رغم علمه بعدم حيازته رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث المروري المروع الذي وقع
  • خالد تاجا.. الثائر الذي فاتته ساعة التحرير
  • ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
  • رسالة دكتوراه تقدم قراءة جديدة لصورة ذوي الإعاقة في الأدب
  • في شمس آرت سبيس.. داسم يكسر حدود الكلمة إلى عالم من الإحساس
  • (فؤادنا) الذي رحل
  • ما الذي دفع إسرائيل لوقف الحرب دون حسم؟
  • غرم العمري: الحديث الذي أراه عن فهد المفرج وفهد بن نافل لا يصح