لم تفقد حركة النهضة التونسية الأمل في العودة إلى المشهد السياسي في تونس بعد، إذ تراهن على جملة من العوامل التي قد تعيدها مرة أخرى للانخراط المجتمعي والسياسي.

رغم تباين الآراء بشأن قدرتها على العودة، لكن سياسة ضبط النفس التي اتبعتها الحركة منذ الإجراءات الاستثنائية، في 25 يوليو/ تموز 2021، تشير إلى محاولة الحركة الحفاظ على الوجود مستقبلا في المشهد.


وتسعى الحركة لتغيير اسمها خلال الفترة المستقبلية، والدخول إلى المشهد السياسي مرة أخرة، وفق الخبراء.
يربط الخبراء بين تحركات النهضة في الوقت الراهن، وموعد الانتخابات الرئاسية في خريف 2024، إذ تسعى الحركة لدعم أحد المرشحين للرئاسة، رغم عدم اتضاح الرؤية بشأن المشهد حتى الآن.
وأرجأ المكتب التنفيذي و”مجلس الشورى” لحركة النهضة عقد المؤتمر الـ11 للحركة الذي كان مبرمجا نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دون تحديد الموعد الجديد.

من ناحيته، قال عبد القادر ساكري، المحلل السياسي التونسي والخبير الاستراتيجي، إن جميع محاولات حركة النهضة للعودة إلى المشهد السياسي أو إلى السلطة باءت بالفشل.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أنه رغم استغلال بعض قيادات حركة النهضة لتأزيم الأوضاع الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، لفرض نفسها كلاعب سياسي داخل المعارضة التونسية، لم تنجح بعد.
ولفت إلى أن موقف النهضة ومن يناصرها من الحلفاء السابقين والحاليين داخل “جبهة الإنقاذ” أصبح ضعيفا، لكون أغلب قياداتها تعاني من الملاحقة القضائية، نتيجة ممارستها أيام الحكم طيلة “العشرية السوداء” في تهم فساد مالي وشبهات جنائية ارتبطت بقضايا خطيرة تمس الأمن القومي.

ويرى أن محاولات النهضة للعودة مستقبلا للمشهد السياسي تبدو صعبة، بعد أن عجزت عن عقد مؤتمرها منذ فترة، حتى قبل خروجها من السلطة، مشيرا إلى أن قدرة الدولة التونسية على تسديد ديونها الخارجية والداخلية رغم الأزمة الاقتصادية، أضعفت فرص النهضة التي راهنت على انهيار المالية العمومية.
فيما يقول منذر ثابت، الخبير السياسي التونسي، إن النهضة دخلت في مرحلة وسياق جديد، إذ تصر النهضة على أنها “حزب محافظ”، لكنها تتمسك بالمبادئ الديمقراطية.
وأوضح في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الحركة تتحرك ضمن سردية جديدة يحددها المؤتمر القادم، التي تراها القيادة الحالية ضرورية بالتمسك بالمسار الديمقراطي”، ويرى أن المحاولة الحالية تسعى للتنصل من المسؤولية عن “العشرية السوداء”.
وأشار إلى أن المشهد السياسي في البلاد منقسم بشأن مدى استيعاب النهضة مستقبلا، إذ يمكن أن تكون النهضة ضمن مكونات المشهد السياسي في تونس، لكنها قد تكون أقلية غير مؤثرة في الوزن السياسي.

ولفت إلى أن بعض العناصر تصب في صالح الحركة حاليا، تتمثل في عدم انخراطها في مواجهات عنيفة ضد النظام الحالي، على عكس فترة التسعينيات ضد نظام بن علي.
وفق الخبير، فإن العودة للمشهد السياسي في الوقت الراهن، تتوقف على سياسة الرئيس قيس سعيد ومدى قبوله بالتعددية، أو عدم قبول انخراط الحركة في المشهد.

في سياق متصل، نفى العجمي الوريمي، الأمين العام لحركة “النهضة”، ما تردد من أخبار في تونس حول وفاة راشد الغنوشي، رئيس الحركة في سجن المرناقية منذ أكثر من 9 أشهر.

وقال في بيان إن “رئيس الحركة بخير، وهو رمز للثبات والإباء”.
راشد الغنوشي، وُلد في عام 1941 في منطقة الحامة التابعة لمحافظة ڨابس، وهو من مؤسسي “حركة الاتجاه الإسلامي” في تونس التي غيّرت اسمها لاحقا إلى “حركة النهضة”.
وتستعد تونس لإجراء انتخابات رئاسية هذا العام، إذ تنتهي ولاية الرئيس قيس سعيد في أكتوبر/ تشرين الأول 2024.

وكالة سبوتنيك

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المشهد السیاسی حرکة النهضة إلى المشهد السیاسی فی فی تونس إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشاركة ضعيفة.. ترزاسكوفسكي وناوروكي إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بولندا

وفقًا لاستطلاعات الرأي الأولية، كان رافاييل ترزاسكوفسكي هو الفائز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وقد تلاه كارول ناوروكي، مما يعني أن هذين السياسيين هما اللذان سيتواجهان في الجولة الثانية من الانتخابات في 1 يونيو. اعلان

أظهرت النتائج الأولية لاستطلاعات الرأي التي أعدتها شركة إبسوس لصالح قنوات TVP وTVN وPolsat أن السياسي الليبرالي رافا ترزاسكوفسكي، مرشح "المنصة المدنية"، تقدم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية البولندية بحصوله على 30.8% من الأصوات، متفوقًا على منافسه كارول ناوروكي، مرشح "الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي"، الذي حل ثانيًا بنسبة 29.1%.

وسيخوض المرشحان جولة الإعادة الحاسمة في 1 حزيران/ يونيو، بعد أن تفوقا على باقي المتنافسين، وفي مقدمتهم سلاومير منتزن، الذي جاء في المرتبة الثالثة بنسبة 15.4% من الأصوات.

وفي استطلاع آخر أجرته Telewizja Republika، حصل ترزاسكوفسكي على 31.6%، مقابل 29.8% لناوروكي، مما يؤكد احتدام المنافسة بين المرشحين.

مشاركة ضعيفة وحوادث مؤسفة في يوم الاقتراع

بحسب بيانات لجنة الانتخابات الحكومية، بلغت نسبة المشاركة حتى الساعة الخامسة مساءً 50.69%، وهي أقل بكثير مقارنة بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية عام 2020 التي شهدت مشاركة بلغت 64.5%. ويحق لأكثر من 28 مليون بولندي التصويت.

ومن المتوقع أن تعلن اللجنة النتائج الرسمية في وقت متأخر من مساء الإثنين أو فجر الثلاثاء، خاصة إذا ارتفعت نسبة الإقبال في الساعات الأخيرة.

وسُجّلت خلال عملية التصويت ثلاث حوادث ملحوظة، أبرزها وفاة شخصين من كبار السن داخل مراكز اقتراع في شيتشين وبيلسكو-بياوا. كما تم الإبلاغ عن حادثة اعتداء داخل مركز اقتراع، حيث قام أحد الناخبين بعضّ عضو لجنة انتخابية، وفق ما أعلنه رئيس اللجنة سيلفيستر مارسينياك.

وانطلقت الحملة الانتخابية رسميًا في 15 كانون الثاني/ يناير، وتمحورت حول قضايا الأمن، والهجرة، والدفاع، والاقتصاد، والحرب في أوكرانيا، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلًا عن القضايا الاجتماعية الحساسة مثل الإجهاض.

وخلال الأيام الأخيرة من الحملة، أُثيرت قضية مثيرة للجدل تتعلق بشراء كارول ناوروكي لشقة من أحد كبار السن، وسط اتهامات من معسكر ترزاسكوفسكي بأن الصفقة تمت بطريقة غير أخلاقية. ورد ناوروكي قائلاً: "تصرفت وفق القانون. كنت سأفعل الشيء نفسه مجددًا"، مؤكدًا أنه اهتم بالمالك السابق وأن الإجراءات كانت قانونية تمامًا.

من جانبه، واجه ترزاسكوفسكي انتقادات بشأن مواد دعائية نُشرت باسمه من قبل منظمة غير حكومية مؤيدة له، تُدعى Akcja Demokracja. وقد نفى المرشح صلته المباشرة بالحملة الدعائية، قائلاً إن لا هو ولا فريقه طلبها.

انسحابات وانقسامات داخل اليسار

شهدت الانتخابات انسحاب عدد من المرشحين، بينهم كرزيستوف ستانوفسكي، الذي أشار إلى أن ترشحه كان بدافع الفضول، وغريغورز براون، المعروف بمواقفه المتطرفة والمناهضة للاتحاد الأوروبي، وكذلك ماتشيك المؤيد لروسيا.

كما دخل اليسار البولندي السباق منقسمًا، حيث رشّح ثلاثة مرشحين بارزين، من بينهم ماجدالينا بيجات، نائبة رئيس مجلس الشيوخ، وأدريان زاندبرج، القيادي في حزب "معًا"، وجوانا سينيشين، النائبة الأوروبية السابقة.

اعلان

وتزامنت الانتخابات الرئاسية البولندية مع الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأولية فوز المرشح الوسطي نيكوسور دان. كما شهدت البرتغال انتخابات برلمانية حاسمة في اليوم نفسه.

منتج شريط الفيديو • Glogowski Pawel

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • جلالة السُّلطان يهنئ الرئيس الروماني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • خارطة التحالفات تؤكد تماسك القوى التقليدية دون تغيير في المعادلة
  • اللافي يبحث مع السفير البريطاني تطورات المشهد السياسي والأمني
  • انطلاق تصويت الكوريين الجنوبيين بالخارج في الانتخابات الرئاسية
  • سمو ولي العهد يهنئ السيد نيكوسور دان بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في رومانيا
  • خادم الحرمين الشريفين يهنئ السيد نيكوسور دان بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في رومانيا
  • عمدة بوخارست يفوز بالانتخابات الرئاسية في رومانيا
  • مشاركة ضعيفة.. ترزاسكوفسكي وناوروكي إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بولندا
  • في انتخابات بيروت… دايري خوري تكتسح المشهد البلدي (فيديو)
  • انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في بولندا