مفهوم لفظ "الغسل الشرعي" وكيفيته
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
الغُسْل في اللغة بالضم: الاسم من الاغتسال، ويُطْلَق في اللغة على عدة معانٍ، منها: تمام غَسْل الجسد كله، ومنها: الماء الذي يُتطهَّر به. ينظر: "تهذيب اللغة" لأبي منصور الهروي (8/ 68، ط. دار إحياء التراث العربي) و"لسان العرب" لابن منظور.
وإن الفقهاء قد تعرضوا لبيان معنى لفظ: "الغُسْل الشرعي" من خلال ثلاثةِ أقوالٍ:
فيرى الحنفية أنَّ المعنى الاصطلاحي مطابقٌ للمعنى اللغوي دلالةً، وركنُ الغُسْل عندهم: إسالة الماء على جميع ما يمكن إسالته عليه من البدن من غير حرجٍ مرة واحدة.
ويرى الشافعية والحنابلة أنَّ الغُسْل الشرعي هو: سيلان الماء على جميع البدن مع النية. "مغني المحتاج" للإمام الخطيب الشربيني (1/ 212، ط. دار الكتب العلمية) و"المغني" للإمام ابن قدامة (1/ 82، ط. مكتبة القاهرة).
وقال المالكية: الغُسْل الشرعي هو إيصال الماء إلى جميع ظاهر الجسد بنيةٍ مع الدَّلْكِ والموالاة. "شرح الخرشي على مختصر خليل" للإمام أبو عبد الله الخرشي (1/ 161، ط. دار الفكر).
وممَّا سبق يتبيّن معنى لفظ: "الغُسْل الشرعي"، وأما كيفيته فتكون بأن يُعَمِّمَ الإنسانُ كل ما يمكن إسالة الماء عليه من بدنه وشعره ناويًا بذلك رفع الحدث؛ أي: التطهر من الجنابة.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا خَرَجُوا وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رسولُ الله ﷺ أن تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا. ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ فَأَضْرَمَهَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَتَدْخُلُنَّهَا. قَالَ: فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْهُمْ: إِنَّمَا فررتم إلى رسول الله مِنَ النَّارِ! فَلَا تَعْجَلُوا حَتَّى تَلْقَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوهَا. قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا، إنما الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قال: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى الْقَطَّانِ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاغتسال الغ س ل الفقهاء المالكية تعرف على
إقرأ أيضاً:
عبدالقيوم: قيام البعثة الأممية بمراجعة وتقييم توصيات اللجنة الاستشارية “شىء غير مفهوم”
علق الكاتب الصحفي عيسى عبدالقيوم، على إعلان البعثة الأممية اختتام اللجنة الاستشارية أعمالها بنجاج وتقديم تقريرها النهائي، معتبرًا أن قيام البعثة بمراجعة وتقييم توصيات اللجنة الاستشارية “شىء غير مفهوم”.
وأضاف عبدالقيوم، عبر حسابه على موقع فيسبوك، أن “التقرير النهائي أكد أن اللجنة الاستشارية قد «انتهت من عملها الهام». وعلقت البعثة على التقرير بقولها «ستقوم البعثة بمراجعة وتقييم التوصيات».. شيء غير مفهوم .. فهل ما قامت به اللجنة عمل نهائي أم مجرد مسودة من حق مكتب البعثة تقييمها- أي تصحيحها – لمعرفة نسبة ملائمتها للواقع وجدوى التعاطي معها؟!”.
وتابع؛ “فبكل تأكيد العبارة أضعفت حجية عمل اللجنة الاستشارية بل وافقدته القيمة المرجوة منه والتي كان بمقدور البعثة أن تمنحه للجنة ضمن تعليقها”.
وأردف، أن “التقرير قال واصفا عمل اللجنة «إنه يهدف إلى تلبية تطلعات الشعب الليبي»، وعلقت البعثة بقولها أنها «ستبدأ في الأيام المقبلة مُشاورات مع الأطراف المعنية وكافة الليبيين لدراسة الخيارات المُقترحة»، فإذا كان المطلوب من اللجنة فك الاشتباك بين الخصوم وتقديم مقترحاً عملياً ينهي مماحكاتهم ، فكيف يعاد كل عمل اللجنة في الأيام المقبلة ليعرض على أطراف النزاع صاحبة المصلحة في البقاء في السلطة”.
وعقب؛ “فهنا تحديدا منحت البعثة «حق الفيتو» لأطراف النزاع، وجعلت من عمل اللجنة مجرد دراسة تحليلية كالتي نشاهدها كل ليلة في برامج العاشرة”.
وأكمل، “قال التقرير إن عمل اللجنة كان منصباً على إيجاد حلول «لمعالجة القضايا الخلافية»، وقالت البعثة في تعليقها على التقرير أنه ومن خلال مُشاورات مع أطراف النزاع «ستقُوم البعثة برسم خارطة طريق سياسية مبنية على التوافق»، لافتًا “يا إلهي ماذا كانت تعمل اللجنة طيلة المدة الماضية، إذا كانت البعثة ستقوم بجولة مشاورات مع «أطراف النزاع» لرسم خارطة طريق سياسية؟!.. شيء يشبه لعبة الباب الدوار!”.
وختم موضحًا؛ “لا أريد أن استبق الأحداث، فإما أن تكون «البعثة» قد فشلت في صياغة تقريرها حول عمل اللجنة بشكل احترافي مهني .. أو أن «اللجنة» فشلت في تقديم مبادرة صريحة تنهي الخلاف مما جعل البعثة تتلعثم”.
الوسومعبدالقيوم