منذ بداية الحرب في قطاع غزة، بدا النظام الإيراني سعيدا ومتفائلا بما وصفه المرشد الإيراني، علي خامنئي، بـ"هزيمة إسرائيل"، وهذا له أسبابه، وفق تحليل من مجلة "فورين أفيرز" 

ويشير التحليل إلى أنه من السهل فهم "سعادة" طهران، فقد أغرقت الحرب عدوها الإقليمي الرئيسي، إسرائيل، في صراع طويل الأمد وربما لا يمكن الانتصار فيه.

كما أجبرت خصمها العالمي الرئيسي، الولايات المتحدة، على التركيز على منع هذا الصراع من التصعيد، حتى في الوقت الذي تقاوم فيه تهديدات الميليشيات المتحالفة مع إيران.

وتريد إيران، بحسب التحليل، أن تكون القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، لكنها لم تكن مستعدة للاستفادة من الحرب في غزة من خلال جعل محور المقاومة يفتح جبهات جديدة رئيسية ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وأطلق حزب الله، الحليف الأكثر قدرة لطهران، صواريخ على إسرائيل، لكنه لم يشعل حربا شاملة على الحدود الشمالية للبلاد، كما هدد المسلحون الحوثيون مرارا وتكرارا الشحن الدولي واستهدفوا إسرائيل بصواريخهم وطائراتهم بدون طيار، لكن هذه الهجمات لم تفعل شيئا يذكر لسحب إسرائيل من غزة، وفق التحليل.

والرسالة الواضحة، تقول المجلة، هي: أنه يمكن لإيران أن تسبب الفوضى، لكنها ليست قوية بما يكفي لشن هجوم حقيقي. وقد تستنتج طهران أن هذا الصراع جعلها تبدو أضعف وليس أقوى. وبناء على ذلك، قد تشعر بأنها أكثر ضعفا.

ويشير التحليل إلى أنه قد يتاح لطهران أن تقوم باندفاعة أخيرة للردع النهائي، أي الأسلحة النووية، لكن ذلك ينطوي على مخاطر، رغم أنه قد يوفر لإيران نوعا من الحصانة التي تتمتع بها كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب.

كما يمكن لإيران المسلحة نوويا أن تكون أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لأن رد الفعل العنيف سيكون محدودا حيث سيعمل أعداؤها على تجنب الرد النووي.

وإذا قررت طهران أن تصبح نووية، فسيكون من الصعب إيقافها، وفق التحليل، فقد أصبح البرنامج النووي للحكومة متقدما بالفعل، وهو الآن يخضع لرقابة دولية محدودة.

يمكن للولايات المتحدة أن تأمر بضربة عسكرية، ولكن حتى لو نجحت، فإن هذه الضربة ستؤخر، في أحسن الأحوال، البرنامج، وفق المجلة.

وكان من المفترض أن تعود إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، في 18 أكتوبر، في عُمان، حيث ستبدآن محادثات أكثر توسعا حول البرنامج النووي، لكن هذه الفرصة الصغيرة أغلقت في اللحظة التي هبط فيها مسلحو حماس بالمظلات إلى الأراضي الإسرائيلية.

ومع دخول الولايات المتحدة عام الانتخابات الرئاسية وتواطؤ النظام الإيراني الآن في حربين ضد حلفاء الولايات المتحدة، إسرائيل وأوكرانيا، لا يوجد احتمال حقيقي للحل الدبلوماسي، تقول "فورين أفيرز".

ويأتي ذلك في الوقت الذي تقترب فيه إيران أكثر من أي وقت مضى من القدرة على إنتاج أسلحة نووية. واليوم، قد يستغرق الأمر حوالي شهر حتى تنتج البلاد ما يكفي من المواد النووية المخصبة لترسانة من أربعة إلى خمسة رؤوس حربية نووية، وفق التحليل.

ويمكنها تصنيع قنبلة قابلة للتسليم ربما بعد بضعة أشهر فقط. ومن الصعب التنبؤ بالتوقيت الدقيق، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لا تستطيع مراقبة برنامج طهران النووي بشكل كامل.

ولم تعد إيران تمتثل لتدابير الشفافية في الاتفاق النووي الذي لم يعد قائما الآن، والذي سمح للمفتشين بمراقبة محطات إنتاج أجهزة الطرد المركزي والمنشآت النووية غير المعلنة. ونتيجة لذلك، تقول المجلة، يمكن لطهران الآن تحويل إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى منشآت سرية.

وتخلص المجلة إلى أن القادة الإيرانيين قد يرون في امتلاك الأسلحة النووية وسيلة للحصول على ضمانات جديدة تحميهم من هجوم إسرائيل أو أميركي، مما يحرر "محور المقاومة" لإحداث المزيد من الخراب.  

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق في مسقط الأحد

 

الثورة نت/

جولة رابعة من الحوار النووي بين إيران والولايات المتحدة يتوقع أن تنطلق في العاصمة العمانية، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية حددت الأحد 11 مايو الجاري موعدا محتملا.

وبادر موقع “نورنيوز” الإيراني إلى كشف النبأ، مستندا إلى إفادة مسؤول لم يسمه حول استئناف المفاوضات الأحد.

وأوضح مصدر قريب من فريق التفاوض أوضح لوكالة “رويترز” أن التاريخ النهائي لم يحسم، مرجحا انعقاد الاجتماعات على مدى يومين: السبت والأحد أو الأحد والإثنين في مسقط.

وأرجئت الجولة الرابعة التي كان مخططا عقدها يوم 3 مايو في روما، وأرجعت سلطنة عمان التأجيل إلى “أسباب لوجستية”.

وذكر موقع “أكسيوس” أن كبير المفاوضين الأمريكيين ستيف ويتكوف أشار بدوره إلى مساع لعقد اللقاء مطلع الأسبوع القادم، بعدما جددت الخارجية الإيرانية تمسك طهران بالنهج الدبلوماسي تجاه واشنطن.

وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطرق مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إلى تطور المحادثات، مؤكدا استعداد روسيا لـ”تسهيل الحوار” وصولا إلى “اتفاق عادل”.

مقالات مشابهة

  • إيران تؤكد انعقاد الجولة الـ4 من محادثاتها النووية بمسقط الأحد
  • العودة إلى طاولة التفاوض.. إيران وواشنطن تستأنفان المحادثات النووية في عُمان بعد جمود طويل
  • تحليل لـCNN: لماذا لم يتدخل ترامب لحل أزمة الهند وباكستان؟
  • إيران تنفي وجود منشأة نووية سرية وتتهم إسرائيل بتعطيل المحادثات مع أمريكا
  • «رويترز»: التعاون النووي الأمريكي مع السعودية لم يعد يرتبط بتطبيع العلاقات مع إسرائيل
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تلعب إيران بحذر بين موازنة المحادثات النووية الأمريكية والسياسة تجاه اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • تجويع غزة.. عندما تستخدم إسرائيل أكثر الأسلحة خسة في التاريخ
  • نائب ترامب: المباحثات النووية الإيرانية على المسار الصحيح
  • جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق في مسقط الأحد
  • طهران: موعد الجولة المقبلة من المحادثات مع أمريكا حول الملف النووي قيد الدراسة