سودانايل:
2025-06-24@12:26:45 GMT

معاناة شعب

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

سرف المداد

المواطن السوداني الذي خلت حياته من حكومة تحنو عليه، اعتاد على رهق الحياة، وعنت البؤس، وظلّ يكابد غصص الحرمان، وفداحة التكاليف، برحابة صدر وثبات جنان، نعم لقد اعتصم من يكدح سائر يومه، لا يعرف للدعة طعماً، أو للراحة سبيلا، بالصمت البليغ، فلم يعد مجلسه يضج بالشكوى والتذمر، أو يشيم مخايل الرجاء، في أنظمة سقته الصاب والعلقم.


إنّ من يسعى على عياله، واصلاً نهاره بليله، وصباحه بمسائه، نظير قراريط تملأ حواصل زغابه بالحصى والتراب، لم أجد أصبر منه على خطب، ولا أقوى جلداً منه على نازلة، فرغم أنه قد لصق بالدّقعاء، ويعاني من فداحة الظلم، ومرارة الإهمال، مازال يتهاون بضروب الآلام، ويصم أذنيه عن ضلال الأقلام، التي تصور أنه قد أضحى في ظل هذا العهود المكفهرة من أهل المخمل والديباج.

إن الأمر الذي لا يعتريني فيه شك، أو تتنازعني فيه ريبة، أنّ مثل هذه الأقلام السقيمة، التي تُطمِس الشاهد، وتُبهِم الأثر، لا تنطوي في عُرف الحقيقة على شيء، بل هي أس البلاء، ومبركُ الفتنة، فهي من تأكل أكل السرف، وتلبس لباس الترف، وتدع الغير صرعى للفاقة، وأسرى للمرض، هذه الأقلام لن يرسخ لها أصل، أو يسمق لها فرع، رغم لفظها المختار، ومعانيها المصقولة، لأنها تسعى أن تعطيك صوراً للدنيا غير مملؤة بالقتام والضنك، ولا أحسب أنّ يراعي قد حاد عن جادة الحق والصواب، إذا زعم أنّ صرير هذه الأفلام، سوف يطمر ذكرها التاريخ، ويدفعها إلي زاوية النسيان، لأنها جاهدت أن تجعل من الإنقاذ، وغيرها من الأنظمة التي تلتها، لوحة مبرأة من كل عيب، وتحفة خالية من كل كدر، ونسيت أو تناست، أن للحقيقة نور ساطع، وبرق لامع، لا تخفيه الغيوم، أو تحجبه القرون. ليت هذه العصبة التي تتصدر كل مجلس، وتتصدى لكل حديث، تجعل من المواطن مجتلى يراعها، وساحة تفكيرها، ليتها تكف عن مداعبة الأغصان الملد، والأوراق الغضة، وتهتم بمن تخالجته الهموم، وتعاورته الغموم، ليتها تنافح عن المسكين المُعدم، الذي تخونت جسمه الأسقام، حتى ذوى محياه النضر، وتهدم جسده الوثيق، وتلاشى عضله المكتنز، في ظل هذه الحروب التي لا تأصرها آصرة، ليت هذه الأقلام توفي الحديث عن تبلد الحس، وطغيان الشهوات، وموت الضمائر، كما تفعل الأقلام المُلهمة في دياجير الأخطاء، أقلام الشرفاء التي تستند إلي عقيدة راسخة تطاولت على الهدم، وتعمقت على الإجتثاث، وترتكز على فكرة قوامها رفع الظلم عن كاهل الجماهير، مقالات النبلاء التي تشرق بنور العقل، وتنبض بروح العاطفة، تزود عن قدسية الحق، وتنشد رفاهية هذا الشعب، الذي ما زال صامداً على عرك الشدائد، مدونات العظماء التي تسري هموم النفس، وتهون متاعب الحياة، فيزدهر الوجه الشاحب، وينبسط المحيا الكئيب، ويبتسم الثغر الحزين.

ترى متى تدرك حكومتنا “الشاحبة” الحانية، شفقة بهذا الشعب الذي قرعت ساحته الأحزان، وصارت حياته مرتعاً تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات، متى تُبقي حكومتنا الرشيدة، على من نابته خطوب الزمن، وتخرمته بوائق الدهر، وطحنته الهيجاء طحن الرحى، ووطئه التاجر الجشع بكلكله، متى يلبي المجلس السيادي كل نداء، ويؤدي كل واجب، تجاه هذا المجتمع، الذي مناط أماله، وحديث أمانيه العجاف، نظام سياسي يقيم أوده، ويسد عوزه، ويأمن سلامته، ويوقف هذا البوار.
د. الطيب النقر  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

استمرار الاعتصامات والتظاهرات في تعز تنديداً باحتجاز مقطورات الغاز في لحج

الجديد برس| يواصل وكلاء توزيع مادة الغاز المنزلي في محافظة تعز، ومعهم عدد من أبناء المدينة، اعتصامهم المفتوح أمام مبنى المحافظة وشركة النفط لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على استمرار احتجاز مقطورات الغاز في منطقة رأس العارة بمحافظة لحج، الخاضعة لسيطرة فصائل موالية للتحالف، ما فاقم الأزمة في إمدادات الغاز المنزلي. وفي وقت سابق خرج وكلاء وسائقو ناقلات الغاز في تظاهرة غاضبة جابت شارع جمال وسط مدينة تعز، تنديدًا باحتجاز ناقلاتهم لأكثر من عشرة أيام، في خطوة وصفوها بـ”غير المبررة”، وحذّروا من انعكاس الأزمة على الحياة اليومية للمواطنين، وسط صمت من السلطات المعنية. وطالب المحتجون بسرعة الإفراج عن الشاحنات المحتجزة وضمان تأمين خطوط الإمداد من منشأة صافر إلى تعز، مؤكدين أن استمرار العراقيل والابتزاز على الطرقات يضاعف من معاناة السكان، ويهدد الاستقرار المعيشي في المدينة. وأوضح المشاركون أن ما يزيد من تفاقم الأزمة هو احتجاز ناقلات الغاز في منطقة رأس العارة من قبل فصائل تابعة للمجلس الانتقالي، بحجة نزاع تجاري بين مالكي محطات توزيع الغاز، دون أي اعتبار لاحتياجات السكان أو الكشوفات الرسمية الخاصة بحصة تعز. وفي سياق متصل، تشهد خطوط نقل الغاز اضطرابات متزايدة، إذ أغلق مسلحون من قبيلة آل عوشان طريق صافر – مأرب الأسبوع الماضي، للمطالبة بالإفراج عن أحد أبناء القبيلة المعتقلين في سجن بمحافظة المهرة، ما أدى إلى اتساع نطاق أزمة الغاز لتشمل محافظات عدن وتعز وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف. وتتصاعد المخاوف في الأوساط الشعبية من دخول المدينة في شلل تام بسبب تعمّق الأزمة، وسط دعوات بعمل حال فوري وعاجل لوقف معاناة السكان جراء انقطاع مادة الغاز المنزلي في المحافظة.

مقالات مشابهة

  • الحق اشتري.. توقعات برلمانية بارتفاع أسعار الذهب
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • في تصريح لوكالة السودان للأنباء .. رئيس الوزراء يوجه رسالة وطنية سامية إلى أصحاب الأقلام
  • استمرار الاعتصامات والتظاهرات في تعز تنديداً باحتجاز مقطورات الغاز في لحج
  • الاحتلال يطلب من سكان طهران الابتعاد عن مصانع الأسلحة والقواعد العسكرية
  • الحرارة فوق 40..عدن في ظلام دامس
  • ضجيج الأقلام .. و صمت الحقيقة
  • من الأسرة إلى المدرسة… كيف يحصن القانون المصري الطفل ضد الخطر؟
  • تسلم مشروع التوسعة بمدرسة مدينة الحق بطاقة
  • الحق اشتري .. خصم هائل على هاتف سامسونج جالاكسي S24 FE