تسارعت ردود الفعل الدولية والفلسطينية، عقب إصدار محكمة العدل الدولية الجمعة حكما يقضي بقبول الدعوى المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد كيان الاحتلال، وتلزمه بمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة. 

وفي أول رد فعل على قرار المحكمة، رحّب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالإجراءات المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، قائلا إن قضاة المحكمة حكموا لصالح الإنسانية والقانون الدولي.

ودعا المالكي، جميع الدول إلى ضمان تنفيذ جميع التدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة، بما في ذلك كيان الاحتلال، مؤكدا أن قرارها يعد تعهدا قانونيا ملزما.

وفي العاصمة طهران، قدم وزير خارجية إيران حسن أمير عبد اللهيان، التهنئة إلى جنوب إفريقيا على نجاحها أمام محكمة العدل الدولية في رفع دعوى ضد الاحتلال، مؤكدا دعم إيران لها.

وأضاف أنه يجب “تقديم مسؤولي النظام الإسرائيلي إلى العدالة فورا لارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الفلسطينيين”.

وأضاف عبد اللهيان، أن دعم البيت الأبيض الشامل لجرائم إسرائيل لن يُنسى أبدا، وفق تعبيره.

كما أبدى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ترحيبا بقرار محكمة العدل الدولية حول الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، مشددا على ضرورة تنفيذ التدابير المؤقتة التي فرضتها المحكمة. وأضاف سانشيز أن بلاده ستستمر في الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

وفي أنقرة ، دعا وزير العدل التركي يلماز تونج، كيان الاحتلال إلى “الامتثال فورا” للقرار الاحترازي الصادر عن محكمة العدل الدولية.

وقال تونج في منشور عبر منصة “إكس”، إنه “يجب على إسرائيل أن تمتثل فورا للقرار الاحترازي الصادر عن محكمة العدل الدولية وأن تضع حدا للجرائم ضد الإنسانية”.

واعتبر الوزير التركي أن قرار المحكمة كان “إيجابيا من حيث وقف إراقة الدماء في فلسطين، وإنهاء الجرائم ضد الإنسانية”، مشددا على ضرورة تفعيل الآلية الدولية أيضًا لاتخاذ إجراءات فورية من أجل تنفيذ القرار.

على الطرف المقابل، هاجم مسؤولو حكومة الاحتلال ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار المحكمة، معتبرين أنه “معاد للسامية ووصمة عار”.

وفي كلمة بثتها وسائل إعلام الكيان، قل نتنياهو إن قرار المحكمة قبول دعوى “الإبادة الجماعية ضد إسرائيل وصمة عار لن تمحى جيلا بعد جيل”، حسب وصفه. واعتبر نتنياهو أن لـ”إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والمحكمة الدولية حرمتها من ذلك”، وفق زعمه.

وشدد رئيس وزراء الكيان على مواصلة الحرب حتى “النصر التام”، وإعادة جميع المحتجزين، وحتى “لا تصبح غزة مستقبلا مصدر تهديد لإسرائيل”.

وأضاف أن “إسرائيل تخوض حربا عادلة لا مثيل لها”، وأن التزامها “بالقانون الدولي لا يتزعزع”.

وذكرت هيئة البث الرسمية بالكيان، أن نتنياهو طلب من الوزراء عدم التعليق على القرار الصادر عن المحكمة والذي تُلزم فيه الاحتلال بـ”اتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة”.

لكن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، سارع وأصدر تعليقا على قرار العدل الدولية. واتهم بن غفير محكمة العدل الدولية بأنها “معادية للسامية”، زاعما أن قرارها “يثبت ما كان معروفا مسبقا” بأنها “لا تسعى إلى العدالة”.

وأضاف: “لا يجب الاستماع إلى القرارات التي تهدد استمرار وجود دولة إسرائيل”، وتابع: “علينا أن نواصل هزيمة العدو حتى النصر الكامل”.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة قرار المحکمة

إقرأ أيضاً:

الحصار اليمني يضرب السياحة ويطال قطاعات اقتصادية حيوية في »إسرائيل«:انخفاض عدد السياح إلى الكيان عبر المطارات إلى 401 ألف سائح فقط خلال يناير- أبريل 2025م

 

أكدت تقارير اقتصادية عبرية جديدة أن عدد السياح القادمين إلى « إسرائيل» خلال الفترة ( يناير – إبريل ) من العام الجاري 2025م انخفض إلى 431 ألف سائح مقارنة بـ1 مليون و 271 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام 2023 م قبل عمليات المقاومة والحصار الجوي، وبنسبة انخفاض بلغت 66 % ، وأشارت التقارير إلى أن عدد السياح الذين وصولوا للكيان عبر المطارات خلال الفترة (يناير – إبريل) 2025 م انخفض إلى 401 ألف سائح فقط ، بالتزامن مع فرض الحصار الجوي من اليمن مقارنة بـ 1 مليون و131 ألف سائح وصلوا عبر المطارات خلال نفس الفترة من العام 2023م ، وبنسبة انخفاض بلغت 64 % ، فيما انخفض عدد السياح الزائرين للكيان -وفق التقارير- من 3 ملايين سائح في العام 2023م إلى 961 ألف سائح فقط في العام 2024م أي بنسبة انخفاض بلغت 68 % ، وهو ما يعكس التأثير الكبير والمباشر الذي خلّفه الحصار الجوي والبحري المفروض من اليمن على الكيان الغاصب ليس فقط على قطاع السياحة ، بل طال العديد من القطاعات الاقتصادية والاستهلاكية الحيوية داخل الكيان المجرم في الأراضي المحتلة.

الثورة / أحمد المالكي

«نداف لاهماني»، المدير التنفيذي لشركة “كنترول” التابعة لمجموعة فينيكس جاما، أكد، أن صناعة السياحة داخل الكيان الصهيوني تواجه تحديات معقدة منذ أسابيع، مشيرًا إلى أن التعافي لا يبدو قريبًا، خاصة مع استمرار غياب شركات طيران كبرى مثل “رايان إير” والخطوط البريطانية عن المطارات الإسرائيلية، وتصاعد أزمة الثقة في السوق.

انخفاض التسوق

وبحسب بيانات “مؤشر فينيكس جاما” لمراقبة حجم مشتريات بطاقات الائتمان، فقد شهد الأسبوع المنتهي في 25 مايو انخفاضا بنسبة 10 % في حجم التسوق المتعلق بالسياحة مقارنة بالأسبوع السابق، ما اعتبر بمثابة “توقف حاد في الطلب”، يعكس تراجعا كبيرًا في الاستهلاك وتغيرا في سلوك المسافرين الإسرائيليين.

كما سجل المؤشر انخفاضا بنسبة 5.8 % في إجمالي حجم المشتريات، وتراجعا بنسبة 4.1 % في متوسط حجم الشراء، وهو ما يدل على تردد واضح لدى الإسرائيليين في الإنفاق على السفر والعطلات. في المقابل، ارتفعت تكلفة الرحلات بنسبة 16 % نتيجة نقص المعروض واحتكار السوق من قبل شركات محلية، ما زاد العبء على المستهلكين.

قطاعات استهلاكية

وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع لا يقتصر على قطاع السياحة فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات استهلاكية أخرى، حيث هبطت مبيعات الحواسيب والهواتف بنسبة 12 %، والسلع الكهربائية بنسبة 11 %، بينما بقي قطاع البصريات مستقرا، في مؤشر على تزايد نزعة التقشف في ظل مخاوف اقتصادية وأمنية متنامية.

تدهور حاد

فيما أكدت صحيفة “غلويس” العبرية في تقرير اقتصادي جديد ، أن قطاع السياحة الإسرائيلي، يشهد تدهوراً حاداً ، حيث تراجعت المعاملات المالية المرتبطة بهذا القطاع بنسبة 29.5 % هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م ، وأرجع التقرير هذا التراجع إلى استمرار انسحاب شركات الطيران الأجنبية من الأجواء الإسرائيلية، وتدهور الوضع الأمني، لا سيما بعد سقوط صواريخ قرب مطار “بن غوريون” من اليمن.

وعلى ذات الصعيد أكد موقع «ترافل آند تور وورلد» المتخصص بأخبار السفر والسياحة العالمية: أن الهجوم اليمني على مطار «بن غوريون» كشف عن نقاط ضعف حقيقية في البنية التحتية الجوية المدنية ، وأن الصاروخ اليمني ، كاد أن يصيب برج المراقبة في مطار «بن غوريون» ، وبرغم أنه لم يُصب المحطة مباشرةً، إلا أنه هزّ عالم الطيران، وتسبب في توقف الرحلات الجوية بشكل مفاجئ.

وأوضح الموقع أن الهجوم اليمني لم يكن مجرد حادث كاد أن يُودي بحياة أحد، بل كان بمثابة جرس إنذار، وكان تأثيره فوريًا بانسحاب شركات الطيران ، وأحدث اضطرابًا هائلًا، وجعل السياح يلغون عطلاتهم، وواجه «الإسرائيليون» في الخارج صعوبة في العودة.

وأشار الموقع إلى أن الضربات الصاروخية اليمنية حولت موسم السفر الصيفي في «إسرائيل»، إلى فوضى عارمة، والذي عادةً ما يكون فترة ذروة ، وادى إلى غياب شركات الطيران الأجنبية في «إسرائيل»، وأثر بشدة على «الإسرائيليين» وارتفعت أسعار التذاكر بشكل حاد وتضاءل توافر المقاعد.

واقع معقد

ويرى مراقبون أن الواقع في إسرائيل وفق كل هذه المعطيات يزداد تعقيداً، ويحمّل المواطنون الإسرائيليون ، حكومة نتنياهو مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية وإرعابهم في بيوتهم ولجوئهم إلى مخابئ سفلية هرباً من الصواريخ اليمنية التي تستهدف «إسرائيل» ولا تتمكن قدرات الدفاع الجوي من اعتراضها، وفي حين تواجه الحكومة الإسرائيلية الإرهابية المتطرفة سخطاً شعبياً واسعاً، فإنها مطالبة بتوضيح كيف يمكن للمستهلكين الإسرائيليين السفر لقضاء أيام الصيف في أوروبا وسط أسعار وتكاليف سفر مرتفعة للغاية، خصوصاً بعد فقدانهم طيران “رايان إير” الذي يوفر أسعاراً منخفضة مقارنة بالمنافسين، وهي الشركة التي سبق وأكدت أن صبرها نفد تجاه الإضطرابات الداخلية في «إسرائيل».

مقالات مشابهة

  • نائب عن حزب الله: مستعدون للعمل مع الشرع ضد الاحتلال
  • موعد إعلان المحكمة الرياضية الدولية لبطل الدوري المصري الممتاز بعد شكوى الزمالك وبيراميدز ضد الأهلي
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • عضو منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
  • حماس تطالب بتحقيق دولي بعد اعتراف أمريكي بجرائم إسرائيل في غزة
  • الحصار اليمني يضرب السياحة ويطال قطاعات اقتصادية حيوية في »إسرائيل«:انخفاض عدد السياح إلى الكيان عبر المطارات إلى 401 ألف سائح فقط خلال يناير- أبريل 2025م
  • دلائل جديدة تكذب رواية إسرائيل حول “مجزرة المجوعين”
  • محكمة شعبية تتهم إسرائيل بالإبادة ومقرر أممي يشيد بها
  • الكيان المتهالك.. قراءة في علامات الانهيار المتعددة لـ إسرائيل من داخل كتاباتهم
  • القومى للمرأة ينظم اليوم التعريفي الأول لموظفي المحكمة حول مناهضة العنف ضد المرأة