منظمة إيغاد.. نشأت لمكافحة الجفاف وانتهت وسيطا للنزاعات بأفريقيا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) هي مجموعة اقتصادية إقليمية تعمل على التنمية بين بلدان شرق أفريقيا، تأسست عام 1996، ويقع مقرها الدائم في جيبوتي.
من أولوياتها العمل على التعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي، والسلام والأمن والوقوف في وجه الحروب والنزاعات بين الدول الأعضاء.
النشأة والتأسيستعود البدايات الأولى لتاريخ تأسيس إيغاد إلى عام 1986؛ حيث تم تأسيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بمكافحة آثار الجفاف.
وبعد سنوات من العمل على مكافحة آثار الجفاف والتصحّر الذي تسبب في انتشار المجاعة في شرق أفريقيا، ومسايرة للتحديات الأمنية والاقتصادية، اجتمع رؤساء الدول والحكومات في أديس أبابا عام 1995 وقرروا الدفع بمنظمتهم وتنشيطها لتوسيع مجالات التعاون بين الدول الأعضاء، التي تشترك في التحديات الأمنية وانتشار الفقر والأمراض بين شعوبها.
وخلال القمة الخامسة لرؤساء حكومات الدول الأعضاء التي انعقدت في جيبوتي في 25 و26 نوفمبر/تشرين الثاني 1996 قررت القمة إدماج الهيئة الحكومية المعنية بالجفاف، في منظمة جديدة أطلق عليها اسم "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية" (إيغاد).
وفي إطار الدفع بالمنظمة نحو التعاون والاندماج الاقتصادي اعتمد مؤتمر التأسيس في جيبوتي رؤية جديدة للتنمية تتمركز حول العمل في عدة مجالات أهمها:
التعاون الاقتصادي، والتكامل الإقليمي، والزراعة، والموارد الطبيعية والبيئية، والصحة، والتنمية الاجتماعية، والسلام والأمن العمل على تحقيق الأمن الغذائي.
الدول الأعضاء والشركاءتأسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) من 6 دول، هي جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان والصومال.
وبعد استقلال إريتريا عام 1993 انضمت للهيئة وأصبحت عضوا رسميا كامل العضوية. وفي عام 2011 انضمت جنوب السودان، وأصبحت العضو الثامن فيها.
ويساوي مجموع مساحة الدول الأعضاء في إيغاد ما يزيد على 5.2 ملايين كيلومتر مربع، وتمتلك 6960 كيلومترا على سواحل المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر.
وللدول الأعضاء مسافات حدودية دولية تتجاوز 6910 كيلومترات مع مصر وتشاد وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ورواندا وتنزانيا.
وفي عام 1993 طلب الرئيس السوداني السابق الفريق عمر البشير وساطة "إيغاد" لحل مشكلة جنوب السودان، فانخرطت بعض من الدول الغربية في الوساطة مع الهيئة وأصبحت شريكة لها في حل المشاكل.
والدول الشريكة هي: الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنرويج وإيطاليا وفرنسا.
وللهيئة شراكات وتعاون مع الوكالة الأميركية للتعاون، وهيئات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والكثير من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية ودعم التنمية ومجالات القضاء على الفقر.
الأهدافتهدف منظمة "إيغاد" إلى العمل من أجل التنمية والنهوض بالاقتصاد والخروج من كوارث الحروب والنزاعات وآفات الفقر والأمراض، وقد حددت المادة 7 من ميثاق التأسيس جملة من الأهداف التي قامت من أجل تحقيها، وأهمها:
العمل على تحقيق الأمن الغذائي الإقليمي والتنمية المستدامة للموارد الطبيعية. تشجيع ومساعدة الدول الأعضاء في جهود مكافحة الجفاف والكوارث. تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وإنشاء آليات لمنع وتسوية النزاعات بين الدول الأعضاء. توحيد السياسات المتعلّقة بالتجارة والجمارك والنقل والاتصالات والعمل على حرية حركة السلع ومرور الأشخاص داخل حدود منطقة الهيئة. تعزيز إستراتيجيات التنمية المشتركة ومواءمة سياسات وبرامج الاقتصاد الكلي. الهياكلتتألف هيئة "إيغاد" من الهياكل والأجهزة التالية:
مجلس الرؤساء: وهو أعلى هيئة، ويتكون من رؤساء الدول والحكومات، ويشرف على اتخاذ القرارات ويرسم السياسات والتوجهات العامة، ويجتمع مرة في السنة، ويتم اختيار الرئيس بالتناوب من بين الدول الأعضاء.
مجلس الوزراء: ويتكون من وزراء الخارجية ووزير آخر للتنسيق تعينه كل دولة من الدول الأعضاء. ويصوغ المجلس السياسة المعتمدة من مجلس الرؤساء ويوافق على الميزانية السنوية العامة، ويجتمع مرتين في السنة.
لجنة السفراء: وتتكون من سفراء الدول الأعضاء في إيغاد أو البعثات المعتمدة، وتجتمع عند الحاجة، وتقدم التوجيهات للأمين التنفيذي.
الأمانة التنفيذية: وتتكون من الأمين التنفيذي وطاقمه، ويعين الأمين التنفيذي من قبل مؤتمر الرؤساء لولاية فترتها 4 سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، ويسهر على التنسيق بين الدول الأعضاء والأجهزة والبرامج التابعة للهيئة، ويتابع تنفيذ المشاريع العامة.
وبالإضافة للأمانة التنفيذية التي يقع مقرها الدائم في جيبوتي، يوجد عدد من الأجهزة التابعة للهيئة في الدول الأعضاء، مثل المركز الإقليمي المعني بمحاربة الإيدز، وبرنامج قطاع الأمن والسلام، ومعهد الأبحاث والتنبؤات، وغيرها من الأجهزة.
تحدياترغم ما تملكه الدول الأعضاء من الموارد المتعددة ومقومات التقدم، إلا أن الهيئة لم تحقق ما هو مطلوب منها بفعل الكثير من العوامل، أهمها النزاعات والحروب، والفساد الإداري والسياسي، وانعدام الفرص الاقتصادية، وغياب التسيير العادل للثروات المحلية.
أزمة السودانمنذ الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير عام 2019 ومنظمة إيغاد تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية السودانية.
وتعد الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 وأسفرت عن مقتل أعداد كبيرة، ونزوح أكثر من 7 ملايين نسمة، أكبر تحد واجهته المنظمة منذ تأسيسها، خاصة أنها تضع في أولوياتها العمل على منع الحروب والنزاعات.
وفي يونيو/حزيران 2023 شكّلت إيغاد لجنة رباعية لمتابعة أزمة السودان، وإقناع الأطراف المتحاربة بإنهاء الحرب والرجوع لطاولة الحوار.
وبعد أشهر من العمل اجتمعت القمة الـ41 لرؤساء وحكومات الدول الأعضاء بالعاصمة جيبوتي، وقدّم الرئيس الكيني وليام روتو رئيس اللجنة الرباعية بيانا أعلن فيه مسار المساعي التي بذلها من أجل أن تضع الحرب أوزارها.
وبعد مبادرة إيغاد للرجوع للحوار، قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها تدعم القرارات التي تتخذها الهيئة من أجل استعادة السلام في المنطقة.
تجميد السودان عضويتهوفي 20 يناير/كانون الثاني 2024 قرر السودان تجميد عضويته في منظمة "إيغاد" نتيجة ما قال إنه "تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه".
وقال بيان لوزارة الخارجية السودانية إن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس منظمة "إيغاد" إسماعيل عمر غيله "أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة".
وكان السودان قبل ذلك قد احتج على دعوة المنظمة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" لحضور أعمال القمة التي عقدتها الخميس 19 يناير/كانون الثاني، وهي القمة التي كررت فيها "إيغاد" دعوتها طرفي النزاع في السودان إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء الحرب".
وسبق أن اتهم السودان "إيغاد" بإضفاء الشرعية على "مليشيا" دقلو من خلال دعوته إلى اجتماع يحضره رؤساء الدول والحكومات الأعضاء، كما اتهمها البرهان بالتحيّز والسعي إلى التدخل في "شأن داخلي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الهیئة الحکومیة الدولیة المعنیة بین الدول الأعضاء فی جیبوتی العمل على من أجل
إقرأ أيضاً:
"Startup Power".. تعلن انطلاق الموسم الرابع تحت رعاية منظمة العمل الدولية
شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والنائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ومؤسس المسابقة، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وال باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وأشرف عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لشركة بلتون لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأريك أوشلين، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وشخصيات عامة، فعاليات الحفل الختامي للموسم الثالث من مسابقة "Startup Power" لدعم المشروعات الناشئة، في احتفالية كبرى شارك فيها مئات الشباب أصحاب الأفكار الابتكارية من مختلف محافظات الجمهورية.
تكريم 50 فائزًا وجوائز تميز في قطاعات المستقبل
شهد الحفل تكريم 50 فائزًا من أصل 80 متسابقًا وصلوا إلى المرحلة النهائية، والذين قدموا مشروعات متميزة قابلة للتنفيذ في قطاعات متنوعة، كما تم منح جوائز تميز استثنائية لمشروعات تخصصت في مجالات التكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر، وذلك تقديرًا لأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني واستشراف مستقبل التنمية المستدامة.
ولم يغفل الحفل تكريم المحكمين والمدربين الذين ساهموا بخبراتهم في بناء قدرات المتسابقين على مدار أشهر من العمل، في مشهد يؤكد أن نجاح أي مبادرة جادة يبدأ من تكامل كل عناصر المنظومة.
وأشاد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بالمسابقة ودورها في دعم ريادة الأعمال في مصر، مثنيًا على دور مؤسسة أبو هشيمة الخير في دعم الشباب وتنمية قدراتهم، قائلًا: "الأهم من الجائزة هو التدريب وصناعة العقول المبشرة.. ونحن لسنا أقل من من الشباب الذين أسسوا تطبيقات غيّرت التاريخ."
وأضاف: "أحمد أبو هشيمة له باع طويل في هذا المجال، وهو رائد أعمال متميز ومعطاء، ولا يتوانى عن دعم المبادرات التي تصب في مصلحة الوطن."
أحمد أبو هشيمة: المستقبل يبدأ من هنا
وفي كلمته، قال النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ومؤسس المسابقة: "هذه المسابقة بدأت من خمس سنين، برؤية واضحة جدًا: تمكين شبابنا الطموح، تحويل أفكارهم المبدعة لمشروعات حقيقية، ومنح الاقتصاد الوطني روح جديدة.. روح فيها ابتكار، وحلم، وطموح".
وأشار "أبو هشيمة" إلى أن الموسم الثالث شهد توسعًا كبيرًا من حيث النطاق وعدد المشاركين وجودة المشروعات، حيث تم تغطية جميع محافظات الجمهورية الـ27، كما تم مضاعفة قيمة الجوائز، وفتح مجالات جديدة تواكب مستقبل الاقتصاد مثل الاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الزراعية.
كما استعرض أبرز الأرقام التي حققتها المسابقة على مدار مواسمها الثلاثة:
• 13،258 شابًا تقدموا للمشاركة من مختلف أنحاء الجمهورية
• تم تحويل أكثر من 14 ألف فكرة ريادية إلى 130 مشروعًا قائمًا
• إجمالي الدعم المالي المقدم عبر 3 مواسم أكثر من 30 مليون جنيه
• تم تقديم أكثر من 30،000 ساعة تدريب وإرشاد وتوجيه
• شارك في دعم المتسابقين 115 مدربًا و30 محكمًا
وأعلن " أبو هشيمة" أن الموسم الرابع من المسابقة سيكون برعاية منظمة العمل الدولية (ILO)، واصفًا ذلك بأنه "خطوة كبيرة تؤكد الثقة الدولية في المسابقة، وتفتح أمام شبابنا أبوابًا جديدة نحو العالمية، والتطوير، والدعم الدولي الحقيقي."
باسل رحمي: المسابقة نموذج لما يجب أن تكون عليه ريادة الأعمال في مصر
من جانبه، قال الدكتور باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، إن "Startup Power" أصبحت تمثل نموذجًا عمليًا ناجحًا لريادة الأعمال في مصر، وأضاف: "نحن في الجهاز نعتز بشراكتنا في هذه المبادرة التي أصبحت حاضنة حقيقية لأفكار الشباب، ونؤمن بأن الاستثمار في العقول الشابة هو الركيزة الأولى لبناء اقتصاد تنافسي شامل".
وتابع: "ما لمسناه من التزام وجدية في تنفيذ هذا البرنامج يجعلنا أكثر إصرارًا على توسيع التعاون وتوفير المزيد من أدوات التمويل والتدريب للمشروعات الواعدة التي تخرج من رحم هذه المسابقة".
أشرف عبد الفتاح: 50 مليون جنيه لتمويل المشروعات الفائزة
وفي هذا السياق، صرّح أشرف عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لشركة بلتون لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قائلًا: "نحن نؤمن بأن دعم ريادة الأعمال هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الاقتصاد المصري، ولذلك حرصنا على أن نكون شريكًا فعّالًا في جميع مراحل مسابقة Startup Power، من مرحلة التقييم وحتى التمويل، سعداء بتمويل مجموعة من المشروعات الواعدة بقيمة تصل إلى 50 مليون جنيه، وملتزمون بمواصلة دعم رواد الأعمال وتمكينهم من تحقيق نمو حقيقي ومستدام".
شراكة دولية للموسم الرابع
وقد شهد الحفل توقيع بروتوكول تعاون جديد بين مؤسسة أبو هشيمة الخير، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، لرعاية الموسم الرابع من المسابقة، في خطوة نوعية تؤكد على البعد الدولي للمبادرة، وتعزز حضورها كمنصة متكاملة للابتكار وريادة الأعمال في مصر، تمهيدًا لانطلاقها عربيًا وعالميًا.