الضيف رقم 6.. المصممة سيمون روشا تروي قصيدة أنثوية في عرض جان بول جوتييه
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
في تعاون فريد من نوعه على عدة مستويات، تعاون كل من سيمون روشا وجان بول جوتييه، في باريس سويا لإطلاق مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024. فسيمون روشا مصممة الأزياء الإيرلندية الصينية، ولأول مرة بتعاون لافت مع دار أزياء عالمية فرنسية، أطلقت مجموعتها المميزة للأزياء الراقية لربيع وصيف 2024، ولأول مرة تضع بصمتها في عالم الأزياء الراقية، حيث كانت متخصصة فقط في تصميم الملابس الجاهزة والمعروفة (Ready To wear).
أبهرتنا المجموعة بالتصاميم اللافتة والمليئة بالأنوثة، وال"غلامور"، مع لمسة روشا الرومانسية الحالمة التي لطالما اعتدنا على رؤيتها، لتأتي مجموعة ربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية، لدار (Jean Paul Gautlier)، مختلفة لهذه السنة، مع لمسة من التناقض الجذاب، بين العصرية والكلاسيكية، الجرأة والرومانسية، تصاميم حالمة بكل ما للكلمة من معنى.
التول بتصاميم متنوعة وحالمةكان من الواضح من خلال إستعراضنا للمجموعة، أن أكثر التصاميم إعتمدت بقماش التول، وهذا ليس بغريب فسيمون روشا تعشق هذا القماش، وهي تعتمده بإستمرار في معظم تصاميمها، وخلال تجربة فريدة من نوعها لسيمون روشا في عالم تصميم الأزياء الراقية ولأول مرة على الإطلاق، إستطاعت من خلال خبرتها ودعم الدار المضيف، من نقل وجهتها وذوقها الرفيع بصورة جديدة، فهذا النوع من التعاونات، هو بثمابة إضافة لكلا الطرفين، حيث تختلط الأفكار، وتتكاثف الجهود، لتكون النتيجة مفاجئة، حيث استلهمت المصممة تصميماتها من عالم رقص الـ"باليه".
كما سيطر التول على أغلبية التصاميم، كما الفساتين ذات صور ظلية دراماتيكية، بالإضافة إلى الكثير من الأقواس، اللؤلؤ والزهور، التي تشتهر بها روشا، مدمجة مع أكسسوارات مستوحاة من البحر، وملابس داخلية تناسب الإطلالات الخارجية، وطبعاً لا نستثني الكورسيهات الجذابة والجريئة.
اقرأ ايضاًالألوان المسيطرة على المجموعة كانت بالمجمل ألوان أساسية، برز فيها البيج الفاتح أو النيود، الأسود، مع حضور لافت للفضي والذهبي. تصاميم حالمة، رومانسية، أحياناً تشعر أنها بسيطة، وأحياناً أخرى تشعر أنها جريئة إستعراضية، بالإضافة إلى بعض الرموز السريالية والرسومات الغريبة التي تموضعت على التصاميم.
جرأة ورومانسية بتصاميم تحاكي الأنوثة الكلاسيكية
ما يميز هذا العرض، أنه كان مليئا بالتناقضات الإيجابية، فبعض التصاميم قماشها جريء، ولكن القصة رومانسية بسيطة، والبعض الآخر من التصاميم، يحمل قصة جريئة وإستعراضية، بقماش بسيط وناعم. قماش التول والطبقات غير المتماثلة، جميعها ساعدت في إعطاء لمسة من الغلامور والأنوثة الطاغية على جميع التصاميم. الأكسسوارات أيضاً، طغت على معظم الإطلالات، خصوصاً القفازات المميّزة، التي تنوع تصميمها بين شفاف، مطرز، وبألوان متنوعة.
كانت هذه المجموعة بمثابة نجاح ضخم فيما يتعلق بالتعاونات الفنية التي تنفذها دار جان بول فهذه المصممة الضيفة رقم 6 التي تنفذ مجموعة أزياء راقية للدار، فكانت المجموعة مثال على الإبداع بأزيائها الخاطفة، فالبسيط منها خاطف للأنظار، بالإضافة إلى أنها تتميز جميعها بالإختلاف، فلا يوجد تصميم مثل الآخر، أو قريب حتى منه، رغم أن القماش المسيطر كان هو التول في معظم التصاميم. تصاميم بالمجمل إستعراضية، بعيدة عن الكلاسيكيات، والتصاميم الروتينية.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: عرض أزياء جان بول جوتييه أزياء أسبوع الموضة في باريس
إقرأ أيضاً:
جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!
صراحة نيوز- بقلم / نضال
لن أكتب أرقامًا يتناقلها الإعلام والسياسيون والمنظمات الإنسانية، ولن أزيدها ولو بياناً واحداً؛ فهي كلها قاصرة، بعيدة عن الواقع في حقّ غزة. فأغلب دول العالم لم تتعلم العدَّ والحساب في عقولها في هذا الزمن لأكثر من أصابع اليد، فكانت الآلة الحاسبة بيد مالك الهيمنة الدولية هي من تقوم بكل أعمالنا الحسابية، دون أن نراجعها فكرياً وإنسانياً بقرار واحد نافذ ولو مرة واحدة. فكيف لعقولنا والعالم اجمع أن تستوعب أو تحاسب وتحسب حال أهل غزة وأطفالها، ونحن أشخاص في اغلبنا لا نملك، في حق كل بيان وتصريح، قبل كل فاعل، إلا أن نقول: “حسبنا الله ونِعم الوكيل”.
عالمنا هو عالمٌ منزوع النخوة والضمير، هو عالمٌ يُمتهن التسويف والتبرير، عالمٌ أكبر مواقفه كلمات في مجلس شيوخ، أو ندوة لمجموعة طلابية، أو مسيرة مليونية، أو خطاب في برلمان لدولة أوروبية، أو اجتماع لمن أطلقوا على أنفسهم منظمات حقوق إنسان او حماية دولية. عالم يعيش صحوة كاذبة وأغلبه عالمٌ يدّعي الصحوة — ولا أتحدث هنا عن الدين، فليس من حقي — عالمٌ تدير بعضَه عصابات، وتتناطح في غيره سياسات، وتتفرد في قوانينه وأحكامه أحياناً شخوصُ غباء وسماسرةُ فنادق وعقارات، حتى وصل بأرعنهم أن يرى في شخصٍ، هو أمكرُ نماذج القتل والدمار، أنه يستحق الترشح لجائزة “رجل السلام”! فياللعار!! فهل من عاقلٍ يقبل كل هذه الدسائس؟ أو يستوعب حال أطفالٍ في غزة يستشهدون لغياب لقمة عيش، أو شربة ماء، أو حبة دواء؟!
في غزة أطفال هم شهداء الإنسانية الصامتة.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص الغذاء، بل لنقص وجبة إنسانية في مجتمعٍ يدّعي أنه من الأخيار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص شربة ماء، بل لجفاف ماء وجهِ عالمٍ لا ترى في ملامحه غير رعونة من يدّعون أنهم من الأبرار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لقلة أو ندرة أو تأخر وصول دواء، بقدر غياب جرعة مسؤولية دولية حقيقية تقف خلفهم، ومعهم، وتُسند آخر رمق حياة في أعلى نقطة في سمائهم فهم باذن الله من الأبرار. في غزة، جوعاهم في الجنة.. وبياناتُ العالم كلها رمادٌ وسط النار!
في دعم غزة، وبعد اشهر طويلة لن تجد كما هو الأردن، بكل طاقاته وفئاته ومؤسساته وأفراده، وفوق كل ذلك سياسته وقيادته، من يبذل ويعيش ما يُفترض أن يكون سكونَ ليله قبل حركة نهاره، في دعم وصمود وحياة أطفال ونساء وشيوخ بين القصف وركام الدمار، ممن أنهكتهم بياناتُ الشجب الدولية والاستنكار، والدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، أو إغاثة من اختاره الله لجواره، رحمةً بهم ولهم، من العيش بين مجموعة من يدّعون أنهم بشر، ولكن في أغلبهم هم ثلة أشرار.
في غزة، متى سيستفيق العالم ويصل إلى مستوى الإنسانية أو الصدق في القرار؟ ومتى يتعلم العالم من الأردن ما يبذله، بكامل الهمّة والصدق والنخوة والإصرار، في زمنٍ غاب فيه كل الأخيار؟ في غزة اكبر من الشهادة والصمود، في غزة، شوكة اصحاب حق غرسها ابناؤها هم فقط وليس غيرهم، في حلق المستوطن والمحتل غصة، وكل اعوانه من عالم قائم على الاستهتار، بروح وبركة طفل شهيد يسكن ارضاً يدعي مغتصبها انه شعب الله المختار.